124 مختلف الحديث
مشاركة أبي عيسى عبدالله البلوشي وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا والمسلمين جميعا)
——–‘——‘——-”
——-‘——-‘——‘
—-‘——–‘——‘
معلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا ترحم على أحد فإنه يقتل
فكيف التوفيق بين ما جاء في البخاري:
6331 – حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة، حدثنا سلمة بن الأكوع، قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، قال رجل من القوم: أيا عامر لو أسمعتنا من هنيهاتك، فنزل يحدو بهم يذكر:
[البحر الرجز]
تالله لولا الله ما اهتدينا
وذكر شعرا غير هذا، ولكني لم أحفظه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من هذا السائق» قالوا: عامر بن الأكوع، قال: «يرحمه الله» وقال رجل من القوم: يا رسول الله، لولا متعتنا به، فلما صاف القوم قاتلوهم، فأصيب عامر بقائمة سيف نفسه فمات، فلما أمسوا أوقدوا نارا كثيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما هذه النار، على أي شيء توقدون» قالوا: على حمر إنسية، فقال: «أهريقوا ما فيها وكسروها» قال رجل: يا رسول الله، ألا نهريق ما فيها ونغسلها؟ قال: «أو ذاك»
وبين ما جاء في مسلم:
1787 – حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة, وأبو كريب, قالا: حدثنا أبو أسامة, عن هشام, عن أبيه, عن عائشة, أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ من الليل, فقال: يرحمه الله, لقد أذكرني كذا وكذا آية, كنت أسقطتها من سورة كذا وكذا.
ولم يذكر أنه قتل
وكذلك يشكل كون النبي صلى الله عليه وسلم أسقط آية مع النصوص الواردة بأن الشرع محفوظ وان الله وعده أن لا ينسى
———‘———‘——-‘
مسألة الترحم:
قال العيني في شرحه للبخاري وسبقه ابن حجر في الفتح: ورد في رواية إياس بن سلمة فقال: غفر لك ربك. قال: وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان يخصه إلا استشهد. انتهى
أخرجها مسلم 4702. وأخرجها أبوعوانة في مستخرجه. وأحمد. وابن أبي شيبة.
وقصر الألباني في حاشيته على مختصر البخاري فعزاها للمسند بينما ذكرها في الصحيحة لمسلم الصحيحة 3553.
فلفظ مسلم: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا قال:: أنا عامر قال: غفر لك ربك. قال: وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان يخصه إلا استشهد قال فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل له يا نبي اللَّه لولا ما متعتنا بعامر مطولا وهو من طريق إياس بن سلمة حدثني أبي يعني سلمة بن الأكوع
قال العيني وسبقه ابن حجر:
وقول القائل (لولا متعتنا به) يعني هلا أبقيته لنا لنتمتع بعامر يعني بشجاعته ويروى لولا متعتنا به من التمتع وهو الترفه إلى مدة. ومنه في الدعاء يقال متعني الله بك.
قال ابن حجر: عن زيادة وما استغفر لإنسان قط يخصه إلا استشهد: بهذه الزيادة ظهر السر في قول الرجل: لولا أمتعتنا به.
قال ابن عبدالبر: فيه إجابة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاؤه كله عندنا مجاب إن شاء الله.
فالظاهر أن التخصيص بالدعاء الذي يقتضي الشهادة يكون في الجهاد أو فهم الصحابة ذلك بقرينة.
——–”——-‘——-
مسألة أن النبي صلى الله عليه وسلم نسي آية:
بوب البخاري رحمه الله في كتاب فضائل القرآن من صحيحه،
بَابُ نِسْيَانِ القُرْآنِ، وَهَلْ يَقُولُ: نَسِيتُ آيَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ
وأورد تحته حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه:
# عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقْرَأُ فِي المَسْجِدِ، فَقَالَ: يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا، آيَةً مِنْ سُورَةِ كَذَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنْ هِشَامٍ، وَقَالَ: أَسْقَطْتُهُنَّ مِنْ سُورَةِ كَذَا، تَابَعَهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَعَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ.
_________
*قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح (باختصار):* قال الإسماعيلي النسيان من النبي صلى الله عليه وسلم لشيء من القرآن يكون على قسمين أحدهما نسيانه الذي يتذكره عن قرب وذلك قائم بالطباع البشرية وعليه يدل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث بن مسعود في السهو إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون والثاني أن يرفعه الله عن قلبه على إرادة نسخ تلاوته وهو المشار إليه بالاستثناء في قوله تعالى سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله قال فأما القسم الأول فعارض سريع الزوال لظاهر قوله تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون.
وأما الثاني فداخل في قوله تعالى ما ننسخ من آية أو ننسها على قراءة من قرأ بضم أوله من غير همزة.
قلت وقد تقدم توجيه هذه القراءة وبيان من قرأ بها في تفسير البقرة وفي الحديث حجة لمن أجاز النسيان على النبي صلى الله عليه وسلم فيما لبس طريقه البلاغ مطلقا وكذا فيما طريقه البلاغ لكن بشرطين
أحدهما أنه بعد ما يقع منه تبليغه
والآخر أنه لا يستمر على نسيانه بل يحصل له تذكره إما بنفسه وإما بغيره
وهل يشترط في هذا الفور قولان فأما قبل تبليغه فلا يجوز عليه فيه النسيان أصلا وزعم بعض الأصوليين وبعض الصوفية أنه لا يقع منه نسيان أصلا وإنما يقع منه صورته ليسن
قال عياض لم يقل به من الأصوليين أحد إلا أبا المظفر الاسفرايني وهو قول ضعيف.
_________
*وقال الأثيوبي حفظه الله في الذخيرة:*
قال الجامع عفا الله عنه: الذي تفيده الأدلة الصحيحة أنه – صلى الله عليه وسلم – ينسى كما ينسى سائر البشر، لكن ذلك بعد تبليغه للناس، وحفظهم له، أما قبل التمليغ فلا؛ لأن الله تعالى تكفل بحفظه، حيث قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، فلو نسيه قبل التبليغ لما تمكن من تبليغه، فلا يكون محفوظًا، وقد أخبر الله تعالى بأنه حافظ له. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
________
*وقال أحد الباحثين في رسالة علمية بعنوان (جمع القرآن (دراسة تحليلية لمروياته)) باختصار:*
المبحث الأول شبهات المستشرقين
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: شبهات المستشرقين حول جمع القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
كان القرآن الكريم ولا يزال هدفا لأعداء الإسلام، يسددون إليه سهام المطاعن، ويتخذون من علومه مثارا للشبهات، يلفقونها زورا وكذبا. وقبل أن نبدأ بدراسة شبهات المستشرقين حول جمع القرآن، لا بد أن نبين- ولو باختصار- ما معنى الاستشراق؟
فالاستشراق هو: دراسة غير الشرقيين لحضارات الشرق وأديانه ولغاته وتاريخه وعلومه واتجاهاته النفسية وأحواله الاجتماعية، ولا سيما الحضارة الإسلامية وأحول المسلمين في مختلف العصور «1».
واختصر هذا التعريف الدكتور الساموك فقال: الاستشراق هو: علم يدرس لغات الشرق وتراثهم وحضارتهم ومجتمعاتهم وماضيهم وحاضرهم «2».
والاستشراق كان وما يزال جزءا لا يتجزأ من قضية الصراع الحضاري بين العالم الإسلامي والعالم الغربي، فقد كان للاستشراق أكبر الأثر في صياغة التصورات الأوربية عن الإسلام، وفي تشكيل مواقف الغرب إزاء الإسلام على مدى قرون عديدة «1».
هناك شبه يثيرها أهل الأهواء لتوهين الثقة بالقرآن، والتشكيك في دقة جمعه، وسوف نورد أهم هذه الشبه، ونرد عليها إن شاء الله تعالى.
الشبهة الأولى وردها:
قالوا: إن في طريقة كتابة القرآن وجمعه دليلا على أنه قد سقط منه شيء لم يكتب في المصاحف التي بين أيدينا «2».
واعتمدوا في هذه الشبهة على المزاعم الآتية:
1 – أن محمدا قال: (رحم الله فلانا لقد أذكرني كذا وكذا آية من سورة كذا).
وفي رواية: (أسقطتهن من آية كذا وكذا) وفي رواية: (كنت أنسيتها) «3».
2 – أن ما جاء في سورة الأعلى: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (6) إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ «4»، يدل بطريق الاستثناء الواقع فيه على أن محمدا قد أسقط عمدا أو نسي آيات لم يتفق له من يذكره إياها «5».
أما احتجاجهم الأول: فيجاب عنه: بأن تذكير الرسول صلى الله عليه وسلم بآية أو آيات قد أنسيها أو أسقطها نسيانا لا يشكك في جمع القرآن، فإن الرواية التي جاء فيها التعبير بالإسقاط تفسرها الرواية الأخرى (أنسيتها)، وإليك الروايات بنصها من صحيح البخاري، وبيان ما قاله العلماء في مدلولها:
أ- عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في المسجد، فقال: رحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتهن من سورة كذا وكذا)، وزاد عباد بن عبد الله «1»: عن عائشة: (تهجد النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، فسمع صوت عباد يصلي في المسجد، فقال: يا عائشة أصوت عباد هذا؟ قلت: نعم، قال:
اللهم ارحم عبادا) «2».
ب- حدثنا أحمد بن أبي رجاء حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: (سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة بالليل، فقال: يرحمه الله، لقد أذكرني آية كذا وكذا كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا) «3».
إن احتجاجهم بهذا الحديث وبجميع ألفاظه لا ينهض حجة لهم فيما زعموا من الشك في الأصل الذي قامت عليه كتابة القرآن وجمعه، بل الأصل سليم قويم وهو وجود هذه الآيات مكتوبة في الوثائق التي استكتبها الرسول صلى الله عليه وسلم ووجودها محفوظة في صدور أصحابه الذين تلقوها عنه، والذين بلغ عددهم مبلغ التواتر، وأجمعوا جميعا على صحته- كما بينا في ثنايا البحث من الفصل الأول والثاني من هذه الرسالة- إنما قصارى هذا الخبر أنه يدل على أن قراءة ذلك الرجل- عباد بن بشر- ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم إياها، وكان قد أنسيها، أو أسقطها أي أسقطها نسيانا لا عمدا «1».
وهذا النوع من النسيان لا يزعزع الثقة بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يشكك في دقة جمع القرآن ونسخه، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد حفظ هذه الآيات من قبل أن يحفظها ذلك الرجل، ثم استكتبها كتاب الوحي، وبلغها الناس محفوظة عنه.
وليس في الحديث الذي احتجوا به أن هذه الآيات لم تكن بالمحفوظات التي كتبها كتاب الوحي، وليس فيه ما يدل على أن أصحاب الرسول كانوا قد نسوها جميعا، حتى يخاف عليها الضياع، أو السقوط عند الجمع الأول، واستنساخ المصحف الإمام «2».
….
وأما احتجاجهم الثاني: وهو الاستثناء الذي في قوله تعالى: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (6) إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ «7»، وممن قال بهذا المستشرق شاخت «8» الذي حاول الطعن في قطعية ثبوت القرآن الكريم، وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أسقط عمدا أو أنسي آيات من القرآن الكريم «1».
قال الإمام الباقلاني: (وقوله فَلا تَنْسى، أورد على وجه الإخبار لا على وجه الأمر، لأن النسيان لا يفعل ولا ينزل) «2».
وقال الزرقاني: إن هذا الاستثناء صوري لا حقيقي، فلا يدل على ما زعموا، والحكمة فيه أن يعلم الله عباده أن نسيانه صلى الله عليه وسلم الذي وعده إياه في قوله:
فَلا تَنْسى، وإنما هو محض فضل من الله وإحسان، ولو شاء سبحانه أن ينسيه لأنساه، وفي ذلك الاستثناء فائدتان: إحداهما ترجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث يشعر دائما أنه مغمور بنعمة الله وعنايته ما دام متذكرا للقرآن لا ينساه، والثانية تعود إلى أمته حيث يعلمون أن نبيهم صلى الله عليه وسلم فيما خصه الله به من العطايا والخصائص لم يخرج عن دائرة العبودية فلا يفتنون فيه كما فتن النصارى في المسيح ابن مريم «3».
والدليل على أن هذا الاستثناء صوري لا حقيقي أمران:
الأول: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يتعب نفسه بكثرة قراءة القرآن حتى وقت نزول الوحي مخافة أن ينساه، فاقتضت رحمة الله بحبيبه صلى الله عليه وسلم أن يطمئنه من هذه الناحية، وأن يرحمه من هذا العناء، فقال تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) «4»، وفي آية أخرى: وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً «1».
والثاني: إن قوله تعالى: إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ يعلق وقوع النسيان على مشيئة الله إياه، والمشيئة لم تقع بدليل ما ذكرناه من قوله تعالى: إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17). إذن فالنسيان لم يقع «2».
وثمة رأي آخر لمعنى الاستثناء، وهو: أنه استثناء حقيقي، غير أن المراد به منسوخ التلاوة دون غيره، ويكون معنى الآية: أن الله تعالى يقرئ نبيه صلى الله عليه وسلم فلا ينسيه إلا ما شاءه. وهو ما نسخت تلاوته لحكمة من الحكم، بدليل قوله تعالى:
* ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَاتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها «3»، والمعنى: أن كل آية نذهب بها على ما تقتضيه الحكمة والمصلحة من إزالة لفظها أو حكمها أو كليهما معا إلى بدل
أو غير بدل نَاتِ بِخَيْرٍ مِنْها أي نوع آخر هو خير للعباد بحسب الحال في النوع والثواب.
وأيا ما كان معنى الاستثناء في آية سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (6) إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ فإنه لا يفهم منه أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم نسي حرفا واحدا مما أمر بتلاوته وتبليغه للخلق «4».
ويقول السيد محمد رشيد رضا عن الاستثناء في هذه الآية: فهو يؤكد عدم نسيان النبي صلّى الله عليه وسلّم لأن الاستثناء بالمشيئة قد استعمل في أسلوب القرآن للدلالة على الثبوت والاستمرار كما في قوله تعالى: خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ «1»، وكما في قوله:
قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ «2». والنكتة في الاستثناء في هذه الآيات هي بيان أن هذه الأمور الثابتة الدائمة إنما كانت كذلك بمشيئة الله تعالى لا بطبيعتها نفسها، فليس امتناع نسيان الوحي طبيعة لازمة للنبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو تأييد ومنحة من الله، وليس خلود أهل الجنة في الجنة واجبا عقليا أو طبيعيا، وإنما هو بإرادة الله ومشيئته «3».