123 رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه:
باب من سأل وهو قائم عالما جالسا
123 – حدثنا عثمان قال أخبرنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما القتال في سبيل الله؟ فإن أحدنا يقاتل غضبا ويقاتل حمية فرفع إليه رأسه قال وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائما فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل
فوائد الباب:
1 – قوله (باب من سأل وهو قائم عالما جالسا) أي جواز ذلك، وهذا استنباط من الحديث بديع، وهو عند أمن الفتنة والكبر.
2 – حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أخرجه الستة البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
3 – فيه جواز سؤال العالم وهو واقف، كما ترجم، لعذر، أو لشغل، ولا يكون ذلك تركا لتوقير العالم، ألا ترى أنه (صلى الله عليه وسلم) لم ينكر ذلك عليه، ولا أمره بالجلوس قاله ابن بطال كما في شرح صحيح البخاري له.
4 – فيه الرجوع إلى العلماء وسؤالهم عن أمور الدين. قاله الشيخ عبد المحسن العباد كما في ” عشرون حديثا من صحيح البخاري”.
5 – من حسن إجابة المفتي أن تكون فتواه وفية بغرض السائل وزيادة. قاله العلامة الشيخ عبد المحسن العباد
6 – ذكر وصف الغزو في سبيل الله الذي يأجر الله من فعل ذلك قاله ابن حبان في صحيحه.
7 – فيه باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا قاله البخاري. أي فضله، أو الجواب محذوف تقديره ” فهو المعتبر” قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
8 – فيه باب من قاتل للمغنم هل ينقص من أجره؟ قاله البخاري.
9 – فيه النية في القتال قاله ابن ماجه.
10 – قال المهلب: إذا كان في أصل النية إعلاء كلمة الله ثم دخل عليها من حب الظهور والمغنم ما دخل فلا يضرها ذلك، ومن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فخليق أن يحب الظهور بإعلاء كلمة الله وأن يحب الغنى بإعلاء كلمة الله، فهذا لا يضره إن كان عقدا صحيحا نقله ابن بطال في شرحه.
11 – وقال المهلب أيضا: من قاتل في سبيل الله ونوى بعد إعلاء كلمة الله ما شاء فهو في سبيل الله، والله أعلم بمواقع أجورهم، ولا يصلح لمسلم أن يقاتل إلا ونيته مبنية على الغضب لله، والرغبة في إعلاء كلمته نقله ابن بطال في شرحه.
12 – والذي يظهر أن النقص من الأجر أمر نسبي …. فليس من قصد اعلاء كلمة الله محضا في الأجر مثل من ضم إلى هذا القصد قصدا آخر من غنيمة أو غيرها. قاله الحافظ في الفتح.
13 – فيه باب قوله تعالى {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} قاله البخاري أي أن الله تعالى يتكلم والحديث فيه إثبات صفة الكلام.
14 – هذا من جوامع الكلم الذى أوتيه (صلى الله عليه وسلم). قاله ابن بطال في شرحه.
15 – فيه جواز السؤال عن العلة، وتقدم العلم على العمل، وفيه ذم الحرص على الدنيا وعلى القتال لحظ النفس في غير الطاعة. قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
16 – فيه استحباب إقبال المسؤول على السائل قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
17 – قوله (جاء رجل) وعند البخاري 3126 ومسلم 1904 واللفظ لهمن طريق عمرو ” أن رجلا أعرابيا أتى” وفي رواية عند مسلم 1904 من طريق عيسى بن يونس عن الأعمش ” أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا” فكأنهم أتوا فتكلم الأعرابي وهم مُقِرُّون له.
18 – وهذا الأعرابي يصلح أن يفسر بلاحق بن ضميرة وحديثه عند أبي موسى المديني في الصحابة من طريق عفير بن معدان سمعت لاحق بن ضميرة الباهلي قال وفدت … وفي إسناده ضعف قاله الحافظ ابن حجر في الفتح، وقال قلت وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة.
19 – زاد الطيالسي في مسنده 490 وابن أبي عاصم في الجهاد من طريق عاصم ” أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَكِّئٌ عَلَى عَصًا”.
20 – قوله (يا رسول الله ما القتال في سبيل الله؟ فإن أحدنا يقاتل غضبا ويقاتل حمية) وعند البخاري 2810 من طريق شعبة عن عمرو ” الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله؟ وعند البخاري 7458 من طريق الأعمش ” الرجل يقاتل حمية ويقاتل شجاعة ويقاتل رياء”
21 – وعند الإمام أحمد 19740 من طريق زهير ” ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس منكس (رأسه) وهي أوضح في استدلال البخاري.
22 – قوله (وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائما) وعند الإمام أحمد من طريق زهير ” أو كان قاعدا، الشك من زهير”.
23 – “ظاهره أن القائل هو أبو موسى ويحتمل أن يكون من دونه فيكون مدرجا في أثناء الخبر “قاله بدر الدين العيني كما في عمدة القارئ، قلت يبعد أن يكون القائل أبا موسى والأرجح أنه من قول أبي وائل أو منصور والله أعلم.
24 – وفي الباب عن سهل بن سعد أن امرأة جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله جئت لأهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد النظر إليها وصوبه ثم طأطأ رأسه فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست فقام رجل من أصحابه فقال يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها .. أخرجه البخاري 5030 ومسلم 1425.
25 – القيام لغرض:
وعن جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ يَوْمَ العِيدِ فَبَدَأ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ بِغَيْرِ أذانٍ ولا إقامَةٍ ثُمَّ قامَ مُتَوَكِّئًا عَلى بِلالٍ فَأمَرَ بِتَقْوى اللَّهِ وحَثَّ عَلى طاعَتِهِ ووَعَظَ النّاسَ وذَكَّرَهُمْ ثُمَّ مَضى حَتّى أتى النِّساءَ فَوَعَظَهُنَّ وذَكَّرَهُنَّ فَقالَ: (تَصَدَّقْنَ فَإنَّ أكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ) فَقامَتِ امْرَأةٌ مِن سِطَةِ النِّساءِ سَفْعاءُ الخَدَّيْنِ فَقالَتْ: لِمَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: (لأنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكاةَ وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ) قالَ: فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِن حُلِيِّهِنَّ يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ بِلالٍ مِن أقْرِطَتِهِنَّ وخَواتِمِهِنَّ. رواه مسلم (885).
26 – الفتيا وهو جالس على الناقة:
وعن أبي أيوب أن أعرابيا عرض لرسول – صلى الله عليه وسلم – وهو في سفر فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها ثم قال: يا رسول الله، أو يا محمد، أخبرني بما يقربني من الجنة، وما يباعدني من النار، قال: فكف النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم نظر في أصحابه، ثم قال: «لقد وفق، أو لقد هدي»، قال: كيف؟ قلت: قال: فأعاد، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم،
دع الناقة». متفق عليه، واللفظ لمسلم
وسبق في صحيح البخاري من كتاب العلم؛ باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيرها
وسيأتي في كتاب الأحكام من صحيح البخاري بإذن الله بَابُ القَضَاءِ وَالفُتْيَا فِي الطَّرِيقِ
وتتبع هيئات الفتيا كثير
27 – قال ابن بطال:
من أجل أن الغضب والحمية قد يكونان لله عز وجل، ولعرض الدنيا، وهو كلام مشترك، فجاوبه النبى (صلى الله عليه وسلم) بالمعنى لا بلفظ الذى سأله به السائل، إرادة إفهامه وخشية التباس الجواب عليه لو قسم له وجوه الغضب والحمية
«شرح صحيح البخارى لابن بطال» (1/ 203)
28 – قال ابن الملقن بعدما ذكر مثل فوائد ابن بطال:
وفيه: أن الإخلاص شرط في العبادة، فمن غلب باعثه الدنيوي، فقد خسر ومن غلب الديني ففائز عند الجمهور خلافًا للحارث المحاسبي، قَالَ محمد بن جرير الطبري: إِذَا ابتدأ العمل لله لا يضره ما عرض بعده من إعجاب بالاطلاع عليه.
«التوضيح لشرح الجامع الصحيح» (3/ 634)
29 – قال ابن العثيمين في التعليق على البخاري:
وفي هذا دليل على اعتبار دلالة اللزوم، كيف ذلك، لأن الحديث ليس فيه أن الرجل قائم والرسول جالس، لكن من لازم رفع رأسه إليه أن يكون الرسول جالساً وهذا الرجل قائم، ففيه اعتبار دلالة اللزوم.
وقد ذكر العلماء أن أنواع الدلالة ثلاثة مطابقة، تضمن، والتزام، فدلالة اللفظ على كامل المعنى مطابقة وعلى جزءه تضمن، وعلى لازمه الخارج التزام.
لا بأس أن يكون السائل قائم. لكن العكس بأن يكون السائل قاعد والمسؤول قائم فهذا قد يكون فيه سوء أدب. انتهى كلامه بمعناه
30 – قوله (عن أبي وائل) وعند الطيالسي في مسنده 489 ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في مستخرجه 7872 من طريق عمرو بن مرة ” حدثني أبو وائل حديثا أعجبني”.
31 – قوله (حدثنا عثمان) تابعه إسحاق بن إبراهيم كما عند مسلم 1904
32 – قوله (أخبرنا جرير) تابعه زهير كما عند الإمام أحمد في مسنده 19740
33 – قوله (عن منصور) تابعه عمرو بن مرة كما عند البخاري 2810 ومسلم 1904 وأبي داود والنسائي 3136 تابعه الأعمش كما عند البخاري 7458 ومسلم 1904 وابن ماجه 2783 تابعه عاصم كما عند الطيالسي في مسنده 490.
34 – قوله (عن أبي وائل) هو شقيق صرح به مسلم وعند البخاري 3126 ومسلم 1904 من طريق عمرو ” سمعت أبا وائل”.
35 – قوله (عن أبي موسى) وعند البخاري 3126 ” حدثنا أبو موسى الأشعري”.