124 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———-
مسند أحمد
12018 – حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه وصبي في الطريق، فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ، فأقبلت تسعى وتقول: ابني ابني وسعت فأخذته، فقال القوم: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار. قال: فخفضهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ” ولا الله عز وجل لا يلقي حبيبه في النار ”
قلت سيف:
الحديث على شرط المتمم على الذيل
فحميد إما سمع من ثابت أو ثبته ثابت.
وقلنا في تخريج حديث رقم 13467 – من
مسند أحمد: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا حميد، عن أنس، قال: كان صبي على ظهر الطريق، فمر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ناس من أصحابه، فلما رأت أم الصبي القوم خشيت أن يوطأ ابنها، فسعت وحملته، وقالت: ابني ابني، قال: فقال القوم: يا رسول الله، ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” لا، ولا يلقي الله حبيبه في النار ”
قلت سيف: سبق قلنا عل شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند تحت حديث 12018 وقلنا فيه حميد مدلس سمعه من ثابت أو ثبته فيه ثابت
———
محبة الله
محبة الله أعظم القربات، وأفضل الطاعات، وهي متوقفة على امتثال أوامره واجتناب نواهية، ويدل على ذلك قول الله تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [آل عمران: 31].
قال ابن رجب: ومحبة الله تنشأ تارة من معرفته، وكمال معرفته: تحصل من معرفة أسمائه وصفاته وأفعاله الباهرة والتفكير في مصنوعاته وما فيها من الإتقان والحكم والعجائب، فإن ذلك كله يدل على كماله وقدرته وحكمته وعلمه ورحمته.
وتارة ينشأ (123) من مطالعة النعم
وقال بعض السلف: من عرف الله أحبه، ومن أحبه أطاعه.
ومحبة الله على درجتين:
إحداهما: فرض، وهي المحبة المقتضية لفعل أوامره الواجبة والانتهاء عن زواجره المحرمة والصبر على مقدوراته المؤلمة، فهذا القدر لابد منه في محبة الله، ومن لم تكن محبته على هذا الوجه فهو كاذب في دعوى محبة الله، كما قال بعض العارفين: من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده فهو كاذب، فمن وقع في ارتكاب شيء من المحرمات أو أخل بشيء من فعل الواجبات فلتقصره في محبة الله حيث قدم محبة نفسه وهواه على محبة الله، فإن محبة الله لو كملت لمنعت من الوقوع فيما يكرهه. وإنما يحصل الوقوع فيما يكرهه لنقص محبته الواجبة في القلوب وتقديم هوى النفس على محبته وبذلك ينقص الإيمان كما قال (صلى الله عليه وسلم): ” لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ” (126) الحديث.
والدرجة الثانية من المحبة – وهي فضل مستحب -: أن ترتقي المحبة من ذلك إلى التقرب بنوافل الطاعات والانكفاف عن دقائق الشبهات والمكروهات، والرضى بالأقضية المؤلمات،
كما قال عامر بن عبد قيس: أحببت الله حبا هون علي كل مصيبة ورضاني بكل بلية، فما أبالي مع حبي إياه على ما أصبحت، ولا على ما أمسيت (127). و قال عمر بن عبد العزيز أصبحت ومالي سرور إلا في مواقع القضاء والقدر، ولما مات ولده الصالح قال: إن الله أحب قبضه، وأعوذ بالله أن تكون لي محبة تخالف محبة الله. وقال بعض التابعين في مرضه: أحبه إلي أحبه إليه.
فتح الباري (1/ 47 – 48) بتصرف
قال القاضي عياض: فيه أن محبة الله ومحبة نبيه الاستقامة على طاعتهما وترك مخالفتهما، وإذا أحبهما تأدب بأدب شريعتهما، ووقف عند حدودهما وفى حبه لله ولنبيه ولمن أحبه من الصالحين وميله بقلبه إليهم، إنما ذلك كله لله تعالى، وطاعة له وثمرة صحة إيمانه، وشرح قلبه، وهو من أعظم الدرجات وأرفع منازل الطاعات، ومن أعمال القلوب التى الأجر عليها أعظم من أجر أعمال الجوارح، وإثابة الله على ذلك أن رفع إلى منزلة من أحبه فيه، وإن لم يكن له أعمال مثل أعماله، وهو فضل الله يؤتيه من يشاء.
[اكمال المعلم] [8/ 119]
وبوب البخاري ((باب علامة حب الله عز وجل))
أراد بإيراد هذه الآية الكريمة أن علامة حب الله أن يحبوا رسول الله فإذا اتبعوا رسول الله في شريعته وسنته يحبهم الله عز وجل فيقع الاستدلال بها في الوجهين المذكورين باعتبار الإضافة في حب الله تعالى (عمدة القاري)
قال العباد: فعلامة المحبة هي الاتباع وليس الابتداع، وبعض أهل العلم يسمي هذه الآية: آية الامتحان؛ لأن من ادعى محبة الله ورسوله فعليه أن يقيم البينة، والبينة هي الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم، فهذه هي علامات المحبة الصادقة.
إثبات محبة الله عزّ وجل، أي أن الله تعالى يحب محبة حقيقية.
قال ابن عثيمين: أن من أسباب محبة الله أن تكثر من النوافل ومن التطوع؛ نوافل الصلاة، نوافل الصدقة، نوافل الصوم، نوافل الحج، وغير ذلك من النوافل. شرح رياض الصالحين (3/ 270)
والمحبة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: محبة عبادة، وهي التي توجب التذلل والتعظيم، وأن يقوم بقلب الإنسان من إجلال المحبوب وتعظيمه ما يقتضي أن يمتثل أمره ويجتنب نهيه، وهذه خاصة بالله، فمن أحب مع الله غيره محبة عبادة، فهو مشرك شركاً أكبر، ويعبر العلماء عنها بالمحبة الخاصة.
القسم الثاني: محبة ليست بعبادة في ذاتها، وهذه أنواع:
النوع الأول: المحبة لله وفي الله، وذلك بأن يكون الجالب لها محبة الله، أى: كون الشيء محبوباً لله تعالى من أشخاص، كالأنبياء، والرسل، والصديقين، والشهداء، والصالحين.
أو أعمال، كالصلاة، والزكاة، وأعمال الخير، أو غير ذلك.
وهذا النوع تابع للقسم الأول الذي هو محبة الله.
النوع الثاني: محبة إشفاق ورحمة، وذلك كمحبة الولد. والصغار، والضعفاء، والمرضى.
النوع الثالث: محبة إجلال وتعظيم لا عبادة، كمحبة الإنسان لوالده، ولمعلمه، ولكبير من أهل الخير.
النوع الرابع: محبة طبيعية، كمحبة الطعام، والشراب، والملبس، والمركب، والمسكن.
وأشرف هذه الأنواع النوع الأول، والبقية من قسم المباح، إلا إذا أقترن بها ما يقتضى التعبد صارت عبادة، فالإنسان يحب والده محبة إجلال وتعظيم، وإذا اقترن بها أن يتعبد لله بهذا الحب من أجل أن يقوم ببر والده صارت عبادة وكذلك يحب ولده محبة شفقة، وإذا اقترن بها ما يقتضي أن يقوم بأمر الله بإصلاح هذا الولد صارت عبادة.
وكذلك المحبة الطبيعية، كالأكل والشرب والملبس والمسكن إذا قصد بها الاستعانة على عبادة صارت عبادة، ولهذا ” حبب للنبي – صلى الله عليه وسلم – النساء والطيب ” من هذة الدنيا، فحبب إليه النساء، لأن ذلك مقتضى الطبيعة ولما يترتب عليه من المصالح العظيمة، وحبب إليه الطيب، لأنه ينشط النفس ويريحها ويشرح الصدر، ولأن الطيبات للطيبين، والله طيب لا يقبل إلا طيباً.
قلت سيف تنبيه:
المقولات التي نقلها ابن حجر عن عامر بن عبد قيس و عمر بن عبد العزيز وغيرهما لا تخالف. سؤال الله العافية؟
…..
هذا لا ينافي سؤال الله العافية
وانما المقصود انهم بلغوا اعلى مرتبة في باب القضاء والقدر.
فهناك من يصبر وهناك من يرضى واعلى منهما من يشكر الله على القضاء لعلمه ان هذا من الله عز وجل
ولا يلزم منه عدم سؤال العافية.
…..
هناك فرق بين الصبر والرضا، فرق في التعريف، وفرق في الحكم.
أما الحكم، فالصبر واجب، بحيث يأثم الإنسان إذا لم يصبر على ما أصابه من مكروه، ويعرض نفسه بهذا لعقوبة الله تعالى.
وأما الرضا، فهو درجة أعلى من الصبر، وهي درجة السابقين بالخيرات، ولذلك كانت مستحبة وليست واجبة، فلا يأثم المسلم إذا لم يصل إليها، غير أنه مطالب بمجاهدة نفسه والشيطان حتى يصل إلى تلك الدرجة العالية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (10/ 682):
” الرضا بالمصائب كالفقر والمرض والذل: مستحب في أحد قولي العلماء وليس بواجب، وقد قيل: إنه واجب، والصحيح أن الواجب هو الصبر” انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
” فما يقع من المصائب يستحب الرضا به عند أكثر أهل العلم ولا يجب، لكن يجب الصبر عليه ” انتهى من ” مجموع فتاوى ابن عثيمين ” (2/ 92).
وأما الفرق بين الصبر والرضا في التعريف، فالصبر هو أن يمنع الإنسان نفسه من فعل شيء، أو قول شيء يدل على كراهته لما قدره الله، ولما نزل به من البلاء، فالصابر يمسك لسانه عن الاعتراض على قدر الله، وعن الشكوى لغير الله، ويمسك جوارحه عن كل ما يدل على الجزع وعدم الصبر، كاللطم وشق الثياب وكسر الأشياء وضرب رأسه في الحائط وما أشبه ذلك.
قال ابن القيم رحمه الله في ” عدة الصابرين ” (ص/231):
” الصبر: حبس اللسان عن الشكوى الى غير الله، والقلب عن التسخط، والجوارح عن اللطم وشق الثياب ونحوها ” انتهى.
وأما الرضا فهو صبر وزيادة، فالراضي صابر، ومع هذا الصبر فهو راضٍ بقضاء الله، لا يتألم به.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
“الصبر: يتألم الإنسان من المصيبة جدا ويحزن، ولكنه يصبر، لا ينطق بلسانه، ولا يفعل بجوارحه، قابض على قلبه، موقفه أنه قال: (اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرا منها)، (إنا لله وإنا إليه راجعون) …
الرضا: تصيبه المصيبة، فيرضى بقضاء الله.
والفرق بين الرضا والصبر: أن الراضي لم يتألم قلبه بذلك أبدا، فهو يسير مع القضاء (إن إصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له)، ولا يرى الفرق بين هذا وهذا بالنسبة لتقبله لما قدره الله عز وجل، أي إن الراضي تكون المصيبة وعدمها عنده سواء ” انتهى من ” مجموع فتاوى ابن عثيمين ” (3/ 206).
ثالثاً:
مجرد شعور الإنسان بالضيق وعدم التحمل، وتمنيه أن ما وقع به من الشدة لم يكن وقع .. كل هذا لا ينافي الصبر، مادام قد أمسك قلبه ولسانه وجوارحه عن كل ما يدل على الجزع، وما دام لم يعترض على قضاء الله تعالى، بل الصبر في الغالب لا يكون إلا مع هذا الضيق والمشقة والتعب.
وأما الراضي: فلا يجد ذلك الضيق والألم؛ لأنه يعلم أن الله تعالى لن يختار له إلا ما هو خير، فهو يتقلب فيما يختاره الله بنفس راضية مطمئنة.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
“الصبر مثل اسمه مر مذاقته … لكن عواقبه أحلى من العسل
فيرى الإنسان أن هذا الشيء ثقيل عليه ويكرهه، لكنه يتحمله ويتصبر، وليس وقوعه وعدمه سواء عنده، بل يكره هذا، ولكن إيمانه يحميه من السخط.
والرضا، وهو أعلى من ذلك، وهو أن يكون الأمران عنده سواء بالنسبة لقضاء الله وقدره، وإن كان قد يحزن من المصيبة؛ لأنه رجل يسبح في القضاء والقدر، أينما ينزل به القضاء والقدر فهو نازل به على سهل أو جبل، إن أصيب بنعمة، أو أُصيب بضدها، فالكل عنده سواء، لا لأن قلبه ميت، بل لتمام رضاه بربه سبحانه وتعالى يتقلب في تصرفات الرب عز وجل، ولكنها عنده سواء، إذ ينظر إليها باعتبارها قضاء لربه” انتهى من ” مجموع فتاوى ابن عثيمين ” (10/ 692).
رابعاً:
هناك درجة أعلى من الرضا وهي درجة الشكر، بأن يشكر الإنسان الله تعالى على ما أصابه من بلاء وشدة، فيرى أن ما أصابه كان نعمة من الله ولذلك يقوم بشكرها.
ويصل الإنسان إلى درجة الصبر ثم الرضا ثم الشكر بما يأتي:
1 – أن ينظر إلى اختيار الله تعالى له، وأن الله لن يختار له إلا الخير. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) رواه مسلم (2999).
2 – أن يتأمل فيما أصابه: فإنه سبب لتكفير ذنوبه، حتى يلقى الله تعالى طاهرا من الخطايا، قال صلى الله عليه وسلم: (مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) رواه الترمذي، وصححه الألباني في ” سنن صحيح الترمذي “.
3 – أن ينظر إلى ما أصابه وأن الله تعالى رفق به فيه، فكم من الناس أصيب بما هو أشد من ذلك وأعظم؟ قال ابن القيم في الفوائد (1/ 112 – 113) بعد أن ذكر الصبر والرضا: ” عبودية العبد لربه في قضاء المصائب الصبر عليها، ثم الرضا بها وهو أعلى منه، ثم الشكر عليها وهو أعلى من الرضا، وهذا إنما يتأتى منه، إذا تمكن حبه من قلبه، وعلم حسن اختياره له وبره به ولطفه به وإحسانه إليه بالمصيبة، وإن كره المصيبة ” انتهى.
4 – أن ينظر إلى عواقب الابتلاء والشدة، وأن الله يسوقه إليه بهذه الشدة التي تجعله يكثر من ذكر الله تعالى ودعائه والتضرع إليه.
5 – أن ينظر إلى ثواب الصبر والرضا (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) الزمر: 10، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ) رواه الترمذي وصححه الألباني في ” سنن صحيح الترمذي “. ورضا الله تعالى عن العبد أعظم من دخول الجنة، قال الله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة/72. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ. فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى يَا رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ. فَيَقُولُ: أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ! فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا) رواه البخاري (6549)، ومسلم (2829).
قال ابن القيم في ” طريق الهجرتين ” (1/ 417) بعد أن ذكر نحوا من هذه الأسباب التي تعين العبد على الرضا بقضاء الله تعالى: ” فهذه الأسباب ونحوها تثمر الصبر على البلاء، فإن قويت أثمرت الرضا والشكر ” انتهى.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين الراضين الشاكرين.
والله أعلم.
منقول
وراجع كذلك أسباب الحياة السعيدة للشيخ عبدالرحمن السعدي.