1281 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2، والمدارسة، والتخريج رقم 1،والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله المشجري)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1281 – قال الإمام أحمد رحمه الله (ج (2) ص (513)): حدثنا ابن عامر، أخبرنا أبو بكر، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة، قال: دخل رجل على أهله، فلما رأى ما بهم من الحاجة، خرج إلى البرية، فلما رأت ذلك امرأته قامت إلى الرحى، فوضعتها، وإلى التنور فسجرته، ثم قالت: اللهم ارزقنا، فنظرت فإذا الجفنة قد امتلأت، قال: وذهبت إلى التنور فوجدته ممتلئا، قال: فرجع الزوج، قال: أصبتم بعدي شيئا؟ قالت امرأته: نعم من ربنا، قام إلى الرحى. فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((أما إنه لو لم يرفعها، لم تزل تدور إلى يوم القيامة)).
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه اللهُ: هذا حديث صحيح، رجاله رجال الصحيح، وابن عامر هو الأسود بن عامر الملقب بشاذان.
* وقال الإمام إبراهيم الحربي في ” إكرام الضيف ” ص (46): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ , فَرَأَى مَا بِهِمْ مِنْ حَاجَةٍ , فَخَرَجَ إِلَى الْبَرِيَّةِ , فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مَا نَعْتجِنُ وَنَخْبِزُ , فَإِذَا الرَّحَى تَطْحَنُ , وَإِذَا التَّنُّورُ مَلْأَى جَنُوبَ شِوَاءٍ , فَجَاءَ زَوْجُهَا , فَقَالَ: أَعِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ , رِزْقُ اللَّهِ , فَرَفَعَ الرَّحَى , فَكَنَسَ مَا حَوْلَهَا , فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: ((لَوْ تَرَكَهَا لَدَارَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)).
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه اللهُ: أحمد بن يونس هو أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي، نسب إلى جده.
* وقال البزار كما في ” كشف الأستار ” (ج (4) ص (267)): حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ أَهْلَهُ، فَرَأَى مَا بِهِمْ مِنَ الْحَاجَةِ، فَخَرَجَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مَا نَطْحَنُ أَوْ مَا نَعْجِنُ وَنَخْبِزُ، فَإِذَا الْجَفْنَةُ مَلأَى خُبْزًا، وَالرَّحَا تَطْحُنُ، وَالتَّنُّورُ مَلأَى جُنُوبَ شِوَاءٍ، فَجَاءَ زَوْجُهَا، فَقَالَ: عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: رِزْقُ اللَّهِ أَوْ قَدْ رَزَقَ اللَّهُ، فَرَفَعَ الرَّحَا، فَكَنَسَ حَوْلَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَوْ تَرَكَهَا لَطَحَنَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)).
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ هِشَام إِلا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ.
———————
أولاً: ما يتعلَّق بسند الحديث:
* يُلاحظ من الأسانيد التي ساقها الشيخ مقبل أنها كلها ترجع إلى أبي بكر – وهو ابن عياش – عن هشام – وهو ابن حسان – عن محمد – وهو ابن سيرين – عن أبي هريرة.
* هذا الحديث في الصحيحة 2937 بالسند المذكور آنفاً، وقد ذكر الشيخ الألباني طريقين آخرين:
– الطريق الأول: فيه أبو صالح عبدالله بن صالح وفيه ضعف.
– الطريق الثاني: فيه شهر بن حوشب ضعيف، وفي حديثه زيادات منكرة.
* وقد ذكر الحديث في السلسلة الضعيفة برقم 5406، وذكر سند الإمام أحمد، ثم ساق الحديث الذي فيه شهر بن حوشب مع متنه، لكن الشيخ الألباني لم يعلّق على الحديث؛ فقال الناشر للسلسلة الضعيفة: (كذا أصل الشيخ – رحمه الله -، لم يحكم عليه، والحديث بهذا اللفظ ثابت؛ كما في ” الصحيحة ” (6/ 1052)، ولعل الشيخ – رحمه الله – أورده هنا من أجل طريق شهر الآتية؛ فإنه قال في ” الصحيحة ” هناك: ” وشهر بن حوشب ضعيف، وفي حديثه زيادات منكرة “).
* قال البزار: (لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ هِشَام إِلا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ).
وقال الطبراني في ” الأوسط “: (لم يروه عن محمد بن سيرين إلا هشام، ولا عنه إلا أبو بكر، تفرد به أحمد).
ذكر الشيخ الألباني في الصحيحة، أن قول البزار أدق من قول الطبراني؛ فإن قول الطبراني (تفرد به أحمد) أي: أحمد بن يونس، لا يصح فقد روى عن أبي بكر بن عياش الأسودُ بن عامر كما في رواية أحمد التي ذكرها الشيخ الوادعي.
* قال الهيثمي في ” مجمع الزوائد ” بعد أن ساق رواية أحمد: (رواه أحمد والبزار … ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه ورجالهم رجال الصحيح غير شيخ البزار وشيخ الطبراني وهما ثقتان).
* ذكر الذهبي هذا الحديث في الميزان (4/ 500) في ترجمة أبي بكر بن عياش، إشارةً إلى نكارة هذا الحديث؛ وهو – أي: أبو بكر -وإن كان من رجال البخاري إلا أن له أغاليط كما ذكر ذلك الإمام أحمد وغيره.
* وقد ذكر هذا الحديث أيضاً العقيلي في ” الضعفاء ” (2/ 189) في ترجمة أبي بكر بن عياش، ثم قال: (يَرْوِي أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْبَصْرِيِّينَ، عَنْ حُمَيْدٍ وَهِشَامٍ غَيْرَ حَدِيثٍ مُنْكَرٍ، وَيُخْطِئُ عَنِ الْكُوفِيِّينَ خَطَأً كَثِيرًا).
ثم ساق رواية موقوفة وقال: (وَهَذَا أَوْلَى مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ).
* وقال الإمام أحمد كما في ” منتخب علل الخلال “: (ما أدري أيْش هذا، أبو بكر يضطرب عن هؤلاء).
* وقال ابن كثير في ” البداية والنهاية ” (6/ 131): (وهذا الحديث غريب سندا ومتنا).
* يراجع تحقيق الشيخ سيف في كشف الأستار لهذا الحديث.
ثانياً: ما يتعلَّق بمتن الحديث:
* وردت زيادة في رواية أحمد أن أبا هريرة قال: (شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ((والله، لأن يأتي أحدكم صيراً، ثم يحمله يبيعه فيستعف منه، خير له من أن يأتي رجلا يسأله)).
* فيه إشارة إلى أن العبد يسعى في طلب الحلال ما أمكنه الوقت، ويقتضيه الحال.
* يراجع في هذا الباب كتاب ” ذم المسألة ” للشيخ مقبل الوادعي رحمه الله فقد ذكر بعض الآيات، و 117 حديثاً وفيها بعض الأحاديث المكررة، وجعلها على أبواب متعددة كالتالي:
1 – صبر النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة على الفقر والجوع والعري، وذكر فيه 28 حديثاً.
2 – فضل الصدقة، وذكر 18 حديثاً.
3 – الشفاعة في الصدقة، وذكر 3 آيات، وحديثا واحدا
4 – الحض على الصدقة، وذكر آيتين، و 6 أحاديث.
5 – الصدقة ليست مختصة بالإعطاء، وذكر حديثا واحدا
6 – على كل مفصل صدقة، وذكر حديثا واحدا.
7 – فضل صدقة السر، وذكر حديثا واحدا.
8 – ما جاء في جهد المقل، وذكر حديثا واحدا.
9 – من بدأ بالصدقة فاقتدى به غيره، وذكر حديثا واحدا.
10 – من تصدق بجميع ماله إذا كان واثقاً، وذكر حديثا واحدا.
11 – ابدأ بمن تعول، وذكر حديثين.
12 – الصدقة عن ظهر غنى، وذكر 8 أحاديث.
13 – الكفاف والقناعة، وذكر 7 أحاديث.
14 – ما جاء في ذم البخل والتحذير منه، وذكر 5 أحاديث.
15 – ما جاء في طول الأمل، وذكر 13 حديثاً.
16 – أخذ البيعة على الناس على ألا يسألوا الناس شيئاً، وذكر 6 أحاديث.
17 – تحريم السؤال لغير حاجة، وذكر 8 أحاديث.
18 – فضل ترك السؤال، وذكر حديثين.
19 – من تحل له المسألة، وذكر حديثا واحدا.
20 – سؤال السلطان، وذكر حديثا واحدا.
21 – من غضب إذا لم يُعطَ، وذكر آية، وحديثين.