127 مختلف الحديث
مشاركة عبدالله المشجري، ومحمد بن دورة، و عبدالله البلوشي أبي عيسى وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
كيف التوفيق بين حديث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله عز وجل قد حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام)) أخرجه أحمد (4/ 8)، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (1301).
وحديث العجوز التي دلت على عظام يوسف عليه الصلاة والسلام: السلسلة الصحيحة (313) – أخرج أبو يعلى في» مسنده «((344) / (1)) والحاكم ((2) / (404) – (405)، (571) –
(572)) من ثلاث طرق عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى قال:
» أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- أعرابيا فأكرمه فقال له: ائتنا، فأتاه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (وفي رواية: نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأعرابي فأكرمه، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تعهدنا ائتنا، فأتاه
الأعرابي فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:) سل حاجتك، فقال: ناقة برحلها وأعنزا يحلبها أهلي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ” أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؟ فقال أصحابه: يا رسول الله وما
عجوز بني إسرائيل؟ قال: إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر، ضلوا الطريق
فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم: نحن نحدثك، إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا
موثقا من الله أن لا يخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا، قال: فمن يعلم موضع
قبره؟ قالوا: ما ندري أين قبر يوسف إلا عجوز من
بني إسرائيل، فبعث إليها
فأتته فقال: دلوني على قبر يوسف، قالت: لا والله لا أفعل حتى تعطيني حكمي،
قال: وما حكمك؟ قالت: أكون معك في الجنة، فكره أن يعطيها ذلك فأوحى الله
إليه أن أعطها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء، فقالت: انضبوا
هذا الماء فأنضبوا، قالت: احفروا واستخرجوا عظام يوسف فلما أقلوها إلى الأرض
إذا الطريق مثل ضوء النهار «.
====
قال الشيخ الألباني رحمه الله
في السلسلة الصحيحة (1/ 623)
“كنت استشكلت قديما قوله في هذا الحديث ” عظام يوسف ” لأنه يتعارض بظاهره مع الحديث الصحيح:
“إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء” حتى وقفت على حديث ابن عمر
” أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما بدن، قال له تميم الداري: ألا أتخذ لك
منبرا يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك؟ قال: بلى فاتخذ له منبرا مرقاتين “.
أخرجه أبو داود (1081) بإسناد جيد على شرط مسلم.
*فعلمت منه أنهم كانوا يطلقون ” العظام “، ويريدون البدن كله، من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل*، كقوله تعالى: (وقرآن الفجر) أي: صلاة الفجر.
فزال الإشكال والحمد لله، فكتبت هذا لبيانه. انتهى
====
حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أعله الشيخ مقبل رحمه الله في أحاديث معلة ظاهرها الصحة تحت الرقم (292)
قال: الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته صالح للحجية، ولكن الحافظ ابن كثير رحمه الله يقول في “تفسيره” (ج3ص355) بعد ذكر هذا الحديث: وهذا حديث غريب جداً والأقرب أنه موقوف. والله أعلم.
قلت سيف بن دوره:
قال العراقي في تخريج الإحياء: فيه نظر
وأورده الطبري موقوفا على مجاهد من طريق عيسى وابن أبي نجيح عن مجاهد. الأرشيف
وانظر تحقيق المطالب العالية حيث ذكر له شاهد من حديث علي وإسناده ضعيف جدا. ومن حديث حسين بن علي وفيه ضعف وقواه المحقق به … لكن الراجح أنه لا يتقوي بحديث أبي موسى لأن حديث أبي موسى استغربه ابن كثير ورجح وقفه.
====
قال محققو سنن أبي داود (1047) عن حديث “إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء”: صحيح لغيره، وهـذا إسناد رجاله ثقات، عبد الرحمن بن يزيد- وإن جاء مقيدا هـنا وفي بعض مصادر التخريج بابن جابر- اختلف في تعيينه، فذهـب الدارقطني وغيره إلى أنه ابن جابر الثقة، وعليه فالإسناد صحيح، وذهـب البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة وأبو داود وابن حبان إلى أنه ابن تميم الضعيف، وعليه فالإسناد ضعيف.
ذكر ذلك ابن رجب في “شرح العلل” 2/ 681 – 682، وابن القيم في “جلاء الأفهام” ص35.
قال الأرنؤوط في تحقيق سنن ابن ماجه:
ويشهد لقوله: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» حديث أنس: «الأنبياء أحياء في قبورهم» عند أبي يعلى ((3425)) وغيره، وسنده حسن.
وحديث أنس أيضًا عند مسلم ((2375)) وغيره مرفوعًا: «مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره».
—-
وذكر باحث علة أخرى نقلها ابن القيم في جلاء الأفهام أن ابن المديني لم يسمع ابن يزيد من أبي الاشعث انتهى
لكن ابن القيم بعد أن نقل العلة ذكر له شواهد وإليك كلامه: وأما رِوايَة حُسَيْن الجعْفِيّ عَن ابْن جابر فقد ذكره شَيخنا فِي التَّهْذِيب وقالَ روى عَنهُ حُسَيْن بن عَليّ الجعْفِيّ وأبُو أُسامَة حَمّاد بن أُسامَة إن كانَ مَحْفُوظًا فَجزم بِرِوايَة حُسَيْن عَن ابْن جابر وشك فِي رِوايَة حَمّاد
فَهَذا ما ظهر فِي جَواب هَذا التَّعْلِيل
ثمَّ بعد أن كتب ذَلِك رَأيْت الدّارَقُطْنِيّ قد ذكر ذَلِك أيْضا فَقالَ فِي كَلامه على كتاب أبي حاتِم فِي الضُّعَفاء قَوْله حُسَيْن الجعْفِيّ روى عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن تَمِيم خطأ الَّذِي يروي عَنهُ حُسَيْن هُوَ عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جابر وأبُو أُسامَة يروي عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن تَمِيم فيغلط فِي اسْم جده تمّ كَلامه
ولِلْحَدِيثِ عِلّة أُخْرى وهِي أن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد لم يذكر سَماعه من أبي الأشْعَث قالَ عَليّ بن المَدِينِيّ حَدثنا الحُسَيْن بن عَليّ بن الجعْفِيّ حَدثنا عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جابر سمعته يذكر عَن أبي الأشْعَث الصَّنْعانِيّ عَن أوْس بن أوْس فَذكره
وقالَ إسْماعِيل بن إسْحاق فِي كِتابه حَدثنا عَليّ بن عبد الله فَذكره
ولَيْسَت هَذِه بعلة قادحة فَإن للْحَدِيث شَواهِد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وأبي الدَّرْداء وأبي أُمامَة وأبي مَسْعُود الأنْصارِيّ وأنس بن مالك والحسن عَن النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- مُرْسلا
صفحة (84) – (85)
وممن صححه بمجموع طرقه الاثيوبي فقال: قال الجامع عفا الله تعالى عنه: قد تلخص من مجموع ما ذُكر ترجيح كون عبد الرحمن بن يزيد الذي روى عنه حسين الجعفي هذا الحديث هو ابن جابر الثقة المعروف، وأن الحديث صحيح، لصحة إسناده، ولشواهده.
وقد صححه من الأئمة: ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، ووافقه الذهبي، والنووي في «الأذكار»، وحسنه ابن المنذر، والحافظ ابن حجر، وله شواهد من حديث أبي الدرداء عند ابن ماجه – (1637) – ورجاله ثقات، لكنه منقطع، وآخر من حديث أبي أمامة عند البيهقي، وحَسّن إسناده المنذريّ، إلا أن مكحولا قيل: لم يسمع من أبي أمامة، ومن حديث أبي هريرة، وأبى مسعود، وأنس، والحسن، كما تقدم في كلام ابن القيم، فهذه الأحاديث، وإن كان في معظمها مقال، فمجموعها يصلح شاهدًا
لحديث الباب. انتهى من ذخيرة العقبى
ثم ذكر من الفوائد:
ومنها: أن الأنبياء أحياء في قبورهم، حياةً برزخية، لا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى، وأما زيادة: «فنبي الله حّي يُرزق» في آخر هذا الحديث عند ابن ماجه، والطبراني، فغير صحيحة؛ لأن في إسنادها انقطاعًا في موضعين، كما بينه الحافظ
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب (ص: (33) – (36)):
قوله تعالى: ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء الآية.
هـذه الآية تدل بظاهـرهـا على أن الشهداء أحياء غير أموات، وقد قال في آية أخرى لمن هـو أفضل من كل الشهداء صلى الله عليه وسلم إنك ميت وإنهم ميتون [39].
والجواب عن هـذا، أن الشهداء يموتون الموتة الدنيوية فتورث أموالهم وتنكح نساؤهـم بإجماع المسلمين، وهـذه الموتة هـي التي أخبر الله نبيه أنه يموتها صلى الله عليه وسلم.
وقد ثبت في الصحيح عن صاحبه الصديق رضي الله عنه أنه قال لما توفي صلى الله عليه وسلم: «بأبي أنت وأمي، والله لا يجمع عليك الله موتتين، أما الموتة التي كتب الله عليك فقد متها»، وقال: «من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات»، واستدل على ذلك بالقرآن، ورجع إليه جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما الحياة التي أثبتها الله للشهداء في القرءان، وحياته صلى الله عليه وسلم التي ثبت في الحديث أنه يرد بها السلام على من سلم عليه فكلتاهـما حياة برزخية ليست معقولة لأهـل الدنيا.
ما في الشهداء فقد نص تعالى على ذلك بقوله: ولكن لا تشعرون [2\ 154]
، *وقد فسرهـا النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم تجعل أرواحهم في حواصل طيور خضر ترتع في الجنة وتأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش فهم يتنعمون بذلك.*
وأما ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من أنه لا يسلم عليه أحد إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام، وأن الله وكل ملائكة يبلغونه سلام أمته، فإن تلك الحياة أيضا لا يعقل حقيقتها أهـل الدنيا لأنها ثابتة له صلى الله عليه وسلم، مع أن روحه الكريمة في أعلى عليين مع الرفيق الأعلى فوق أرواح الشهداء، فتعلق هـذه الروح الطاهـرة التي هـي في أعلى عليين بهذا البدن الشريف الذي لا تأكله الأرض يعلم الله حقيقته ولا يعلمها الخلق.
كما قال في جنس ذلك: ولكن لا تشعرون ولو كانت كالحياة التي يعرفها أهـل الدنيا لما قال الصديق رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم مات، ولما جاز دفنه ولا نصب خليفة غيره، ولا قتل عثمان ولا اختلف أصحابه ولا جرى على عائشة ما جرى، ولسألوه عن الأحكام التي اختلفوا فيها بعده كالعول، وميراث الجد والإخوة، ونحو ذلك.
وإذا صرح القرءان بأن الشهداء أحياء في قوله تعالى: *بل أحياء، وصرح بأن هـذه الحياة لا يعرف حقيقتها أهـل الدنيا بقوله: ولكن لا تشعرون،* وكان النبي صلى الله عليه وسلم أثبت حياته في القبر بحيث يسمع السلام ويرده، وأصحابه الذين دفنوه صلى الله عليه وسلم لا تشعر حواسهم بتلك الحياة، عرفنا أنها حياة لا يعقلها أهـل الدنيا أيضا، ومما يقرب هـذا للذهـن حياة النائم، فإنه يخالف الحي في جميع التصرفات مع أنه يدرك الرؤيا، ويعقل المعاني، والله تعالى أعلم.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب الروح ما نصه: ومعلوم بالضرورة أن جسده صلى الله عليه وسلم في الأرض طري مطرا، وقد سأله الصحابة: كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ فقال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ولو لم يكن جسده في ضريحه، لما أجاب بهذا الجواب.
وقد صح عنه أن الله وكل بقبره ملائكة يبلغونه عن أمته السلام.
وصح عنه أنه خرج بين أبي بكر وعمر وقال: هـكذا نبعث، هـذا مع القطع بأن روحه الكريمة في الرفيق الأعلى في أعلى عليين مع أرواح الأنبياء.
وقد صح عنه أنه رأى موسى يصلي في قبره ليلة الإسراء ورآه في السماء السادسة أو السابعة، فالروح كانت هـناك ولها اتصال بالبدن في القبر وإشراف عليه، وتعلق به بحيث
يصلي في قبره ويرد سلام من يسلم عليه، وهـي في الرفيق الأعلى ولا تنافي بين الأمرين فإن شأن الأرواح غير شأن الأبدان. انتهى محل الغرض من كلام ابن القيم بلفظه. وهـو يدل على أن الحياة المذكورة غير معلومة الحقيقة لأهـل الدنيا، قال تعالى: بل أحياء ولكن لا تشعرون والعلم عند الله.
—–
في اللغة قد يطلق الجزء ويراد به الكل
قال زكريا
قال رب إني وهن العظم مني
وجه سؤال للشيخ ابن باز مفاده:
السؤال:
هل صحيح أن الأرض لا تأكل من أجساد الأنبياء؟ وهل معنى ذلك أن جسد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما يزال كما هو يوم دفن؟
الجواب:
جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أهل السنن أنه قال عليه الصلاة والسلام: خير أيامكم يوم الجمعة، وفي لفظ: إن من خير أيامكم يوم الجمعة؛ فأكثروا عليّ من الصلاة فيها فإن صلاتكم معروضة علي اللهم صل عليه وسلم، قالوا: يا رسول الله، كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يعني بليت، قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء أخرجه أهل السنن.
لكن ليس إسناده بذاك السالم أعله بعض أهل العلم، والمشهور عند أهل العلم صحته وأن إسناده حسن لا بأس به، وهو يدل على أن أجساد الأنبياء لا تأكلها الأرض، بل تبقى طرية سليمة كما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام، لكن الحديث ليس من الأحاديث المقطوع بصحتها، بل فيها كلام لبعض أهل العلم، ولكن الراجح أنه جيد، وأنه لا بأس بإسناده.
وهذا ليس خاصًا بالأنبياء، بل قد يقع ذلك لبعض الصالحين؛ فقد شاهد الناس وعلم الناس قديمًا وحديثًا أجسادًا مدفونة مئات السنين لا تأكلها الأرض من أجساد الصالحين والأخيار ومن الشهداء وغير الشهداء، فالله جل وعلا على كل شيء قدير، فله الحكمة البالغة جل وعلا، ولكن جاء النص في أجساد الأنبياء خاصة إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، وروحه -صلى الله عليه وسلم- في الجنة في أعلى عليين في الرفيق الأعلى وجسده في الأرض.
لكن جاء في الحديث الذي رواه أبو داود بإسناد جيد أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ما من أحد يسلم عليّ إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه وهذا الرد قد يكون مباشرة، وقد يكون بواسطة الملائكة، فإنه جاء في الحديث الآخر: إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام فهو يبلغ السلام بواسطة الملائكة التي تنقل سلام الأمة إليه عليه الصلاة والسلام، وروحه في أعلى عليين في الجنة في خير مكان عليه الصلاة والسلام، وجعل الله له منزلة في الجنة في أعلى المنازل وهي الوسيلة أعلى منزلة في الجنة له عليه الصلاة والسلام.
وهكذا أرواح المؤمنين، أرواح المؤمنين بعد الموت في الجنة جاء في الحديث أنها طائر يعلق في شجر الجنة، شبه طائر يجعلها الله كطائر تطير في الجنة حيث شاءت وتأكل من ثمار الجنة وتأوي إلى جسدها إذا شاء الله.
أما أرواح الشهداء فالله جعلها في أجواف طير خضر عوضًا من أجسادهم التي قتلوا في سبيل الله، أعطاهم الله هذه الطير الخضر تكون أرواحهم في أجوافها تسرح في الجنة، يسرحون في الجنة حيث شاؤوا ثم يعودون إلى قناديل معلقة تحت العرش تقع فيها وتستقر فيها وتسرح في الجنة حيث شاءت.
وبهذا نعلم أن أرواح الأنبياء والمؤمنين كلها في الجنة في هذه الدنيا في البرزخ تذهب إلى الجنة، ويرفعها الله إلى الجنة وتأكل من نعيمها وخيرها، ولكن أرواح الأنبياء أفضل وروح نبينا -صلى الله عليه وسلم- أفضل الأرواح وأعلاها وأكثرها فضلا.
وهذه الأرواح تعود إلى أجسادها إذا شاء الله، تعود لأجسادها عند السؤال عند سؤال الملك بعد الدفن تعود الروح إلى الجسد وتجيب عما يسأل عنه، إذا قال: من ربك؟ ربي الله، من نبيك؟ نبي محمد، ما دينك؟ ديني الإسلام، فعند ذلك يوسع الله له في قبره، ويفتح له بابًا إلى الجنة يأتيها من روحها وطيبها ويقول: يا رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي، لأنه يرى أنه سوف يزداد خيرًا.
أما ذاك المجرم الكافر إذا عذب نعوذ بالله، يقول: رب لا تقم الساعة، رب لا تقم الساعة، لأنه يعلم أنه ينتقل إلى ما هو أشر من ذلك، نسأل الله العافية، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ابن باز
سؤال وجه للشيخ ربيع بن هادي مفاده:
السؤال:
سائل يقول: هل ورد دليل على أن أن أجساد الشهداء لا تأكلها الأرض؟
الجواب:
جاءت آيات وأحاديث في حياة الشهداء: ((ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون)) [البقرة 154].
وجاء في الأحاديث الصحيحة:” أرواحهم في جوف طير خضر لها قنادل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت “.
ولا أذكر حديثا يدل على أن أجساد الشهداء لا تأكلها الأرض، لا أعرف حديثا.
لكن ورد أن معاوية رضي الله عنه في عام الأربعين من الهجرة أمر كعبا بإجراء نهر أو حفرة أو كذا، كعب بن عجرة فيما أذكر، فجاء الحفر هذا على قبر والد جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وقد قتل في أحد، في السنة الثالثة من الهجرة، فلما جاء الحافر إليه وجد جسمه حيا رطبا، وجده سليما كيوم مات إلا كما أظن شيئا تحت يده حصل فيه شيء من التآكل، هذا الذي أعرفه.
ووردت أحاديث في أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، ويحسّنها بعض المحدثين، والذي يتأملها يجد أنها ضعيفة، فالله كتب الفناء والموت على عباده سبحانه وتعالى، وهذه الأجسام تبلى ـ والله أعلم ـ وقد يجوز أن يبقى بعض الأجساد بمشيئة الله سبحانه وتعالى، لكن الأصل فيها الفناء، وليس هناك دليل من الكتاب والسنة على أن الأجساد لا تفنى.
أرواح الأنبياء عند الله في الجنة، بعض الناس يتصورون أن الأنبياء في قبورهم، ولهذا يتعلق القبوريون بمشاهد الأنبياء ومقابرهم، يزعمون أنهم مسجونون في القبور لأجلهم، ليتلقوا طلباتهم الشركية الضالة، والله إذا كان الشهداء أرواحهم في الجنة تسرح حيث شاءت بل أرواح المؤمنين؛ فقد صحت الأحاديث أن أرواح المؤمنين في الجنة، كيف أرواح الشهداء والمؤمنين في الجنة وأرواح الأنبياء في القبور؟ كيف هذا؟
فالأنبياء أولى بهذا الإكرام، الأنبياء أولى بهذا الإكرام وكثير منهم شهداء، والرسول من الشهداء، مات ـ عليه الصلاة والسلام ـ بالسم، قال:” يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم “، من آثار السم الذي سمته به اليهودية، سمته وهو يجاهد في سبيل الله، فهو نبي ورسول وشهيد وأفضل الخلق، كيف يبقى محبوسا في قبره؟ ينتظر مطالب الخرافيين القبوريين.
فوالله إن روحه صلى الله عليه وسلم في الجنة، في أعلى الجنان ـ عليه الصلاة والسلام ـ، وجسده في القبر، ويقول الذين يصححون الحديث هذا أو يحسنونه: إن روحه في الجنة ولها اتصال بالجسد بطريقة لا يعلمها إلا الله، وكذلك أرواح المؤمنين، ولهم أقوال عديدة في مستقر الأرواح منها أن أرواح المؤمنين في الجنة وأرواح الكفار في النار، ونعيم المؤمنين يعم الجسد والروح، وعذاب الكفار يعم أجسادهم وأرواحهم، وهذا معتقد أهل السنة في الإيمان بعذاب القبر ونعيمه بناء منهم على أدلة صحيحة في عذاب القبر ونعيمه.
المصدر:
فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله [(ج: 2) ـ (ص:377)].