: 121 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———
مسند أحمد:
13317 – حدثنا هاشم، حدثنا سليمان، قال: حدثنا ثابت، قال أنس: ” ما شممت شيئا عنبرا قط، ولا مسكا قط، ولا شيئا قط أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مسست شيئا قط، ديباجا، ولا حريرا، ألين مسا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ”
قال ثابت: فقلت: يا أبا حمزة: ألست كأنك تنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكأنك تسمع إلى نغمته؟ فقال: بلى، والله إني لأرجو أن ألقاه يوم القيامة، فأقول: يا رسول الله، خويدمك قال: ” خدمته عشر سنين بالمدينة وأنا غلام ليس كل أمري كما يشتهي صاحبي أن يكون ما قال لي فيها: أف، وما قال لي: لم فعلت هذا، أو ألا فعلت هذا ”
__________
إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه عبد بن حميد (1268)، ومسلم (2330) (81)، والبيهقي في “الشعب ” (1429) من طريق أبى النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد – واقتصر مسلم على الفقرة الأولى منه، وليس عند البيهقي الفقرة الثانية منه، وهو عنده ضمن سياقة أطول مما هنا.
وأخرجه البيهقي في “الدلائل ” 1/ 255 من طريق موسى بن إسماعيل، عن سليمان بن المغيرة، به- واقتصر على الفقرة الأولى.
وأخرجه مسلم (2330) (81)، والترمذي (2015)، وفي “الشمائل ” (338)، والبيهقي في “الدلائل ” 1/ 255 من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت، به- واقتصر مسلم والبيهقي على الفقرة الأولى، والترمذي على الأولى والثالثة، وقال: حسن صحيح.
وانظر (13021) و (13374) و (13381) و (13797) و (13851) من طريق ثابت مقطعا، وسلفت الفقرة الأولى من طريق حميد عن أنس برقم (12048)، والفقرة الثالثة من طريق سعيد بن أبى بردة عن أنس برقم (11974).
فيه زيادة: كلام أنس وثابت.
الجواب: لا بأس نضعه على المتمم، من باب التفاؤل أن نلقى رسول الله صلى الله عليه وأنس،
وأخرجه مسلم أيضا 2309 خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أفا ولا قال لي لشئ لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا.
——-
-باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم
(1) العنبر: نوع من الطيب
(2) الديباج: هو الثِّيابُ المُتَّخذة من الإبْرِيسَم أي الحرير الرقيق/
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 576 – 577):
قوله (ما مسست) (بمهملتين الأولى مكسورة ويجوز فتحها والثانية ساكنة وكذا القول في ميم شممت
قوله (ولا ديباجا) هو من عطف الخاص على العام لأن الديباج نوع من الحرير وهو بكسر المهملة وحكى فتحها وقال أبو عبيدة الفتح مولد أي ليس بعربي
قوله (ألين من كف رسول الله صلى الله عليه و سلم) قيل هذا يخالف ما وقع في حديث أنس الآتي في كتاب اللباس أنه كان ضخم اليدين وفي رواية له والقدمين وفي رواية له (شثن القدمين والكفين) وفي حديث هند بن أبي هالة الذي أخرجه الترمذي في صفة النبي صلى الله عليه و سلم فإن فيه أنه كان شثن الكفين والقدمين) أي غليظهما في خشونة وهكذا وصفه علي من عدة طرق عنه عند الترمذي والحاكم وبن أبي خيثمة وغيرهم وكذا في صفة عائشة له عند ابن أبي خيثمة والجمع بينهما أن المراد اللين في الجلد والغلظ في العظام فيجتمع له نعومة البدن وقوته أو حيث وصف باللين واللطافة حيث لا يعمل بهما شيئا كان بالنسبة إلى أصل الخلقة وحيث وصف بالغلظ والخشونة فهو بالنسبة إلى امتهانهما بالعمل فإنه يتعاطى كثيرا من أموره بنفسه صلى الله عليه و سلم وسيأتي مزيد لهذا في كتاب اللباس إن شاء الله تعالى وفي حديث معاذ عند الطبراني والبزار أردفني النبي صلى الله عليه و سلم خلفه في سفر فما مسست شيئا قط ألين من جلده صلى الله عليه و سلم
قوله (أو عرفا) بفتح المهملة وسكون الراء بعدها فاء وهو شك من الراوي ويدل عليه قوله بعد أطيب من ريح أو عرف والعرف الريح الطيب ووقع في بعض الروايات بفتح الراء وبالقاف وأو على هذا للتنويع والأول هو المعروف فقد تقدم في الصيام من طريق حميد عن أنس مسكة ولا عنبرة أطيب رائحة من ريح رسول الله صلى الله عليه و سلم وقوله عنبرة ضبط بوجهين أحدهما بسكون النون
بعدها موحدة والآخر بكسر الموحدة بعدها تحتانية والأول معروف والثاني طيب معمول من أخلاط يجمعها الزعفران وقيل هو الزعفران نفسه ووقع عند البيهقي (ولا شممت مسكا ولا عنبرا ولا عبيرا) ذكرهما جميعا وقد تقدم شيء من هذا في الحديث العاشر وقوله (من ريح أو عرف) بخفض ريح بغير تنوين لأنه في حكم المضاف كقول الشاعر بين ذراعي وجبهة الأسد ووقع في أول الحديث عند مسلم كان رسول الله صلى الله عليه و سلم (أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ إذا مشى يتكفأ وما مسست) الخ الحديث التاسع عشر حديث أبي سعيد أورده من طريقين. انتهى
المعنى أنه شم روائح طيبة كثيرة وريح النبي صلى الله عليه وسلم أطيب منها (قال العلماء) كانت هذه الريح الطيبة صفته صلى الله عليه وسلم وإن لم يمس طيبا ومع هذا فكان يستعمل الطيب في كثير عن الأوقات مبالغة في طيب ريحه لملاقات الملائكة وأخذ الوحي الكريم ومجالسة المسلمين الخز بالخاء والزاي نوع من الحرير قال ابن بطال كانت كفه صلى الله عليه وسلم ممتلئة لحما غير أنها مع ضخامتها كانت لينة كما في حديث أنس (قلت) يعني حديث الباب، وفي حديث معاذ عند الطبراني والبزار أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه في سفر فما مست، شيئًا قط الين من جلده صلى الله عليه وسلم (قلت.) وهذا شامل للكفين وغيرهما (سنده) حدثنا هاشم ثنا سليمان قال أنا ثابت قال أنس ما شممت شيئا عنبرا قط ولا مسكا قط أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ممست شيئا قط ديباجا ولا حريرًا ألين مسا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ثابت فقلت يا أبا حمزة الخ تصغير خادم ومعناه انظر لخادمك نظرة عطف واشفاق واشفع له والله أعلم أي ليس كل امرئ ينال ما يشتهى أن يكون له صاحب كصاحبي مخدوم كمخدومي يعني النبي صلى ا لله عليه وسلم. الفتح الرباني (22/ 15)
وعَنْ أَنَسٍ – رضي الله عنه – قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله – صلى الله عليه وسلم – أزْهَرَ اللَّونِ، كأنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلؤُ، إذا مشَى تَكَفّأَ، وما مَسِسْتُ دِيباجَةً ولا حَريرَةً ألْيَنَ منْ كَفَّ رَسُول الله – صلى الله عليه وسلم -، ولا شَمِمْتُ مِسْكًا ولا عَنْبرًا أَطْيبَ مِنْ رائحةِ النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم -.
قوله: “كأن عرقَه اللُّؤلُؤ، إذا مشى تَكفَّأ”، الحديث.
يعني: كان عَرَقُهُ – صلى الله عليه وسلم – صافيًا في غاية الصفاء.
و (إذا مشى تكفَّأ) تكفُّؤًا؛ أي: تمايَلَ إلى قُدَّام، كما تَتَكَفَّأ السفينةُ في جَرْيها، والأصلُ فيه الهمزة، ثم تُرِكَت، ذَكَرَه في “الغريبين”.
يعني: كان مشيُه – صلى الله عليه وسلم – وسطًا، وكذا جميع أوصافهِ وسطٌ؛ لأنَّ طَرَفَي الأمورِ غيرُ محمود.
قلت سيف: شرحنا أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم بتوسع في تعليقنا على صحيح مسلم وبينا الأحاديث التي لم تصح فمما قلنا:
ورد في صفة أم معبد الخزاعية تفصيل لصفة النبي صلى الله عليه وسلم وهو أطول حديث في صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
والف فيها كتاب القول الأحمد بصحة الرواية المختصرة لحديث أم معبد، ولم أقف على الكتاب لكن إن كان يريد أن له أصل فهو قول أبي داود لكنه حكم على وصفها للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه مصنوع، حيث ورد في سؤالات الآجري، قال: سمعت أبا داود ذكر حديث بن أبي هالة فقال: أخشى أن يكون موضوعا، وذكر حديث أم معبد فجعل ينكره، ويقول أخشى أن يكون مصنوعا يعني الكلام السجع، والشعر فأما الشاة واللبن فلا.
وفي علل ابن أبي حاتم قال: سألت أبي عن حديث أم معبد في الصفة الذي رواه بشر بن محمد السكر عن عبدالملك بن وهب المذحجي عن الحر بن الصباح: فقال: قيل لي أنه يشبه أن يكون حديث سلمان بن عمرو النخعي؛ لأن سليمان بن عمرو هو ابن عبدالله بن وهب النخعي فترك سليمان وجعل عبدالملك؛ لأن الناس كلهم عبيد لله، ونسب إلى جده وهب. والمذحج قبيلة من …
قال: يحتمل أن يكون هكذا؛ لأن الحر بن الصباح ثقة روى عنه شعبة والثوري والحسن بن عبيد الله النخعي وشريك، فلو أن هذا الحديث عن الحر، كان أول ما يسأل عنه فاين هؤلاء الحفاظ عنه.
وله شاهد من حديث عاتكة وفيه مجاهيل،، وعن أبي بكر وفيه محمد بن أبي ليلى، وشواهد أخرى وفيها متاريك.
فعلى هذا لا تتقوي مع أن ابن كثير ذكر انها مروية من طرق يشد بعضها بعضا.
نقله جامعو نضرة النعيم 1/ 419
وكذلك مثله في الطول حديث هند بن أبي هالة، وسبق قول أبي داود: أخشى أن يكون موضوعا.
وراجع الحديثين والمعاني الواردة فيها نضرة النعيم 1/ 418،419.