1261، 1262 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ رقم1261، 1262
شرح الأخ عبدالله الديني وعبدالله المشجري
(بإشراف الأخ؛ سيف الكعبي) (من المجلد الثاني)
بالتعاون مع الأخوة بمجموعات السلام1،2،3، والمدارسة، والتخريج رقم 1،والاستفادة
(من لديه فائده أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبدالله الديني وسيف الكعبي)
_._._. _._._. _._._. _._.
1261 – قال الإمام أحمد (8269) حدثنا أبو عامر، حدثنا عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن محمد، عن المقبري، عن أبي هـريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ما من خارج يخرج – يعني من بيته – إ? ببابه رايتان: راية بيد ملك، وراية بيد شيطان، فإن خرج لما يحب الله عز وجل، اتبعه الملك برايته، فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجع إلى بيته، وإن خرج لما يسخط الله، اتبعه الشيطان برايته، فلم يزل تحت راية الشيطان، حتى يرجع إلى بيته ”
هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح إلا عثمان بن محمد الأخنسي وقد وثقه ابن معين والترمذي وقال النسائي في السنن: عثمان ليس بذاك القوي. اه مختصرا من “تهذيب التهذيب”.
—————
الفوائد:
– فيه فضل المشي في طاعة الله ومنها: الذهاب إلى المسجد – زيارة مريض – صلة الرحم – السفر لطلب العلم … الخ.
– فيه أهمية الإخلاص.
– فيه حضور الشيطان أماكن المعصية، وشدة حرصه على إغواء العبد.
– فيه إعانة الله للعبد.
– فيه إثبات صفة المحبة والسخط لله.
– فيه وظيفة من وظائف الملائكة.
– فيه أن الأجر يكتب عند ذهابه و رجوعه، كذلك المعصية.
1262 قال الإمام أحمد رحمه الله (8298) حدثنا أسود بن عامر، أخبرنا أبو بكر، عن هـشام، عن ابن سيرين، عن أبي هـريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن الشمس لم تحبس على بشر إ? ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس ”
————–
الفوائد:
– أعل هذا الحديث الإمام أحمد بالإضطراب بأن أبا بكر بن عياش اذا حدث عن صغار شيوخه فإنه يضطرب، وهشام بن حسان من صغار شيوخه. راجع: ” المنتخب من العلل ” و منهج الإمام أحمد في إعلال الحديث.
– الحديث في الصحيحين من غير تسمية يوشع بن نون ((غزا نبي من ا?نبياء … )) الحديث مطولا.
– الصحيح أن تسميته من قول كعب
– لم يثبت أنها حبست لنبي آخر غير هذا النبي عليهم الصلاة والسلام الذي لم يسم في رواية الصحيحين، وما ورد أنها حبست لموسى عليه الصلاة والسلام أو غيره لم يصح منها شئ قرره ابن حجر. وراجع الفتح ذكر بحثا موسعا.
– وذكر ابن حجر أيضا أنها حبست لنبينا ولا تعارض بينه وبين حديث (أنها لم تحبس على بشر إلا ليوشع .. ) وأن المقصود أنها لم تحبس إلا ليوشع من الأنبياء السابقين.
قلنا: وحديث حبسها لنبينا يحتاج بحث أكثر. ثم وقفت على تضعيف الشيخ الألباني للحديث في الضعيفة 972، وعزاه صاحب كنز العمال لأبي الشيخ في الثواب وابن عساكر والرافعي عن أنس، لكن قال ابن حجر: هذا حديث منكر، (راجع تنزيه الشريعة 62)، وضعف الأئمة كذلك رد الشمس لعلي بن أبي طالب منهم ابن تيمية ووافقه ابن كثير والذهبي (راجع البداية والنهاية 1/ 323،وتلخيص الموضوعات) وعلل بحديث أنها لم تحبس إلا لنبي ممن كان قبلنا، ثم لو حبست لعلي رضي الله عنه، لكان أولى من ذلك أن تحبس لنبينا يوم الخندق.
– لم يوافق ابن حجر على قول ابن الجوزي وابن تيمية في الحكم على قصة رد الشمس لعلي رضي الله عنه بالوضع. لكن ابن كثير قرر أنها منكرة. فقال: وقد صححه أحمد بن صالح المصري، ولكنه منكر ليس في شئ من الصحاح والحسان، وهو مما تتوفر الدواعي على نقله، … إلى آخر كلامه.
قال الذهبي: أسانيد حديث رد الشمس لعلي ساقطة ليست بصحيحة … إلى آخر كلامه.
– قال الألباني في الصحيحة 202: قال عياض، اختلف في حبس الشمس هـنا، فقيل: ردت على أدراجها، وقيل: وقفت، وقيل: بطئت حركتها. وكل ذلك محتمل، والثالث أرجح عند ابن بطال وغيره.
قلت: وأيها كان ا?رجح، فالمتبادر من الحبس أن الغرض منه أن يتمكن النبي وقومه من ص?ة العصر قبل غروب الشمس، وليس هـذا هـو المراد، بل الغرض، أن يتمكن من الفتح قبل الليل، ?ن الفتح كان يوم الجمعة، فإذا دخل الليل دخل يوم السبت الذي حرم الله عليهم العمل، وهـذا إذا صح ما ذكره ابن كثير عن أهـل الكتاب: ” وذكروا أنه انتهى من محاصرته لها يوم الجمعة بعد العصر، فلما غربت الشمس أو كادت تغرب، ويدخل عليهم السبت الذي جعل عليهم وشرع لهم ذلك الزمان.
– صوب الألباني أن الفتح كان لبيت المقدس ليس لأريحا ونقل كلام ابن كثير قال: (وقد تنبه لذلك الحافظ ابن كثير، فإنه بعد أن نقل عن أهـل الكتاب أن حبس الشمس ليوشع وقع في فتح (أريحا) قال (1/ 323):” فيه نظر، وا?شبه – والله أعلم – أن هـذا كان في فتح بيت المقدس الذي هـو المقصود ا?عظم، وفتح (أريحا) كان وسيلة إليه “.