1292 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2، والمدارسة، والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله الديني)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1292 – قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا مكي حدثنا عبد الله بن سعيد عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال صلى الله عليه وسلم منبري هذا على ترعة من ترع الجنة.
————————
هذا الحديث رجاله رجال الصحيح.
قوله: “منبري على ترعة”، قال السندي: هي بضم تاء وسكون راء وبعين مهملة، هو في الأصل الروضة على المكان المرتفع، يعني أن العبادة في هذا الموضع تؤدى إلى الجنة، فكأنه قطعة منها، وقيل: الترعة الدرجة، وقيل: الباب. قال الألباني: زاد ابن سعد: ” قال: و الترعة الباب “. و إسناده
حسن.
والحديث صححه الألباني الصحيحة 2363 ومحققو المسند14/ 338
في الصحيحين خ 1196 ومسلم1391 من حديث أبي هريرة مرفوعا «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي»
قال النووي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)
ذكروا في معناه قولين أحدهما: أن ذلك الموضع بعينه ينقل إلى الجنة، والثاني: أن العبادة فيه تؤدي إلى الجنة. ” شرح مسلم ”
قال ابن حجر في الفتح 6/ 123: أي ينقل يوم القيامة فينصب على الحوض، وقال الأكثر المراد منبره بعينه الذي قال هذه المقالة وهو فوقه، وقيل المراد المنبر الذي يوضع له يوم القيامة، والأول أظهر. ويؤيده حديث أبي سعيد المتقدم وقد رواه الطبراني في ” الكبير ” من حديث أبي واقد الليثي رفعه ” إن قوائم منبري رواتب في الجنة ” وقيل معناه أن قصد منبره والحضور عنده لملازمة الأعمال الصالحة يورد صاحبه إلى الحوض ويقتضي شربه منه، والله أعلم.
والحديث الذي رواه الطبراني: صححه الألباني في الصحيحة 2050
قال السندي: قوله: “رواتب في الجنة” الرتوب: الثبوت والدوام، والرواتب جمع راتبة، وهذا إما كنايةٌ عن ثبوت المنبر له في الجنة، أو بيان أن منبره الذي كان له في الدنيا يُنقل إلى الجنة، فيصير ثابتاً ثمة، أو أنه كان ثمة، ونقل إلى الدنيا، ولا يصحُّ هذا الوجه إلا بأن يُراد مادة المنبر وأصله في
الجملة، وهو إشارة إلى أنه في روضة من رياض الجنة، فقد جاء حديث: “ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة”. ففي هذا الحديث دلالة على دخول الغاية في ذلك الحديث، فليتأمل.
// تحقيق المسند (44/ 78)