1195، 1196، 1197 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي وناصر الريسي
وممن شارك فيصل البلوشي وعبدالحميد البلوشي وعاطف وعبدالله الشكري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——-”———”
باب فضل ما بين القبر والمنبر
1195 – حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد المازني رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة».
1196 – حدثنا مسدد، عن يحيى، عن عبيد الله بن عمر، قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هـريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي»
باب مسجد بيت المقدس
1197 – حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن عبد الملك، سمعت قزعة، مولى زياد، قال: سمعت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، يحدث بأربع عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأعجبنني وآنقنني قال: «? تسافر المرأة يومين الا معها زوجها أو ذو محرم، و? صوم في يومين الفطر والاضحى، و? ص?ة بعد ص?تين بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب و? تشد الرحال، الا إلى ث?ثة مساجد مسجد الحرام، ومسجد الاقصى ومسجدي»
———
فوائد الأحاديث 1195 و 1196:
1. قوله (ما بين القبر والمنبر) إشارة إلى أن البيت المذكور في الحديث هو بيت عائشة رضي الله عنها حيث توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن.
2. حديث عبد الله بن زيد أخرجه الشيخان والنسائي، وحديث أبي هريرة أخرجه الشيخان، والترمذي مختصرا.
3. قال الألباني كما في الثمر المستطاب
(وقوله: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)
الحديث ورد عن جمع من الصحابة ولذلك قال السيوطي في نقل المناوي: (هذا حديث متواتر).
4. كراهية أن تعرى المدينة والحث على سكناها.
5. إثبات حوض النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
6. رجاء نوال المرء المسلم بالطاعة روضة من رياض الجنة إذا أتى بها بين القبر والمنبر ترجمه ابن حبان في صحيحه.
- قال الألباني في تحذير الساجد: هذا هو اللفظ الصحيح ” بيتي ” وأما اللفظ المشهور على الألسنة ” قبري ” فهو خطأ من بعض الرواة كما جزم به القرطبي وابن تيمية والعسقلاني وغيرهم ولذلك لم يخرج في شئ من الصحاح ووروده في بعض الروايات لايصيره صحيحا لأنه رواية بالمعنى.
فوائد الحديث 1197:
1. قوله (باب مسجد بيت المقدس) يشير إلى ما ورد في بعض طرق حديث أبي سعيد الخدري (لا تشد العرض إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام، ومسجد بيت المقدس) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 578.، وكذلك من حديث أبي بصرة الغفاري رواه الإمام أحمد في مسنده.
2. حديث أبي سعيد في شد الرحال أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وقد سبق في الباب الأول.
3. الصلاة في مسجد بيت المقدس كمائتي صلاة وخمسين صلاة في المساجد إلا المسجد الحرام والمسجد النبوي، لحديث أبي ذر (” الصلاة في مسجدي مثل أربع صلوات في مسجد بيت المقدس ولنعم المصلى هو أرض المحشر، وأرض المنشر). أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار608 والطبراني في المعجم الأوسط والحاكم في المستدرك وزادا واللفظ للطبراني
4. وَلَيُوشِكَنَّ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ مِثْلُ سِيَةِ قَوْسِهِ مِنَ الْأَرْضِ حَيْثُ يَرَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرًا لَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» وقال الحاكم صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
5. … هو ثاني المساجد وضعت في الأرض بعد المسجد الحرام بينهما أربعون عاما. وهو مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه عرج إلى السموات، وهو أولى القبلتين. أعاده الله سبحانه لأيدي المسلمين.
6. العبادات مبناها على الاتباع والتوقيف.
7. أخر المسجد الأقصى لكونه ثالثها في الفضل، وقدم مسجد قباء إلحاقا له بالمسجد النبوي، ولها ملمح آخر وهو كونه أقصى أي أبعدها فأخرها.
8 – عن عُمير بن هانئ أنه سمع معاوية يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك.
قال عُمير فقال مالك بن يخامر:
قال معاذ وهم بالشأم
فقال معاوية: هذا مالك يُزعم أنه سمع معاذا يقول وهم بالشأم.
متفق عليه وزيادة مالك عن معاذ انفرد بها البخاري
———
باب فضل ما بين القبر والمنبر
1. فيه فضيلة تلك البقعة المباركة حيث أنها روضة من رياض الجنة.
لم يرد في فضل الصلاة في الروضة حديث، لكن
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا “. قال: وما رياض الجنة؟ قال: “حلق الذكر”
صححه أخيرا في الصحيحة 2562
ففيه أن الإنسان إذا مر بروضة من رياض الجنة يرتع.
فيؤخذ من مفهوم هذا الحديث أن المسلم ينبغي له إذا وصل إلى المسجد النبوي أن يأخذ حظه من تلك البقعة المباركة من العمل الصالح سواء صلاة أو ذكر أواستغفار ونحوه من العمل الصالح.
2.فيه أن منبر النبي على حوضه الكوثر الذي يشرب منه المؤمنون يوم القيامة.
باب مسجد بيت المقدس
1. فيه أن المسجد الأقصى من المساجد التي تشد إليها الرحال.
وتضاعف فيه الصلوات كما جاء في حديث آخر.
2.فيه أن النفقة التي ينفقها المسافر لتلك المساجد من النفقة المأجور عليها حيث رخص الله لعباده شد الرحل والسفر إلى تلك البقاع ومعلوم أن شد الرحل له كلفة ومؤنة.
3.فيه أن تلك البقع هي أفضل الأماكن على وجه الأرض، وهي أفضل الأماكن للتعبد لله فيها.
———
فوائد حديث عبدالله بن زيد رضي الله عنه:
1 – الروضة: الأرض المخضرة بالنبات.
2 – ذكروا في معناه قولين أحدهما أن ذلك الموضع بعينه ينقل إلى الجنة والثاني أن العبادة فيه تؤدي إلى الجنة وسيأتي نقل كلام الأئمة في مشاركات الأصحاب
3 – فيه فضيلة لأمنا عائشة رضي الله عنها لقوله (بيتي) يعني به بيت عائشة رضي الله عنها، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ورد الحديث بلفظ ما بين المنبر وبيت عائشة روضة من رياض الجنة أخرجه الطبراني في الأوسط. انتهى
4 – وفيه استحباب الصلاة في الروضة لدلالة الحديث على أن للعامل فيها روضة من رياض الجنة، ولهذا قال الخطابي: من لزم طاعة الله في هذه البقعة آلت الطاعة به إلى روضة من رياض الجنة.
5 – لطائف الإسناد: فيه التحديث بصيغة الجمع في موضع واحد وفيه الإخبار كذلك في موضع واحد وفيه العنعنة في ثلاثة مواضع وفيه أن رواته مدنيون غير شيخه وهو من أفراده وفيه رواية الرجل عن عمه وهو عباد يروي عن عمه عبد الله بن زيد
فوائد حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
6 – لطائف إسناده: فيه التحديث بصيغة الجمع في موضع واحد وبصيغة الإفراد في موضع واحد وفيه العنعنة في أربعة مواضع وفيه القول في موضع واحد وفيه عبيد الله وفي رواية أبي ذر والأصيلي عبيد الله هو ابن عمر العمري وفيه أن شيخه بصري وهو من أفراده ويحيى أيضا بصري والبقية مدنيون وفيه اثنان مذكوران من غير نسبة واثنان مصغران
فوائد حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
7 – لطائف إسناده: فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين وفيه العنعنة في موضع واحد وفيه السماع في موضعين وفيه القول في ثلاثة مواضع وفيه أن شيخه بصري وشعبة واسطي وعبد الملك كوفي وقزعة بصري
8 – فيه أنه مشتمل على أربعة أحكام. الأول في منع المرأة عن السفر بدون الزوج أو المحرم والثاني في منع صوم يومي العيدين. والثالث في منع الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب. والرابع في منع شد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد
9 – فيه بيان فضل بيت المقدس
—————–
جمعت فيها مشاركات الأصحاب وعلقت عليها:
(ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)
أولا:
هذا الحديث من الأحاديث المتواترة
وأما لفظ (ما بين قبري ومنبري)
غير أن العلماء حكموا على لفظ (قبري) بالضعف، وذلك لسببين اثنين:
الأول: أنه مخالف لرواية الأكثرين.
الثاني: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
” والثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) ” هذا هو الثابت في الصحيح، ولكن بعضهم رواه بالمعنى فقال: قبري.
وهو صلى الله عليه وسلم حين قال هذا القول لم يكن قد قبر بعد صلوات اللّه وسلامه عليه، ولهذا لم يحتج بهذا أحد من الصحابة لما تنازعوا فى موضع دفنه، ولو كان هذا عندهم لكان نصاً فى محل النزاع ” انتهى.
“مجموع الفتاوى” (1/ 236)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
” وترجم بذكر القبر، وأورد الحديثين بلفظ البيت؛ لأن القبر صار في البيت، وقد ورد في بعض طرقه بلفظ: (القبر)، قال القرطبي: الرواية الصحيحة (بيتي)، ويروى (قبري)، وكأنه بالمعنى؛ لأنه دفن في بيت سكناه ” انتهى.
“فتح الباري” (3/ 70)
ويقول أيضا رحمه الله:
” قوله: (ما بين بيتي ومنبري): كذا للأكثر، ووقع في رواية ابن عساكر وحده: (قبري) بدل (بيتي)، وهو خطأ، فقد تقدم هذا الحديث في كتاب الصلاة قبيل الجنائز بهذا الإسناد بلفظ: (بيتي)، وكذلك هو في مسند مسدد شيخ البخاري فيه.
نعم وقع في حديث سعد بن أبي وقاص عند البزار بسند رجاله ثقات، وعند الطبراني من حديث ابن عمر بلفظ القبر، فعلى هذا المراد بالبيت في قوله: (بيتي) أحد بيوته، لا كلها، وهو بيت عائشة الذي صار فيه قبره، وقد ورد الحديث بلفظ: (ما بين المنبر وبيت عائشة روضة من رياض الجنة) أخرجه الطبراني في الأوسط ” انتهى.
“فتح الباري” (4/ 100)
قلت سيف: سند البزار فيه عبيدة بنت نابل يرويه هنا عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص وعبيدة لم توثق. والراوي عنها إسحاق بن محمد ضعيف وروايته عن مالك منكرة. و
وسبق أن النقل أن ابن تيمية والألباني وغيرهما يضعفان هذه اللفظة
أما ما بين المنبر وبيت عائشة. … فأخرجه ابن أبي حاتم 428 في المراسيل وقال أبوحاتم: عبيد الله لم يدرك أبا سعيد هو مرسل. انتهى تعليقي
ثانيا:
أما معنى هذا الحديث فذكر العلماء عدة أوجه:
يقول ابن عبد البر رحمه الله:
” قال قوم: معناه أن البقعة ترفع يوم القيامة فتجعل روضة في الجنة.
وقال آخرون: هذا على المجاز. كأنهم يعنون أنه لما كان جلوسه وجلوس الناس إليه يتعلمون القرآن والإيمان والدين هناك، شبه ذلك الموضع بالروضة، لكرم ما يجتني فيها، وأضافها إلى الجنة لأنها تقود إلى الجنة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (الجنة تحت ظلال السيوف): يعني أنه عمل يوصل به إلى الجنة، وكما يقال: الأم باب من أبواب الجنة. يريدون أن برها يوصل المسلم إلى الجنة مع أداء فرائضه. وهذا جائز سائغ مستعمل في لسان العرب. والله أعلم بما أراد من ذلك ” انتهى.
“التمهيد” (2/ 287)
ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله:
” قوله: (روضة من رياض الجنة)
أي: كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة، وحصول السعادة بما يحصل من ملازمة حلق الذكر، لا سيما في عهده صلى الله عليه وسلم، فيكون تشبيها بغير أداة.
أو المعنى أن العبادة فيها تؤدي إلى الجنة، فيكون مجازا.
أو هو على ظاهره، وأن المراد أنه روضة حقيقة، بأن ينتقل ذلك الموضع بعينه في الآخرة إلى الجنة.
هذا محصل ما أوَّلَه العلماء في هذا الحديث. وهي على ترتيبها هذا في القوة ” انتهى.
“فتح الباري” (4/ 100)
وذكر بعض هذه المعاني القاضي والنووي.
وكونها أن العبادة في هذا المكان سبب لدخول الجنة. اختاره ابن حزم في “المحلى” (7/ 284)، ونقل ابن تيمية عن الإمام أحمد أنه يختار الصلاة في الروضة
قال ابن تيمية: وكذلك قال أحمد وابن حبيب وسائر العلماء: إنه يبدأ بالركوع في المسجد، وهـذا مذهـب السلف والخلف -أهـل المذاهـب الاربعة وغيرهـم- لكن منهم من يختار الص?ة في الروضة كما ذكر ذلك أحمد وابن حبيب وغيرهـما الرد على الإخنائي.
قال شيخ الإسلام كما في الرد على الإخنائي
وهذا الذي ذكره من استحباب الصلاة في الروضة قول طائفة، وهو المنقول عن أحمد في مناسك المروذي.
……
وهذا بحث في فضائل المسجد الأقصى المبارك في القرآن الكريم والسنة وحكمنا فيه على الأحاديث:
مبارك فيه وفيما حوله:
قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الإسراء:1]
قيل: لو لم تكن له فضيلة إلا هذه الآية لكانت كافية، وبجميع البركات وافية، لأنه إذا بورك حوله، فالبركة فيه مضاعفة.
مقدس مطهَّر من الشرك مطهِّر من الذنوب:
(يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ) [المائدة:21]
مهاجر الأنبياء ومقرهم:
قال تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 71]
(وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) [الأنبياء: 81]
(وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ) [المؤمنون: 50]
قال ابن عباس هي بيت المقدس.
وراجع أيضا: [الأعراف: 137]
[سبأ: 18]
أقسم الله بها كأحد الأماكن المقدسة التي شهدت مهبط الملائكة بالوحي:
قال تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) [التين: 1]
قال المفسرون: أرض التين والزيتون هي بيت المقدس.
ثانيا: فضائل المسجد الأقصى المبارك في الحديث الشريف
مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم ومنه معراجه:
عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ قَالَ فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِقَالَ فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ قَالَ ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ … ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ .. ) (صحيح مسلم/
قبلة المسلمين الأولى:
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَهُوَ بِمَكَّةَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَالْكَعْبَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَبَعْدَ مَا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا ثُمَّ صُرِفَ إِلَى الْكَعْبَةِ.) (مسند أحمد/ حديث 2836
قلت سيف: وهو في البخاري من حديث البراء
وكذلك حديث البراء الطويل الذي فيه ( …. فمر على قوم وهم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه قد وجه نحو الكعبة …. ) صحيحة ابن حبان 6281وهو على شرط الذيل على الصحيح المسند قسم الزيادات على الصحيحين
ثاني مسجد وضع في الأرض:
عن أبي ذر الغفاري -رضي الله تعالى عنه- قال: قلت: (يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، قَالَ: قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ.) (صحيح البخاري/ حديث 3115
ثالث المساجد التي تشد إليها الرحال:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى.) (صحيح البخاري/ حديث 1115
مهوى أفئدة الأنبياء:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أُرْْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ بِهِ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ قَالَ أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ الْمَوْتُ قَالَ فَالْآنَ فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ.) (صحيح البخاري/ حديث 1253
وإنما لم يطلب الدفن في بيت المقدس، لأنه كان بها الجبارون، حيث نكل بنو إسرائيل عن حربهم حتى مات موسى عليه الصلاة والسلام وفتحها يوشع بن نون.
البشرى بفتحه:
عن عوف بن مالك -رضي الله عنه- قال: (أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَوْتِي ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ .. ) (صحيح البخاري/ حديث 2940
زيارته بنية الصلاة والرباط مغفرة للذنوب:
عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ وَأَلَّا يَاتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ.) (سنن ابن ماجه/ حديث 1398
وهو في الصحيح المسند 786 وعزاه للحاكم والنسائي
فضل الإهلال منه بالحج والعمرة:
عن أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ أَوْ عُمْرَةٍ مِنْ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ أَوْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.) (سنن أبي داود/ حديث 1479
قلت سيف: هو في الضعيفة 211 ونقل عن ابن القيم أنه قال: قال غير واحد من الحفاظ. إسناده غير قوي.
التحبيب في سكناه:
عن ذي الأصابع -رضي الله عنه- قال: (قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ ابْتُلِينَا بَعْدَكَ بِالْبَقَاءِ أَيْنَ تَامُرُنَا قَالَ عَلَيْكَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَنْشَأَ لَكَ ذُرِّيَّةٌ يَغْدُونَ إِلَى ذَلِكَ الْمَسْجِدِ وَيَرُوحُونَ.) (مسند أحمد/ حديث 16037
نقل صاحب ذخيرة الحفاظ عن البخاري أن إسناده ليس بالقائم
خيرة الله من أرضه:
عن ابن حوالة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سَيَصِيرُ الْأَمْرُ إِلَى أَنْ تكُونُوا جُنُوداً مُجَنَّدَةً جُنْدٌ بِالشَّامِ وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ فَقَالَ عَلَيْكَ بِالشَّامِ فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللهِ مِنْ أَرْضِهِ يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ فَأَمَّا إِنْ أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ فَإِنَّ اللهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ.) سنن ابي داوود
على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
حاضرة الخلافة الإسلامية في آخر الزمان:
عن أبي حوالة الأزدي -رضي الله عنه- قال: (بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَقْدَامِنَا لِنَغْنَمَ فَرَجَعْنَا وَلَمْ نَغْنَمْ شَيْئًا وَعَرَفَ الْجَهْدَ فِي وُجُوهِنَا فَقَامَ فِينَا فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَكِلْهُمْ إِلَيَّ فَأَضْعُفَ وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَيَعْجِزُوا عَنْهَا وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى النَّاسِ فَيَسْتَاثِرُوا عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ لَيُفْتَحَنَّ لَكُمْ الشَّامُ وَالرُّومُ وَفَارِسُ أَوْ الرُّومُ وَفَارِسُ حَتَّى يَكُونَ لِأَحَدِكُمْ مِنْ الْإِبِلِ كَذَا وَكَذَا وَمِنْ الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا وَمِنْ الْغَنَمِ حَتَّى يُعْطَى أَحَدُهُمْ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطَهَا ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَاسِي أَوْ هَامَتِي فَقَالَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتْ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَاسِكَ.) (مسند أحمد/ حديث 21449
وهو في صحيح أبي داود 2286
لكن ضعفه محققو المسند بجهالة ابن زغب. وصححوه برواية جبير بن نفير بدون إذا رأيت الخلافة قد نزلت إنما لفظه (أنهم شكوا إليه الفقر والعري فقال: أبشروا فوالله لأنا بكثرة الشئ اخوفني عليكم من قلته. والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى بفتح الله أرض فارس وأرض الروم وأرض حمير)
اخرجه يعقوب الفسوي و أعله الشيخ مقبل في أحاديث معلة بالانقطاع ففي المراسيل لابن أبي حاتم: قال أبوحاتم: نصر بن علقمة عن جبير بن نفير مرسل.
لكن ورد مختصرا من طرق عن مكحول عن أبي إدريس عن عبدالله بن حوالة
وراجع الصحيحة 3424 فهو صحيح لكن لفظة (إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتْ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَاسِك) لا يوجد لها متابعة
رباط الطائفة المجاهدة المنصورة، وعقر دار المؤمنين:
عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَاوَاءَ حَتَّى يَاتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.) (مسند أحمد/ حديث 21286
قلت سيف: وفيه ضعف. سبق النقل عن أن معاذ كان يقول هم في الشام. ولعلنا نتوسع في الجمع بين النصوص المطلقة والنصوص المقيدة في موضع آخر.
مهاجر المؤمنين آخر الزمان:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، فَخِيَارُ أَهْلِ الْأَرْضِ أَلْزَمُهُمْ مُهَاجَرَ إِبْرَاهِيمَ، وَيَبْقَى فِي الْأَرْضِ شِرَارُ أَهْلِهَا تَلْفِظُهُمْ أَرْضُوهُْم، تَقْذَرُهُمْ نَفْسُ اللهِ وَتَحْشُرُهُمْ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ.) (سنن أبي داوود/ حديث 2123
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والإسلامُ في آخِرِ الزمانِ يكونُ أظْهَرَ بالشامِ، وكَما أنْ مَكَّةَ أفضَلُ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فأول الأُمَّةِ خَيْرٌ مِنْ آخرِها، وكما أنَّهُ في آخِرِ الزمانِ يعودُ الأمرُ إِلَى الشامِ كَما أُسْرِيَ بالنَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) مِنَ الْمَسجدِ الْحَرَام إِلَى الْمَسجِدِ الأَقْصَى، فَخِيارُ أَهْلِ الأرضِ في آخِرِ الزمانِ ألزمُهم مُهاجَرَ إبراهيمَ عليه السلام وهُوَ بالشام.
تراجع الألباني فصححه في الصحيحة 3203
بمتابعة وشاهد
المهم الحديث قال البيهقي: تفرد شهر بن حوشب. وروي من وجه آخر عبدالله بن عمرو موقوفا عليه في قصة أخرى بهذا اللفظ. انتهى من الأسماء والصفات
والموقوف وقفت عليه في الفتن لنعيم بن حماد من طريق شهر بن حوشب عن عبدالله بن عمرو قال: ستكون هجرة بعد هجرة يجتاز أهل الأرضين إلى مهاجر إبراهيم عليه السلام حتى لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها. تلفظهم ارضوهم. وتمقتهم نفس الله. وتحشرهم النار مع القردة والخنازير تقبل معهم. ….
وضعفه محققو المسند 6871. المتابعة لحديث ابي هريرة فيها عبدالله بن صالح. وذكروا في حديث ابي هريرة أنه صرح أنه أخذه من كعب.
و قالوا ذكرنا شواهد تحت حديث 5562 يصح بها بعضه.
يقصدون لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق من حديث ابن مسعود في مسند أحمد 3735. وحشر النار للناس من حديث أبي هريرة أخرجه الشيخان.
أما شاهده من حديث ابن عمر فصوب ابن كثير أن الحديث لعبدالله بن عمرو فلعل الأوزاعي أخذه من شيوخه الضعفاء.
أرض المنشر والمحشر:
عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: (يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ أَرْضُ الْمَنْشَرِ وَالْمَحْشَرِ ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ قَالَتْ أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يُطِقْ أَنْ يَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ أَوْ يَاتِيَهُ قَالَ فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى لَهُ كَانَ كَمَنْ صَلَّى فِيهِ.) (مسند أحمد/ حديث 26343
في الصحيح المسند 2/ 533 لكن ذكره الذهبي في ترجمة زياد بن سودة (الدراية بما زيد من أحاديث معلة)
وضعفه الألباني.
قال صاحبنا ابوصالح على فرض صحته: الطحاوي جمع بين الأحاديث في فضل الصلاة بأن الله كان يزيد في فضيلته.
عمرانه بالمؤمنين قبل ظهور أمارات الساعة الكبرى:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ … ) (سنن أبي داود/ حديث
…..
اعتبره الذهبي من منكرات عبدالرحمن بن ثابت كما في الميزان 4/ 265، وضعفه محققوا المسند 36/ 352، وحسنه ابن كثير والألباني، قال ابن كثير: هذا إسناد جيد وحديث حسن وعليه نور الصدق وجلالة النبوة، وليس المراد أن المدينة تخرب بالكلية قبل خروج الدجال، وإنما ذلك في آخر الزمان كما سيأتي بيانه في الأحاديث الصحيحة بل تكون عمارة بيت المقدس سببا لخراب المدينة، لأن الناس يرحلون منها إلى الشام لأجل الريف والرخص
ثم اختلفوا فقيل هذا عند قرب قيام الساعة بدليل حديث الراعيين من مزينة. وقال القاضي: هذا مضى حين تحولت الخلافة للشام فترك المدينة كثير من أهلها وهي على خير ما كانت في الدين والدنيا.
فعلى هذا ليس المقصود إلا خراب بمعنى يتركها بعض أهلها انتهى من تخريج سيف الكعبي لسنن أبي داود
لا يدخله الدجال:
عن جنادة بن أبي أمية الأزدي قال: (أَتَيْنَا رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقُلْنَا حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تُحَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ النَّاسِ فَشَدَّدْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا فَقَالَ أَنْذَرْتُكُمْ الْمَسِيحَ وَهُوَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ الْيُسْرَى يَسِيرُ مَعَهُ جِبَالُ الْخُبْزِ وَأَنْهَارُ الْمَاءِ عَلَامَتُهُ يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا يَبْلُغُ سُلْطَانُهُ كُلَّ مَنْهَلٍ لَا يَاتِي أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ الْكَعْبَةَ وَمَسْجِدَ الرَّسُولِ وَالْمَسْجِدَ الْأَقْصَى وَالطُّورَ وَمَهْمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ وَأَحْسِبُهُ قَدْ قَالَ يُسَلَّطُ عَلَى رَجُلٍ فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ وَلَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهِ .. ) (مسند أحمد/ حديث 22011
السلسلة الصحيحة 2934
قلت سيف: وهو في الصحيح المسند 1481 وأخرجه أحمد 23684، وجعلناه على شرط الذيل على الصحيح المسند (قسم الزيادات على الصحيح المسند)
منه خروج عيسى بن مريم عليه السلام لقتال الدجال:
من حديث أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- في شأن الدجال: (فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ بِنْتُ أَبِي الْعَكَرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ قَالَ هُمْ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ وَجُلُّهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ فَبَيْنَمَا إِمَامُهُمْ قَدْ تَقَدَّمَ يُصَلِّي بِهِمْ الصُّبْحَ إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ الصُّبْحَ فَرَجَعَ ذَلِكَ الْإِمَامُ يَنْكُصُ يَمْشِي الْقَهْقَرَى لِيَتَقَدَّمَ عِيسَى يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَيَضَعُ عِيسَى يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ تَقَدَّمْ فَصَلِّ فَإِنَّهَا لَكَ أُقِيمَتْ فَيُصَلِّي بِهِمْ إِمَامُهُمْ فَإِذَا انْصَرَفَ قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام افْتَحُوا الْبَابَ فَيُفْتَحُ وَوَرَاءَهُ الدَّجَّالُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ يَهُودِيٍّ كُلُّهُمْ ذُو سَيْفٍ مُحَلًّى وَسَاجٍ فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ وَيَنْطَلِقُ هَارِبًا وَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَسْبِقَنِي بِهَا فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ اللُّدِّ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلُهُ فَيَهْزِمُ اللَّهُ الْيَهُودَ فَلَا يَبْقَى شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيٌّ إِلَّا أَنْطَقَ اللَّهُ ذَلِكَ الشَّيْءَ لَا حَجَرَ وَلَا شَجَرَ وَلَا حَائِطَ وَلَا دَابَّةَ إِلَّا الْغَرْقَدَةَ فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ لَا تَنْطِقُ إِلَّا قَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ الْمُسْلِمَ هَذَا يَهُودِيٌّ فَتَعَالَ اقْتُلْهُ .. ) (سنن ابن ماجه/حديث 4067
اللد: بلدة معروفة في فلسطين، تقع شمالي غربي بيت المقدس.
قلت سيف: قال ابن كثير حديث غريب جدا من هذ الوجه ولبعضه شواهد من أحاديث أخر (تحقيق سنن ابن ماجه لشعيب)
قلت من شواهده ما أخرجه مسلم. وأبو داود ولفظ أبي داود
4321 – عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْكِلَابِيِّ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: «إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَا عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ، فَإِنَّهَا جِوَارُكُمْ مِنْ فِتْنَتِهِ»، قُلْنَا: وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: ” أَرْبَعُونَ يَوْمًا: يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ “، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ؟ قَالَ: «لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ، ثُمَّ يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ».
—————————
* أخرجه مسلم 2937 … مطولا
فيه هلاك يأجوج ومأجوج:
من حديث النواس بن سمعان –رضي الله عنه- في شأن الدجال ويأجوج ومأجوج:” (ثُمَّ يَسِيرُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى جَبَلِ الْخَمَرِ وَهُوَ جَبَلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَيَقُولُونَ لَقَدْ قَتَلْنَا مَنْ فِي الْأَرْضِ هَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ مَنْ فِي السَّمَاءِ فَيَرْمُونَ بِنُشَّابِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرُدُّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نُشَّابَهُمْ مَخْضُوبَةً دَمًا.) وفي تتمة الحديث: (فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ .. ) (صحيح مسلم/ حديث
…..
وقال ابن القيم: ” قوله إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة قال حلق الذكر ومنه قوله ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة فهو روضة لأهل العلم والإيمان لما يقوم بقلوبهم من شواهد الجنة حتى كأنها لهم رأي عين وإذا قعد المنافق هناك لم يكن ذلك المكان في حقه روضة من رياض الجنة ومن هذا قوله الجنة تحت ظلال السيوف ” ([11]). مدارج السالكين لابن القيم 3/ 249 – 251.
وقال ابن الحاج: ” ولما أن كان تردده عليه الصلاة والسلام بين بيته ومنبره أكثر من تردده في المسجد كانت تلك البقعة الشريفة بنفسها روضة من رياض الجنة … والثاني أنها بنفسها تنقل إلى الجنة وهذا هو الصحيح ” (. المدخل لابن الحاج 1/ 257.
قال ابن زبالة: أن ذرع ما بين المنبر والبيت الذي فيه قبر النبي الآن ثلاث وخمسون ذراعاً، وذلك نحو ستة وعشرين متراً ونصف الميتر، وقد حجب السور النحاسي الأصفر الدائر حول الحجرة الشريفة جزءاً من الروضة التي تلي الحجرة ونقص منها الرواق بين الأسطوانات اللاصقة بالشباك وجدار الحجرة الشريفة فبقي طول الروضة من المنبر الشريف إلى هذا السور النحاسي اثنين وعشرين متراً وعرضها خمسة عشر متراً ….
تاريخ المسجد النبوي الشريف لمحمد إلياس عبد الغني ص 116.
…..
توسع ابن الجوزي في نقل الأخبار في فضل بيت المقدس. وذكر أول من بناه هو والمسجد الحرام هل الملائكة أم آدم أم يعقوب عليهم السلام.
وفي عون الصمد رقم 68:
[فضل الصلاة في الروضة]
قال العلامة ابن عثيمين: وينبغي أن يتحرى الصلاة في الروضة إن تيسر له من أجل فضيلتها، وإن لم يتيسر له صلى في أي جهة من المسجد تتيسر له، وهذا في غير صلاة الجماعة. مجموع الفتاوى [ج (24) / (344)]
[سئل العلامة العباد حفظه الله]
السؤال
ما الذي يجب أو يستحب أن يفعله المسلم عند دخوله الروضة في المسجد النبوي؟
الجواب
الروضة جاء فيها أحاديث منها: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) وهذا الحديث يدل على تميزها على غيرها من المسجد، بأنه حصل لها هذا الوصف الذي لم يأت مثله في المسجد، وعلى هذا فإن الصلاة فيها لها ميزة وذلك بالنسبة للنافلة، أما بالنسبة للفريضة فإن الصفوف التي أمامها أفضل منها وأولى منها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها)، وقوله: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا) وقوله صلى الله عليه وسلم: (أتموا الصف الأول فالأول فتأتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال القوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله).شرح سَنَن ابي دَاوُدَ
[موضع المنبر]
وقال العلامة العباد حفظه الله: وموضع المنبر الآن هو على ما كان عليه؛ لأنه حد الروضة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) فهو مكانه.