: 125 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———————-
مسند أحمد
9813 قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غفار وأسلم ومزينة ومن كان من جهينة خير من الحيين الحليفين أسد وغطفان وهوازن وتميم فإنهم أهل الخيل والوبر
وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو
والحديث أصله في الصحيحين
وههنا الشطر الأخير ليس في الصحيحين (فإنهم أهل الخيل والوبر)
قلت سيف: على الشرط الذيل على الصحيح المسند
فهو في البخاري 3523 ومسلم 2519
وعند أحمد زيادة
————–
بوب الامام النووي على صحيح مسلم [باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيئ]
2519 حدثني زهير بن حرب حدثنا يزيد وهو ابن هارون أخبرنا أبو مالك الأشجعي عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار ومزينة وجهينة وغفار وأشجع ومن كان من بني عبد الله موالي دون الناس والله ورسوله مولاهم
قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري ((16) / (81)):
أي: هذا باب في بيان ذكر أسلم … إلى آخره، وهذه خمس قبائل كانت في الجاهلية في القوة والمكانة دون غيرها من القبائل، فلما جاء الإسلام كانوا أسرع دخولا فيه، فصار الشرف إليهم بسبب ذلك.
قال ابن حجر في الفتح: [ص: 627] قوله: (باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع) هذه خمس قبائل كانت في الجاهلية في القوة والمكانة دون بني عامر بن صعصعة وبني تميم بن مر وغيرهما من القبائل، فلما جاء الإسلام كانوا أسرع دخولا فيه من أولئك فانقلب الشرف إليهم بسبب ذلك، فأما أسلم فقد تقدم ذكر نسبهم في الباب الماضي، وأما غفار فبكسر الغين المعجمة وتخفيف الفاء وهم بنو غفار بن مليل بميم ولامين مصغر ابن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وسبق منهم إلى الإسلام أبو ذر الغفاري وأخوه أنيس كما سيأتي شرح ذلك قريبا، ورجع أبو ذر إلى قومه فأسلم الكثير منهم. وأما مزينة فبضم الميم وفتح الزاي وسكون التحتانية بعدها نون وهو اسم امرأة عمرو بن أد بن طابخة بالموحدة ثم المعجمة ابن إلياس بن مضر، وهي مزينة بنت كلب بن وبرة، وهي أم أوس وعثمان ابني عمرو، فولد هذين يقال لهم بنو مزينة والمزنيون، ومن قدماء الصحابة منهم عبد الله بن مغفل بن عبد نهم المزني وعمه خزاعي بن عبد نهم وإياس بن هلال وابنه قرة بن إياس وهذا جد القاضي إياس بن معاوية بن قرة وآخرون، وأما جهينة فهم بنو جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم [ص: 628] بضم اللام ابن إلحاف بالمهملة والفاء وزن إلياس بن قضاعة من مشهوري الصحابة منهم عقبة بن عامر الجهني وغيره، واختلف في قضاعة فالأكثر أنهم من حمير فيرجع نسبهم إلى قحطان، وقيل هم من ولد معد بن عدنان. وأما أشجع فبالمعجمة والجيم وزن أحمر وهم بنو أشجع بن ريث بفتح الراء وسكون التحتانية بعدها مثلثة ابن غطفان بن سعد بن قيس، من مشهوري الصحابة منهم نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف.
والحاصل أن هذه القبائل الخمس من مضر، أما مزينة وغفار وأشجع فبالاتفاق، وأما أسلم وجهينة فعلى قول ويرجحه أن الذين ذكروا في مقابلهم وهم تميم وأسد وغطفان وهوازن، جميعهم من مضر بالاتفاق، وكانت منازل بني أسد بن خزيمة ظاهر مكة حتى وقع بينهم وبين خزاعة فقتل فضالة بن عبادة بن مرارة الأسدي هلال بن أمية الخزاعي فقتلت خزاعة فضالة بصاحبها فنشبت الحرب بينهم فبرحت بنو أسد عن منازلهم فحالفوا غطفان فصار يقال للطائفتين الحليفان أسد وغطفان، وتأخر من بني أسد آل جحش بن رياب فحالفوا بني أمية، فلما أسلم آل جحش وهاجروا احتوى أبو سفيان على دورهم بذلك الحلف، ذكر ذلك عمر بن شبة في ” أخبار مكة “. ثم ذكر المصنف في الباب أربعة أحاديث:
الأول قوله: (قريش والأنصار) تقدم ذكر
قريش، وسيأتي ذكر الأنصار في أوائل الهجرة.
قوله: (موالي) بتشديد التحتانية إضافة إلى
النبي صلى الله عليه وسلم أي أنصاري، وهذا هو المناسب هنا وإن كان للموالي عدة معان، ويروى بتخفيف التحتانية والمضاف محذوف أي موالي الله ورسوله، ويدل عليه قوله: ليس لهم مولى دون الله ورسوله وهذه فضيلة ظاهرة لهؤلاء القبائل، والمراد من آمن منهم، والشرف يحصل للشيء إذا حصل لبعضه، قيل إنما خصوا بذلك لأنهم بادروا إلى الإسلام فلم يسبوا كما سبي غيرهم، وهذا إذا سلم يحمل على الغالب، وقيل: المراد بهذا الخبر النهي عن استرقاقهم وأنهم لا يدخلون تحت الرق، وهذا بعيد.
قال الطيبي في شرح المشكاة: قيل إنما دعا لغفار وأسلم لأن دخولهما في الإسلام كان من غير حرب، وكانت غفار تزن- أي تتهم- بسرقة الحجاج، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يمحو عنهم تلك السيئة ويغفر لهم.
وأما عصية فهم الذين قتلوا القراء ببئر معونة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت عليهم.
قال القاضي: هو من حسن الكلام والمجانسة في الألفاظ مأخوذ من سالمته إذا لم تر منه مكروها، وكأنه دعا لهم بأن يضع الله عنهم التعب الذي كانوا فيه.
و جاء في فيض القدير (ج (4) / (428) … ): واعلم أن جهينة، ومزينة، وأسلم، وغفار كانت دون بني تميم، وبني أسد في زمن الجاهلية، فلما بادروا إلى الإسلام سبقوا عليهم في الشرف. هذا محصل ما في الحديث.