126 فتح الأحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة أبي عيسى عبدالله البلوشي وعبدالله المشجري وعبدالملك وأحمد بن علي وناجي الصيعري وعلي الكربي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
الصحيح المسند
126 – قال الحاكم رحمه الله في “المستدرك” (ج 3 ص 398): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، قال: لما خرج صهيب مهاجرًا تبعه أهل مكة فنثل كنانته، فأخرج منها أربعين سهمًا، فقال: لا تصلون إلي حتى أضع في كل رجل منكم سهمًا، ثم أصير بعد إلى السيف فتعلمون أني رجل، وقد خلفت بمكة قينتين فهما لكم.
قال: (1) وحدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس نحوه، ونزلت على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله} (2)، فلما رآه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «أبا يحيى ربح البيع» قال: وتلا عليه الآية.
صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
الحديث له طرق أغلبها مراسيل كما في “الإصابة” (ج 2 ص 188)، وفي “الطبقات” لابن سعد (ج 3 ص 162 و 163) من القسم الأول، وهي بمجموعها تزيد الحديث قوة، وتدل على ثبوته.
__________
(1) القائل: وحدثنا حماد بن سلمة، هو سليمان بن حرب.
(2) سورة البقرة، الآية: 207.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معاني الكلمات :
* قال الخطابي في غريب الحديث للخطابي (2/ 217) يقال نثل الرجل درعه إذا صبها على نفسه ليلبسها ونثل كنانته إذا نثرها ونثل البئر إذا كسحها.
وقال في مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 4): ” ( ن ث ل ) قوله فنثلت ونثل كنانته أي صبها واستفرغ ما فيها من النبل وقوله وأنتم تنتثلونها أي تستخرجون ما فيها وتتمتعون به كما قال في الحديث الآخر تنتقلونها وقوله في الحديث الآخر فينتثل طعامه وينتثل ما فيها أي يستخرجه”.
[قين]
القين: الحداد، والجمع القيون. وقنت الشيء أقينه قينا: لممته وأصلحته. وأنشد:
ولي كبد مجروحة قد بدا بها … صدوع الهوى لو كان قين يقينها
والقينان: موضع القيد من وظيفي يدي البعير. واقتان النبت اقتيانا، إذا حسن. واقتانت الروضة: أخذت زخرفها. ومنه قيل للماشطة مقينة. وقد قينت العروس تقيينا: زينتها. وإنما سميت بذلك لأنها تزين النساء، شبهت بالأمة، لأنها تصلح البيت وتزينه وتقينت هي أي تزينت. والقينة: الأمة مغنية كانت أو غير مغنية، والجمع القيان. قال أبو عمرو: كل عبد هو عند العرب قين، والأمة قينة. وبعض الناس يظن القينة المغنية خاصة، وليس هو كذلك
الصحاح في اللغة والعلوم (ص4345 بترقيم الشاملة آليا)
ورد بلفظ (وقَيْنَتِي)
روى الحارث في مسنده 679 – حدثنا عفان , ثنا حماد بن سلمة , عن علي بن زيد , عن سعيد بن المسيب , قال: أقْبَلَ صُهَيْبٌ مُهاجِرًا إلى النَّبِيِّ ﷺ، فاتَّبَعَهُ نَفَرٌ مِن قُرَيْشٍ …وإنْ شِئْتُمْ دَلَلْتُكُمْ عَلى مالِي وقَيْنَتِي بِمَكَّةَ وخَلَّيْتُمْ سَبِيلِي ….
وفي المطالب العالية عزاه للحارث بلفظ (وإن شئتم دللتكم على مالي (دفينتي) (في مكة)
قال محقق المطالب:
الدفين: هو الشيء المدفون في الأرض، والمعنى صفة لماله، وأنه دفنه بمكان بعينه، من دفن يدفن، أي ستره ووراه.
انظر النهاية (٢/ ١٢٦)، لسان العرب (ترتيب) (١/ ٩٩٤).
في (سد): «قسى»، وهو المثبت في المطبوع. وفي البغية (رقم ٦٧٧) على مالي وقينتي بمكة.
وورد بلفظ(أواقي )
وروى الطبراني في المعجم الكبير 7296 – حدثنا أحمد بن محمد المعين الأصبهاني، ثنا زيد بن الحريش، ثنا يعقوب بن محمد، ثنا حصين بن حذيفة، أخبرني أبي، وعمومتي، عن سعيد بن المسيب، عن صهيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرة، فإما أن يكون هجر، أو يكون يثرب» . قال وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وخرج معه أبو بكر رضي الله عنه، وكنت قد هممت بالخروج معه، وصدني فتيان من قريش، …. فقلت لهم: هل لكم أن أعطيكم أواقي من ذهب وسيرا لي بمكة …
المعجم الكبير للطبراني (8/ 31)
* الحديث أورده الشيخ مقبل في الصحيح المسند من أسباب النزول: قوله تعالى:{ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله} الآية 207
الصحيح المسند من أسباب النزول (ص33)
وأورده في الجامع الصحيح في:
48 – فضل أبي يحيى صهيب – رضي الله عنه – اه،
* جاء عند عبدالرزاق:
عبد الرزاق قال:
242 – نا معمر , عن قتادة , في قوله تعالى: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله} قال: «هم المهاجرون والأنصار»
تفسير عبد الرزاق (1/ 330)
* ترجمة الصحابي أبي يحيى صهيب بن سنان بن مالك رضي الله عنه
(النَّمْرِي نسبة إلى النَّمْرِ بن قاسط، فخذٍ من ربيعة بن نزار)
اسمه ونسبه:
هو صهيب بن سنان بن مالك ويقال: خالد بن عبد عمرو بن عقيل، ويقال: طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن زيد مناة بن النمر بن قاسط النمري، أبو يحيى.
وصهيب بن سنان رضي الله عنه: من العرب، من النمر بن قاسط، كان أبوه سنان بن مالك عاملا لكسرى على الأيلة،
أُمُّهُ: سَلْمَى بِنْتُ قُعَيْدٍ. وأمه: من بني مالك بن عمرو بن تميم.
قال الحافظ ابن عساكر: صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر، أبو يحيى – ويقال: أبو غسان – النمري الرومي البدري المهاجري.
روى عنه بنوه، وابن عمر، وجابر، وابن المسيب، وعبيد بن عمير، وابن أبي ليلى. وبنوه الثمانية: عثمان، وصيفي، وحمزة، وسعد، وعباد، وحبيب، وصالح، ومحمد.
وهو الرومي. قيل له ذلك لأن الروم سبوه صغيراً. قال بن سعد: وكان أبوه وعمه على الأيلة من جهة كسرى، وكانت منازلهم على دجلة من جهة الموصل، فنشأ صهيب بالروم.
إسلامه رضي الله عنه:
قَالَ مُجَاهِدٌ: أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الإِسْلاَمَ سَبْعَةٌ: رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَبِلاَلٌ، وَخَبَّابٌ، وَصُهَيْبٌ…إلخ.
ورد مرفوعا لكن رجح الدارقطني في العلل 5/63 الإرسال فقال في رواية الرفع تفرد بها يحيى بن أبي بكر : وهم وإنما رواه زائدة عن منصور عن مجاهد قوله . انتهى
رواية يحيى بن أبي بكير هي من طريق زائدة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود
وتابعه حسين الجعفي عند الحاكم فرواه عن زائدة مرفوعا وهي التي ذكرها الشيخ مقبل في الصحيح المسند .
لكن :
أعله الدارقطني كما سبق وابن معين والبزار والدوري، ورجحوا رواية الوقف عن مجاهد من قوله؛ فرواه سفيان وجرير بن عبدالحميد وشيبان موقوفاً ورفعه يحيى بن أبي بكير والحسين بن علي الجعفي.
حتى قال ابن معين :هذا عن منصور عن مجاهد، هكذا حدث به الناس
وذكر ابن أبي عاصم رواية الوقف بعد الرواية
كانت منازلهم بأرض الموصل، في قرية على شط الفرات، فأغارت الروم على تلك الناحية، فسبت صهيبا، وهو غلام صغير، فنشأ صهيب بالروم، فصار ألكن، فاشترته منهم قبيلة كلب، ثم قدمت به مكة، فاشتراه عبد الله بن جدعان، فأعتقه، فأقام معه بمكة، حتى هلك عبد الله بن جدعان، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم هو وعمار في يوم واحد، بعد بضعة وثلاثين رجلا، يروى عن عمار بن ياسر أنه قال: لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فقلت له، ما تريد؟ فقال لي: ما تريد أنت؟ فقلت: أردت الدخول إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فأسمع كلامه، قال: فأنا أريد ذلك، قال: فدخلنا عليه، فعرض علينا الإسلام، فأسلمنا، ثم مكثنا يومنا، حتى أمسينا، ثم خرجنا مستخفين .
قلت سيف : أخرجه الحاكم وابن سعد وكلها تدور على الواقدي
ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لحقه صهيب، فتبعه نفر من قريش: ليردوه فقال: يا معشر قريش إني من أرماكم، ولا تصلون إلي حتى أرميكم بكل سهم معي، ثم أضربكم بسيفي، قالوا: لا تفجعنا بنفسك ومالك.
قال: إن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه، فرضوا، وتعاهدوا، فدلهم، فرجعوا، فأخذوا ماله، فلما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما زال بقباء، أخبره الخبر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ربح البيع أبا يحيى.
فأصبح يكنى أبا يحيى، وأنزل الله تعالى في أمره { { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله } } [البقرة: 207]
قلت سيف : أخرجه الحاكم وهو في الصحيح المسند 126
وراجع الصحيح المسند من أسباب النزول.
وقال صلى الله عليه وسلم: صهيب سابق الروم، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة.
قلت سيف بن دورة : روى الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
السُّبَّاق أربعة: أنا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم.
المستدرك 3/ 285 وقال: “صحيح” ووافقه الذهبي.
قال أبو زرعة وأبو حاتم : حديث باطل لا أصل له بهذا الإسناد. العلل 2577 . وراجع الضعيفة 2953
وكان معروفا بالصناعة، وكان يصنع السلاح، ولربما صنع لبعض كبراء المشركين.
وكان عمر رضي الله عنه يحبه، ويداعبه، ولما مات عمر أوصى أن يصلي عليه صهيب، وأن يصلي بالناس، حتى يجتمع الناس على إمام بعده .
صلاته بالناس وردت من عدة طرق في قصة مقتل عمر بن الخطاب مصنف عبدالرزاق 9775 ، 9776
مشاهده رضي الله عنه: وشهد بدراً والمشاهد كلها.وروي عن صهيب أنه قال: لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضره، ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزوة إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين العدو قط، حتى توفي.
أخرجه الطبراني في الكبير 7309 وفيه محمد بن الحسن المخزومي زبالة كذبوه
من صفاته رضي الله عنه:
وَكَانَ رَجُلاً أَحْمَرَ، شَدِيْدَ الحُمْرَةِ، لَيْسَ بِالطَّوِيْلِ. كَانَ مَوْصُوْفاً بِالكَرَمِ وَالسَّمَاحَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
من مواقف صهيب الرومي مع الصحابة:
موقف صهيب مع عمر بن الخطاب:
روى البغوي من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه خرجت مع عمر حتى دخلت على صهيب بالعالية فلما رآه صهيب قال: يا ناس يا ناس. فقال عمر: ما له يدعو الناس؟ قلت: إنما يدعو غلامه يحنس، فقال له: يا صهيب ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال؛ أراك تنتسب عربيًّا ولسانك أعجمي، وتكنى باسم نبي وتبذر مالك. قال: أما تبذيري مالي, فما أنفقه إلا في الحق، وأما كنيتي فكنانيها النبي صلى الله عليه وسلم. ، وأما انتمائي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيرًا، فأخذت لسانهم، ولما مات عمر أوصى أن يصلي عليه صهيب، وأن يصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون على إمام.
قلت سيف : فصل المقدسي في اسانيدها وذكر أنها روية مع احتمال انقطاع وضعف لكن قال ابن حجر يقوي بعضها بعضا
وذكر صاحب أنيس الساري أن سند محمد بن عمرو حسنه
روى المقدسي في المختارة ٧٨ عن أسلم قال خرجت مع عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ حَتّى دَخَلْتُ عَلى صُهَيْبٍ حائِطًا بِالعالِيَةِ فَلَمّا رَآهُ صُهَيْبٌ قالَ يا ناسُ يا ناسُ قالَ عُمَرُ ما لَهُ لا أبا لَهُ يَدْعُو عَلى النّاسِ قالَ وإنَّما يَدْعُو غُلامًا لَهُ يُقالُ لَهُ يَحْنَسُ….
قُلْتُ أمّا ذِكْرُ النَّسَبِ فَقَدْ رَواهُ البُخارِيُّ فِي صَحِيحِهِ (فِي البُيُوعِ) عَنْ بُنْدارٍ عَنْ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إبْراهِيمَ عَن أبِيه قالَ قالَ عبد الرَّحْمَن بْنُ عَوْفٍ لِصُهَيْبٍ اتَّقِ اللَّهَ ولا تَدَّعِي إلى غَيْرِ أبِيكَ فَقالَ ما يَسُرُّنِي أنَّ لي كذى وكذى وإنِّي قُلْتُ ذَلِكَ ولَكِنِّي سُرِقْتُ وأنا صَبِيٌّ انتهى من المختارة
بعض ما روى صهيب الرومي عن النبي صلى الله عليه وسلم:
فعن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: “إذا دخل أهل الجنة الجنة, قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم, فيقولون: ألم تبيض وجوهنا, ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار, قال: فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم “.
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “عجبًا لأمر المؤمن, إن أمره كله خير, وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له”.
وعن ابن عمر عن صهيب قال: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عليه فرد إلي إشارة وقال: لا أعلم إلا أنه قال إشارة بإصبعه
قال وفي الباب عن بلال وأبي هريرة وأنس وعائشة.
وعن صهيب في قصة الغلام الذي كان يتعلم عند الراهب والساحر …..
من فضائله رضي الله عنه:
أحد النفر الذين عاتب الله فيهم نبيه صلى الله عليه وسلم .
قلت سيف : سبق بيان ضعف الروايات في ذلك في ترجمة سعد بن أبي وقاص
حيث استغربه ابن كثير لأن الأقرع وعيينة إسلما في المدينة والآية مكية
لكن الثابت عن سعد قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : اطرد هؤلاء لا يجترؤن علينا قال : وكنت أنا ، وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست اسميهما فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع فحدث نفسه فأنزل الله ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) . أخرجه مسلم 7/127 وانظر الصحيحة 3297
وأورد ابن تيمية في فصل الخوف والرجاء وأنها راجعة للمحبة قول عمر : نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه أي هو لم يعصه ولو لم يخفه فكيف إذا خافه مجموع الفتاوى 10/64
وهاجر إلى المدينة مع علي بن أبي طالب في آخر من هاجر في تلك السنة، فقدما في نصف ربيع الأول، وشهد بدراً، والمشاهد بعدها.
وعنه قال صحبت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قبل أن يبعث.
قلت سيف : قال الحافظ في الإصابة رواه ابن عدي من طريق يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي عن آبائه عن صهيب به
ويوسف فيه ضعف وآباؤه غير مبينين .
وهو من الصحابة الذين لم يشتركوا في الفتنة والقتال الذي وقع بين أصحاب النبي ﷺ، حتى إن عليًّا رضي الله عنه دعاه ليكون معه في جيشه.
علمه رضي الله عنه:
له في صحيح مسلم ثلاثة أحاديث وخرّج عنه الأربعة.
روى عنه: بنوه حمزة، وزيادة، وصيفي، وسعيد بن المسيب. [الرياض المستطابة]
وفاته رضي الله عنه:
وقد مات بالمدينة ودفن بالبقيع، في شوال سنة ثمانٍ (أو تسع) وثلاثين عن ثلاث وسبعين سنة رضي الله عنه ورحمه. [الرياض المستطابة].
قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ صُهَيْبٌ بِالمَدِيْنَةِ، فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ، عَنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً.
مزاحه :
عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ صَيْفِيٍّ مِنْ وَلَدِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ صُهَيْبٍ قَالَ
قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ خُبْزٌ وَتَمْرٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْنُ فَكُلْ فَأَخَذْتُ آكُلُ مِنْ التَّمْرِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَأْكُلُ تَمْرًا وَبِكَ رَمَدٌ قَالَ فَقُلْتُ إِنِّي أَمْضُغُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه بن ماجه:
وهذا خبر ضعيف ، إسناده ((منقطع))
وقال البخاري : لا يعرف سماع بعضهم من بعض
كان صهيب كالوزير لعمر :
ابن تيمية في الحسبة 1/159
و عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِالشَّامِ فَأَتَاهُ نَبَطِىٌّ مَضْرُوبٌ مُشَجَّجٌ مُسْتَعْدِى فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا فَقَالَ لِصُهَيْبٍ: انْظُرْ مَنْ صَاحِبُ هَذَا فَانْطَلَقَ صُهَيْبٌ فَإِذَا هُوَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِىُّ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ غَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا
فَلَوْ أَتَيْتَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَمَشَى مَعَكَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنِّى أَخَافُ عَلَيْكَ بَادِرَتَهُ فَجَاءَ مَعَهُ مُعَاذٌ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ عُمَرُ مِنَ الصَّلاَةِ قَالَ: أَيْنَ صُهَيْبٌ؟ فَقَالَ: أَنَا هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: أَجِئْتَ بِالرَّجُلِ الَّذِى ضَرَبَهُ قَالَ: نَعَمْ فَقَامَ إِلَيْهِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ فَاسْمَعْ مِنْهُ وَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا لَكَ وَلِهَذَا. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَأَيْتُهُ يَسُوقُ بِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ فَنَخَسَ الْحِمَارَ لِيَصْرَعَهَا فَلَمْ تُصْرَعْ ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ عَنِ الْحِمَارِ فَغَشِيَهَا فَفَعَلْتُ مَا تَرَى قَالَ: ائْتِنِى بِالْمَرْأَةِ لِتُصَدِّقَكَ فَأَتَى عَوْفٌ الْمَرْأَةَ فَذَكَرَ الَّذِى قَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَبُوهَا وَزَوْجُهَا: مَا أَرَدْتَ بِصَاحِبَتِنَا فَضَحْتَهَا فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: وَاللَّهِ لأَذْهَبَنَّ مَعَهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَلَمَّا أَجْمَعَتْ عَلَى ذَلِكَ قَالَ أَبُوهَا وَزَوْجُهَا: نَحْنُ نُبَلِّغُ عَنْكِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَتَيَا فَصَدَّقَا عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ بِمَا قَالَ، قَالَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ لِلْيَهُودِىِّ: وَاللَّهِ مَا عَلَى هَذَا عَاهَدْنَاكُمْ فَأَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ فُوَا بِذِمَّةِ مُحَمَّدٍ – صلى الله عليه وسلم – فَمَنْ فَعَلَ مِنْهُمْ هَذَا فَلاَ ذِمَّةَ لَهُ. قَالَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ فَإِنَّهُ لأَوَّلُ مَصْلُوبٍ رَأَيْتُهُ … (1).
فهذا عوف بن مالك – وهو صحابي جليل – رأى منكراً فغيره بيده، ولم يكن المنكر ليندفع إلا بالضرب، فضرب عوف بن مالك صاحب المنكر، فشجَّ رأسه فلما بلغ ذلك عمر رضي الله عنه وعرف حقيقة الأمر، ما عنَّفَهُ بل أقام حُكم الله في هذا الذمي وهو أن يُقتل. انتهى كلام ابن تيمية
أخرجه البيهقي 9/ 201 وابوعبيد في الأموال 485 وحسنه الألباني الإرواء 5/119
قال الألباني : مجالد بن سعيد ضعيف لكن قال البيهقي تابعه ابن اشوع عن الشعبي عن عوف بن مالك .
قلت سيف : متابعة ابن اشوع أخرجها الطبراني في الكبير 64 من طريق وهب بن بقية انا خالد عن خالد الحذاء عن ابن اشوع عن الشعبي عن عوف بن مالك أنه أبصر نصرانيا يسوق بامرأة فنخس بها فصرعت فتحللها فضربته بخشبة معي فشججته فانطلقت إلى معاذ بن جبل فقلت آجرني من عمر وخشيت عجمته فأتى عمر فأخبره فجمع بيننا ولم يزل بالنصراني حتى اعترف فأمر له بخشبه فنحتت ثم قال : لهؤلاء عهد ففوا بعهدهم وما وفوا لكم فإذا بدلوا فلا عهد لهم وأمر به فصلب .
وتابعه محمد بن إسماعيل الخشوعي نا إسماعيل بن علية عن خالد الحذاء عن ابن اشوع عن الشعبي عن عوف بن مالك الأشجعي وربما قال حدثنا عوف بن مالك. ….. وفيه فتحللها
قال ابن عساكر : الشعبي لم يسمعه من عوف إنما رواه عن سويد بن غفلة عن عوف ثم ذكر طريق مجالد عن الشعبي وقال الوراق عن الشعبي عن سويد بن غفلة قال كنا مع عمر بن الخطاب
فلعله يتقوى بهذه المتابعة ويكون مجالد حفظه خاصه أن الضعف الذي أخذ عليه رفع الكلام
والوراق في الغالب هو مطر الوراق مختلف فيه لكن قال الذهبي لا ينزل حديثه عن الحسن .