124 فتح الأحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة أبي عيسى عبدالله البلوشي وعبدالله المشجري وعبدالملك وأحمد بن علي وناجي الصيعري وعلي الكربي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
124 – قال النسائي رحمه الله في “الكبرى” (ج 8 ص 181): أنبأ أحمد بن سليمان قال حدثنا عفان قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد قال حدثنا قتادة عن أنس: أن ابن أم مكتوم كانت معه راية سوداء (لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم) (1) في بعض مشاهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
هذا حديث صحيحٌ.
_________
(1) ما بين القوسين إشارة إلى نسخة، وليس في “تحفة الأشراف” (ج 1 ص 318).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولاً: دراسة الحديث رواية:
* صحح إسناده ابن القطان كما في بيان الوهم والإيهام (5/247).
* أخرج ابن ماجه في سننه 2816 عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: «قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا عَلَى الْمِنْبَرِ، وَبِلَالٌ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَقَلِّدٌ سَيْفًا، وَإِذَا رَايَةٌ سَوْدَاءُ» ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ ” وحسنه الألباني رحمه الله.
* وينظر السلسلة الصحيحة 2100 ” كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض ، و رايته سوداء ” .
* حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف بن أم مكتوم على المدينة مرتين قال ولقد رأيته يوم القادسية ومعه راية سوداء. في المختارة برقم 2504
* جاء في سنن أبي داود في باب إمامة الأعمى وأورد تحته حديث أنس: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – استَخلَفَ ابنَ أم مكتومٍ يَؤُمُ النَّاسَ وهو أعمى. قال محققو سنن أبي داود (1/445): صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. عمران -وهو ابن داور- القطان انفرد بروايته عن قتادة، عن أنس، وهو ضعيف يعتبر به، وقد خالفه همام -وهو ابن يحيي العوذي- وهو ثقة من رجال الشيخين، فرواه عن قتادة مرسلاً، وهو أشبه بالصواب وقد روي عن عائشة بإسناد صحيح كما سيأتي.
وأخرجه البيهقي3/ 88من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (13000) عن بهز بن أسد، عن عمران القطان، به.
وأخرجه أحمد (12344)، وابن الجارود (310)، وأبو يعلى (3110) و (3138) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به، بلفظ: أن النبيّ – صلى الله عليه وسلم – استخلف ابن أم مكتوم مرتين على المدينة، ولقد رأيته يوم القادسية معه راية سوداء.
وهذا أيضاً وهم فيه عمران القطان، حيث أدخل حديثا في حديث، فقد أخرج ابن سعد في “الطبقات” 4/ 212، والطبري في “تفسيره” 30/ 51 من طريق سعيد بن أبي عروبة، وابن سعد 4/ 212، والطبري 30/ 51، وأبو يعلى (3123) من طريق معمر بن راشد، وابن سعد 4/ 212 من طريق أبي هلال، ثلاثتهم عن قتادة عن أنس قصة القادسية وحسب، وأما قصة استخلاف ابن أم مكتوم يؤم الناس فأخرجها ابن سعد في “الطبقات” 4/ 205 عن عمرو بن عاصم الكلابي، عن همام بن يحيى العوذي، عن قتادة مرسلاً، وهمام ثقة حافظ فقوله أشبه بالصواب، وعمران القطان أدخل حديث قتادة عن أنس الذي ذكر فيه حضور ابن أم مكتوم القادسية، بحديث قتادة المرسل في استخلاف ابن أم مكتوم، والله تعالى أعلم.
وانظر ما سيأتي برقم (2931).
وقد صح عن عائشة رضي الله عنها عند ابن حبان (2134) و (2135) أن النبي – صلى الله عليه وسلم – استخلف ابن أم مكتوم على المدينة، يصلي بالناس.
* قال محقق مختصر سنن أبي داود للمنذري عن حديث سِماك -وهو ابن حرب- عن رجل من قومه، عن آخر منهم، قال: “رأيت راية رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صَفْراء”
قال: ” في إسناده رجل مجهول، وأخرج الترمذي (1681) وابن ماجة (2818) من حديث أبي مِجْلَز عن ابن عباس قال: “كانت راية رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سوداء، ولواؤه أبيض” وفي إسناده يزيد بن حيان، أخو مقاتل بن حيان، قال البخاري: عنده غلط كثير، وأخرج البخاري (3183) هذا الحديث في تاريخه الكبير من رواية يزيد -هذا- مقتصرًا على الراية، وأخرج النسائي (8551) من حديث قتادة عن أنس: “أن ابن أم مكتوم كانت معه راية سوداء في بعض مشاهد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-“، وهو حديث حسن، ورُوي عن مجاهد أنه قال: “كان لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لواء أغبر” وهذا مرسل، وقد روي أن الراية السوداء كانت من مِرْطٍ مُرجَّل لعائشة. ”
ثانيًا: دراسة الحديث دراية:
1- تبويبات الأئمة على أحاديث الباب:
* بوب ابن ماجه في سننه بَابُ الرَّايَاتِ وَالْأَلْوِيَةِ ومما أورده في هذا الباب:
- عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: «قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا عَلَى الْمِنْبَرِ، وَبِلَالٌ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَقَلِّدٌ سَيْفًا، وَإِذَا رَايَةٌ سَوْدَاءُ» ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ ” [حسنه الألباني ومحققو سنن ابن ماجه]
- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ، يَوْمَ الْفَتْحِ وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضُ» [حسنه الألباني وقال محققو سنن ابن ماجه: إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وأبو الزبير -واسمه محمَّد بن مسلم بن تدرس- مدلس وقد عنعن. ونقل الترمذي عن البخاري قوله: حدثنا غير واحد عن شريك، عن عمار، عن أبي الزبير، عن جابر: أن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – دخل مكة وعليه عمامة سوداء، قال البخاري: والحديث هو هذا.]
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ «رَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ سَوْدَاءَ وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضُ» [حسنه الألباني ومحققو سنن ابن ماجه]
* وكذلك بوب أبو داود في سننه باب في الرايات والألوية ومما أورده في هذا الباب غير ما سبق:
- عن يونُس بن عُبيدٍ مولى محمدِ بن القاسم، قال: بعثني محمد بن القاسم، إلى البَراء بن عازِبٍ يسألُه عن رايةِ رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلم- ما كانت؟ فقال: كانت سوداءَ مُربَّعةً من نَمِرةٍ. [ قال الألباني: صحيح دون قوله مربعة، وحسنه لغيره محققو سنن أبي داود ]
- عن سماكٍ، عن رجلِ من قومِه عن آخَرَ منهم، قال: رأيتُ رايةَ رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلم- صفراءَ. [ ضعفه الألباني، وضعف إسناده محققو سنن أبي داود لإبهام شيخ سماك ]
* بوب النسائي في الكبرى عدة أبواب متعلقة بالراية منها:
دَفْعُ الرَّايَةِ إِلَى الْمَوْلَى وأورد تحته:
- عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَأُعْطِيَنَّ اللِّوَاءَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَدَعَا عَلِيًّا وَهُوَ أَرْمَدُ فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَأَعْطَاهُ اللِّوَاءَ، وَنَهَضَ مَعَهُ مِنَ النَّاسِ مَنْ نَهَضَ فَلَقِيَ أَهْلَ خَيْبَرَ، فَإِذَا مَرْحَبٌ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ:
[البحر الرجز] قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ … شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
أَطْعَنُ أَحْيَانًا وَحِينًا أَضْرِبُ … إِذَا اللُّيُوثُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ
فَاخْتَلَفَ هُوَ وَعَلِيٌّ ضَرْبَتَيْنِ فَضَرَبَهُ عَلَى هَامَتِهِ حَتَّى عَضَّ السَّيْفُ مِنْهَا أَبْيَضَ رَأْسِهِ، وَسَمِعَ أَهْلُ الْعَسْكَرِ صَوْتَ ضَرْبَتِهِ فَفَتَحَ اللهُ لَهُ وَلَهُمْ ”
كَيْفَ يَدْفَعُ الْإِمَامُ الرَّايَةَ إِلَى الْوَلِيِّ وَأَيُّ وَقْتٍ يَدْفَعُ
- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: حَاصَرْنَا خَيْبَرَ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَانْصَرَفَ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ، وَأَخَذَهُ مِنَ الْغَدِ عُمَرُ فَانْصَرَفَ، وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ، وَأَصَابَ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ شِدَّةٌ وَجَهْدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي دَافِعٌ لِوَائِي غَدًا إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَيُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، لَا يَرْجِعُ حَتَّى يُفْتَحَ لَهُ» وَبِتْنَا طَيِّبَةً أَنْفُسُنَا أَنَّ الْفَتْحَ غَدًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْغَدَاةَ، ثُمَّ قَامَ قَائِمًا وَدَعَا بِاللِّوَاءِ، وَالنَّاسُ عَلَى مَصَافِّهِمْ فَمَا مِنَّا إِنْسَانٌ لَهُ مَنْزِلَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا وَهُوَ يَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ اللِّوَاءِ فَدَعَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ أَرْمَدُ فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ، وَمَسَحَ عَنْهُ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ، فَفَتَحَ اللهُ لَهُ، قَالَ: «أَنَا فِيمَنْ تَطَاوَلُ لَهَا»
هَزُّ الْإِمَامِ الرَّايَةَ ثَلَاثًا وَدَفْعُهَا إِلَى الْمَوْلَى
- عن ابْن عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ لَا يُخْزِيهِ اللهُ أَبَدًا، فَأَشْرَفَ مَنِ اسْتَشْرَفَ» قَالَ: «أَيْنَ عَلِيٌّ وَهُوَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ وَهُوَ فِي الرَّحَى يَطْحَنُ فَدَعَاهُ، وَهُوَ أَرْمَدُ مَا يَكَادُ أَنْ يُبْصِرَ فَنَفَثَ فِي عَيْنَيْهِ، وَهَزَّ الرَّايَةَ ثَلَاثًا فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ فَجَاءَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ» مُخْتَصَرٌ
بِمَ يَأْمُرُهُ الْإِمَامُ إِذَا دَفَعَهَا إِلَيْهِ
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَفْتَحُ اللهُ عَلَيْهِ». قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَقَالَ: «امْشِ، وَلَا تَلْتَفِتْ حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْكَ». فَسَارَ عَلِيٌّ شَيْئًا ثُمَّ وَقَفَ، وَذَكَرَ قُتَيْبَةُ كَلِمَةً مَعْنَاهَا فَصَرَخَ: يَا رَسُولَ اللهِ،، عَلَى مَاذَا أُقَاتِلُ النَّاسَ؟ ” قَالَ: «قَاتِلْهُمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ عَصَمُوا مِنْكَ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ»
إِذَا قُتِلَ صَاحِبُ الرَّايَةِ هَلْ يَأْخُذُ الرَّايَةَ غَيْرُهُ بِغَيْرِ أَمْرِ الْإِمَامِ
- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَقَالَ: ” إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ، أَوِ اسْتُشْهِدَ فَأَمِيرُكُمْ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ أَوِ اسْتُشْهِدَ فَأَمِيرُكُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَلَقُوا الْعَدُوَّ فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرُ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ فَأَتَى خَبَرُهُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ” إِنَّ إِخْوَانَكُمْ لَقُوا الْعَدُوَّ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمْهَلَ آلَ جَعْفَرٍ ثَلَاثًا أَنْ يَأْتِيَهُمْ، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَالَ: «لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ» ثُمَّ قَالَ: «ادْعُوا لِي بَنِي أَخِي فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّا أَفْرُخٌ» فَقَالَ: «ادْعُوا لِي الْحَلَّاقَ فَأَمَرَهُ فَحَلَقَ رُءُوسَنَا» ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا مُحَمَّدٌ فَشَبِيهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللهِ فَشَبِيهُ خَلْقِي وَخُلُقِي، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي» فَشَالَهَا فَقَالَ: «اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ ثَلَاثًا»
حَمْلُ الْأَعْمَى الرَّايَةِ
- وأورد تحته حديث الباب عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ، كَانَتْ مَعَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ مَشَاهِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “
صفةُ الرَّايَةِ
- وأورد حديث البراء المتقدم «كَانَتْ سَوْدَاءَ مُرَبَّعَةً مِنْ نَمِرَةٍ»
- وحديث الحارث بن حسان المتقدم كذلك وسيأتي لفظه كاملاً في شرح الحديث وهو في الصحيح المسند 275.
* وينظر إلى الأحاديث التي أوردها البيهقي في سننه الكبرى في باب ما جاء في عقد الألوية والرايات.
2- شرح الحديث:
* جاء في الصحيح المسند برقم 275) قال الامام أحمد رحمه الله (ج3 ص481): ثنا عفان قال ثنا سلام أبو المنذر عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن الحرث بن حسان قال صلى الله عليه وسلم مررت بعجوز بالربذة منقطع بها من بني تميم قال فقالت أين تريدون قال فقلت نريد رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت فاحملوني معكم فإن لي إليه حاجة قال فدخلت المسجد فإذا هو غاص بالناس وإذا راية سوداء تخفق فقلت ما شأن الناس اليوم قالوا هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها قال فقلت يا رسول الله إن رأيت أن تجعل الدهناء حجازا بيننا وبين بني تميم فأفعل فإنها كانت لنا مرة قال فاستوفزت العجوز وأخذتها الحمية فقالت يا رسول الله أين تضطر مضرك قلت يا رسول الله حملت هذه ولا أشعر أنها كائنة لي خصما قال قلت أعوذ بالله أن أكون كما قال الأول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وما قال الأول قال على الخبير سقطت يقول سلام هذا أحمق يقول الرسول صلى الله عليه و سلم على الخبير سقطت قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هيه يستطعمه الحديث قال إن عادا أرسلوا وافدهم قيلا فنزل على معاوية بن بكر شهرا يسقيه الخمر وتغنيه الجرادتان فانطلق حتى أتى على جبال مهرة فقال اللهم إني لم آت لأسير أفاديه ولا لمريض فأداويه فاسق عبدك ما كنت ساقيه واسق معاوية بن بكر شهرا يشكر له الخمر التي شربها عنده قال فمرت سحابات سود فنودي أن خذها رمادا رمددا لا تذر من عاد أحدا قال أبو وائل فبلغني أن ما أرسل عليهم من الريح كقدر ما يجري في الخاتم.
* قال ابن الملقن في البدر المنير (9/63 وما بعده): ” وقد جاءت أحاديث عدة في لون راية النبي – صلى الله عليه وسلم – ففي الترمذي وابن ماجه من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال : «كانت راية النبي – صلى الله عليه وسلم – [ سوداء ، و ] [ لواؤه ] أبيض» وفي إسناده يزيد بن حيان أخو مقاتل بن حيان قال البخاري : عنده غلط كبير
ورواه الحاكم في «مستدركه» مستشهدا به بلفظ «كان لواء النبي – صلى الله عليه وسلم – أبيض ، ورايته سوداء» . وفي السنن الأربعة من حديث البراء رضي الله عنه قال : «كانت راية النبي – صلى الله عليه وسلم – سوداء مربعة من نمرة» حسنه الترمذي ، وأعله ابن القطان بيونس بن عبيد المذكور في إسناده ، وقال : لا يعرف إلا في هذا الحديث ، وفي أبي داود من حديث سماك بن حرب ، عن رجل من قومه ، عن آخر منهم قال : «رأيت راية النبي – صلى الله عليه وسلم – صفراء» .
وفي إسناده جهالة كما ترى . وفي ابن السكن من حديث [ مزيدة ] العصري . قال : «عقد النبي – صلى الله عليه وسلم – رايات الأنصار جعلهن صفراء» ألزم ابن القطان عبد الحق بتصحيحه . وفي «السنن الأربعة» أيضا وصحيحي ابن حبان والحاكم من حديث جابر رضي الله عنه «أن النبي – صلى الله عليه وسلم – دخل مكة عام الفتح ولواؤه أبيض» . قال الترمذي والبخاري : غريب ، وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ، وفي النسائي من حديث أنس «أن ابن أم مكتوم كانت معه راية سوداء في بعض مشاهد النبي – صلى الله عليه وسلم – » . قال ابن القطان : إسناده صحيح قال : وهي بلا شك من رايات رسول الله – صلى الله عليه وسلم – . ”
* بوب البخاري في صحيحه باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم: وأورد تحته ثلاثة أحاديث:
2976 – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ القُرَظِيُّ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ الأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ صَاحِبَ لِوَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرَادَ الحَجَّ، فَرَجَّلَ ”
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَيْبَرَ، وَكَانَ بِهِ رَمَدٌ، فَقَالَ: أَنَا أَتَخَلَّفُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَلَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ اللَّيْلَةِ الَّتِي فَتَحَهَا فِي صَبَاحِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ – أَوْ قَالَ: لَيَأْخُذَنَّ – غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، أَوْ قَالَ: يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ “، فَإِذَا نَحْنُ بِعَلِيٍّ وَمَا نَرْجُوهُ، فَقَالُوا: هَذَا عَلِيٌّ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العَلاَءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ العَبَّاسَ يَقُولُ لِلْزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «هَا هُنَا أَمَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَرْكُزَ الرَّايَةَ»
قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (6/ 126 وما بعدها): ” اللواء بكسر اللام والمد هي الراية ويسمى أيضا العلم وكان الأصل أن يمسكها رئيس الجيش ثم صارت تحمل على رأسه وقال أبو بكر بن العربي اللواء غير الراية فاللواء ما يعقد في طرف الرمح ويلوى عليه والراية ما يعقد فيه ويترك حتى تصفقه الرياح وقيل اللواء دون الراية وقيل اللواء العلم الضخم والعلم علامة لمحل الأمير يدور معه حيث دار والراية يتولاها صاحب الحرب وجنح الترمذي إلى التفرقة فترجم بالألوية وأورد حديث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة ولواؤه أبيض ثم ترجم للرايات وأورد حديث البراء أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء مربعة من نمرة وحديث بن عباس كانت رايته سوداء ولواؤه أبيض أخرجه الترمذي وبن ماجه وأخرج الحديث أبو داود والنسائي أيضا ومثله لابن عدي من حديث أبي هريرة ولأبي يعلى من حديث بريدة وروى أبو داود من طريق سماك عن رجل من قومه عن آخر منهم رأيت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم صفراء ويجمع بينها باختلاف الأوقات وروى أبو يعلى عن أنس رفعه أن الله أكرم أمتي بالألوية إسناده ضعيف ولأبي الشيخ من حديث بن عباس كان مكتوبا على رايته لا إله إلا الله محمد رسول الله وسنده واه وقيل كانت له راية تسمى العقاب سوداء مربعة وراية تسمى الراية البيضاء وربما جعل فيها شيء أسود وذكر المصنف في الباب ثلاثة أحاديث … قوله وكان صاحب لواء النبي صلى الله عليه وسلم أي الذي يختص بالخزرج من الأنصار وكان النبي صلى الله عليه وسلم في مغازيه يدفع إلى رأس كل قبيلة لواء يقاتلون تحته وأخرج أحمد بإسناد قوي من حديث بن عباس أن راية النبي صلى الله عليه وسلم كانت تكون مع علي وراية الأنصار مع سعد بن عبادة الحديث قوله أراد الحج فرجل هو بتشديد الجيم وأخطأ من قالها بالمهملة واقتصر البخاري على هذا القدر من الحديث لأنه موقوف وليس من غرضه في هذا الباب وإنما أراد منه أن قيس بن سعد كان صاحب اللواء النبوي ولا يتقرر في ذلك إلا بإذن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا القدر هو المرفوع من الحديث تاما وهو الذي يحتاج إليه هنا … قوله لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله فإنه مشعر بأن الراية لم تكن خاصة بشخص معين بل كان يعطيها في كل غزوة لمن يريد وقد أخرجه أحمد من حديث بريدة بلفظ إني دافع اللواء إلى رجل يحبه الله ورسوله الحديث وهذا مشعر بأن الراية واللواء سواء ثالثها حديث نافع بن جبير سمعت العباس أي بن عبد المطلب يقول للزبير أي بن العوام ها هنا أمرك النبي صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية وهو طرف من حديث أورده المصنف في غزوة الفتح وسيأتي شرحه مستوفى هناك … قال الطبري في حديث علي أن الإمام يؤمر على الجيش من يوثق بقوته وبصيرته ومعرفته … وقال المهلب وفي حديث الزبير أن الراية لا تركز إلا بإذن الإمام لأنها علامة على مكانه فلا يتصرف فيها إلا بأمره وفي هذه الأحاديث استحباب اتخاذ الألوية في الحروب وأن اللواء يكون مع الأمير أو من يقيمه لذلك عند الحرب وقد تقدم حديث أنس أخذ الراية زيد بن حارثة فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب الحديث”.
* قال الشيخ عبدالمحسن العباد في شرح سنن أبي داود (14/59) في شرح حديث البراء بن عازب رضي الله عنه وقوله عن راية النبي صلى الله عليه وسلم كانت سوداء مربعة من نمرة.
” يقول الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى: باب في الرايات والألوية. يعني: في الجهاد ما لونها؟ والألوية: قيل: إن اللواء يكون أكبر من الراية والراية دونه، وقيل العكس. والراية واللواء المقصود به الدلالة على القائد، ومعرفة المرجع الذي يرجع إليه الجيش، ومعرفة مكانه؛ لأنها تكون مرتفعة وعالية، وترى من بعد؛ فيعرف الناس من ارتفاعها المكان الذي يكون فيه المرجع الذي يرجع إليه الجيش، والقائد الذي يقود الجيش يكون عند هذا اللواء. وقد أورد أبو داود حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال: (إن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء مربعة من نمرة) والنمرة: هي الثياب المخططة التي فيها سواد وبياض، وقيل لها: سوداء لأنها ترى من بعيد، ففيها خطوط، لكنها ترى من بعيد سوداء، فذكر النمرة يدل على أنها ليست سوداء خالصة، ولكنها يغلب عليها السواد، وكذلك ترى من بعيد. فهذا فيه دليل على أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء، وقال هنا: إنها مربعة، ومعناه: أنها متساوية الأضلاع، يعني أن طولها وعرضها سواء، و الألباني حسن الحديث بدون ذكر كونها مربعة “.
* قال في عون المعبود:
(باب في الرايات والألوية)
[2591] جمع لواء والرايات جمع راية
قال في المغرب اللواء علم الجيش وهو دون الراية لأنه شقة ثوب يلوى ويشد إلى عود الرمح والراية علم الجيش ويكنى أم الحرب وهو فوق اللواء
وقال التوربشتي الراية هي التي يتولاها صاحب الحرب ويقاتل عليها وتميل المقاتلة إليها واللواء علامة كبكبة الأمير تدور معه حيث دار
وفي شرح مسلم الراية العلم الصغير واللواء العلم الكبير كذا في المرقاة
«عون المعبود وحاشية ابن القيم» 7/ 182
قال ابن الملقن
اللواء ما عقد في طرف الرمح ويكون معه، وبذلك سمي لواء، والراية ثوب يجعل في طرف الرمح ويخلى كهيئته تصفقه الريح، قاله ابن العربي
«التوضيح لشرح الجامع الصحيح» 18/ 103
* وقال ابن الملقن:
وقوله: (“لأعطين الراية”) عرفها بأل لأنها كانت من سنته في حروبه، فينبغي أن يسار بسيرته في ذلك….. ثم نقل مثل كلام ابن بطال ثم قال :
قَالَ ابن الأثير: ولا يمسك اللواء إلا صاحب الجيش .
* جاء في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (7/ 371)
الباب السادس في ألويته، وراياته، وفسطاطه، وقبته صلى الله عليه وسلم
كان له صلى الله عليه وسلم لواء أبيض مكتوب عليه (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وآخر أسود، وآخر أغبر، وكان له صلى الله عليه وسلم راية سوداء ربعة من صوف، لونها لون النمرة، وتسمى العقاب، وأخرى صفراء كما في سنن أبي داود عن سماك ين حرب عن رجل من قومه عن آخر منهم.
وروى الإمام أحمد، والترمذي بسند جيد والطبراني – برجال الصحيح – غير حبان بن عبيد الله عن بريدة وابن عباس، وابن عدي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم قالوا: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء، ولواؤه أبيض، أبو هريرة وابن عباس – كما عند الطبراني – مكتوب فيه (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، رواه أبو الشيخ عن ابن عباس.
وروى الترمذي وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه عن جابر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة، ولواؤه أبيض.
وروى ابن عدي وأبو الحسن بن الضحاك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء، ولواؤه أبيض، مكتوب فيه (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ورواه ابن عدي عن أبي هريرة أيضا.
وروى مسدد عن عون قال: حدثني شيخ أحسبه من بكر بن وائل قال: أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم شقة خميصة سوداء ذات يوم فعقدها على رمح، هزها فقال: (من يأخذها بحقها)، فهابها المسلمون من أجل الشرط، فقام إليه رجل فقال: أنا آخذها بحقها، فما حقها ؟ قال: (تقاتل مقدما ولا تغرب بها من كافر).
وروى الطبراني – برجال ثقات – غير شريك النخعي، وثق وضعف، عن جابر رضي الله تعالى عنه أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء.
وروى أيضا برجال ثقات – غير محمد بن الليث الهداري فيجر رجاله – عن مزيدة العبدي رضي الله تعالى عنه أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد رايات الأنصار، فجعلهن صفرا.
وروى أيضا عن يزيد بن أسامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد راية لبني سليم حمراء.
وروى الإمام أحمد، برجال الصحيح، غير عثمان بن زفر الشامي، وهو ثقة، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تكون مع علي بن أبي طالب، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة، وكان إذا استحر القتال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكون تحت راية الأنصار.
وروى البخاري عن الحارث بن حسان قال: دخلت المسجد فإذا هو غاص بالناس، وإذا رأيته سوداء، قلت: ما شأن الناس اليوم ؟ قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يبعث عمرو بن العاص.
وروى البخاري عن نافع بن جبير قال: سمعت العباس يقول للزبير: يقول: هاهنا أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية
وروى أبو داود والترمذي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء مربعة لون نمرة.
وروى أبو داود عن سماك عن رجل من قومه عن آخر منهم قال: رأيت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم صفراء.
وروى أبو الحسن بن الضحاك عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى قال: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مرط أسود مرحل كان لعائشة رضي الله تعالى عنها، وراية الأنصار يقال لها العقاب.
وروى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن الحارث بن حسان قال: قدمت المدينة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قائما على المنبر، وبلال بين يديه، متقلدا سيفا، وإذا راية سوداء فقلت: ما هذا ؟ قالوا: هذا عمرو بن العاص، قدم من غزاة.
وروى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تكون مع علي بن أبي طالب، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة، وكان إذا استحر القتال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكون تحت راية الأنصار.
وروى أبو داود – وحسنه – عن يونس بن عبيد الله – مولى محمد بن القاسم – قال: بعثني محمد بن القاسم إلى البراء بن عازب لأسأله عن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانت ؟ فقال: كانت سوداء مربعة.
وروى البخاري عن عون بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم.
وروى أبو سعيد بن الأعرابي عن أبي جحيفة رضي الله تعالى عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة حمراء مربعة.
وروى النسائي عن صفوان بن معلى عن أبيه رضي الله تعالى عنه قال: ليس أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه، فبينما نحن بالجعرانة والنبي صلى الله عليه وسلم في قبة فأتاه الوحي، فأشار إلى
عمران، فقال: فأدخلت رأسي في القبة.
وروى ابن أبي شيبة عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه أن النبي أمر بقية من شعر – الحديث.
وروى الحاكم عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في قبة من أدم حمراة في نحو من أربعين رجلا فقال: (إنه مفتوح لكم، وإنكم منصورون وممضيون، فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليأمر بالمعروف وينه عن المنكر، وليصل رحمه، ومثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل البعير يتردى، فهو يمد بذنبه).
وروى مسدد وابن أبي شيبة وابن حبان عن أبي جحيفة رضي الله تعالى عنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عامر في الأبطح في قبة له حمراء فقال: (ممن أنتم ؟) فقلنا من بني عامر، فقال: (مرحبا بكم أنتم مني).
تنبيهات الأول: قال الحافظ: الراية بمعنى اللواء، وهو العلم الذي يحمل في الحرب يعرف به صاحب الجيش، وقد يدفعه ليقدم العسكر، وصرح جماعة من أهل اللغة بترادفهما، والأحاديث السابقة تدل على التغاير، فلعل التفرقة بينهما عرفية.
الثاني: ذكر عروة في رواية أبي الأسود، وابن إسحاق، ومحمد بن عمرو وابن سعد أن أول ما وجدت الرايات يوم خيبر، وما كانوا يعرفون قبل إلا الألوية.
الثالث: روى الطبراني برجال ثقات عن محارب قال: كتب معاوية إلى زياد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن العدو لا يظهر على قوم أراهم)، أو قال: (رايتهم مع رجل من بني بكر بن وائل).
الرابع: روى أبو الحسن بن الضحاك عن زهير بن محمد قال: راية رسول الله صلى الله عليه وسلم العقاب، وفرسه المرتجز، وناقته العضباء والقصواء والجدعاء وحماره: يعفور والسيف: ذو
الفقار، والدرع: ذات الفضول، والرداء: الفتح والقدح: الغمر.
الخامس: في بيان غريب ما سبق: اللواء: بلام مكسورة، فواو، فألف ممدودة: الراية.
الجعرانة: ماء بين الطائف ومكة.
النمر: ككتف، وبكسر فسكون: سبع معرف.
مرحل: فيه صور الرحال.
استحر القتال: بهمزة وصل، فسين مهملة ساكنة، فمثناة فوقية، فحاء مهملة، فراء مفتوحات: اشتد وكثر.
السادس:
* وقد أورد الطحاوي إشكالا وأجاب عنه:
وقد سأل سائل فقال: قد كان من ابن أم مكتوم ما كان من الاعتذار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر به إليه، وقد كان يوم القادسية على حاله التي اعتذر بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل الراية في قتاله الكفار فكيف لم يبذل ذلك من نفسه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر ما قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: ثنا عفان بن مسلم قال: ثنا يزيد بن زريع قال: ثنا سعيد وهو ابن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن عبد الله بن أم مكتوم يوم القادسية كانت معه راية سوداء وعليه درع وما قد حدثنا أبو أمية , قال: حدثنا أبو نعيم , قال: حدثنا ابن عيينة , عن علي بن زيد عن أنس بن مالك قال: رأيت ابن أم مكتوم في بعض مشاهد المسلمين في يده اللواء فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أنه قد يحتمل أن يكون ابن أم مكتوم يوم كان منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان لم يكن يحسن يومئذ حمل الراية، ثم أحسنه بعد ذلك فتكلفه لما أحسنه للمسلمين وترك أن يتكلفه قبل ذلك لما كان لا يحسنه. والله عز وجل نسأله التوفيق
«شرح مشكل الآثار» 4/ 155
السابعة: لواء الغدر :
* قال القرطبي:
قوله: (لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له)؛ هذا منه – صلى الله عليه وسلم – خطاب للعرب بنحو ما كانت تفعل، وذلك: أنهم يرفعون للوفاء راية بيضاء، وللغدر راية سوداء، ليشهروا به الوفي، فيعظموه، ويمدحوه، والغادر فيذموه، ويلوموه بغدره. وقد شاهدنا هذا فيهم عادة مستمرة إلى اليوم. فمقتضى هذا الحديث: أن الغادر يُفعل به مثل ذلك؛ ليشهر بالخيانة والغدر، فيذمه أهل الموقف، ولا يبعد أن يكون الوفي بالعهد يُرفع له لواء يُعرف به وفاؤه وبره، فيمدحه أهل الموقف، كما يرفع لنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – لواء الحمد فيحمده كل من في الموقف
«المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» 3/ 520
راجع شرح راية الغدر
الصحيح المسند
1005 سنن ابن ماجه عن رفاعة بن شداد القتباني قال : لولا كلمة سمعتها من عمرو بن الحمق الخزاعي ، لمشيت فيما بين رأس المختار وجسده ، سمعته يقول : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من أمِن رجلا على دمه فقتله ، فإنه يحمل لواء غدر يوم القيامة )