1275 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2، والمدارسة، والتخريج رقم 1،والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله المشجري)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1275 – قال الإمام الترمذي رحمه الله ((544) / (9)): حدثنا محمد بن بشار حدثنا صفوان بن عيسى حدثنا محمد بن عج?ن عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هـريرة: أن رج? كان يدعو بإصبعيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحِّد أحِّد)).
هـذا حديث حسن غريب.
ومعنى هـذا الحديث: إذا أشار الرجل بإصبعيه في الدعاء عند الشهادة, ? يشير إ? بإصبع واحدة. ا. هـ
وأخرجه النسائي ((38) / (3)).
وقال الإمام أحمد رحمه الله ((420) / (2)): حدثنا عبد الله بن محمد (2)، قال: عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا منه، حدثنا حفص بن غياث، عن ا?عمش، عن أبي صالح، عن أبي هـريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بسعد وهـو يدعو، فقال: ((أحِّد أحِّد)).
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه اللهُ: هذا حديث صحيح, رجاله رجال الصحيح. وعبدالله بن محمد, هو ابن أبي شيبة, وزيادة أحمد في نسبه خطأ مطبعي, أو من الناسخين, إذ هو عبدالله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان.
وأخرجه أبو يعلى ((421) / (10)) فقال رحمه الله: حدثنا أبو هـمام، حدثنا حفص بن غياث، عن هـشام، عن ابن سيرين، عن أبي هـريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رج? يدعو بإصبعيه جميعا فنهاه، وقال: ((بإحداهـما، باليمين))
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه اللهُ: وهذا حديث حسن, من أجل أبي همام الوليد بن شجاع, فهو مع الحديث بالسند الأول صحيح لغيره, والله أعلم.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في ” المصنف ” ((381) / (1)) فقال رحمه: حدثنا حفص بن غياث … به.
وأخرجه الطبراني في ” الدعاء ” ((887) / (2)) فقال رحمه الله: حدثنا عبيد بن غنام, ثنا أبو بكر بن أبي شيبة …. به.
————————
أولاً: ما يتعلَّق بسند الحديث:
* هذا الحديث قال الألباني عنه: حسن صحيح, وصححه محققو سنن الترمذي ((157) / (6)).
* وهذا الحديث سبق في الصحيح المسند برقم (368) وهو في سنن أبي داود (1499) ولكن من مسند سعد بن أبي وقاص وسنده: ثنا زهير بن حرب, أخبرنا أبو معاوية, أخبرنا الأعمش, عن أبي صالح, عن سعد بن أبي وقاص وفيه أن الرجل الذي مرَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم هو سعد نفسه, صحح هذه الرواية الشيخ الألباني, ومحققو سنن أبي داود وهي التي رجحها الدارقطني في العلل ((397) / (4)) فقال: (ولم يتابَع حفص على قوله, وقول أبي معاوية أشبه بالصواب).
فرجح أنها من مسند سعد بن أبي وقاص, وخطَّأ حفص بن غياث في جعل الحديث من مسند أبي هريرة.
* وقال الحاكم في المستدرك ((727) / (1)) برقم (2018): (فأما حديث أبي معاوية فهو صحيح على شرطهما إن كان أبو صالح السمان سمع من سعد).
قال محققو المسند ((259) / (15)): (قد ذكر المزي في ترجمة أبي صالح من تهذيب الكمال ((513) / (8)) أنه سأل سعداً مسألة في الزكاة, وشهد يوم الدار زمن عثمان, وصرَّح الذهبي في السير ((36) / (5)) أنه سمع منه, وذكر أنه ولد في خلافة عمر).
* رواية الإمام أحمد الثانية فيها (عبدالله بن محمد بن أحمد) خطَّأ الشيخ مقبل زيادة (أحمد) في نسبه, وكذلك خطَّأ هذه الزيادة محققو المسند; فإن اسم جده إبراهيم وليس في آبائه من اسمه أحمد.
* وأما رواية أبي يعلى من طريق هشام – وهو ابن حسان – عن ابن سيرين عن أبي هريرة ..
قال البزار ((313) / (17)): (لا نعلم روى هذه الأحاديث عن هشام بن حسان إلا مخلد بن حسين)
وكذلك قال الطبراني في المعجم الأوسط (3550): (لم يروِ هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا مخلد بن حسين تفرد به مسلم الجرمي)
قال محققو المسند (ومخلد ثقة, ومسلم صدوق له ترجمة في تاريخ بغداد ((100) / (13)) ولسان الميزان ((32) / (6)) , ثم لم يتفرد به ; فقد رواه عن هشام حفص بن غياث … .)
ورواية حفص بن غياث الأخيرة هي التي في مسند أبي يعلى.
ثانياً: ما يتعلَّق بمتن الحديث وفوائده:
* أشار سعد بن أبي وقاص في أثناء تشهده في الصلاة بسبابتيه, فدلَّه النبي صلى الله عليه وسلم بالصواب وهي الإشارة بالسبابة من اليد اليمنى وهي التي تدل عليها رواية أبي يعلى حيث قال عليه السلام ((بإحداهما, باليمين)) ووردت رواية عند ابن أبي شيبة ((بإصبع واحدة باليمنى)).
وقال صاحب ‘ مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ‘: (الظاهر أنهما المسبِّحتان).
* هذا الدعاء كان في تشهد الصلاة, وهذا ما يدل عليه صنيع النسائي حيث أورد هذا الحديث في أبواب التشهد, ذكر ذلك الأثيوبي في شرح هذا الحديث.
* قوله ((أحِّد أحِّد)): قال ابن الأثير في النهاية ص (28): (أي: أشِّر بأصبع واحدة لأن الذي تدعو إليه واحد وهو الله تعالى).
وقال صاحب العون: (أي: أشِّر بواحدة ليوافق التوحيد المطلوب بالإشارة).
وقال العيني في شرح أبي داود ((410) / (5)): (أصله: وحِّد , قُلبت الواو همزة, أمرٌ من وحَّد يُوحد توحيداً).
وقال الشيخ عبدالمحسن العباد في شرح سنن أبي داود: (هذا مثل: وحِّد وحِّد , ومثل: وكِّد و أكِّد , أرِّخ, وورِّخ)
* قوله (كان يدعو بأصبعيه) قال الأثيوبي في شرح النسائي ((67) / (15)): (فإن قيل: التشهد ذكر لا دعاء … أجيب بأنَّ التشهد ذِكر ودعاء ; فإنَّ قوله: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .. ) وإن كان خبراً لكنه بمعنى الإنشاء وهو الدعاء, وأيضاً الذِكرُ دعاءٌ; إذ الثناء على الكريم تعرُّضٌ لعطائه كما قال الشاعر:
أَأَذْكُرُ حاجَتي أمْ قدْ كفاني
ثنائي إنَّ شيمَتَكَ الحَياءُ
إذا أثنى عليكَ المرءُ يوماً
كفاهُ مِن تعرُّضِه الثناءُ
* ذكر صاحب عون المعبود ((174) / (2)) خمس هيئات في وضع اليمنى على الفخذ حال التشهد فلتراجع.
* ذكر ابن رجب في جامع العلوم والحكم ص (192) – (196) في شرح حديث أبي هريرة ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً .. )) الحديث, أسباب إجابة الدعاء المذكورة في الحديث ومنها: رفع اليدين في الدعاء, عند قوله صلى الله عليه وسلم: ((يمُدُّ يديه إلى السماء .. )) ثم أتبعها بذكر بعض صفات رفع اليدين في الدعاء وذكر فيها خمس صفات فيها.
* ورد في سنن أبي داود برقم (1489) عن ابن عباس موقوفاً: (المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهـما وا?ستغفار أن تشير بأصبع واحدة وا?بتهال أن تمد يديك جميعا)
أما المرفوع فإنه معلول راجع العلل لابن أبي حاتم ((2099)) رجح فيه أبوزرعة رواية سفيان بن عيينة الموقوفة على ابن عباس.
أما الرواية المرفوعة فقد ذكر استاذنا سيف بن دورة أنها معلولة في تعليقه على سنن أبي داود رقم (1491).
وأما معناها: فقد قال الطيبي: (أدب الاستغفار الإشارة بالسبابة سباًّ للنفس الأمارة والشيطان والتعوذ منهما, وقيَّده بواحدة لأنه يُكره الإشارة بأصبعين .. ثم ذكر حديث الباب.