1268 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3، والمدارسة، والتخريج رقم 1،والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله المشجري)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1268 – قال الإمام أحمد رحمه الله ((8473)): حدثنا يونس، حدثنا ليث، عن يزيد يعني ابنَ الهاد، عن عمرو، عن المقبري، عن أبي هـريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((إن الله عز وجل يقول: إن عبدي المؤمنَ عندي بمنزلة كل خير، يحمدُني وأنا أنزِعُ نفسَهُ من بين جَنْبَيْه)).
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه اللهُ: هذا حديث صحيح, رجاله رجال الصحيح, وعمرو هو ابن أبي عمرو.
وقال الإمام أحمد رحمه الله ((8716)): ثنا أبو سلمة, أخبرنا عبدالعزيز الأندراوردي, عن عمرو بن أبي عمرو, عن المقبري, عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم … فذكره.
———————–
أولا: ما يتعلَّق بسند الحديث:
* قال محققو المسند ((191) / (14)): إسناده جيد.
* (يونس) قال أحمد شاكر: هو يونس بن محمد المؤدب البغدادي الحافظ.
* (الأندراوردي) في الراوية الثانية التي في مسند أحمد, قال الشيخ مقبل في الحاشية: (كذا في مسند أحمد, والصواب: الدراوردي كما في ترجمة عمرو بن أبي عمرو من تهذيب الكمال) ولكن وجدتُ في مسند أحمد طبعة الرسالة (الدراوردي).
* وورد عن ابن عباس قريب من هذا الحديث في مسند أحمد ((235) / (4)) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ((1632)).
* قال ابن حجر في “النكت على ابن الصلاح “: حديث حسن رواته من أهل الصدق.
* أما الرواية الثانية التي ذكرها الشيخ مقبل التي في مسند أحمد قال عنها محققو المسند ((346) / (14)): إسناده جيد, وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
ثانياً: ما يتعلَّق بمتن الحديث:
* تعريف الحمد:
قال عبدالرحمن بن حسن في ” فتح المجيد ”: (معناه: الثناء بالك?م على الجميل ا?ختياري على وجه التعظيم, فمورده: اللسان والقلب. والشكر يكون باللسان والجنان وا?ركان, فهو أعمُّ من الحمد متعلقاً، وأخصُّ منه سبباً; ?نه يكون في مقابلة النعمة، والحمدُ أعمُّ سبباً وأخصُّ متعلقاً; ?نه يكون في مقابلة النعمة وغيرهـا.
فبينهما عموم وخصوص وجهي، يجتمعان في مادة, وينفرد كل واحد عن ا?خر في مادة). ا.ھ
فالله عز وجل يُحمد لإنعامه, ويُحمد لأسمائه الحسنى وصفاته العلى ولما له من نعوت الكمال وصفات الجلال.
فمثال الأول قوله تعالى-: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [سورة ا?سراء: 111]
ومثال الثاني: قوله تعالى-: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا) [سورة الكهف: 1]
* فيه أن المؤمن لا يفتر عن العبادة حتى في هذه الحال حتى لا يتسخط.
* ذكر هذا الحديث ابن أبي الدنيا في كتابه الشكر.
وذكره ابن القيم أيضاً في كتابه ” عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ” في الباب العشرين: في تنازع الناس في الأفضل من الصبر والشكر.
* وردت عدة صيغ في الحمد, ولابن القيم رسالة اسمها ” صيغ الحمد ” وأصلها سؤال وُجِّه إليه عن صحة هذه الصيغة (الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافي مزيده) بيَّن فيه ضعف هذه الصيغة روايةً ودرايةً, وذكر أن الله عزوجل لم يحمد نفسه بهذه الصيغة, ولم يحمده بها نبيُّه صلى الله عليه وسلم ..
ثم ذكر من الصيغ الواردة في الصحيح ((الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفيٍّ ولا مُوَدَّع ولا مُستغنى عنه ربنا))
وفي رواية ((ولا مكفور)).
قال ابن القيم في ” صيغ الحمد ” قوله صلى الله عليه وسلم: ((غير مكفيٍّ)) قال: (سألتُ شيخنا عن معناه فقال: المخلوق إذا أَنعَم عليك بنعمة أمكنك أن تكافيَه بالجزاء أو بالثناء, واللهُ عز وجل لا يمكن أن تكافيَه) ا.ھ
قلت (سيف):
– ورد في رواية؛ عن رسول الله عليه وسلم يرفعه، وهي في حكم قال الله عزوجل (راجع النكت على ابن الصلاح، فتح المغيث).
– هذا من الأحاديث القدسية ومما ألف في الأحاديث القدسية كتاب الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية وغيره من الكتب.
– هناك رسالة للسيوطي ذكر فيها أحوال المحتضرين، وادعية عند الاحتضار عنوانها (شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور)، وهي 52 باباً، ولكن كأغلب كتب السيوطي تحتاج لتنقيح الضعيف من الصحيح.
– يجب على المؤمن أن يتفقد وينظر لإيمانه خاصة عند تلك اللحظة العصيبة، فلا يتسخط، ويحب لقاء الله لكي يحب الله لقاءه، وفيه حديث.