1231 – 1232 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
للشيخ أبي صالح وأحمد بن علي وناصر الريسي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي.
———‘——–‘———
باب إذا لم يدر كم صلى ث ثا أو أربعا، سجد سجدتين وهـو جالس
1231 – حدثنا معاذ بن فضالة، حدثنا هـشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هـريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان، وله ضراط حتى يسمع ا ذان، فإذا قضي ا ذان أقبل، فإذا ثوب بها أدبر، فإذا قضي التثويب، أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا وكذا، ما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى، فإذا لم يدر أحدكم كم صلى ث ثا أو أربعا، فليسجد سجدتين وهـو جالس ”
——
فوائد الباب:
1 – حديث أبي هريرة أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وقد سبق ذكر جملة من فوائده في باب يفكر الرجل الشيء في الصلاة من كتاب العمل في الصلاة.
2 – هرب الشيطان من الاذان اذا سمعه قاله ابن المنذر في الأوسط قلت وكذا الإقامة.
3 – فضل التأذين قاله البخاري.
4 – فيه صفة إبليس وجنوده.
5 – عداوة الشيطان للإنسان.
6 – وهروب الشيطان عن النداء لعظيم أمره عنده، وذلك – والله أعلم – لما اشتمل عليه من الدعاء بالتوحيد، وإظهار شعار الإسلام، وإعلان أمره كما فعل يوم عرفة، لما رأى من اجتماع عباد الله على إظهار الإيمان، وما ينزل عليهم من الرحمة.
7 – قال ابن بطال: يشبه أن يكون الزَّجر عن خروج المرء من المسجد بعد أن يؤذِّن المؤذن من هذا المعنى، لئلا يكون متشبِّهًا بالشيطان، الذي يفرّ عند سماع الأذان. والله أعلم.
8 – قوله (فإذا لم يدر أحدكم كم صلى ثلاثا أو أربعا فليسجد سجدتين وهو جالس) أي: قبل التسليم بعد أن يأخذ بالأقل، لحديث أبي سعيد الخدري، المروي في مسلم: فليطرح الشك وليبن على ما استيقن فيحمل حديث أبي هريرة عليه فيأتي بركعة يتم بها. قاله القسطلاني في إرشاد الساري.
9 – قوله (حتى لا يسمع الأذان) وعند مسلم من حديث جابر حتى يكون مكان الروحاء قال سليمان – أي الأعمش- فسألته- أي شيخه أبا سفيان طلحة بن نافع – عن الروحاء فقال هي من المدينة ستة وثلاثون ميلا.
10 – وهذا من معاني قوله تعالى (من شر الوسواس الخناس).
11 – فائدة زائدة: عن سهيل قال * أرسلني أبي إلى بني حارثة قال ومعي غلام لنا أو صاحب لنا فناداه مناد من حائط باسمه قال وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا فذكرت ذلك لأبي فقال لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك ولكن إذا سمعت صوتا فناد بالصلاة فإني سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولى وله حصاص رواه مسلم
12 – وفي الحديث (إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان) أخرجه النسائي في الكبرى والإمام أحمد في مسنده من طريق الحسن عن جابر والحسن مدلس، وروي عن عمر من قوله رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.
13 – استحب الكثير من العلماء إذا ولد المولود أول ما يولد أن يؤذن في أذنه حتى يطرد الشيطان عنه وبعضهم يقول: يؤذن في أذنه حتى يكون أول ما يسمع ذكر الله عز وجل قاله العلامة ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين.
14 – روى عن أبى حنيفة: أن رجلا دفن مالا، ثم غاب عنه سنين كثيرة، ثم قدم فطلبه فلم يهتد لمكانه، فقصد أبا حنيفة فأعلمه بما دار له فقال له: صل فى جوف الليل وأخلص نيتك لله تعالى، ولا تجد على قلبك شيئا من أمور الدنيا، ثم عرفنى بأمرك، ففعل فذكر فى الصلاة مكان المال، فلما أصبح أتى أبا حنيفة فأعلمه بذلك، فقال بعض جلسائه: من أين دللته على هذا، يرحمك الله؟ فقال: استدللت من هذا الحديث وعلمت أن الشيطان سيرضى أن يذكره موضع ماله ويمنعه الإخلاص فى صلاته، فعجب الناس من حسن انتزاعه واستدلاله قاله ابن بطال في شرح البخاري.
15 – قوله (عن يحيى بن أبي كثير) تابعه الأوزاعي عند البخاري
16 – قوله (عن أبي سلمة) تابعه الأعرج عند البخاري
———‘——–‘—–
قال ابن رجب في فتح الباري:
والمقصود من تخريجه في هـذا الباب: أن الشيطان يأتي المصلي، فيذكره ما لم يكن يذكره، حتى يلبس عليه ص ته، ف يدري كم صلى، وإن ص ته تبطل بذلك، بل يؤمر بسجود السهو؛ لشكه في ص ته.
وقد حكى غير واحد من الع.لماء ا جماع على ذلك. اه
قال الأثيوبي في ذخيرة العقبى:
الحاصل أن حديث أبي هـريرة – رضي الله عنه – هـذا مجمل، يجب حمله على ا حاديث المتقدمة المفصلة، فيكون المعنى: فليسجد سجدتين بعد البناء على غالب الظن، إن كان له غلبة ظن وميل قلب إلى أحد الطرفين، أو البناء على اليقين، إن لم يكن له ذلك، كما هـو المذهـب الراجح فيما سبق بيانه. اه
قال الألباني:
318 – ” غرار في ص ة، و تسليم “. الصحيحة
قال أحمد: يعني – فيما أرى – أن تسلم، و يسلم عليك، ويغرر الرجل
بص ته، فينصرف وهـو فيها شاك “.
ثم روى أحمد عن سفيان قال: سمعت أبي يقول: سألت أبا عمرو الشيباني عن قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إغرار في الص ة ” فقال: إنما هـو ” غرار
في الص ة “، ومعنى (غرار)، يقول: يخرج منها، وهـو يظن أنه قد بقي
عليه منها شيء، حتى يكون على اليقين والكمال “.
وقال الحاكم: ” صحيح على شرط مسلم “.
ووافقه الذهـبي. وهـو كما قا .
(فائدة):
قال ابن ا ثير في ” النهاية “:
” (الغرار) النقصان، وغرار النوم قلته، ويريد بـ (غرار الص ة) نقصان
هـيأتها وأركانها، و (غرار التسليم) أن يقول المجيب ” وعليك ” و يقول
” الس م “، وقيل: أراد بالغرار النوم، أي ليس في الص ة نوم.
و” التسليم ” يروى بالنصب والجر، فمن جره كان معطوفا على الص ة كما تقدم،
ومن نصب كان معطوفا على الغرار، ويكون المعنى: نقص و تسليم في ص ة،
ن الك م في الص ة بغير ك مها يجوز “.
قلت: ومن الواضح أن تفسير ا مام أحمد المتقدم، إنما هـو على رواية النصب،
فإذا صحت هـذه الرواية، ف ينبغي تفسير ” غرار التسليم ” بحيث يشمل تسليم غير
المصلي على المصلي، كما هـو ظاهـر ك م ا مام أحمد، وإنما يقتصر فيه على
تسليم المصلي على من سلم عليه، فإنهم قد كانوا في أول ا مر يردون الس م في
الص ة، ثم نهاهـم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه يكون هـذا الحديث من
ا دلة على ذلك.
وأما حمله على تسليم غير المصلي على المصلي، فليس بصواب لثبوت تسليم الصحابة
على النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث واحد، دون إنكار منه عليهم … انتهى كلام الألباني
—–
حديث … ” غرار في ص ة، و تسليم “.
قلنا: على شرط الذيل على الصحيح المسند. ذكر أبوداود أن ابن فضيل لم يرفعه.
ولكن رفعه ابن مهدي. ورواه معاوية بن هشام وفيه عن أبي هريرة أراه رفعه قال: لا غرار في تسليم ولا صلاة. (تخريجنا لمسند أحمد)
قال باحث:
روى أبو داود (928) والحاكم (927) والبيهقي (3411) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا غِرَارَ فِي صَلَاةٍ وَلَا تَسْلِيمٍ).
قال الماوردي رحمه الله:
” معناه: لا نقصان فيها، وهو إذا بنى على اليقين فقد أزال النقصان منها ” انتهى من “الحاوى” (2/ 488).
وقال الخطابي رحمه الله:
” أصل الغرار نقصان لبن الناقة، يقال غارت الناقة غراراً، فهي مُغارّ: إذا نقص لبنها، فمعنى قوله: لا غرار، أي: لا نقصان في التسليم، ومعناه: أن ترد كما يسلم عليك وافيا لا نقص فيه، مثل أن يقال السلام عليكم ورحمة الله، فيقول عليكم السلام ورحمة الله، ولا يقتصر على أن يقول السلام عليكم، أو عليكم حسب.
وأما الغرار في الصلاة فهو على وجهين: أحدهما أن لا يتم ركوعه وسجوده، والآخر، أن يشك هل صلى ثلاثا أو أربعا، فيأخذ بالأكثر ويترك اليقين وينصرف بالشك، وقد جاءت السنة في رواية أبي سعيد الخدري أنه يطرح الشك ويبني على اليقين ويصلي ركعة رابعة حتى يعلم أنه قد أكملها أربعا ” انتهى من “معالم السنن” (1/ 219 – 220).
وقال النووي رحمه الله:
” وَفِي رِوَايَةِ الْبَيْهَقِيّ: لَا غِرَارَ فِي الصَّلَاةِ، بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَهَذَا أَقْرَبُ إلَى تَفْسِيرِ أَحْمَدَ، وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبَيْهَقِيِّ لَا غِرَارَ فِي تَسْلِيمٍ وَلَا صَلَاةٍ، وَهَذَا يُؤَيِّدُ تَفْسِيرَ الْخَطَّابِيِّ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَالْأَخْبَارُ السَّابِقَةُ تُبِيحُ السَّلَامَ عَلَى الْمُصَلِّي وَالرَّدَّ بِالْإِشَارَةِ وَهِيَ أَوْلَى بِالِاتِّبَاعِ ” انتهى من “المجموع شرح المهذب” (4/ 104).
ونقل كلام ابن الاثير وتقدم نقله
فيتلخص لنا من كلام أهل العلم المتقدم أن قوله صلى الله عليه وسلم (لا غرار في صلاة) معناه: لا يخرج منها وهو شاك فيها، بل يخرج وهو متيقن من تمامها، فإن شك في النقصان، بنى على الأقل حتى يستيقن أنه لا نقص في صلاته
ومن الغرار فيها أن ينقص من ركوعها وسجودها وطمأنينتها؛ لأن ذلك نقص فيها، فعليه أن يطمئن فيها ويتم ركوعها وسجودها.
وبالجملة: عليه أن يأتي بصلاته على التمام بدون نقص بأي وجه من الوجوه.
وأما قوله: (ولا تسليم) فيُرْوَى بالنَّصْب والجِرّ، فَمَنْ جَرَّه كان معطُوفا على الصلاة، ويكون المعنى: لا نقص في السلام؛ بل يوفي التحية حقها في الرد، فإذا سلم عليه أخوه المسلم رد بأحسن مما سلم أو بمثله.
ومن نصبه كان معطوفا على الغِرَار، ويكون المعنى: لا نَقْصَ ولا تَسْليمَ في صلاة، فلا يسلم المصلى على أحد ولا يسلم عليه أحد؛ لئلا يشغله في صلاته، فإن سلم عليه أحد رد بالإشارة، ولعل الوجه الأول أولى.
يشهد لحديث أبي سعيد الخدري في البناء على اليقين حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” إِذَا سَهَا أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ وَاحِدَةً صَلَّى أَوْ ثِنْتَيْنِ فَلْيَبْنِ عَلَى وَاحِدَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَدْرِ ثِنْتَيْنِ صَلَّى أَوْ ثَلَاثًا فَلْيَبْنِ عَلَى ثِنْتَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَدْرِ ثَلَاثًا صَلَّى أَوْ أَرْبَعًا فَلْيَبْنِ عَلَى ثَلَاثٍ، وَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ ” أخرجه أحمد و أبوداود و الترمذي وقال: ” هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ “. وصححه النووي في المجموع (4/ 107) وصححه من المعاصرين الألباني (صحيح سنن الترمذي ح399).
قلت سيف: ذكر الدارقطني الخلاف في رفعه أو جعله من مراسيل مكحول
وكذلك ذكر الخلاف الترمذي
وكذلك الدارقطني يحتمل انه محفوظ على الوجهين
المهم يشهد له حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
تنبيه: ذكر ابن حجر الجمع بين إطلاق حديث أبي هريرة رضي المطلق وبين حديث أبي سعيد الخدري الذي فيه البناء على اليقين
فذكر بعض أوجه الجمع ثم رد على من أراد رد حديث أبي سعيد الخدري بأنه صححه مسلم والذي وصله حافظ فزيادته مقبولة وقد وافقه حديث أبي هريرة الآتي قريبا. فيتعارض الترجيح. وقيل يجمع بينهما بحمل حديث أبي هريرة على حكم ما يجبر به الساهي صلاته وحديث أبي سعيد على ما يصنعه من الإتمام وعدمه. انتهى
يقصد البناء على اليقين. كما هو مبين في حديث أبي سعيد الخدري. أما حديث أبي هريرة فإنما لبيان أن عليه سجود السهو بعد البناء على اليقين.
لكن لا أدري ماذا يقصد ابن حجر بحديث أبي هريرة الآتي الموافق لحديث أبي سعيد.
======
======
======
باب السهو في الفرض والتطوع وسجد ابن عباس رضي الله عنهما سجدتين بعد وتره
1232 – حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحدكم إذا قام يصلي جاء الشيطان فلبس عليه حتى لا يدري كم صلى فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس
فوائد الباب:
1 – قوله (وسجد ابن عباس، رضي الله عنهما) وصله ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن أبي العالية (سجدتين بعد وتره) وكان يراه سنة، فدلّ ذلك على أن حكمه كالفرض. قاله الحافظ في الفتح.
1 – والجمهور على مشروعية سجود السهو في التطوّع قاله القسطلاني في شرحه على البخاري
2 – وعند مسلم من طريق أبي صالح عن أبي هريرة (فإذا سكت رجع فوسوس) أي أنهى الأذان وقبل الإقامة وصلاة النافلة مشروعة في هذا الوقت فيتم استدلال البخاري للنفل من الحديث.
——
باب السهو في الفرض والتطوع وسجد ابن عباس رضي الله عنهما سجدتين بعد وتره
1232: قال العثيمين رحمه الله:
– أعلم أن الشك لا يصار إليه في بعض الاحوال:
(1) – إذا كثر في الإنسان وصار لا يصلي صلاة إلا شك فيها فهنا يجب أن يطرح الشك ولا يلتفت إليه لأنه وسواس.
(2) – أن يكون مجرد وهم ليس مبنيا على شيء يطمئن إليه، مجرد وهم وإلا فهو ماض في صلاته ولم يطرأ عليه الشك فهنا أيضا لا يلتفت إليه.
(3) – إذا كان الشك بعد الفراغ فلا يلتفت إليه ما لم يتيقن فإذا تيقن عمل بيقينه.
فإن شك بعد أن سلم هل صلى الصلاة تامة أم ناقصة نقول الصلاة تامة وليس عليك سجود لأن الشك وقع بعد فراغ الصلاة والأصل أن الصلاة على وجه صحيح.
ومثل ذلك الطواف فلو شك الإنسان بعد أن فارق المطاف هل طاف ستا أو سبعا فلا يلتفت إلى ذلك لأن الأصل أن العبادة انتهت على وجه صحيح. فإن تيقن وجب العمل باليقين.
– غلبة الظن بعد الفراغ لا يعمل به حتى يتيقن.
—–
قال باحث:
حد الشك الذي يعتبر وسواسا هو أن يكون كثيرا، ولا يشترط لاطراحه وعدم الالتفات إليه: أن يكون في كل عبادة، ولا في كل صلاة؛ بل إذا حدث كثيرا بحيث صار عادة لصاحبه، فإنه يكون وسواسا، حتى لو سلمت منه بعض العبادات، وحينئذ فينبغي طرحه وعدم الاعتداد به.
جاء في ” الشرح الممتع على زاد المستقنع ” (2/ 299): ” والموسوس لا عِبْرَة بشكِّه، ولهذا قال الناظم: والشكُّ بعد الفعل لا يؤثِّر …. وهكذا إذا الشكوك تكثر
فإذا كثُرت الشكوك: فهذا وسواس لا يُعتدُّ به ” انتهى.
جاء في “مطالب أولي النهى” (1/ 507): ” وَ (لَا) يُشْرَعُ سُجُودُ السَّهْوِ (إذَا كَثُرَ) الشَّكُّ، (حَتَّى صَارَ كَوِسْوَاسٍ، فَيَطْرَحُهُ وَكَذَا) لَوْ كَثُرَ الشَّكُّ (فِي وُضُوءٍ وَغُسْلٍ وَإِزَالَةِ نَجَاسَةٍ)، وَتَيَمُّمٍ، فَيَطْرَحُهُ؛ لِأَنَّهُ يَخْرُجُ بِهِ إلَى نَوْعٍ مِنْ الْمُكَابَرَةِ، فَيُفْضِي إلَى زِيَادَةٍ فِي الصَّلَاةِ مَعَ تَيَقُّنِ إتْمَامِهَا، فَوَجَبَ إطْرَاحُهُ، وَاللَّهْوُ عَنْهُ لِذَلِكَ ” انتهى.
ولقد ضبط الشيخ محمد بن عليش من فقهاء المالكية، الشك الذي ينبغي طرحه وعدم الاعتداد به بأن يأتي كل يوم ولو مرة، فإن كان يأتيه يوما ويفارقه يوما، فليس بوسواس.
جاء في ” فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك ” (1/ 127): ” ضَابِطُ اسْتِنْكَاحِ الشَّكِّ إتْيَانُهُ كُلَّ يَوْمٍ وَلَوْ مَرَّةً سَوَاءٌ اتَّفَقَتْ صِفَةُ إتْيَانِهِ أَوْ اخْتَلَفَتْ كَأَنْ يَاتِيَهُ يَوْمًا فِي نِيَّتِهِ وَيَوْمًا فِي تَكْبِيرَةِ إحْرَامِهِ وَيَوْمًا فِي الْفَاتِحَةِ وَيَوْمًا فِي الرُّكُوعِ وَيَوْمًا فِي السُّجُودِ وَيَوْمًا فِي السَّلَامِ وَنَحْوُ ذَلِكَ فَإِنْ أَتَاهُ يَوْمًا وَفَارَقَهُ يَوْمًا فَلَيْسَ اسْتِنْكَاحًا وَحُكْمُهُ وُجُوبُ طَرْحِهِ، وَاللَّهْوُ وَالْإِعْرَاضُ عَنْهُ وَالْبِنَاءُ عَلَى الْأَكْثَرِ لِئَلَّا يُعْنِتَهُ، وَيَسْتَرْسِلُ مَعَهُ” انتهى.
واستنكاح الشك: هو أن يعتاد صاحبه، ويتكرر عليه كثيرا.
وينظر: ” مواهب الجليل” (2/ 19 – 20).والله أعلم
قال ابن باز في جواب سؤال:
ما دام الشك بعد الصلاة فلا إعادة عليكم لأن الشك بعد الفراغ من العبادة لا يؤثر فيها. وبالله التوفيق
——–
أجاب الشيخ العباد كون الشيطان يفر من الاذان ولا يفر في الصلاة مع أنه كله ذكر لله أن الذكر في الأذان بصوت عالي.