123 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———
مسند أحمد
2445 – حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَنَفَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَهُوَ الَّذِي رَأَى فِيهِ الرُّؤْيَا يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: ” رَأَيْتُ فِي سَيْفِي ذِي الْفَقَارِ فَلًّا، فَأَوَّلْتُهُ: فَلًّا يَكُونُ فِيكُمْ، وَرَأَيْتُ أَنِّي مُرْدِفٌ كَبْشًا، فَأَوَّلْتُهُ: كَبْشَ الْكَتِيبَةِ، وَرَأَيْتُ أَنِّي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ، فَأَوَّلْتُهَا: الْمَدِينَةَ، وَرَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ، فَبَقَرٌ وَاللهِ خَيْرٌ، فَبَقَرٌ وَاللهِ خَيْرٌ ” فَكَانَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
إسناده حسن، ابن أبي الزناد -واسمه عبد الرحمن- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، وسريج يحتمل أن يكون ابنَ النعمان، أو أن يكون ابنَ يونس، فكلاهما روى عن أبي الزناد. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
وأخرجه بأطول مما هنا الحاكم 2/ 128 – 129، وعنه البيهقي في “السنن” 7/ 41، وفي “الدلائل” 3/ 204 – 205 من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.
وأخرج أوله إلى قوله “ويوم أحد”: الترمذي بعد الحديث (1561)، وابن ماجه (2808)، والطحاوي 3/ 302، والطبراني (10733)، والحاكم 3/ 39، والبيهقي في “السنن” 6/ 304، وفي “الدلائل” 3/ 136 – 137 من طرق عن ابن أبي الزناد، به.
وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: حسن غريب.
وأخرج نحوه مختصراً الطبراني (12104) من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس. وأبو شيبة متروك.
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري عند البخاري (3622)، ومسلم (2272).
عبدالرحمن ابن أبي الزناد , قال عنه الشيخ مقبل: ” متكلم فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن , ثم قال: وقد أوردت له في ” الصحيح المسند” حديث عائشة يرويه عن أبيه وهشام بن عروة عن عروة.
قلت سيف: هو على شرط الذيل على الصحيح المسند
——–‘——–‘——-
سيف النبي صلى الله عليه وسلم (ذو الفقار)
(غريبه) بفتح الفاء سمى بذلك لأنه كانت فيه حفر صغار حسان، والسيف المفقر الذي فيه حزوز مطمئنة عن مئنه
(الفل) بفتح الفاء وتشديد اللام الثلم في السيف وأصله الكسر والضرب ومنه الفل (بالفاء) للقوم المنهزمين يقال فلّ الجيشَ يفّله فلا (بتشديد اللام) إذا هزمه فهو مفلول، والمعنى فأوّلته انهزاما يكون فيكم، وكان ذلك في غزوة أحد، وتأويل البقر ما أصاب أصحابه يوم أحد من استشهاد سبعين، والثلم الذي كان في سيفه برجل من أهل بيته يقتل فكان حمزة رضي الله عنه سيد الشهداء، ثم كانت العاقبة للمتقين. الفتح الرباني
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 214): والذي يظهر أن المراد بالسيف المذكور ذو الفقار الذي تنفله يوم بدر ورأى فيه الرؤيا يوم أحد.
وقد ثبت في السنَّة أن مقبض سيفه ” ذو الفقار ” كان من فضة.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: كَانَتْ قَبِيعَةُ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِضَّةٍ.
رواه النسائي (5373) وصححه الألباني في ” صحيح النسائي “.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
والسيف يباح تحليته بيسير الفضة فإن سيف النبي كان فيه فضة.
” مجموع الفتاوى ” (25/ 64).
قال ابن القيم – رحمه الله -:
كان له – صلى الله عليه وسلم – تسعة أسياف:
” مأثور “، وهو أول سيف ملكه، ورثه من أبيه، و ” العضب ” و ” ذو الفقار ” – بكسر الفاء وبفتح الفاء – وكان لا يكاد يفارقه، وكانت قائمته، وقبيعته، وحلقته، وذؤابته، وبكراته، ونعله من فضة، و ” القلعي “، و ” البتار “، و ” الحتف “، و ” الرسوب “، و ” المخذم “، و ” القضيب “، وكان نعل سيفه فضة، وما بين حلق فضة.
وكان سيفه ” ذو الفقار ” تنفله يوم بدر، وهو الذي أُري فيها الرؤيا.
ودخل يوم الفتح مكة وعلى سيفه ذهب وفضة [ضعفه الألباني في مختصر الشمائل (87)]
” زاد المعاد ” (1/ 130).
قال الشيخ الألباني – رحمه الله -:
هذا ولا بد من الإشارة إلى أننا نؤمن بجواز التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم ولا ننكره، خلافاً لما يوهمه صنيع خصومنا، ولكن لهذا التبرك شروطاً، منها:
الإيمان الشرعي المقبول عند الله، فمن لم يكن مسلماً صادق الإسلام: فلن يحقق الله له أي خير بتبركه هذا.
كما يشترط للراغب في التبرك أن يكون حاصلاً على أثر من آثاره صلى الله عليه وسلم ويستعمله.
ونحن نعلم أن آثاره من ثياب، أو شعر، أو فضلات: قد فقدت، وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين.
” التوسل ” (1/ 145).