1271 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف سيف بن دورة
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3، والمدارسة، والتخريج رقم 1،والاستفادة
وممن شارك الأخ محمد الشبلي
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله الديني)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1271 – قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا حسن حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صلى الله عليه وسلم لقد أعطى أبو موسى مزامير داود.
* وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا روح حدثنا محمد بن أبي حفصة قال حدثنا الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه و سلم سمع عبد الله بن قيس يقرأ فقال لقد أعطى هذا من مزامير آل داود النبي عليه السلام.
هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح.
* واخرجه ابن حبان كما في موارد الضمآن فقال: أخبرنا ابن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو ابن الحارث عن ابن شهاب أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره أن أبا هريرة حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة أبي موسى الأشعري قال لقد أوتي هذا من مزامير آل داود.
* قال الإمام أبو عبدالله بن ماجه رحمه الله: حدثنا محمد بن يحيى حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فسمع قراءة رجل فقال من هذا فقيل عبد الله بن قيس فقال لقد أوتي هذا من مزامير آل داود.
هذا حديث حسن بهذا الإسناد.
———————
** الفوائد:
– الحديث أخرجه البخاري (5048) و مسلم (793) من حديث أبي موسى، و جاء في الصحيح المسند (1565) من حديث عائشة.
– قال الطحاوي في”شرح مشكل الآثار ” (8/ 61):
بمعنى: مزمارا من مزامير داود صلى الله عليه وسلم. والآل صلة ; لأن المزامير إنما كانت لداود صلى الله عليه وسلم لا لغيره من آله، ولا ممن سواهم، ومن ذلك ما هو أجل من هذا، وهو قوله عز وجل: {أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} [غافر: 46]، لا لإخراج فرعون منهم، وهو داخل فيهم.
– قال النووي: قال القاضي: أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقراءة وترتيلها. قال أبو عبيد: والأحاديث الواردة في ذلك محمولة على التحزين والتشويق. قال: واختلفوا في القراءة بالألحان فكرهها مالك والجمهور لخروجها عما جاء القرآن له من الخشوع والتفهم، وأباحها أبو حنيفة وجماعة من السلف للأحاديث، ولأن ذلك سبب للرقة وإثارة الخشية وإقبال النفوس على استماعه. قلت: قال الشافعي في موضع: أكره القراءة بالألحان، وقال في موضع: لا أكرهها. قال أصحابنا: ليس له فيها خلاف، وإنما هو اختلاف حالين، فحيث كرهها أراد إذا مطط وأخرج الكلام عن موضعه بزيادة أو نقص أو مد غير ممدود وإدغام ما لا يجوز ونحو ذلك، وحيث أباحها أراد إذا لم يكن فيها تغير لموضوع الكلام. والله أعلم. ” شرح مسلم للنووي ”
_ نقل ابن حجر الاجماع على استحباب سماع القرآن من ذي حسن الصوت. ” الفتح ” (9/ 92).
قلت (سيف): ذكر الدارقطني الاختلاف في وصل الحديث وإرساله وقال: ويشبه أن يكون قول من قال عن أبي هريرة محفوظاً؛ لأنهم زادوا وهم ثقات … العلل (288/ 9).
– تكلم ابن تيمية على السماع المبتدع من التغبير والمكاء والتصدية وعابه وذمه، وحث على سماع القرآن (مجموع الفتاوى76/ 1،10/ 77،346/ 11،571/ 11،599/ 11،627/ 11،634/ 11)
– راجع لحكم التغني بالقرآن مقدمة ابن كثير في تفسيره، وكذلك مقدمة القرطبي، وفتح الباري لابن حجر في باب التغني بالقرآن.
فمما ذكر ابن كثير حديث (لم يأذن الله لشئ، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن يجهر به) أخرجه البخاري 7544،ومسلم 792 وقال: ومعناه: أن الله ما استمع لشيءٍ كاستماعه لقراءة نبي يجهر بقراءة ويحسنها …
ثم ذكر حديث (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) وقال: فهم السلف من التغني هو تحسين الصوت به وتحزينه، والتخشع به؛ … والمراد الانقياد للطاعة، …. فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي، فالقرآن ينزه عن هذا ويجل، … وإن خرج به إلى التمطيط الفاحش الذي يزيد بسببه حرفاً أو ينقص حرفاً فقد اتفق العلماء على تحريمه انتهى مخلصاً من عشر ورقات
قال ابن حجر: إن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم؛ لأن للتطريب تأثير في رقة القلب وإجراء الدمع، وكان بين السلف اختلاف في جواز القراءة بالإلحان أما تحسين الصوت وتقديم حسن الصوت فلا نزاع في ذلك.
ثم نقل خلافهم في القراءة بالألحان، وقال: ومحل ذلك إذا لم يختل شيء من الحروف عن مخرجه فلو تغير، قال النووي في التبيان: أجمعوا على تحريمه، ثم نقل كلامه وهو بمعنى كلام ابن كثير.
وقال ابن حجر: ويجب عند مراعاة الأنغام مراعاة الأداء.
– وقال ابن حجر أيضا: أما ترتيل القرآن فهو تبيين حروفها والتأني في أدائها ليكون أدعى إلى فهم معانيها.
وذكر كذلك أنه لا يمنع الإسراع، إنما الممنوع الإسراع المفرط وقد أنكر ابن مسعود على الذي قرأ المفصل في ليلة قال له: هذًّا كهذِّ الشعر، أما الإسراع الذي معه تدبر فجائز بدليل حديث (خفف على داود القرآن حتى إنه كان يأمر بدوابه فتسرج فيفرغ من القرآن) … ثم تكلم على أنه قد يكون الترتيل أفضل وقد يكون الإسراع أفضل، وشبهه برجل تصدق بجوهرة عظيمة وآخر بجواهر كثيرة، فقد تكون الجوهرة أفضل أو العكس.
– والبخاري بوب أبواب كثيرة في قراءة القرآن، فمنه باب الترجيع.
والترجيع هو قدر زائد على الترتيل،
وأفادنا الأخ محمد الشبلي أن للتوربشتي نقلاً مهماً في مسألة التغني بالقرآن فقال:
قال التوربشتي في الميسر في شرح حديث البراء: زينوا القران بأصواتكم.
قال: “وقد اغتر بظاهر الحديث أقوام، عدل بهم الهوى عن منهج الحق، فتاهوا في محارة الإفراط، فتدرجوا في تحسين الصوت مع التجويد إلى التزنيد في الألحان، والأخذ بكتاب الله مأخذ الأغاني، وكان أول من قرأ بالألحان على ما بلغنا عبيد الله بن أبي بكرة، وكان يقرأ قراءة حزن، فورثه منه ابن ابنه عبيد الله بن عمر بن عبيدالله، وإليه تنسب قراءة العمري، وأخذ عنه الإباضي، ثم أخذ عن الإباضي سعيد العلاف، وكان الهشيم وأبان وابن أعين يدخلون في القراءة من ألحان الغناء والحداء.
والقراءة على الوجه الذي يهيج الوجد في قلوب السامعين، ويورث الحزن، ويجلب الدمع مستحبة، ما لم يخرجه التغني عن التجويد، ولم يصرفه عن مراعاة النظم في الكلمات والحروف، فإذا انتهى إلى ذلك عاد الاستحباب فيه كراهة.
وأما الذي أحدثه المتكلفون، وأبدعه المرتهنون بمعرفة الأوزان وعلم الموسيقى، فيأخذون في كلام الله مأخذهم في النشيد والغزل والمرثيات، حتى لا يكاد السامع يفهمه من كثرة النغمات والتقطيعات، فإنه أشنع البدع … “. ا. ه-
الميسر في شرح المصابيح (2/ 510 – 511).
فكأنه قسم التغني إلى ثلاث أقسام
مستحب، مكروه، محرم. انتهى