: 1210، 1209 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي
وشارك عبدالله الديني وابوعيسى البلوشي
وسيف بن غدير وسيف بن دورة
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة
سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———-‘———‘——-
باب ما يجوز من العمل في الصلاة
1209 – حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت أمد رجلي في قبلة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فإذا سجد غمزني فرفعتها فإذا قام مددتها
1210 – حدثنا محمود حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة قال إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذعته ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول سليمان عليه السلام رب {هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} فرده الله خاسيا ثم قال النضر بن شميل فذعته بالذال أي خنقته وفدعته من قول الله {يوم يدعون} أي يدفعون والصواب فدعته إلا أنه كذا قال بتشديد العين والتاء
———-‘——–
فوائد حديثي الباب:
1 – حديث عائشة أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
2 – فيه جواز العمل اليسير في الصلاة لمصلحتها.
3 – (فيه جواز) غمز الرجل امرأته من غير شهوة أو من وراء حائل (في الصلاة) قاله البيهقي في السنن الكبرى وما بين القوسين إضافة توضيحية من عندي.
4 – فيه تَرْكُ الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ لِغَيْرِ شَهْوَةٍ قاله النسائي في السنن الصغرى.
5 – فيه استحباب صلاة الليل والناس نيام.
6 – فيه التطوع خلف المرأة ترجم عليه البخاري في صحيحه.
7 – فيه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين من ضيق ذات اليد.
8 – قوله (حدثنا عبد الله بن مسلمة) هو القعنبي وتابعه غير واحد.
9 – قوله (حدثنا مالك) هو إمام دار الهجرة، وقد أخرجه في الموطأ، تابعه عبيد الله بن عمر العمري أخرجه أبو داود في سننه.
10 – قوله (عن أبي النضر) هو سالم بن أبي أمية، مولى عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي قاله المزي في تحفة الأشراف.
11 – تابعه محمد بن عمرو بن علقمة أخرجه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه وأبو يعلى في مسنده.
12 – قوله (عن أبي سلمة) ومن طريق محمد بن عمرو (حدثنا أبو سلمة) أخرجه أبو يعلى في مسنده وابن حبان في صحيحه.
13 – قوله (عن عائشة) ومن طريق محمد بن عمرو (حدثتني عائشة) أخرجه ابن حبان في صحيحه.
14 – قوله (وهو يصلي) زاد أبو داود (من الليل).
15 – قولها (غمزني) فيه تلطف النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله.
16 – قالت عائشة (والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح) متفق عليه من حديث مالك، وهو كالتعليل لفعلها، ولغمزه إياها صلى الله عليه وسلم.
17 – فعلها رضي الله عنها لا يعد مرورا بين يدي المصلي، وإنما اعتراض كاعتراض الجنازة. وقد أخرجه بنحو ذلك الشيخان من طريق عروة عن عائشة.
18 – لم تكن المصابيح مشتهرة بكثرة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
19 – حديث أبي هريرة أخرجه البخاري ومسلم والنسائي في السنن الكبرى.
20 – فيه من صفات الشيطان وكيده لابن آدم.
21 – فيه فضيلة ومنقبة ظاهرة لنبي الله سليمان عليه السلام.
22 – فيه صِفَةِ الْعَمَلِ الَّذِي يَجُوزُ لِلْمُصَلِّي أَنْ يَعْمَلَهُ فِي صَلَاتِهِ مِمَّا لَيْسَ مِنْهَا قاله أبو عوانة في مستخرجه.
23 – (مشروعية) دَفْعِ مَنْ يُرِيدُ بِهِ سُوءًا عَنْ نَفْسِه (في الصلاة) قاله أبو عوانة في مستخرجه.
24 – وَلَعْنِ الشَّيْطَانِ فِيهَا إِذَا تَعَرَّضَ لَهُ بِتَخْوِيفٍ قاله أبو عوانة في مستخرجه.
25 – وَإِبَاحَةِ التَّعَوُّذِ فِي الصَّلَاة قاله أبو عوانة في صحيحه. لحديث أبي الدرداء المرفوع وفيه ” أعوذ بالله منك” ثم قال ” ألعنك بلعنة الله” ثلاثا رواه مسلم
26 – قوله (إن الشيطان)، ومن طريق غندر عن شعبة (إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ) متفق عليه.
27 – … في الحديث دليل على إمكان رؤية البشر للشياطين قاله الأمير الصنعاني في التنوير شرح الجامع الصغير.
وحديث الجني وفيه يد كلب من حديث أبي بن كعب وإسناده فيه اختلاف شديد وأورده الألباني في الصحيحة حديث رقم (3245)
28 – فيه جعل الله لهم أي الشياطين قدرة على التشكل. قاله الأمير الصنعاني في التنوير.
29 – فيه أن الجن مخلوقات حسية، تعادي ابن آدم بالوسوسة وغيرها.
30 – جواز ربط الأسير الكافر في سارية من سواري المسجد.
31 – قوله (فذكرت قول سليمان) وعند مسلم (أخي سليمان) فالأنبياء إخوة لعلات.
32 – قال البيهقي في السنن الكبرى: قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَخَنْقُهُ الشَّيْطَانَ فِى الصَّلاَةِ أَكْبَرُ مِنْ وَادٍ فِيهِ شَيْطَانٌ.
33 – وورد من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة (فَأَخَذْتُ بِحَلْقِهِ فَخَنَقْتُهُ، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ لِسَانِهِ عَلَى كَفَّيّ) أخرجه النسائي في السنن الكبرى وأبو يعلى في مسنده.
34 – قوله (فذعته) أي خنقته قاله النضر بن شميل ذكره البخاري
وقال الأصمعي كان عندنا رجل يشتم أبا بكر وعمر، فرأى في المنام عمر بن الخطاب فذعته عمر ذعتة، فأصبح الرجل وقد لوث فراشه، وجاءنا تائبا
أخرجه أبو سليمان الخطابي في غريب الحديث
35 – وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر: فدعته أي خنقته، والذعت والدعت الدفع العنيف
——–‘——-‘——‘
رياح المسك 1209
فوائد ابن عثيمين
1 – فيه دليل على صغر حجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
2 – فيه أن مس المرأة لا ينقض الوضوء , لكن في الاستدلال بهذا نظر , لإمكان أن يمس رجليها من وراء الثياب , لكن لدينا دليل على أن مس المرأة لا ينقض الوضوء وهو البراءة الأصلية.
3 – فيه أن جلوس المرأة أمام المصلي بكل بدنها أو ببعضه لا يبطل الصلاة , والجالس أو النائم غير المار , والذي يفسد الصلاة هو المرور.
4 – فيه ما ترجم إليه البخاري رحمه الله من جواز العمل في الصلاة , وكان بإمكان النبي عليه الصلاة والسلام أن يقول لعائشة لا تفعلي أصلاً , تكف رجليها سواء كان قائماً أو ساجداً.
انتهى نقل فوائد ابن عثيمين.
5 – فيه ذكر ما كانت عائشة تفعل عند إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم
السجود وهـي نائمة أمامه قاله ابن حبان في صحيحه.
6 – قال ابن رجب في فتح الباري:
وقولها: ((فإذا سجد غمزني)) يدل على أنه كان يتكرر ذلك منه كلما سجد في كل ركعة، فكان يفعله في كل ركعة مرة عند سجوده، ولم تكن تمدهـا حتى يقوم إلى الركعة ا?خرى، فما دام ساجدا او جالسا بين السجدتين فرج?هـا مكفوفة، فإذا قام وقرأ في الركعة ا?خرى مدت رجلها في قبلته حتى يسجد. اه
وقال القسطلاني في إرشاد الساري: ومطابقة الترجمة للحديث من حيث أن الغمز عمل يسير ? تبطل به الص?ة. اه
7 – فيه جواز اعتراض المرأة أمام زوجها في الصلاة خاصة إذا دعت الحاجة إلى ذلك من ضيق المسكن ونحوه.
8 – فيه عدم انتقاض وضوء الرجل إذا مس امرأة أجنبية.
9 – كون أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف بما في سورة الأحزاب آية 45 – 46 بقوله تعالى (وسراجا منيرا) إنما المقصود النور المعنوي
كما قال الشيخ السعدي:
كونه {سِرَاجًا مُنِيرًا} وذلك يقتضي أن الخلق في ظلمة عظيمة، لا نور، يهتدى به في ظلماتها، ولا علم، يستدل به في جهالاتها حتى جاء اللّه بهذا النبي الكريم، فأضاء اللّه به تلك الظلمات، وعلم به من الجهالات، وهدى به ضُلالا إلى الصراط المستقيم.
فأصبح أهل الاستقامة، قد وضح لهم الطريق، فمشوا خلف هذا الإمام وعرفوا به الخير والشر، وأهل السعادة من أهل الشقاوة، واستناروا به، لمعرفة معبودهم، وعرفوه بأوصافه الحميدة، وأفعاله السديدة، وأحكامه الرشيدة.
قال البغوي: سماه سراجا لأنه يهتدي به كالسراج يستضاء به في الظلمة
قال ابن كثير: يعني أمرك ظاهر كالشمس قي اشراقها واضاءتها لا يجحدها إلا معاند.
وخطأ صاحب معجم المناهي اللفظية من سمى النبي صلى الله عليه وسلم نور الأنوار وغيرها من الأسماء التي فيها غلو … ونقل أنه من الأدب الاقتصار على الأسماء والاوصاف التي جاءت بها القرآن والسنة.
حديث رقم 1210
فوائد ابن عثيمين:
1 – فيه أن الشيطان قد يعرض لأتقى عباد الله فما بالك بمن دونه فينبغي استعمال الأوراد الشرعية التي تحمينا من الشيطان.
2 – فيه حرص الشيطان على إفساد عبادة بني آدم.
3 – فيه جواز مقاتله من أراد أن يفسد عليك صلاتك لأن النبي عليه الصلاة والسلام فذعه.
4 – فيه تواضع النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يربط هذا الشيطان لأنه تذكر قول سليمان.
5 – فيه أنه يجوز للإنسان في صلاته أن يفكر فيما لا يتعلق بها لأن قوله تذكرت قول سليمان هذا لا يتعلق بالصلاة.
انتهت فوائد ابن عثيمين
6 – قال ابن بطال في شرح البخاري:
استخف جماعة العلماء العمل اليسير فى الص?ة، وأجمعوا أن الكثير منه ? يجوز، إ? أنهم لم يحدوا القليل، و? الكثير، وإنما هـو اجتهاد واحتياط …
7 – وقال أيضا:
ففى هـذا جواز العمل فى الص?ة، وربطه إلى سارية عمل كثير قد هـم به الرسول، (صلى الله عليه وسلم)، و? يهم إ? بجائز. ومما استخف العلماء من العمل فى الص?ة أخذ البرغوث والقملة، ودفع المار بين يدى المصلى، وا?شارة وا?لتفات الخفيف، والمشى الخفيف، وقتل الحية والعقرب، وهـذا كله إذا لم يقصد المصلى بذلك العبث فى ص?ته و? التهاون بها …
8 – وقال أيضا:
وقال الطحاوى: لو حك بدنه لم يكره، كذلك أخذ القملة وطرحها.
ورخص فى قتل العقرب فى الص?ة: ابن عمر، والحسن، وا?وزاعى، واختلف قول مالك فى ذلك، فمرة كرهـه، ومرة أجازه، وقال: ? بأس بقتلها إذا آذته وخففه، وكذلك الحية والطير يرميه بحجر يتناوله من ا?رض، فإن لم يطل ذلك لم تبطل ص?ته …
ثم ذكر أقوال من أجاز ومن كره ذلك من السلف. اه
9 – قال ابن رجب في فتح الباري:
وفي هـذا الحديث من العلم: أن دفع المؤذي في الص?ة جائز، وإن لم يندفع إ? بعنف وشدة دفع جاز دفعه بذلك.
وقد سبق في دفع المار بين يدي المصلي، أنه ((إن أبى فليقاتله؛ فإنه شيطان)).
وهـذا إذا كان أذاه يختص بالص?ة كالمار، والشيطان الملهي عن الص?ة وكذلك إن كان أذاه ?يختص بالص?ة كالحية والعقرب.
10 – فيه أن الشيطان عدو مبين للإنسان وعلى الإنسان أن يتخذه عدوا كما أمرنا الله عز وجل.
11 – فيه ضعف الشيطان وإن الإنسان أقوى منه باستعانته بالله تعالى، وإن كيده إنما هي في الوسوسة.
12 – فيه أنه لن يكون هناك أحد يملك ما ملكه سليمان عليه السلام.
======
1 – يقول ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: بعد أن قال إن معنى الآية الجماع عن ابن عباس وعلي «وليس في نقض الوضوء من مس النساء لا كتاب ولا سنة ….. ومن قال ان المقصود دون الجماع وانه ينقض الوضوء فقد روي عن ابن عمر والحسن (باليد) وهو قول جماعة من السلف في المس بشهوة والوضوء منه حسن مستحب لاطفاء الشهوة كما يستحب الوضوء من الغضب لاطفائه واما وجوبه فلا» مجموع الفتاوى 21/ 401
2 – قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في الاختيارات (ص18): ” إذا مس المرأة لغير شهوة فهذا مما علم بالضرورة أن الشارع لم يوجب منه وضوءا ولا يستحب الوضوء منه ” انتهى.
وفي الفتاوى قال: فما أعلم للنقض به اصلا عن السلف 21/ 401″
3 – وعائشة لمست النبي صلى الله عليه وسلم ولم يوجب ذلك وضوءا.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول: اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك) رواه مسلم (486)، وفي رواية للبيهقي بإسناد صحيح: (فجعلت أطلبه بيدي فوقعت يدي على قدميه وهما منصوبتان وهو ساجد .. ) وهي عند النسائي أيضا (169).
وأجاب الشافعية عن هذه الأحاديث جوابا ضعيفا، فقالوا: لعله كان من فوق حائل!!
قال الشوكاني: وهذا التأويل فيه تكلف ومخالفة للظاهر.
4 – وعنها رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل امرأة من نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ) رواه أبو داود (179) وصححه ابن جرير وابن عبد البر والزيلعي، والألباني في صحيح أبي داود.
وضعفه كثيرون: منهم يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل والدارقطني والبيهقي والنووي.
في: سنن الترمذي:
99 قتيبة وهناد وأبو كريب وأحمد بن منيع ومحمود بن غيلان وأبو عمار الحسين بن حريث قالوا وكيع عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ قال: قلت: من هي إلا أنت قال فضحكت.
قال أبو عيسى وقد روي نحو هذا عن غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة قالوا ليس في القبلة وضوء و قال مالك بن أنس والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحق في القبلة وضوء وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين وإنما ترك أصحابنا حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا لأنه لا يصح عندهم لحال الإسناد قال و سمعت أبا بكر العطار البصري يذكر عن علي بن المديني قال ضعف يحيى بن سعيد القطان هذا الحديث جدا وقال هو شبه لا شيء قال و سمعت محمد بن إسمعيل يضعف هذا الحديث و قال حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة وقد روي عن إبراهيم التيمي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبلها ولم يتوضأ وهذا لا يصح أيضا
بين حسين البلوشي عدم صحة الحديث في حاشيته على أحاديث معلة وخلاصته:
تنصيص الأئمة أنه لا يصح في الباب شيء.
قال البيهقي في السنن الكبرى: وَقَدْ رَوَيْنَا سَائِرَ مَا رُوِىَ فِى هَذَا الْبَابِ وَبَيَّنَّا ضَعْفَهَا فِى الْخِلاَفِيَّاتِ.
قال البغوي في شرح السنة: وَضَعَّفَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ هَذَا الْحَدِيثَ، وَقَالَ: هُوَ شِبْهُ لَا شَيْءٍ، وَضَعَّفَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَقَالَ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ، وَلا يَصِحُّ فِي هَذَا الْبَابِ شَيْءٌ
بيان أن الحديث الصحيح ليس هكذا.
جاء في السنن الكبرى للبيهقي: وَالْحَدِيثُ الصَّحِيحُ عَنْ عَائِشَةَ فِى قُبْلَةِ الصَّائِمِ فَحَمَلَهُ الضُّعَفَاءُ مِنَ الرُّوَاةِ عَلَى تَرْكِ الْوُضُوءِ مِنْهَا وَلَوْ صَحَّ إِسْنَادُهُ لَقُلْنَا بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
انتهى
فإن صح هذا الحديث فهو ظاهر جدا في الدلالة على هذا القول، وإن لم يصح فإنه يغني عنه الأحاديث الصحيحة السابقة، مع التمسك بالأصل وهو صحة الطهارة، وعدم الدليل على نقض الوضوء بمس المرأة.
فالراجح أن مس المرأة لا ينقض الوضوء مطلقا سواء كان بشهوة أم بدون شهوة.
وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية (12/ 222) واختاره من المعاصرين الشيخ ابن باز (10/ 134) والشيخ ابن عثيمين (1/ 286) وعلماء اللجنة الدائمة (5/ 266).
5 – وأيضاً أستدل به على أن صلاة التطوع تكون بالبيت بالليل
6 – جزء الشئ ليس هو الشئ
هنا فإنه لو مدّ إنسان يده ليأخذ مصحف، ومرّت يَده بين يدي المصلي لم يُحكم لهذا الفعل بالمرور بيني يدي المصلي
7 – جواز صلاة التطوّع خَلْف المرأة، أي وهي نائمة، وليس وراءها في الإمامة – كما فعله بعض المساجد في بلاد المسلمون فيه أقلية يصلي الرجال والنساء خلف إمرأة.
8 – ورد في رواية للنسائي (166) بإسناد صحيح: (حتى إذا أراد أن يوتر مسني برجله) صححه الألباني في سنن النسائي.
يعني مسها لتوتر فمن وثق أنه يستيقظ للوتر بنفسه أو بايقاظ أحد فليؤخره إلى آخر الليل.
9 – ليس في إسلام الجني على يد الإنسي ما يخالف دعوة سليمان (رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي). فقد أسلم خلق من الجن على خلق من الإنس. وابن تيمية كان ينصح الجن ويعظهم … .
10 – الجني قد يؤذي الانسي ولو بالدخول في جسده. وقد رد ابن باز في مقالة على من أنكر تلبس الجني بالإنسي. ونقل عن القرطبي في قوله تعالى: (الَّذِينَ يَاكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَائِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
[سورة البقرة 275]
قال القرطبي: فيها دليل على من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع. وراجع مجموع الفتاوى لابن تيمية 19 / ص 9 و 24 / ص 276 ولما سأل عبد الله بن الإمام أحمد أباه عنهم قال: كذبوا يا بني هو ذا يتكلم على لسانه.
وراجع كلام ابن القيم حيث ذكر أن الصرع صرعان: صرع الأرواح الخبيثة الأرضية. وصرع الأخلاط الرديئة ثم فصل في طريقة علاجهما وان صرع الأرواح الخبيثة يعالج بالاذكار كما في زاد المعاد
بل ثبت بمرسلين أن الجن قتلوا سعد بن عبادة حيث بال في جحر.
ونزل الجن مرة من كل مكان ليبطشوا بالرسول صلى الله عليه وسلم فعلمه جبريل عليه السلام دعاء فرجعوا مدحورين
11 – لا يصح الدعاء بطلب ملك كملك سليمان فهو من الإعتداء في الدعاء. فلن يملك أحد ملك سليمان عليه الصلاة والسلام.
12 – فيه تواضع النبي صلى الله عليه وسلم
13 – لا يتابع الإمام في حركاته التي هي لمصلحة الصلاة إلا إذا صحح إتجاه القبلة وما شابه.
14 – جواز الصلاة على الفرش وأن الأصل طهارتها.
15 – فيه بيان العذر. في قولها وكانت البيوت ليس فيها مصابيح.
16 – جواز الصلاة عند النائم عند الحاجة.
17 – إزالة كل ما يؤثر على الخشوع
18 – فيه طول صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.
19 – فيه أن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم معتدله فلا يرفع صوته ليوقظ النائم.
20 – تشكل الشيطان ومنه حديث أنه يبيت في خيشوم النائم فشرع الاستنثار ثلاثا عند الاستيقاظ
21 – إرجاع الفضل إلى الله عزوجل
22 – ليس في حديث نوم عائشة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم. حجة للرافضة في الطعن في أم المؤمنين حيث قالوا: كانت تتعمد الاضطجاع بين يديه صلى الله عليه وسلم.
والجواب ما سبق من ضيق البيوت.
بل النبي صلى الله عليه وسلم مع حبه لعائشة كان يقوم من فراشها أحيانا يتعبد ربه
– قال الإمام ابن حبان كما في الإحسان: أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن زكريا عن إبراهيم بن سويد النخعي حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان عن عطاء قال دخلت أنا و عبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورنا فقال: أقول يا أمه كما قال الأول: زر غبا تزدد حبا قال: فقالت: دعونا من رطانتكم هذه قال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: فسكتت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي قال: (يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي) قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبدا شكورا لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها {إن في خلق السموات والأرض}) الآية كلها.
هذا حديث حسن.
الصحيح المسند
23 – كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل لا توقظ نائم.
24 – ورد في رواية (صلى صلاة مكتوبة فضم يده فلما صلى قالوا: يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء قال:
(لا إلا أن الشيطان أراد أن يمر بين يدي فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي وأيم الله لولا ما سبقني إليه أخي سليمان لارتبط إلى سارية من سواري المسجد حتى يطيف به ولدان أهل المدينة [فمن استطاع أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل])
الصحيحة للألباني رقم 3251 – م 7 القسم الثاني ص759
(لو رأيتُموني وإبليس فأهويتُ بيدي، فما زلتُ أخنقُه
حتى وجدتُ بردَ لُعابِه بين إصبعيَّ هاتين: الإبهام والتي تليها، ولولا دعوةُ أخي سُليمان؛ لأصبح مربوطاً بساريةٍ من سواري المسجد، يتلاعبُ به صبيانُ المدينة، فمن استطاع منكم أن لا يحُول بينَه وبينَ القبلة أحدٌ؛ فليفعل).
أخرجه أحمد (3/ 82 – 83): حدثنا أبو أحمد: حدثنا مسرَّة بن معبد:
حدثني أبو عُبيد صاحب سليمان قال: رأيت عطاء بن يزيد الليثي قائماً يصلي معتماً بعمامة سوداء، مُرخٍ طرفها من خلف، مصفر اللِّحيةِ، فذهبت أمرُّ بين
يديه، فردني ثم قال: حدثني أبو سعيد الخدري:
أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قام فصلى صلاة الصبح وهو خلفه، فقرأ، فالتبست عليه القراءة، فلما فرغ من صلاته قال: … فذكره.
قلت: وإسناده جيد، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير مسرة بن معبد، وهو صدوق له أوهام؛ كما في “التقريب “.
ومن هذا الوجه رواه أبو داود (699) مختصراً، وهو في كتابي “صحيح أبي داود” (696)، وله شواهد ذكر بعضها شيخ الإسلام ابن تيمية في “مجموع الفتاوى” (1/ 170)، أحدها من رواية النسائي عن عائشة مختصراً بقصة خنق الشيطان، وقال:
“وإسناده على شرط البخاري، كما ذكر ذلك أبو عبدالله المقدسي في (مختاره) الذي هو خير من (صحيح الحاكم) “.
قلت وفيه من الفقه وجوب اتخاذ السترة في الصلاة، ولو كان في مكان
يظن أنه لا يمر أحد بين يديه، كما نسمع ذلك من كثير من الناس حينما تأمرهم بالصلاة إلى سترة، فيستغربون ذلك ويبادروننا بقولهم: يا أخي ما في أحد!! فنذكرهم بهذه القصة وقوله تعالى في إبليس: (إنه يراكم هو وقَبِيلُهُ مِن حيثُ لا ترونهم) [الأعراف:27]. و (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى
السمع وهو شهيد) [ق: 37].*
وفقني الله وإياك انتهى كلام الألباني,
——‘——-
1 – قال السندي:
” إن الذي يقطع الص?ة مرور البالغة؛ ?نها المتبادرة من اسم المرأة، ويدل عليه
رواية: ” المرأة الحائض “. – كما تقدم – “. اه (صفة الصلاة للألباني)
2 – حديث عن عائشة، «أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل امرأة من نسائه، ثم خرج إلى الص?ة ولم يتوضأ»، قال عروة: من هـي إ? أنت؟ فضحكت. رواه أبو داود 179
3 – يستدل بعض الرقاة بحديث خنق النبي صلى الله عليه وسلم للشيطان بنخق المريض عند رقيته وليس فيه دليل.
قال الشيخ ابن عثيمين في مجموع فتاويه:
? أرى جواز خنق المريض عند القراءة لما في ذلك من الخطورة.
4 – – إمكانية ظهور الجن لبعض الناس ومصادقتهم
س: هـل يظهر الجن لبعض الناس ويعقد صداقات معهم؟ وهـل الجني هـو الشيطان؟
قال ابن باز رحمه الله:
ج: قد يظهر الجن لبعض الناس. والجن ثقل مستقل غير ا?نس، والمشهور عند العلماء أنهم أو?د الشيطان، كما أن ا?نس أو?د آدم، فالشيطان الذي هـو الجان، الذي امتنع من السجود ?دم هـو أبو الجن، فمنهم طيب، وكافرهـم مثل كافر ا?نس خبيث، فيهم الفاسق وفيهم الكافر وفيهم المؤمن الطيب، وفيهم العاصي، فهم أقسام مثل ا?نس قد يتصل بعض الناس بهم، وقد يكلمهم ويكلمونه، قد يراهـم بعض الناس، لكن ا?غلب أنهم ? يرون كما قال جل وع?: {إنه يراكم هـو وقبيله من حيث ? ترونهم}
يعني يروننا من حيث ? نراهـم، وليس معناه أننا ? نراهـم، قد نراهـم، لكن من حيث ? نراهـم قد يروننا، من جهات يروننا فيها و? نراهـم فيها، لكن الجني قد يبدو لبعض الناس في الصحراء، وفي البيوت، وقد يخاطب، وقد حدثنا جماعة من العلماء عن وقائع كثيرة من هـذا، أن بعض الجن حضروا مجالس العلم، وسألوا عن بعض العلم وإن كانوا ? يرون، وبعض الناس قد يراهـم يتمثلون في الصحراء وغير الصحراء، لكن ? تجوز عبادتهم من دون الله، و? ا?ستغاثة بهم، و? ا?ستعانة بهم على إضرار المسلمين، و? سؤالهم عن علم الغيب، بل يجب أن يحذروا، أما دعوتهم إلى الله إذا عرفتهم، وتعليمهم ما ينفعهم، ونصيحتهم، ووعظهم، وتذكيرهـم، ف? بأس بذلك.
——
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: (والجن يراهم كثير من الناس) (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح – 4/ 289)
وقال ايضاً: (وسلف الأمة وأئمتها وجمهور نظارها وعامتها على أن الجن يمكن رؤيته – قلت: والذي يعنيه شيخ الإسلام – رحمه الله – على أن الرؤية ممكنة في حالة تشكلهم بالإنسان والحيوان والطير ونحوه، وقد تضافرت الأدلة النقلية الصحيحة على ذلك، وقد تواتر النقل بذلك ايضاً وقد أجمع سلف الأمة وأئمتها وجمهور نظارها وعامتها على ذلك -) (منهاج السنة – باختصار – 2/ 149)
وقد سئل عن قوله تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) وهل ذلك عام ولا يراهم أحد أم يراهم بعض الناس دون بعض؟ وهل الجن والشياطين جنس واحد ولد إبليس أم جنسين: ولد إبليس وغير ولده؟؟
فأجاب – رحمه الله -: (الحمد لله، الذي في القرآن أنهم يرون الإنس من حيث لا يراهم الإنس، وهذا حق يقتضي أنهم يرون الإنس في حال لا يراهم الإنس فيها، وليس فيه أنهم لا يراهم من الإنس بحال؛ بل قد يراهم الصالحون وغير الصالحين أيضاً، لكن لا يرونهم في كل حال، والشياطين هم مردة الإنس والجن، وجميع الجن ولد إبليس، والله أعلم) (مجموع الفتاوى – 15/ 7)