126 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد الكعبي
———
مسند أحمد
17162 – حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: ” صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ ثَلَاثًا، وَعَلَى الَّذِي يَلِيهِ وَاحِدَةً ”
قلت سيف: على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند.
قال محققو المسند: حديث صحيح، إسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده وهذه منها، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه الطبراني في “الكبير” 18/ (640)، والبغوي في “شرح السنة” (816) من طريقين عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (17141)، وسلف بإسناد صحيح على شرط مسلم برقم (17156)
قلت سيف: حديث رقم 17156 فيه يحيى بن أبي كثير مدلس، ثم ذكر البزار أن كل من رواه عن يحيى يقول عن خالد بن معدان عن العرباض إلا شيبان فإنه قال عن خالد عن جبير بن نفير فوصله.
لكن السند الذي سقناه عند أحمد هنا 17162 فيه متابعة لشيبان فيكون على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند. وانزلناه للمتمم على الذيل خشية الشذوذ.
——-
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة لمن صلى في الصفوف المقدمة
” كَانَ يُصَلِّي عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ ثَلَاثًا، وَعَلَى الثَّانِي وَاحِدَةً ”
قال السندي رحمه الله:
” أَي يَدْعُو لَهُم بِالرَّحْمَةِ، ويستغفر لَهُم ثَلَاث مَرَّات، كَمَا فعل بالمُحَلِّقين والمُقَصِّرين.
وَالظَّاهِر أَنه دَعَا لَهُم، أَعم من أَن يكون بِلَفْظ الصَّلَاة أَو غَيره، وَيحْتَمل خُصُوص لفظ الصَّلَاة أَيْضا ” انتهى من ” حاشية السندي على النسائي ” (2/ 93).
قال ابن عبدالبر في الإستذكار ((1) / (377)):
وأما الصف الأول ففي فضله آثار كثيرة وأحسنها حديث مالك في الاستهام عليه لأنه أرشد وندب إليه مؤكدا
ومنها حديث أبي بن كعب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الصف الأول لعلى مثل صف الملائكة ولو تعلمون ما فيه لابتدرتموه))
ومنها حديث جابر وأبى هريرة وأبي سعيد عن النبي عليه السلام – ((خير صفوف الرجال مقدمها وشرها مؤخرها وخير صفوف النساء المؤخر))
حدثنا البراء بن عازب عن النبي عليه السلام أنه قال ((إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول))
وحديث العرباض بن سارية قال كان النبي – عليه السلام – يصلي على الصف المقدم ثلاثا وعلى الثاني واحدة))
وحديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله – عليه السلام – رأى في بعض أصحابه تأخرا فقال لهم ((تقدموا وأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله))
وروت عائشة مثله وزادت ((حتى يؤخرهم الله في النار.
من فوائد الصلاة في الصفوف المقدمة
قال ابن رجب في الفتح (ج (6) / (273)):
(1) – أنه خير صفوف الرجال.
(2) – ومنها: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – استغفر له ثلاثا دون ما بعده.
فخرج ابن ماجه من حديث العرباض بن سارية، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يستغفر للصف المقدم ثلاثا، وللثاني مرة.
وخرجه النسائي، وعنده: ((يصلي)) مكان: ((يستغفر)).
(3) – ومنها: أنه أحصن الصفوف من الشيطان.
(4) – ومنها: أن الصلاة فيه تقتضي التقدم إلى الله، فإن التأخر عنه يقتضي التأخر. بتصرف
و المقصود بالصف الاول:
ومن تأمل الأحاديث علم أن المراد بالصف الأول الصف المقدم في المسجد، لا تحتمل غير ذلك. قاله ابن رجب
وقال السندي: قوله (على الصف الأول) يحتمل أن المراد الصف الأول في كل مسجد أو في كل جماعة فالجماعة باعتبار تعدد المساجد والجماعات أو المراد الصفوف المتقدمة على الصف الأخير فالصلاة من الله على كل صف على حسب تقدمه والأخير لا حظ له من هذه الصلاة لفوات الأولية … حاشية السندي على سَنَن ابن ماجه
قال المناوي في فيض القدير:
(كان يستغفر) الله تعالى (للصف المقدم) أي يطلب من الغفر أي الستر لذنوب أهل الصف الأول في الصلاة وهو الذي يلي الإمام ويكرره (ثلاثا) من المرات اعتناء بشأنهم (وللثاني مرة) أي ويستغفر للصف الثاني مرة واحدة إشارة إلى أنهم دون الأول في الفضل وسكت عما دون ذلك من الصفوف فكأنه كان لا يخصهم بالإستغفار تأديبا لهم على تقصيرهم وتهاونهم في حيازة فضل ذينك الصفين.
تنبيه: و بحث اكثر في عون الصمد عّن الصفوف و فضلها