1263، 1264 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
شرح الأخ عبدالله الديني وعبدالله المشجري
(بإشراف الأخ؛ سيف الكعبي) وتعليقاتي وضعتها بين معكوفتين [ … ]
بالتعاون مع الأخوة بمجموعات السلام1،2،3، والمدارسة، والتخريج رقم 1،والاستفادة
(من لديه فائده أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبدالله الديني)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1263 – الإمام أحمد رحمه الله (8359): حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو عقيل، حدثنا أبو حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هـريرة، قال: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحب الذراع ”
هذا حديث حسن، رجاله رجال الصحيح، إلا أبا عقيل واسمه عبد الله بن عقيل وثقه ابن معين وأحمد والنسائي، وقال الغلابي عن ابن معين: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: شيخ. اه مختصرا من ” تهذيب التهذيب ”
———————
الفوائد:
– ذكر صاحب ” التنبيهات المهمة على بعض أوهام الأئمة “: أن الحديث في صحيح البخاري 4712 ومسلم 194 من طريق أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة: فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذراع وكانت تعجبه. وفي مسلم ” فتناول الذراع وكانت أحب الشاة إليه ”
-[الحديث ذكره الترمذي في الشمائل]
-[ورد عن أبي هريرة مرفوعاً (لو أهديت إلي ذراع لقبلت، ولو دعيت لكراع؛ لأجل) وورد مطولاً عن أبي هريرة وأن النبي صلى الله عليه وسلم أهديت له ذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسه ثم قال: أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون لم ذلك … ]
– قال القاضي عياض رحمه الله: محبته صلى الله عليه وسلم للذراع لنضجها وسرعة استمرائها مع زيادة لذتها وحلاوة مذاقها. “شرح مسلم للنووي”
قال ابن القيم: ولا ريب أن أخف لحم الشاة لحم الرقبة ولحم الذراع والعضد وهو أخف على المعدة وأسرع انهضاما، وفي هذا مراعاة الأغذية التي تجمع ثلاث أوصاف أحدها: كثرة نفعها وتأثيرها في القوى، الثاني: خفتها على المعدة وعدم ثقلها عليه، الثالث: سرعة هضمها وهذا أفضل ما يكون من الغذاء، والتغذي من هذا أنفع من الكثير من غيره. ” زاد المعاد (4/ 198).
– أما حديث عائشة: ما كانت الذراع أحب اللحم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن لا يجد اللحم إلا غبا فكان يعجل إليه لأنه أعجل نضجا. رواه الترمذي 1838 قال الألباني: منكر.
-[وكذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما (كان أحب الطعام إليه الكتف) ضعيف]
==========================
1264 – قال قال الإمام أحمد رحمه الله (8376):
حدثنا محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هـريرة، قال: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن، ويكره الطيرة ”
هذا حديث حسن.
——————-
الفوائد:
– حسَّن كذلك الحديث محققو المسند من أجل محمد بن عمرو (14/ 122).
– جاء تفسير الفأل في الصحيحين (البخاري 5754، ومسلم 2223) عن أبي هريرة مرفوعا: ” لا طيرة وخيرها الفأل، قيل: وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة يسمعها أحدكم “.
– لهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يغير الأسماء القبيحة ويتفاءل بالأسماء الجميلة، ولما فيها من حسن الظن بالله، ولما في الطيرة من سوء الظن بالله والتعلق بغيره.
قال ابن القيم رحمه الله: ليس في الإعجاب بالفأل ومحبته شيء من الشرك بل ذلك إبانة عن مقتضى الطبيعة الإنسانية التي تميل إلى ما يلائمها ويوافقها مما ينفع … وقال: وسئل بعض الحكماء فقيل له ما بالكم تكرهون الطيرة وتحبون الفأل؟ فقال: لنا في الفأل عاجل البشرى وإن قصر عن الأمل ونكره الطيرة لما يلزم قلوبنا من الوجل، وهذا الفرقان حسن جدا وأحسن منه ما قاله ابن الرومي في ذلك: الفأل لسان الزمان والطيرة عنوان الحدثان وقد كانت العرب تقلب الأسماء تطيرا وتفاؤل: فيسمون اللديغ سليما باسم السلامة وتطيرا من اسم السقم، ويسمون العطشان ناهلا أي سنهل والنهل الشرب تفاؤلا باسم الري، ويسمون الفلاة مفازة أي منجاة تفاؤلا بالفوز والنجاة ولم يسموها مهلكة لأجل الطيرة.
وكانت لهم مذاهب في تسمية أولادهم فمنهم من سموه بأسماء تفاؤلا بالظفر على أعدائهم نحو غالب وغلاب ومالك وظالم … ومنهم من تفاءل بالسلام كتسميتهم بسالم وثابت ونحوه ومنهم من تفاءل بنيل الحظوظ والسعادة كسعد وسعيد وأسعد ونحو ذلك ومنهم من قصد لتسميته بأسماء السباع ترهيبا لأعدائهم نحو أسد وليث وذئب ونحوها ومنهم من قصد التسمية بما غلظ وخشن من الأجسام تفاؤلا بالقوة كحجر وصخر، ومنهم من كان يخرج من منزله وامرأته تمخض فيسمى ما تلده باسم أول ما يلقاه كائنا ما كان من سبع أو ثعلب أو كلب أو حشيش أو غيره وكان القوم على ذلك إلى أن جاء الله بالإسلام ومحمد رسوله صلى الله عليه وسلم ففرق به بين الهدى والضلال والغي والرشاد وبين الحسن والقبيح والمحبوب والمكروه والضار والنافع والحق والباطل فكره الطيرة وأبطلها واستحب الفأل وحمده فقال: لا طيرة. ” مفتاح دار السعادة “.
-[وسبق فوائد أخرى في شرح حديث رقم 858 في الصحيح المسند]