1285 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2، والمدارسة، والتخريج رقم 1،والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله الديني)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1285 – قال الإمام الترمذي رحمه الله: حدثتا الحسن بن عرفة قال حدثني عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن عمرو عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك.
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من حديث محمد بن عمرو عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعرفه إلا من هذا الوجه وقد روي عن أبي هريرة من غير هذا الوجه.
* قال الإمام الترمذي رحمه الله: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا محمد بن ربيعة عن كامل أبي العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر أمتي من ستين سنة إلى سبعين سنة.
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من حديث أبي صالح عن أبي هريرة وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة.
———————-
– صححه الألباني في الصحيحة (757)
– قوله: (عمر أمتي من ستين سنة إلى سبعين)
قيل معناه آخر عمر أمتي ابتداؤه إذا بلغ ستين سنة وانتهاؤه سبعون سنة وقل من يجوز سبعين. وهذا محمول على الغالب بدليل شهادة الحال فإن منهم من لم يبلغ ستين سنة، ومنهم من يجوز سبعين ذكره الطيبي رحمه الله. قال القاري بعد نقل كلام الطيبي هذا: وفيه أن اعتبار الغلبة في جانب الزيادة على سبعين واضح جدا، وأما كون الغالب في آخر عمر الأمة بلوغ ستين في غاية من الغرابة المخالفة لما هو ظاهر في المشاهدة. فالظاهر أن المراد به أن عمر الأمة من سن المحمود الوسط المعتدل الذي مات فيه غالب الأمة ما بين العددين، منهم سيد الأنبياء وأكابر الخلفاء، كالصديق والفاروق وغيرهم من العلماء والأولياء، مما يصعب فيه الاستقصاء انتهى. وقال الحافظ في الفتح بعد ذكر هذا الحديث. قال بعض الحكماء: الأسنان أربعة سن الطفولية ثم الشباب ثم الكهولة ثم الشيخوخة وهي آخر الأسنان، وغالب ما يكون ما بين الستين والسبعين، فحينئذ يظهر ضعف القوة بالنقص والانحطاط. فينبغي له الإقبال على الآخرة بالكلية لاستحالة أن يرجع إلى الحالة الأولى من النشاط والقوة انتهى./ تحفة الأحوذي ((6) / (442) – (443))
ويدل عليه حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعذر الله إلى امرئ أخر أجله، حتى بلغه ستين سنة» رواه البخاري6419.
– قال ابن بطال: إنما كانت الستون حدا لهذا لأنها قريبة من المعترك وهي سن الإنابة والخشوع وترقب المنية فهذا إعذار بعد إعذار لطفا من الله بعباده حتى نقلهم من حالة الجهل إلى حالة العلم، ثم أعذر إليهم فلم يعاقبهم إلا بعد الحجج الواضحة وإن كانوا فطروا على حب الدنيا وطول الأمل لكنهم أمروا بمجاهدة النفس في ذلك ليتمثلوا ما أمروا به من الطاعة وينزجروا عما نهوا عنه من المعصية. وفي الحديث إشارة إلى أن استكمال الستين مظنة لانقضاء الأجل./ راجع الفتح
– قال القاري: وأكثر ما اطلعنا على طول العمر في هذه الأمة من المعمرين في الصحابة والأئمة سن أنس بن مالك فإنه مات وله من العمر مائة وثلاث سنين وأسماء بنت أبي بكر ماتت ولها مائة سنة، ولم يقع لها سن ولم ينكر في عقلها شيء وأزيد منهما عمر حسان بن ثابت مات وله مائة وعشرون سنة عاش منها ستين في الجاهلية وستين في الإسلام، وأكثر منه عمرا سلمان الفارسي فقيل عاش مائتين وخمسين سنة وقيل ثلثمائة وخمسين سنة والأول أصح./ تحفة الأحوذي
قلت (سيف)
قال الشوكاني: لم يصب من ذكره في الموضوعات، فقد صححه ابن حبان والحاكم وحسنه الترمذي، وله طرق أخر. انتهى
وحسنه ابن حجر (راجع كتابه الأربعون المتباينة السماع)
قال ابن مندة: هذا اسناد حسن مشهور عن المحاربي.
-وراجع لطائف المعارف حيث ذكر آثار فيها الإتعاظ بالعمر.
– هذا يشمل أمة الدعوة فيشمل المسلم والكافر.
– بوب البيهقي: باب من بلغ ستين سنه فقد أعذر، وذكر هذه الأحاديث، وحديث (نعمتان مغبون فيها كثير من الناس الصحة والفراغ) أخرجه البخاري.
– تكلم الفقهاء حول المدة التي ينتظرها المفقود، فمن قال تسعين سنة استدل بهذا الحديث (راجع المغني 7/ 206)
– ذكر ابن كثير حديث حذيفة أنه قال: يا رسول الله انبئنا بأعمار أمتك قال: ما بين الخمسين إلى الستين، قالوا: يا رسول الله فأبناء السبعين قال: قلَّ من يبلغها، رحم الله أبناء السبعين، ورحم الله أبناء الثمانين،
وفيه راو متكلم فيه
ونقل الشيخ مقبل في الشفاعة حديث غريب:
– وقال البزار رحمه الله كما في “تفسير ابن كثير” رحمه الله (ج3 ص208): عن عبدالله بن شبيب (1) عن أبي شيبة عن عبدالله بن عبدالملك عن أبي قتادة العدوي عن ابن أخي الزهري عن عمه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ((ما من عبد يعمّر في الإسلام أربعين سنةً إلاّ صرف الله عنه أنواعًا من البلاء: الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ خمسين سنةً ليّن الله له الحساب، فإذا بلغ ستين سنةً رزقه الله الإنابة إليه بما يحبّ، فإذا بلغ سبعين سنةً غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر (2)، وسمّي أسير الله وأحبّه أهل السّماء، فإذا بلغ الثّمانين تقبّل الله منه حسناته وتجاوز عن سيّئاته، فإذا بلغ التّسعين غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وسمّي أسير الله في أرضه، وشفّع في أهل بيته)).
– وقال البيهقي في “الزهد” كما في “اللآلي المصنوعة” (ج1 ص144): حدثنا أبوعبدالله الحافظ وغيره قالوا: حدثنا أبوالعباس (3) محمد بن يعقوب حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبدالله بن محمد بن رمح بن المهاجر أنبأنا ابن وهب عن حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن أنس به.
قال السيوطي نقلاً عن الحافظ: وهذا أمثل طرق الحديث فإن رجاله ثقات، وبكر بن سهل وإن كان النسائي تكلّم فيه فقد توبع عليه، قال إسماعيل بن الفضل الاخشيد في “فوائده”: حدثنا أبوطاهر بن عبدالرحيم حدثنا أبوبكر بن المقري حدثنا أبوعروبة الحراني حدثنا مخلد بن مالك حدثنا الصنعاني، هو حفص بن ميسرة به.
قال أبو عبدالرحمن-يعني الشيخ مقبل -: غالب أسانيد هذه الأحاديث تدور على مجروحين ومجاهيل إلا الحديث الذي رواه البيهقي في “الزهد” مع متابعة بكر بن سهل، فالذي يظهر لي أن الحديث بمجموع طرقه صالح للحجية. والله أعلم.
وإن كنت تريد المزيد راجعت “القول المسدد في الذبّ عن مسند أحمد” ص (29) -إلى آخر البحث حول الحديث-، و”اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة” (ج1 ص138) -إلى آخر البحث حول الحديث-، و”الخصال المكفرة” للحافظ ابن حجر (ج1 ص264) -من الرسائل المنيرية- و”مجمع الزوائد” (ج10 ص205 – 206)، فقد قال في بعض طرق حديث أنس: رواه البزار بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات. انتهى كلام الشيخ مقبل من كتابه الشفاعه
قلت: لكن المعلمي رد هذه المتابعات بكلام نفيس في حاشيته على الفوائد 482 وأورده محقق القول المسدد مختصرا في تعقبه على ابن حجر
فالحديث منكر لا يصح.