1265 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
شرح الأخ عبدالله الديني وعبدالله المشجري
(بإشراف الأخ؛ سيف الكعبي) وتعليقاتي وضعتها بين معكوفتين [ … ]
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3، والمدارسة، والتخريج رقم 1،والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبدالله المشجري)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
تابع {مسند أبي هريرة} رضي الله عنه
1265 – قال الإمام أحمد رحمه الله ((8376)): حدثنا محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هـريرة، قال: دخل أعرابيٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل أخذَتْك أمُّ مِلْدَم قط؟)) قال: وما أمُّ مِلدم؟ قال: ((حرٌّ يكون بين الجلد واللَّحم))، قال: ما وجدت هـذا قط، قال: ((فهل أخَذَك الصُّداع قط؟)) قال: وما الصداع؟ قال: ((عرق يضرب على ا?نسان في رأسه))، قال: ما وجدت هـذا قط، قال: فلما ولَّى، قال: ((مَنْ أحبَّ أن ينظرَ إلى رجلٍ من أهـل النار, فلينظر إلى هذا)).
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه اللهُ: هذا حديث حسن.
الحديث أخرجه هنَّاد في ” الزهد ” ((246) / (1)) فقال رحمه الله: حدثنا عبدة، عن محمد بن عمرو …. به.
وأخرجه البخاري في ” الأدب المفرد ” ص (174) فقال رحمه الله: حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو بكر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة.
———————-
أولاً: ما يتعلق بسند الحديث:
صحح الحديث الشيخ أحمد شاكر في تحقيق المسند ((8376)) , وقال الشيخ الألباني في الأدب المفرد (495): حسن صحيح , وحسنه محققو المسند ((124) / (14)) ولكن قالوا: وفي متنه نكارة, ولم يذكروا سبب النكارة.
ثانياً: ما يتعلق بمتن الحديث:
* قوله: (أم مِلدم): هي كنية الحُمَّى
سُمِّيت بذلك لأحد سببين:
(1) – لأنها مأخوذة من اللَّدْم وهو ضربُ المرأة صدرَها وعضُديْها في النياحة, فالحُمَّى تودِي إلى ذلك.
(2) – أو من الملازمة ; يقال: التدَمت عليه الحُمَّى: أي لازمته.
* قوله: ((من أحب أن ينظر إلى رجل من أهـل النار فلينظر إلى هـذا))
قال ابن حبان في صحيحه:
(هذه لفظة إخبار عن شيء مرادهـا الزجر عن الركون إلى ذلك الشيء وقلة الصبر على ضده وذلك أن الله جل وع? جعل العلل في هـذه الدنيا والغموم وا?حزان سبب تكفير الخطايا عن المسلمين فأراد صلى الله عليه وسلم إع?م أمته أن المرء ? يكاد يتعرى عن مقارفة ما نهى الله عنه في أيامه ولياليه وإيجاب النار له بذلك إن لم يتفضل عليه بالعفو فكأن كل إنسان مرتهن بما كسبت يداه والعلل تكفر بعضها عنه في هـذه الدنيا ? أن من عوفي في هـذه الدنيا يكون من أهـل النار) ا. هـ.
وقال الشيخ زيد المدخلي رحمه الله في شرح الأدب المفرد ((80) / (2)):
فيه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أخبر أنَّ هذا الأعرابي في النار …. إلى أن قال: فيه أنَّ من لم يُبْتل في هذه الدنيا بشيء من الأمراض فهو على خطر. ا. هـ
* أما حديث أبي بن كعب أنه دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (متى عهدك بأم ملدم؟) وهـو حر بين الجلد واللحم، قال: إن ذلك لوجع ما أصابني قط، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمن مثل الخامة تحمر مرة، وتصفر أخرى)).
فهو ضعيف ; ضعفه الشيخ الألباني في الصحيحة تحت حديث (2283) ونقل تضعيف الهيثمي للحديث, وضعفه محققو المسند ((205) / (35)) لوجود مبهمين في السند.
وكذلك حديث أم طارق مولاة سعد بن عبادة أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد فاستأذن، فسكت سعد، ثم أعاد فسكت سعد، ثم عاد فسكت سعد، فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قالت: فأرسلني إليه سعد: أنه لم يمنعنا أن نأذن لك إ? أنا أردنا أن تزيدنا، قالت: فسمعت صوتا على الباب يستأذن و? أرى شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من أنت؟ “، قالت: أم ملدم، قال: ” ? مرحبا بك، و? أهـ? ..
أعله الدارقطني في العلل ((423) / (15)).
* بوب البخاري في الأدب المفرد باب: كفارة المريض, وذكر فيه ثلاثة أحاديث من ضمنها حديث الباب وأثراً عن سلمان الفارسي.
*قلت (سيف): من الأحاديث التي فيها أن الحمى كفارة حديث أخرجه مسلم 2575 وفيه ( … مالك يا أم السائب تزفزفين، قالت: الحمى لا بارك الله فيها، فقال: لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد) وراجع الصحيحة 715، وهو يشهد لحديث أم العلاء في سنن أبي داود 3090 بمعناه.
*وهل المرض مكفر بمجرد وقوعه، وهل يرفع به الدرجات أم فقط يختص بالتكفير؟
يشهد لرفع الدرجات قول بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً، قال: أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم، قلت: ذلك أن لك أجرين، قال: أجل ذلك كذلك ما من مسلم يصيبه أذًى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها أخرجه البخاري 5648 ومسلم 2571.
وحديث (إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً) وأبوهريرة رضي الله عنه قال: (ما من مرض أحب إلي أن يصيبني من الحمى؛ لأنها تدخل في كل عضو، وإن الله يعطي كل عضو قسطه من الأجر).
وبعضهم قال: هي مكفرة، قالت زوجة أبي عبيدة، وسُئلَت عنه فقالت: أصبح بأجر، قال: ما أصبحت بأجر، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (من ابتلاه الله ببلاء كان له حطة) الضعيفة 6438،وحسنه محققو المسند 1690.
قال ابن حجر: والذي يظهر أن المصيبة إذا قارنها الصبر حصل التكفير ورفع الدرجات على ما تقدم تفصيله، وإن لم يحصل الصبر نظر إن لم يحصل من الجزع ما يذم من قول أو فعل فالفضل واسع، لكن المنزلة منحطة عن منزلة الصابر السابقة … إلى آخر ما قال رحمه الله.