(1249 – 1250 الصحيح المسند من المجلد الثاني) تعليق على الصحيح المسند مما ليس فيي الصحيحين؛
شرح الأخ عبدالله الديني وعبدالله المشجري
(بإشراف الأخ؛ سيف الكعبي) (1 من المجلد الثاني)
بالتعاون مع الأخوة بمجموعات السلام1،2،3، والمدارسة، والتخريج رقم 1،والاستفادة
(من لديه فائده أو تعقيب فليفدنا)
شرح (عبدالله المشجري)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
{مسند أبي مريم الأزْدي}
رضي الله عنه
1249 – قال أبو داود رحمه الله ((356) / (3)): حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا يحيى بن حمزة حدثني ابن أبي مريم أن القاسم بن مُخيْمرة أخبره أن أبا مريم ا?زدي أخبره قال دخلت على معاوية فقال: ما أنْعَمَنا بك أبا ف?ن – وهـي كلمة تقولها العرب – فقلت حديثا سمعته أخبرك به سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((منْ و?َّه اللهُ عز وجل شيئاً من أمرِ المسلمين فاحتَجَبَ دون حاجَتِهم وخَلَّتِهم وفقرِهـم احتجبَ اللهُ عنه دون حاجتِه وخلَّته وفقرِه)) قال: فجعل رج? على حوائج الناس.
قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه اللهُ-: هذا حديث صحيح, رجاله رجال الصحيح.
وقد أخرجه الترمذي ((562) / (4)) فقال حدثنا عليُّ بن حُجر, حدثنا يحيى بن حمزة به.
ولم يسُق لفظَه, وابن أبي مريم هو يزيد كما جاء مصرَّحاً به في الترمذي.
————————
أولا: ما يتعلَّق بسند الحديث:
* (ابن أبي مريم) الذي في السند اُختلِفَ فيه:
فقال ابن حجر في المطالب العالية ((382) / (6)) أنه أبو بكر بن أبي مريم, وهو ضعيف.
ولكن ذكر ابن الملقِّن في البدر المنير أنه: يزيد بن أبي مريم وهو ترجيح الوادعي والعباد كما في شرح سنن أبي داود وإليه يميل الدكتور سيف كما في تعليقه في سنن أبي داود , ويدل لهذا القول رواية الترمذي الصريحة التي فيها ذكر يزيد كما ذكره الشيخ مقبل رحمه الله.
* صحح هذا الحديث الألباني في الصحيحة تحت حديث ((629)) وهو في صحيح مفاريد الصحابة ; لذا فقد ذكر هذا الحديثَ ابنُ أبي عاصم في الآحاد والمثاني ولم يذكر له إلا هذا الحديث في مسنده.
ثانياً: فيما يتعلق في ترجمة راوي الحديث:
اختلف أهلُ العلم في تسميته; فذهب البخاري في التاريخ الكبير ((308) / (6)) , والبغوي فيما نقله عنه ابنُ حجر في الإصابة في ترجمة أبي مريم, والترمذي كلهم جزموا أنَّ اسمه عمرو بن مرة الجهني.
وذهب بعض أهل العلم إلى أنهما رجلان; كالحاكم, وابن حجر, والذهبي في تجريد أسماء الصحابة, ويدل عليه صنيع الإمام أحمد في المسند حيث ذكر الحديث في مسندين , الأول: مسند رجل من أصحاب رسول الله ? , والثاني: في مسند عمرو بن مرة الجهني.
وهو صحابي جليل, كان في عهد النبي ? شيخاً كبيراً, أسلم قديماً, وشهد كثيراً من المشاهد. (الإصابة ((4) / (680) – (682)))
ثالثاً: ما يتعلق بغريب الحديث:
* قوله: (ما أنعَمَنا بك أبا فلان)
قال الخطابي في غريب الحديث ((532) / (2)): (هي كلمة يقولها الرجل لصاحبه إذا جاءه وألمَّ به, ولا يُقال ذلك إلا لمن يُعْتدُّ بلقائه ويُسَرُّ برؤيته; كأنه يقول: ما جاءنا بك وما الذي دعاك إلى أن أتيتنا فأنعمتنا: أي: سررتنا بلقائك).
* قوله: (وخَلَّتهم)
قال الشيخ العباد: (الفقر, والخَلَّة, والحاجة متقاربة المعنى)
وقال صاحب عون المعبود (الخَلَّة هي الحاجة الشديدة)
رابعاً: ما يتعلَّق بفوائد الحديث:
(1) – فيه الجزاء من جنس العمل ; فكما أنه يعامل الناس هذه المعاملة, فالله يعاقبه بهذه العقوبة.
(2) – فيه منقبة لمعاوية رضي الله عنه وسرعة استجابة الصحابة رضي الله عنهم لأوامر النبي ?.
(3) – ومن الأحاديث المشابهة لمعنى هذا الحديث:
((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرَفق بهم فارفق به … )) الحديث
وحديث: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لأمته إلا حرَّم الله عليه الجنة))
وحديث معقل بن يسار أنه حدَّث عبيد الله بن زياد بحديث ((ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة))
وحديث: ((إن شر الرعاء الحطمة)).
(4) – في هذا الحديث حق من حقوق الرعيَّة على الراعي, وقد ذكر الكناني في كتابه (تحرير الأحكام في تدابير أهل الإسلام) عشرة حقوق للراعي على الرعيَّة, وعشرة حقوق للرعيَّة على الراعي.
ومن أنفع الكتب التي تراجع في هذا الباب:
(1) – كتاب (معاملة الحكام) للشيخ عبدالسلام برجس رحمه الله, كتاب قيِّم جدا.
(2) – وكتاب (تنبيه الأنام بأصول مسائل تعامل الرعيَّة مع الحكام) للشيخ أحمد بن قذلان المزروعي.
_._._. _._._. _._._. _._._. _._.
{مسند أبي هريرة}
رضي الله عنه
1250 – قال الإمام النسائي ((167) / (2)): أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن الحارث عن الضحاك بن عثمان عن بكير بن عبد الله بن ا?شج عن سليمان بن يسار عن أبي هـريرة قال ما صليت وراء أحد أشبه ص?ة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ف?ن فصلينا وراء ذلك ا?نسان وكان يطيل ا?وليين من الظهر ويخفف في ا?خريين ويخفف في العصر ويقرأ في المغرب بقصار المفصل ويقرأ في العشاء بالشمس وضحاهـا وأشباهـها ويقرأ في الصبح بسورتين طويلتين.
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه اللهُ: هذا حديث حسن.
????? وقال الإمام النسائي رحمه الله ((167) / (2)): أخبرنا هـارون بن عبد الله قال حدثنا ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن بكير بن عبد الله عن سليمان بن يسار عن أبي هـريرة قال ما صليت وراء أحد أشبه ص?ة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ف?ن قال سليمان كان يطيل الركعتين ا?وليين من الظهر ويخفف ا?خريين ويخفف العصر ويقرأ في المغرب بقصار المفصل ويقرأ في العشاء بوسط المفصل ويقرأ في الصبح بطول المفصل.
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه اللهُ: هذا حديث حسن.
????? وقال الإمام أحمد ((7978)): حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، حدثنا الضحاك بن عثمان، عن بكير بن عبد الله، عن سليمان بن يسار، عن أبي هـريرة، أنه قال: ما صليت وراء أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أشبه ص?ة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ف?ن – قال سليمان – ” كان يطيل الركعتين ا?وليين من الظهر، ويخفف ا?خريين، ويخفف العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصل، ويقرأ في العشاء بوسط المفصل، ويقرأ في الصبح بطوال المفصل ”
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه اللهُ: هذا حديث حسن, رجاله رجال الصحيح.
———————-
أولا: عدد الأحاديث في مسند أبي هريرة (203) حديثاً.
ثانياً: ما يتعلق بسند الحديث:
* هذا الحديث له شاهد في البخاري ومسلم عن جابر بن سمرة: قال عمر لسعد رضي الله عنهم: (شكاكَ الناس في كل شيء حتى في الصلاة) فقال سعد: (أما أنا فأمُدُّ في الأوليين وأحذف في الأخريين, ولا آلو ما اقتديت به من صلاة رسول الله ?) فقال عمر: (ذاك الظن بك أو ظني بك).
* الرواية الأولى والثانية التي في الباب صححها العلاَّمة الألباني في صحيح النسائي ((983)) و ((982))
وأما الرواية التي مسند أحمد: قال محققو المسند ((371) / (13)) إسناده قوي على شرط مسلم, رجاله ثقات رجال الشيخين غير الضحاك بن عثمان فمن رجال مسلم وهو صدوق.
ثالثاً: معنى الحديث وفقهه:
* قوله: (ما صليتُ وراء أحدٍ أشبه صلاة برسول الله ? من فلان)
رجَّح الأثيوبي أنَّ المقصود به هو عمر بن عبدالعزيز رحمه الله.
ويدل لذلك ما جاء في رواية في مسند أحمد ((102) / (14)): (من فلانٍ لإمام كان بالمدينة)
وفي رواية: قال الضحاك: وحدثني من سمع أنس بن مالك يقول: وما رأيت أحداً أشبه صلاةً بصلاة رسول الله ? من هذا الفتى – يعني: عمر بن عبدالعزيز -, قال الضحاك: فصليتُ خلف عمر بن عبدالعزيز وكان يصنع مثل ما قال سليمان بن يسار.
* وأما عن هدي رسول الله ? في القراءة في الصلوات الخمس فهي كالتالي:
*القراءة في”صلاة الظهر والعصر”
فقد دل حديث الباب أن النبي ? كان يطيل في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر ويخفف في الأخريين, ويخفف القراءة في صلاة العصر.
وجاء في صحيح مسلم (460) أن النبي ? كان يقرأ في الظهر بسبح اسم ربك الأعلى وفي العصر نحو ذلك.
وورد بسند حسن عن جابر بن سمرة عند الترمذي (307) أنه كان يقرأ في الظهر والعصر {والسماء ذات البروج} و {والسماء والطارق} وشبههما.
وجاء في الصحيح المسند (71) عن أنس أنه كان يقرأ في الظهر والعصر ب {سبح اسم ربك الأعلى} و {هل أتاك حديث الغاشية}
وورد أيضاً في الصحيح المسند (140) عن البراء قال (كنا نصلي خلف النبي ? الظهر فنسمع منه الآيات من سورة لقمان والذاريات}
وورد في مسلم (452) أنه ? كان يقرأ في صلاة الظهر في في الركعتين الأوليين في كل ركعة
قدر ثلاثين آية وفي الأخريين قدر خمسة عشر آية أو قال: نصف ذلك , وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر قراءة خمس عشر آية وفي الأخريين قدر نصف ذلك) وفي رواية قدر (الم) السجدة بدل ثلاثين آية.
لذا قال بعض الباحثين: الأولى فعلُ هذا مرة وهذا مرة حتى يصيب السنة.
وقد تبين من الأحاديث السابقة أن القراءة في صلاة العصر على النصف من صلاة الظهر.
* القراءة في ” صلاة المغرب ”
قال ابن رجب: (أكثر العلماء على استحباب التقصير)
وحكى الترمذي أن العمل عند أهل العلم على قراءة قصار المفصَّل في صلاة المغرب.
ويدل لذلك حديث الباب.
وحديث أبي هريرة المتفق عليه (كنا نصلي المغرب مع النبي ? ثم ينصرف أحدنا وإنه ليبصر مواقع نبله)
أما ما جاء أن النبي ? كان يقرأ في صلاة المغرب بطولى الطوليين الأعراف, وبحديث جبير بن مطعم أن النبي ? قرأ في المغرب بالطور, وحديث أم الفضل أن النبي ? قرأ فيها بالمرسلات.
فإنه يحمل على أنه كان يفعل ذلك أحياناً وإلا فتقصير القراءة فيها أفضل, ولا يشق فيها على المأمومين.
* القراءة في ” صلاة العشاء ”
فالجمهور على استحباب القراءة فيها بوسط المفصل.
لحديث الباب.
وحديث معاذ أن النبي ? قال له ((إذا أممتَ الناس فاقرأ {والشمس وضحاها} و {سبح اسم ربك الأعلى} و {والليل إذا يغشى}.
* القراءة في ” صلاة الفجر ”
يدل حديث الباب أنه يُستحب تطويل القراءة في صلاة الفجر وأن يُقرأ فيها بطوال المفصَّل.
ولحديث أبي برزة أن النبي ? كان يقرأ في الفجر بالستين إلى المائة.
[فتح العلام]