1223 – 1222 – 1221 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي وناصر الريسي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——-
باب يفكر الرجل الشئ في الصلاة وقال عمر: رضي الله عنه إني لأجهز جيشي وأنا في الصلاة
1221 – حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا روح حدثنا عمر هو ابن سعيد قال أخبرني ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث رضي الله عنه قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم العصر فلما سلم قام سريعا دخل على بعض نسائه ثم خرج ورأى ما في وجوه القوم من تعجبهم لسرعته فقال ذكرت وأنا في الصلاة تبرا عندنا فكرهت أن يمسي أو يبيت عندنا فأمرت بقسمته
1222 – حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن جعفر عن الأعرج قال قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذن بالصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا سكت المؤذن أقبل فإذا ثوب أدبر فإذا سكت أقبل فلا يزال بالمرء يقول له اذكر ما لم يكن يذكر حتى لا يدري كم صلى * قال أبو سلمة بن عبد الرحمن إذا فعل أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو قاعد وسمعه أبو سلمة من أبي هريرة رضي الله عنه
1223 – حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عثمان بن عمر قال أخبرني ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري قال قال أبو هريرة رضي الله عنه يقول الناس أكثر أبو هريرة فلقيت رجلا فقلت بما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة في العتمة فقال لا أدري فقلت لم تشهدها قال بلى قلت لكن أنا أدري قرأ سورة كذا وكذا
——–
فوائد أحاديث الباب:
1 قول البخاري (باب تفكر الرجل) والتقييد بالرجل لا مفهوم له لأن بقية المكلفين في حكم ذلك سواء قاله الحافظ في الفتح.
2 أخرج ابن أبي شيبة أثر عمر في مصنفه وقال الحافظ ابن حجر إسناده صحيح قلت على شرط مسلم
3 وأثر عمر إنما كان فيما يقل فيه التفكر، يذكر في نفسه: أخرج فلانًا ومعه كذا من العدد، فيأتي على ما يريده في أقل شيء من الفكرة، قاله ابن الملقن في التوضيح.
4 وفي مثل عمر تعزب النية عبادة أخرى، فأما أمثالنا فإنما تعزب نياتنا بالاشتغال بالدنيا فاحفظوا رحمكم الله قلوبكم عن الخواطر في الصلاة كما تحفظون جوارحكم عن الأعمال من غيرها. قاله ابن العربي المالكي في القبس في شرح موطأ مالك بن أنس.
5 إن قال قائل: الخشوع فرض فى الصلاة. قيل له: بحسب الإنسان أن يقبل على صلاته بقلبه ونيته ويريد بذلك وجه الله ولا طاقة له فيما اعترض من الخاطر قَالهَ ابْنُ بَطَّالٍ في شرح صحيح البخاري.
6 وليس فكر عمر في تجهيز الجيوش في الصلاة من حديث النفس المذموم، بل هو من نوع الجهاد في سبيل الله؛ فإنه كانَ عظيم الاهتمام بذلك، فكان يغلب عليهِ الفكر فيهِ في الصَّلاة وغيرها. ومن شدة اهتمامه بذلك غلب عليه الفكر في جيش سارية بن زنيم بأرض العراق، وهو يخطب يوم الجمعة على المنبر، فألهمه الله، فناداه، فاسمعه الله صوته، ففعل سارية ما أمره به عمر، فكان سبب الفتح والنصر. قاله ابن رجب في فتح الباري
7 أما ما يروى عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – من قوله ” أني لأجهز جيشي في الصلاة ” فذاك لأن عمر كان مأموراً – رضي الله عنه – بالجهاد, وهو أمير المؤمنين فهو أمير الجهاد, فصار بذلك من بعض الوجوه بمنزلة المصلي الذي يصلي صلاة الخوف حال معاينة العدو, إما حال القتال, وإما غير حال القتال, فهو مأمور بالصلاة, ومأمور بالجهاد فعليه أن يؤدي الواجبين … وعمر – رضي الله عنه – قد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه, وهو المحدث الملهم, فلا ينكر لمثله أن يكون له مع تدبيره جيشه في الصلاة من الحضور ما ليس لغيره) أ. هـ. قاله شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى
——
8 – حديث عقبة بن الحارث
أخرجه البخاري والنسائي من أصحاب الكتب الستة.
9 – كنية صحابي الحديث أبو سروعة وقبل أن يسلم قتل خبيب بن عدي رضي الله عنه صبرا، وكان خبيبٌ هو قتل الحارث بن عمرو يوم بدر أخرجه البخاري. قلت مات عقبة بن الحارث في خلافة ابن الزبير قاله الحافظ في الإصابة. وكان من مسلمة الفتح قاله الذهبي. والصحابي مقل في الحديث جدا وله في الكتب الستة أحاديث مرفوعة أقل من عدد أصابع اليد.
10 – قوله (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم العصر) ومن طريق عيسى بن يونس عند البخاري (بالمدينة)
11 – قوله (قام سريعا) ومن طريق عيسى بن يونس عند البخاري (ففزع الناس من سرعته)
ومن طريق بشر بن السري عند النسائي (فَتَبِعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ)
12 فيه دليل لمن أحب تعجيل الصدقة من يومها قاله البخاري في صحيحه، وفيه حض وندب على تعجيل الصدقات وأفعال البر كلها إذا وجبت قاله ابن بطال في شرحه.
13 – تَعْجِيلُ إِخْرَاجِ الْفَيْءِ وَقِسْمَتُهُ بَيْنَ أَهْلِهِ قاله ابن زنجويه في الأموال
14 – قوله (ذكرت وأنا في الصلاة) هذا هو موضع الشاهد أي ولم يعدها.
15 – قوله (تبرا عندنا) ومن طريق أبي عاصم عند البخاري (من الصدقة)
16 – باب من فكر في صلاته أو حدث نفسه بشيء لم يسجد سجدتي السهو قاله البيهقي في السنن الكبرى، ولا تبطل صلاته قاله البغوي في شرح السنة.
17 – وهذا كله من اجتماع العبادات وتداخلها، وليس هو من باب حديث النفس المذموم. قاله ابن رجب في الفتح
18 – الرُّخْصَةُ لِلْإِمَامِ فِي تَخَطِّي رِقَابِ النَّاسِ قاله النسائي في السنن الصغرى، وإنما التخطى (المنهي عنه) فى الدخول إلى المسجد لا فى الخروج منه قاله ابن بطال في شرحه
لكن العلة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم (إجلس فقد آذيت) تأتي في الخروج إذا لم يكن خروجه لحاجة.
قلت سيف: سيأتي النقل عن ابن عثيمين فيه توضيح للمسألة أكثر.
19 – فيه مَنْ صلَّى بِالنَّاسِ فَذَكرَ حَاجَةً فَتَخَطَّاهُمْ قاله البخاري
20 – وَمِنْهَا الخُرُوجُ عَنِ التَّبْيِيتِ حَذَرًا مِنَ التَّعْيِيرِ وَالتَّبْكِيتِ قاله أبو نعيم في ” الأربعون على مذهب المتحققين”.
21 – باب من أسرع في مشيه لحاجة أو قصد قاله البخاري
22 – فيه زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا، واستحضار الآخرة في قلبه نسأل الله أن يغفر لنا ويرحمنا ويتجاوز عن سيئآتنا.
23 – فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كغيره من البشر يلحقه النسيان … وفي هذا قطع السبيل على من يلتجئون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في مهماتهم وملماتهم، ويدعونه، فإن هؤلاء من أعدائه وليسوا من أوليائه قاله الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين.
24 – فيه المبادرة إلى أداء الأمانة
مكث الإمام في مصلاه بعد السلام قاله البخاري
25 – فيه أن أن من وجب عليه فرض فالمبادرة إليه أفضل
26 – التبر من الذهب والفضة ما كان غير مصوغ فإذا طبع عينا أو آنية نسب إلى ما عمل به وطبع عليه. قاله الحميدي في تفسير غريب ما في الصحيحين.
وقوله: (فكرهت أن يمسي أو يبيت عندنا) ومن طريق عيسى بن يونس عند البخاري (“فيحبسني”) فَكرِهت أَن يحبسني ” أَي يشغل قلبِي فيمنعه من انطلاقه فِيمَا يُرِيد. قاله ابن الجوزي في المشكل.
27 – فيه جواز التوكيل في قسم ما يجب على الإنسان قسمته.
28 – قوله (إسحاق بن منصور) تابعه الإمام أحمد بن حنبل كما في مسنده.
29 – قوله (حدثنا روح) هو ابن عبادة القيسي، تابعه عيسى بن يونس كما عند البخاري، أبو عاصم النبيل كما عند البخاري، وتابعه بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ كما عند النسائي في السنن الصغرى والكبرى، وتابعه محمد بن عبد الله الأسدي كما عندالإمام أحمد في مسنده و ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، تابعه سَعِيدُ بْنُ سَلَّامٍ كما في شعب الإيمان للبيهقي.
30 – كأن الحديث غريب من حديث عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ النَّوْفَلِيِّ.
31 – قوله (عن عقبة بن الحارث) وعند البخاري من طريق أبي عاصم (أن عقبة بن الحارث رضي الله عنه حدثه)
32 – حديث أبي هريرة الأول أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
33 – فيه فضل التأذين قاله البخاري، باب رفع الصوت به قاله أبو داود في سننه.
34 – تَبَاعُدِ الشَّيْطَانِ عِنْدَ سَمَاعِ النِّدَاءِ وَالْإِقَامَةِ قاله ابن حبان في صحيحه.
35 – تَبَاعُدِ الشَّيْطَانِ عَنِ الْمُؤَذِّنِ عِنْدَ أَذَانِهِ وَهَرَبِهِ كَيْ لَا يَسْمَعَ الْأَذَانَُ قاله ابن خزيمة في صحيحه.
36 – إذا لم يدر كم صلى ثلاثا أو أربعا، سجد سجدتين وهو جالس قاله البخاري وجعل هذا الباب آخر أبواب العمل في الصلاة كالمقدمة للباب الذي بعده أي إذا زاد التفكير عن الحد الذي لا يدري بعده كم صلى فيدخل في أحكام سجود السهو وهو الكتاب الذي بعده.
37 – عداوة الشيطان للإنسان مستمرة ويبذل كل وسعه ليحول بين المرء واستقامته وخاصة صلاته وسجوده.
38 – ومناسبة السجود جميلة حيث أن إبليس أمر بالسجود فاستكبر والمسلم يسجد إذا حال الشيطان بينه وبين خشوعه في صلاته إرغاما للشيطان فيزداد الشيطان حسرة وندامة.
39 – فيه من صفة إبليس وجنوده وأنهم مخلوقات تسمع، ولها ضراط، وتدبر، وتقبل، لا كما يصوره بعض الجهلة أنها مسائل معنوية.
40 – قوله (وسمعه أبو سلمة من أبي هريرة رضي الله عنه
41 – قوله (قال أبو سلمة بن عبد الرحمن) أي في حديثه وقد وصله البخاري بعد أبواب في سجود السهو.
42 – قوله (وسمعه أبو سلمة من أبي هريرة رضي الله عنه) أخرج مسلم في صحيحه من طريق يحيى بن أبي كثير حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة، حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكره
43 فيه السهو في الفرض والتطوع قاله البخاري في صحيحه
——-
1223 – حديث ابي هريرة حيث دافع عن نفسه لقولهم (أكثر ابوهريرة)
فوائد الحديث:
1 – حديث أبي هريرة الثاني انفرد به البخاري بهذا اللفظ
2 – قوله (يقول الناس أكثر أبو هريرة) وزاد ابن سعد في الطبقات الكبرى (مِنَ الْأَحَادِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم).
3 – قوله (فلقيت رجلا فقلت بما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة في العتمة فقال لا أدري) هذا هو موضع الشاهد، والعتمة هي العشاء.
4 – وقول الرجل لأبي هريرة: يدل أنه كان مفكرا فى صلاته، فلذلك لم يدر ما قرأ به النبى، (صلى الله عليه وسلم) قاله ابن بطال في شرحه.
5 – ويجوز أن يكون من حيث أن أبا هريرة كان متفكرا بأمر الصلاة حتى ضبط ما قرأه رسول الله – صلى الله عليه وسلم قاله العيني في عمدة القارئ.
6 – قوله (فلقيت) تقديره فوالله لقد لقيت رجلا، وهذا اللقاء متقدم على قولهم (أكثر أبو هريرة) وذلك لأن قولهم ذلك إنما كان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، “وظاهر السياق: يقضي أنه من حينئذ كان يقال: أكثر أبو هريرة، وهو بعيد ” قاله ابن رجب في الفتح.
7 – والظاهر – والله اعلم -: أنه إنما قيل ذلك بعد وفاة النبي (، حين أكثر أبو هريرة من الرواية عنه. قاله ابن رجب في الفتح.
8 – فاستدل أبو هريرة بحفظه ما لم يحفظه غيره بهذه القصة التي جرت له مع بعض الصحابة، حيث حفظ ما قرأ به النبي (في صلاة العشاء، ولم يحفظ ذلك غيره ممن صلى معه.
9 – قوله (بما قرأ) وعند أحمد في مسنده (بأي شيء قرأ).
10 – قوله (حدثنا محمد بن المثنى) تابعه الإمام أحمد كما في مسنده.
11 – قوله (حدثنا عثمان بن عمر) تابعه (مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ) أخرجه ابن سعد في الطبقات، وتابعهما (مُحَمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ) أخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء، والبخاري في مناقب جعفر الطيار لكن ليس فيه موضع الشاهد عند البخاري وأشار المزي في تحفة الأشراف إلى هذه الطريق كما سيأتي.
12 – قلت ورد عند البخاري من طريق محمد بن إبراهيم بن دينار المذكورة آنفا (وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية هي معي) وعند ابن عدي من هذه الطريق لكن بلفظ حديث الباب فكأنها في معناها. والله أعلم.
13 – وفيه أنه – يقصد أبا هريرة- أكثر من يعلم، وكان حافظا له ضابطا، لأن الإكثار ليس بعيب، وإنما يكون عيبا فيه إذا خشى قلة الضبط قاله ابن بطال في شرحه، ولذلك قال (صلى الله عليه وسلم): (من صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه)، ليحض على الإقبال على الصلاة، وليجاهدوا الشيطان فى ذلك بما رغبهم فيه، وأعلمهم من غفران الذنوب لمن أجهد نفسه فيه قاله ابن بطال في شرحه.
14 – قال الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح: فيه الرجل المبهم والسورة ولم أعرفهما.
15 – و (في المناقب 39: 1) – أي من صحيح البخاري – عن أحمد بن أبي بكر، عن محمد بن إبراهيم بن دينار – كلاهما – أي محمد بن إبراهيم وعثمان بن عمر- عنه- أي عن ابن أبي ذئب- به. قال أبو القاسم في حديث أحمد بن أبي بكر: لم أجده، ولا ذكره أبو مسعود. قاله المزي في تحفة الأشراف
=======
رياح المسك
– باب تفكر الرجل الشيء في الصلاة
1 – قال المهلب::التفكر أمر غالب لا يمكن الاحتراز منه في الصلاة.
2 – روى هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال عمر: إنى لأحسب جزية البحرين، وأنا فى الصلاة.
3 – فيه: أنه يجوز أن ينفى فعل الشيء عمن لم يحكمه، لأن أبا هريرة قال للرجل: لم تشهدها، يريد شهودا تاما، فقال الرجل: بلى شهدتها، كما يقال للصانع إذا لم يحسن صنعته: ما صنعت شيئا، يريدون الإتقان، وللمتكلم: ما قلت شيئا، إذا لم يعلم ما يقول.
4 – وقوله (صلى الله عليه وسلم): (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، و (لا صلاة لجار المسجد إلا فى المسجد)، يريد لا صلاة تامة.
5 – أما الالتفات في القلب فهو أن الإنسان يفكر في غير ما يتعلق بالصلاة مثل الهواجس التي تعتري كثيرا من المصلين فإن هذا التفات في القلب وهو أشد إخلالا للصلاة من الالتفات بالبدن لأنه ينقص من الصلاة حتى إن الإنسان ينصرف من صلاته ما كتب له إلا عشرها أو أقل حسب حضور قلبه/ ابن عثيمين
6 – قوله: (باب يفكر الرجل الشيء في الصلاة) الشيء بالنصب على المفعولية.
7 – لهذه المسألة التفات إلى مسألة الخشوع في الصلاة، فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الخشوع سنة من سنن الصلاة بدليل صحة صلاة من يفكر بأمر دنيوي إذ لم يقولوا ببطلانها إذا كان ضابطا أفعالها.
8 – شاهد الترجمة دلالة الحديث على عدم ضبط ذلك الرجل كأنه اشتغل بغير أمر الصلاة حتى نسي السورة التي قرئت، أو دلالته على ضبط أبي هريرة كأنه شغل فكره بأفعال الصلاة حتى ضبطها وأتقنها، كذا ذكر الكرماني هذين الاحتمالين، وبالأول جزم غيره
9 – جاء بيان أن السجدتين محلهما قبل السلام كما في حديث أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدر كم صلى ثلاثا أم أربعا، فليطرح الشك وليبن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإن كان صلى خمسا شفعن له صلاته، وإن كان صلى إتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان. (رواه مسلم)
======
رياح المسك
– قوله باب تفكر الرجل الشيء في الصلاة
يعني إذا فاته الخشوع لأجل التفكر في شيء فماذا يكون منه؟ أو إذا سها عن ركعاته فاشتغل في تعيينها فماذا عليه من التبعة؟ ففيه من الفقه: أنه إن تفكر وهو يؤدي أفعال الصلاة لا شيء عليه. فيض الباري
1221قال العثيمين رحمه الله:
– فيه دليل على أن الإنسان إذا فكًر في الصلاة فلا تبطل صلاته، لكن ينبغي ألا يستدرج معه ويستمر، بل إذا انفتح له تفكير يغلقه حتى يفكر في صلاته فيما يقول فيها فيما يفعل.
– فيه دليل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على توزيع المال في محله لأنه بادر.
– فيه دليل على أن الإنسان إذا رأى في أصحابه تشوفا إلى إخبارهم بما جرى أن يخبرهم به إذا لم يكن في ذلك ضررا اهـ
– روي عن النبي أنه كان يلحظ في صلاته عن ابن عباس، أن النبي كان يلحظ يميناً وشمالاً، ولا يلوي عنقه خلف ظهرة، وقد يحمل هذا – إن صح – على الالتفات لمصلحة.
– وقد روي الالتفات في الصلاة يميناً وشمالاً عن طائفة من السلف، منهم أنس والنخعي وعبد الله بن معقل بن مقرن.
– وروى مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان لا يلتفت في صلاته حتى يقضيهما.
– رويت الرخصة في الالتفات في النافلة.
– خرج الترمذي في حديث علي بن زيد، عن ابن المسيب، عن أنس، قال: قال لي رسول الله (: ((يابني، إياك والالتفات في الصلاة؛ فإن الالتفات في الصَّلاة- هلكة، فإن كان لا بد ففي التطوع، لا في الفريضة)) اهـ ابن رجب الفتح.
– استحب أن يكون المصلى فارغ البال من خواطر الدنيا؛ ليتفرغ لمناجاة ربه. وقد اشترط بعض الأنبياء على من يغزو معه أن لا يتبعه من ملك بضع امرأة ولم يبن بها، ولا من بنى دارا ولم يكملها؛ ليتفرغ قلبه من شواغل الدنيا، فهذا فى الغزو، فكيف فى الصلاة التى هى أفضل الأعمال، والمصلى واقف بين يدى الله. ابن بطال.
– نبه مالك، رضي الله عنه، في هذا الباب، إلى فقه حسن لا يدركه إلا مثله وهو أنه أدخل هذا الباب في أثناء السهو ليبين لك أن جبران السجود إنما شرع في الأفعال الظاهرة وليس في الأفعال الباطنة مدخل، وهذا يدل على أن مذهبه الإجزاء فيها وليس فوقه ولا بعده ما يقتدى به مثله. ابن العربي شرح الموطأ.
1222 – فيه دليل على فضل الأذان، وانه يطرد الشيطان حتى يدبر عنده وله ضراط، بحيث لا يسمع التأذين.
– والأذان والإقامة في هذا سواء.
– وفي ” صحيح مسلم ” عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن النبي (، قال: ” إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء “.
– وقال مالك: استعمل زيد بن أسلم على معدن بني سليم، وكان معدنا لا يزال الناس يصابون فيه من قبل الجن، فذكروا ذلك لزيد بن أسلم، فأمرهم بالأذان، وأن يرفعوا أصواتهم به، ففعلوا فارتفع ذلك عنهم، وهم عليه حتى اليوم.
قال مالك: وأعجبني ذلك من رأي زيد بن أسلم.
– وفي ” صحيح مسلم “، عن سهيل بن أبي صالح، قال: أرسلني أبي إلى بني حارثة، قال: ومعي غلام لنا – أو صاحب لنا -، فناداه مناد من حائط باسمه. قال: وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئاً، فذكرت ذلك لأبي، فقال: لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك؛ ولكن إذا سمعت صوتاً فنادي بالصلاة؛ فإني سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله (، أنه قال: ” إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولى وله حصاص “. ابن رجب في الفتح.
– قال العلماء وإنما أدبر الشيطان عند الأذان لئلا يسمعه فيضطر إلى أن يشهد له بذلك يوم القيامة لقول النبي صلى الله عليه وسلم لايسمع صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة قال القاضي عياض وقيل إنما يشهد له المؤمنون من الجن والإنس فأما الكافر فلا شهادة له. النووي شرح مسلم.
– وقال بن الجوزي على الأذان هيبة يشتد انزعاج الشيطان بسببها لأنه لا يكاد يقع في الأذان رياء ولا غفلة عند النطق به بخلاف الصلاة فإن النفس تحضر فيها فيفتح لها الشيطان أبواب الوسوسة وقال بن بطال يشبه أن يكون الزجر عن خروج المؤمن من المسجد بعد أن يؤذن المؤذن من هذا المعنى لئلا يكون متشبها بالشيطان. حاشية السيوطي على سنن النسائي.
– وفيه حث علي استفراغ الجهد في رفع الصوت بالأذان. الطيبي شرح المشكاة.
– وفيه أن الشيطان يفر من ذكر الله عز وجل، لاسيما الذكر الذي منفعته عظيمة وفائدته كبيرة، مثل النداء بأصوات مرتفعة. العباد شرح أبي داود.
– وهذا فيه حرص الشيطان على افساد عبادة ابن آدم. الراجحي شرح ابن حبان.
1223 – مراد أبي هريرة – رضي الله عنه -: أن يبين للناس امتيازه عن غيره بضبط أمور النبي صلى الله عليه وسلم، واعتنائه بها، وحفظه لها، وإذا كان كذا لم يستبعد أن يكون قد حفظ ما لم يحفظه غيره.
– استدل أبو هريرة بحفظه ما لم يحفظه غيره بهذه القصة التي جرت له مع بعض الصحابة، حيث حفظ ما قرأ به النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة العشاء، ولم يحفظ ذلك غيره ممن صلى معه. ابن رجب الفتح.
– أبو هريرة رضي الله عنه هو أكثر الصحابة حديثاً على الإطلاق، مع أنه لم يصحب النبي صلى الله عليه وسلم إلا فترة وجيزة، وكان إسلامه عام خيبر، في السنة السابعة، ولكن هذه الكثرة التي قد حصلت لها أسباب: أولاً: كونه كان ملازماً للنبي صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه، وكان غيره من الصحابة يذهبون إلى أعمالهم.
ثانياً: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له.
ثالثا: أنه كان في المدينة، بخلاف غيره من الصحابة، فإن كثيراً منهم تفرقوا في الآفاق والبلاد، ومن المعلوم أن المدينة يرد إليها الناس، ويصدرون عنها، ويأتون إليها من كل جهة العباد شرح أبي داود.
قلت (أحمد):
– فيه الإسراع في الخيرات فلا يدري الإنسان ما يعرض له.
– فيه جواز البيع والشراء في الأسواق ولا يمنع الإنسان من الاسترزاق.
– فيه ما كان عليه الصحابة من قلة ذات اليد وصعوبة العيش.
– فيه فضيلة ظاهرة لأبي هريرة حيث لم يكن يفارق النبي صلى الله عليه وسلم.
– فيه قوة حفظ أبي هريرة رضي الله عنه.
———-
في أثر عمر إني لأجهز الجيش وأنا في الصلاة كتب باحث بحثا بعنوان:
ما يخطر للعلماء في صلاتهم! قال:
قلَّ أن يوجد عالِم أو باحث إلاَّ ويخطر له في صلاته شيء من مسائل العِلم، ويمكن تخريجه على أصلٍ صحيح، وهو ما روي عن سيدنا عمر رضي الله عنه، ممَّا علَّقه البخاريُّ في كتاب الصلاة من صحيحه، تعليقًا مجزومًا به، باب تفكُّر الرجل الشيء في الصلاة، قال: وقال عمر: إنِّي لأجهِّز جيشي، وأنا في الصلاة!
ووصله ابنُ أبي شيبة بسندٍ صحَّحه الحافظ في الفتح.
وتجهيزه للجيش في الصَّلاة لا يتعارَض مع الخشوع؛ إمَّا لأنَّه – كما قيل – لا يأخذ منه وقتًا طويلاً.
قال ابن التين: إنَّما هذا فيما يقلُّ فيه التفكُّر، فيأتي على ما يريد في أقل شيء من الفِكرة، فأمَّا أن يتابِع التفكُّر ويكثر حتى لا يدري كم صلَّى، فهذا اللاهي في صلاته فيجب عليه الإعادة.
وكذا قال ابن دقيق العيد في حديث الثوب الذي شَغل النبيَّ صلى الله عليه وسلم في صلاته: فيه دليل على أنَّ اشتغال الفِكر يسيرًا غيرُ قادح في الصلاة.
وإمَّا لأنَّ قلبه اتَّسع لكِلا الأمرين؛ للخشوع وللتفكُّر في أمرٍ من أمور الأمَّة، كما وقع للنبيِّ صلى الله عليه وسلم في حديث انصرافه من الصلاة مسرعًا بسبب ذِكره شيئًا من تِبر، فخرج وتصدَّق به.
فقد استدلَّ به العلماء على أنَّ التفكُّر في الصلاة في أمر لا يتعلَّق بها، لا يفسدها، ولا ينقص من كمالِها.
وقد أشار ابنُ القيم إلى أن اتِّساع القلب لأمرين ليس من خصائص النبوَّة، بدليل وقوعه لعمر، وأنَّه لا يذهب بالخشوع في الصَّلاة إذا كان في القلب سعَة وقوَّة، قال في روضة المحبين:
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلبه متوجِّه في الصلاة إلى ربِّه، وإلى مراعاة أحوال من يصلِّي خلفه، وكان يَسمع بكاء الصَّبي؛ فيخفِّف الصلاةَ خشية أن يشقَّ على أمِّه، أفلا ترى قلبه الواسِع الكريم كيف اتَّسع للأمرين؟ ولا يظنُّ أنَّ هذا من خصائص النبوَّة، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يجهِّز جيشَه وهو في الصلاة؛ فيتَّسع قلبه للصَّلاة والجهاد في آنٍ واحد، وهذا بحسب سعَة القلب وضيقه وقوته وضعفه؛ انتهى.
ولا ريب أنَّ العلم من أمور الأمَّة، وهو من المنافِع المتعدِّية، والمصالح العامَّة، ومِداد العلماء يوزن بدِماء الشُّهداء، وما أحسنَ عبارةَ بعض الفقهاء عمَّا يخلُّ بالخشوع في الصلاة، من تخصيصه التفكُّر فيها بأمور الدنيا – كما وقع في كلام المالكية – وكأنَّه يعني متاعها الخاص، فأمَّا منافعها العامَّة والنظَر في مصالح المسلمين التي من بينها العلم؛ فليست منها.
قلت: وفي كلام ابن التين وابن دقيق العيد نظَر، وقلَّة الخاطر وكثرته لا تَصلح مناطًا للحكم بها فيما هذا سبيله؛ لأنَّ تجهيز الجيش لا يمكن أن يكون قليلاً إلاَّ على سبيل الكرامة لعمر، بل في مسائل الإمام أحمد رواية ابنه صالح: “أنَّ عمر صلَّى المغرب فلَم يقرأ، فلمَّا انصرف قالوا: يا أمير المؤمنين، إنَّك لم تقرأ! قال: إنِّي حدَّثتُ نفسي بعِيرٍ جهَّزتُها من المدينة حتى دخلتُ الشَّام! ثم أعاد وأعاد القراءة”، بل روى مالك بلاغًا عن عمر قال: إنِّي لأضطجع على فراشي فما يأتيني النَّوم، وأقوم إلى الصلاة فما تتوجَّه إليَّ القراءة من اهتمامي بأمر الناس! وروي عنه: إنِّي لأحسب جزية البحرين وأنا في صلاتي! وحساب الجِزية مسألة علميَّة محضة؛ فدلَّ على أنَّه كان يستغرق الصلاة بالتفكير.
والقلَّة والكثرة لا تنضبطان، وإنَّما هي أمورٌ نسبية، وما أشار إليه ابن التين يَختلف باختلاف الأشخاص، فالأقرب أنَّ مناط الحكم المصلحة، وقد أشار ابن القيم في الزاد إلى قريبٍ من هذا، فقال ما حاصله: إن ما كان لمصلحة الصَّلاة أو لمصلحة المسلمين من غير أفعال الصلاة؛ فإنَّه يدخل في مداخل العبادات؛ كصلاة الخوف، وقريب منه قول عمر: إنِّي لأجهِّز جيشي وأنا في الصلاة، فهذا جَمعٌ بين الجِهاد والعلم، ونظيره التفكُّر في معاني القرآن واستخراج كنوز العِلم، فهذا جَمع بين الصَّلاة والعلم، فهذا لون، والْتِفات الغافلين اللاَّهين وأفكارهم لونٌ آخر؛ انتهى.
على أنَّه قد يترجَّح مندوبٌ على مندوب، أو واجب على واجب، بل قد يترجَّح مندوب على واجب، حسبما قرَّره القرافيُّ في الفرق الخامس والثمانين من الفروق.
بل قد ذكر الشاطبيُّ في الموافقات: أنَّه لا يجب على من ابتُلِي بالخاطر الخروج منه، إذا كان خروجه يشوِّش خاطره أكثر، ويبقى بعد هذا النَّظر في وجوب إعادة الصلاة أو استحبابها أو سقوطها.
قلت: إذا أمكنَه دفعه وتحصيله بعد الصلاة فهو أولى؛ نظرًا لمصلحة الصَّلاة التي هي واجب الوقت، وإذا جمع بينهما من غير إخلالٍ بالخشوع فحسَن، وإلاَّ فلا يكلِّف الله نفسًا إلاَّ وُسعها.
—–
أما حديث عقبه ففيه من الفوائد:
أنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ محتاج إلى العمل؛ كما أن غيره محتاج إلى العمل؛ ولهذا لما حدث فقال: (إنه لن يدخل الجنة أحد بعمله)، قالوا: لا أنت؟ قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته)
– ما سبق تقريره أن تخطي الرقاب المنهي عنه في الدخول وليس في الخروج؛ يوضحه قول العثيمين:
وفي هذا الحديث دليل على جواز تخطي الرقاب بعد السلام من الصلاة، ولا سيما إذا كان لحاجة، وذلك لأن الناس بعد السلام من الصلاة ليسوا في حاجة إلى أن يبقوا في أماكنهم، بل لهم الانصراف، بخلاف تخطي الرقاب قبل الصلاة، فإن ذلك منهي عنه؛ لأنه إيذاء للناس
– نسبة البيت للمرأة (إلى بعض حجر نسائه).
– الأذكار بعد الصلاة مستحبة، وإذا عارضها ما هو أهم منها فعل. خاصة ما كان نفعه متعدي ففي رواية لمسلم (فسلم ثم قام) وثم هنا لا تفيد التراخي إنما هي بمعنى الفاء
– البخاري ذكر الحديث أيضا تحت باب من صلى بالناس فذكر حاجة فتخطاهم وقبله باب مكث الإمام في مصلاه بعد السلام. أي يقصد هذا المكث إذا لم تعرض حاجة.
– إنشاء العزم في الصلاة على وجوه الخير وأن هذا لا يؤثر في صلاته.
– عقبة بن الحارث في المدينة.
– عناية الصحابة بكل شأن النبي صلى الله عليه وسلم حتى اسراعه في مشيته.
– الاهتمام بالصلاة وأذكارها.
——
حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
– من الأسباب المعينة على حضور القلب:.
بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم علاجه, بما ثبت في صحيح مسلم أن عثمان بن أبي العاص – رضي الله عنه – أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله, إنه الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي, يلبسها علي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب, فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه, واتفل على يسارك ثلاثا «.
– ومن العلاج أيضا – أي مما يعين على حضور القلب في الصلاة -: استشعار عظمة من تقف بين يديه, وهو رب العالمين وإله الأولين والآخرين, ومالك يوم الدين, فإذا كب ر العبد استشعر عظمة الخالق عز وجل فخشعت جوارحه, وحضر قلبه.
– ومنها: تدبر ما تقرؤه أنت أو يقرؤه إمامك, فإن تدبر كتاب الله والوقوف عند معانيه يعين على حضور القلب والخشوع في الصلاة.
– ومنها: المبادرة إلى الصلاة مع سماع النداء, وصلاة السن ة الراتبة القبلية, أو تحية المسجد, ثم قراءة ما تيسر من القرآن قبل الصلاة, أو الانشغال بذكر الله عز وجل والتسبيح والتحميد أو حضور درس علمي أو محاضرة أو نحو ذلك.
– الخشوع بالجوارح فلا يتحرك العبد ما استطاع إلى ذلك سبيلاً؛ فلا يعبث بشيءٍ من جسده ولا بشيءٍ آخر كملابسه؛ لأن ذلك مما ينافي الخشوع.
– تَفْرِيغ القلب من الشواغل الدنيوية والحاجات البدنية؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع فتاوى): “وأما زوال العارض فهو الاجتهاد في دفع ما يُشغِل القلب من تفكر الإنسان فيما لا يُعِيْنُهُ، وَتَدَبُّر الجواذب التي تجذب القلب عن مقصود الصلاة، وهذا كل عبد بِحَسْبه؛ فإن كثرة الوسواس بحسب كثرة الشبهات والشهوات وتعليق القلب بالمحبوبات التي ينصرف القلب إلى طلبها والمكروهات التي ينصرف القلب إلى دفعها
– أن يصلي صلاة مُوَدِّع وفيه حديث
– القراءة في كتب السير والتراجم للنظر في أخبار السلف وقصصهم في الصلاة وطلبهم الخشوع بأي ثمن.
– يختار له من الأصحاب من يعينونه
-لا يكون عنده شاغل يشغله كاحتباس بول أو غائط أو فضول طعام يشتهيه أو ما أشبه ذلك
-ومنها: الاستعانة بالله عز وجل وسؤاله حضور القلب في الصلاة.
– قرر الأصحاب سابقا رفع الصوت بالأذان:
يدل له رواية مسلم في أدبار الشيطان ولفظه (حتى يكون بالروحاء) ففي حديث جابر, وفيه إنه سئل عن الروحاء فقال: هي من المدينة ستة وثلاثون ميلا.
وقد روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال لرجل: إذا كنت في غنمك أو باديتك, فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء, فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس, ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة «سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبوب عليه البخاري: باب رفع الصوت بالنداء.
وبو ب عليه النسائي: باب الثواب على رفع الصوت بالأذان.
قال ابن حجر – رحمه الله -: وفي الحديث استحباب رفع الصوت بالأذان ليكثر من يشهد له ما لم يجهده أو يتأذى به «.
ولذا استحب الفقهاء – رحمهم الله – أن يكون المؤذن صيتا , أي رفيع الصوت, لأنه أبلغ في الإعلام.
– قرر جمع من العلماء أن الشيطان حقيقة ولولا خشية الإطالة لنقلنا أقوالهم. لكن لعلنا ننقلها في موضع آخر إن شاء الله
– ذهب بعض فقهاء المذاهب الأربعة وغيرهم إلى أن الخشوع من فرائض الصلاة، ولكن لا تَبْطُلُ الصَّلاةُ بتركه؛ لأنه معفوٌ عنه، وقال آخرون: إنه فرض تبطل الصلاة بتركه كسائر الفروض. وقال آخرون: إن الخشوع شرطٌ لصحة الصلاة، لكنه في جزء منها وإن انتفى في الباقي
——
أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه في سؤاله للرجل عن قراءة العتمة:
قال ابن رجب في باب تفكر الرجل الشيء في الصلاة:
ذكرنا في ((باب: القراءة في الصلاة))، عن أحمد، أنه قال – فيمن صلى مع إمام، فلما خرج من الصلاة قيل له: ما قرأ الإمام؟ قالَ: لا أدري – قالَ: يعيد الصَّلاة. وإن الأصحاب اختلفوا في وجهها على ثلاث طرق لهم فيها. وقد ورد حديث مرفوع، يستدل به على أن لا اعادة على من لم يحفظ ذلك: فروى البزار ((مسنده))، عن عمرو بن علي: سمعت يحيى بن كثير، قال: حدثنا الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: صلى رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يوماً بأصحابه، فقال: ((كيف رأيتموني صليت؟)) قالوا: ما أحسن ما صليت، قالَ: ((قد نسيت آية كيت وكيت، وإن من حسن صلاة المرء أن يحفظ قراءة الإمام)).
الحالة الثانية: أن يكون ذلك بعد مضي مدة من الصلاة، فهذا يكون غالباً من النسيان بعد الحفظ، لا من سهو القلب في الصلاة، وهذا هو الذي أراده أبو هريرة بحديثه هذا. وحينئذ؛ ففي تخريجه في الباب نظر؛ لأن الباب معقود لحديث النفس في الصلاة والوسوسة فيها، وهو ينقسم إلى المذموم – وهو حديث النفس بأمور [الدنيا] وتعلقاتها -، وإلى محمود – وهو حديث النفس بأمور الآخرة وتعلقاتها -، ومنه ما يرجع إلى ما فيه مصلحة المسلمين من أمور الدنيا، كما كان عمر يفعله. انتهى
تنبيه: حديث: من حسن صلاة المرء أن يحفظ قراءة الإمام: يحيى بن كثير أبو النضر. قال عنه العقيلي: منكر الحديث.
وعمرو بن علي نفسه لما ذكر هذا قال عنه: لم أحدث به عن هذا الرجل. كذلك البزار قال: وأنا لم أكتبه إنما حفظته عن عمرو بن علي.
وإنما يذكرونه لبيان حاله
وصاحب إرشاد الساري: رجح أن الذي كان يتفكر ابوهريرة: قال العقيلي منكر الحديث
كأن أبا هريرة شغل فكره بأفعال الصلاة حتى ضبطها وأتقنها.
ورجح ابن حجر أنه الرجل. الذي سأله ابوهريرة هو الذي كان يتفكر
تنبيه: أورد ابن حجر آثار عن عمر مختلفة في نسيانه القراءة ففي بعضها أنه أعاد وفي بعضها أنه لم يعد
لكن البيهقي بين في السنن الكبرى 2/ 382 هذه الآثار ورجح رواية من قال أعاد وقال: والإعادة أشبه بالسنة في وجوب القراءة وأنها لا تسقط بالنسيان كسائر الأركان.
وأورد من طريق الشعبي عن زياد يعني ابن عياض ختن أبي موسى قال: صلى عمر فلم يقرأ فأعاد.
وذكر مراسيل اخرى
وخالفها مرسل لأبي سلمة وأنه لما اخبر بنسيان القراءة قال: لا بأس
وقال انه مرسل قوي وكان آل عمر لا ينكرونه لكن الإعادة أشبه بالسنة
وبين أن رواية أنه سجد للسهو عن القراءة انفرد بها عكرمة بن عمار.
ولعل مسألة الإعادة نتوسع فيها ان شاء الله في كتاب السهو
المهم الإعادة لم تكن للتفكير إنما لأجل أنه نسي القراءة.
تنبيه: أثر عمر أحسب جزية البحرين
ورد من طريق عروة أن عمر بن الخطاب. خرجه أبن أبي شيبة من طريق حفص عن هشام بن عروة عن أبيه أن عمر قال فذكره واورده ابن رجب من طريق وكيع عن هشام بن عروة به
لكن قال صاحبنا ابوصالح: لم يسمع من عمر قاله أبوزرعة
قلت سيف: روى عن أبي بكر مرسل. وعمر مرسل. والنعمان بن بشير مرسل قاله أبوزرعة (المراسيل لابن أبي حاتم)
قال ابن رجب: وهذا من شدة اهتمام عمر بأمر الرعية وما فيه صلاحهم فكان يغلب عليه ذلك فتجتمع له صلاة وقيام بأمور الرعية وسياسته لهم في حالة واحدة.