1269 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف سيف بن دورة
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3، والمدارسة، والتخريج رقم 1،والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله الديني)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1269_ قال الإمام الترمذي رحمه الله: حدثنا أبو مصعب المدني حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشر عمار تقتلك الفئة الباغية.
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن.
قال أبو عبدالرحمن: هذا حديث حسن.
—————–
قال الشيخ مقبل في حاشية الصحيح المسند: ثم وجدت في ” شرح علل الترمذي ” (ج2 ص587 – 588) كلاما على هذا الحديث. انتهى
والكلام هو: قال الأثرم قال أبو عبد الله: ” الدراوردي إذا حدث من حفظه فليس بشيء ” أو نحو هذا، فقيل له: في تصنيفه؟ قال: ليس الشأن في تصنيفه، إن كان في أصل كتابه وإلا فلا شيء، [كان يحدث بأحاديث ليس لها أصل في كتابه. قال: ويقولون: إن حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ” أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يستعذب له الماء ” ليس لها أصل في كتابه]. انتهى
وعن ابن معين أنه قال في حديثه عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم- ” تقتل عماراً الفئة الباغية ” إنه لم يكن في كتابه أيضا. وقال يحيى بن معين: ” الدراوردي ما روى من كتابه فهو أثبت من حفظه “.
جاء الحديث في البخاري (1447) من حديث أبي سعيد ” ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار، قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن “، وفي مسلم (2916) من حديث أم سلمة ” تقتلك الفئة الباغية ”
قال الحافظ رحمه الله في ” الفتح ” فيه علم من أعلام النبوة، وفضيلة ظاهرة لعلي وعمار، ورد على النواصب الزاعمين أن عليا لم يكن مصيبا في حروبه، وفيه الاستعاذة من الفتن ولو علم صاحبه أنه على الحق.
وصحح الحديث الالباني في الصحيحة (710).
قلت (سيف): هذا الحديث صرح بتواتره السيوطي في خصائصه الكبرى، وقال الحافظ ابن حجر: قال ابن عبدالبر: تواترت الأخبار بذلك وهو من أصح الحديث، وقال ابن دحية: لا مطعن في صحته، ولو كان غير صحيح لرده معاوية وأنكره.
ونقل ابن الجوزي عن الخلال في العلل؛ أنه حكى عن أحمد أنه قال: قد روي هذا الحديث من ثمانية وعشرين طريقا ليس فيها طريق صحيح، وحكى أيضا عن أحمد وابن معين وأبي خيثمة أنهم قالوا: لم يصح.
وابن رجب: أنكر ما ورد عن أحمد أنه ضعف الحديث، وقال: قد روي عن أحمد خلاف هذا (فتح الباري لابن رجب)، وكذلك جاء عن ابن معين خلاف ذلك،
قال يعقوب بن شيبه: سمعت أحمد بن حنبل: سئل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم في عمار: تقتله الفئة الباغية، فقال أحمد: كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتله الفئة الباغية. وقال: في هذا غير حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكره أن يتكلم في هذا بأكثر من هذا.
ونقل الحاكم بسنده قال صالح جزرة: سمعت يحيى بن معين وابن المديني يصححان حديث الحسن عن أمه عن أم سلمة (تقتل عمار الفئة الباغية).
وحديث أبي سعيد الذي في البخاري لم يذكره الحميدي في الجمع، وقال: إن البخاري لم يذكره أصلاً، وكذا قال أبومسعود. قال الحميدي: لعلها لم تقع للبخاري أو وقعت فحذفها، ونبه ابن حجر أن أبا سعيد إنما سمعها من أبي قتادة، وهذا على شرط مسلم.
المهم كما ذكرنا الحديث له طرق كثيرة، وصححه أهل العلم.
– سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن البغاة والخوارج هل هي ألفاظ مترادفة بمعنى واحد …. ؟ ففرق بينهما، وكذلك ابن قدامة فرق بينهما وذكرنا الفروق في شرح حديث رقم 1003 من الصحيح المسند.
– ذكرنا في شرح حديث رقم 798 من الصحيح المسند أن القول بخطئ معاوية ليس فيه تنقيص له فهم ما بين مصيب ومتأول وما بين الأجر والأجرين، ونقلنا ندم علي رضي الله عنه على القتال.