: 1185، 1186 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
————-
بَابُ صَلاَةِ النَّوَافِلِ جَمَاعَةً
ذَكَرَهُ أَنَسٌ، وَعَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1185 – حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيُّ: أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِهِ مِنْ بِئْرٍ كَانَتْ فِي دَارِهِمْ،
1186 – فَزَعَمَ مَحْمُودٌ، أَنَّهُ سَمِعَ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الأَنْصارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ: كُنْتُ أُصَلِّي لِقَوْمِي بِبَنِي سَالِمٍ وَكَانَ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ وَادٍ إِذَا جَاءَتِ الأَمْطَارُ، فَيَشُقُّ عَلَيَّ اجْتِيَازُهُ قِبَلَ مَسْجِدِهِمْ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي أَنْكَرْتُ بَصَرِي، وَإِنَّ الوَادِيَ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ قَوْمِي يَسِيلُ إِذَا جَاءَتِ الأَمْطَارُ، فَيَشُقُّ عَلَيَّ اجْتِيَازُهُ، فَوَدِدْتُ أَنَّكَ تَاتِي فَتُصَلِّي مِنْ بَيْتِي مَكَانًا، أَتَّخِذُهُ مُصَلًّى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَأَفْعَلُ» فَغَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ مَا اشْتَدَّ النَّهَارُ، فَاسْتَاذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَذِنْتُ لَهُ فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قَالَ: «أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ؟» فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى المَكَانِ الَّذِي أُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ فِيهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَبَّرَ، وَصَفَفْنَا وَرَاءَهُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ وَسَلَّمْنَا حِينَ سَلَّمَ، فَحَبَسْتُهُ عَلَى خَزِيرٍ يُصْنَعُ لَهُ، فَسَمِعَ أَهْلُ الدَّارِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، فَثَابَ رِجَالٌ مِنْهُمْ حَتَّى كَثُرَ الرِّجَالُ فِي البَيْتِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: مَا فَعَلَ مَالِكٌ؟ لاَ أَرَاهُ.
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: ذَاكَ مُنَافِقٌ لاَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لاَ تَقُلْ ذَاكَ أَلاَ تَرَاهُ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ “، فَقَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، أَمَّا نَحْنُ، فَوَ اللَّهِ لاَ نَرَى وُدَّهُ وَلاَ حَدِيثَهُ إِلَّا إِلَى المُنَافِقِينَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ ” قَالَ مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ: فَحَدَّثْتُهَا قَوْمًا فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَتِهِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا، وَيَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَلَيْهِمْ بِأَرْضِ الرُّومِ، فَأَنْكَرَهَا عَلَيَّ أَبُو أَيُّوبَ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَظُنُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَا قُلْتَ قَطُّ، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيَّ، فَجَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ إِنْ سَلَّمَنِي حَتَّى أَقْفُلَ مِنْ غَزْوَتِي أَنْ أَسْأَلَ عَنْهَا عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِنْ وَجَدْتُهُ حَيًّا فِي مَسْجِدِ قَوْمِهِ، فَقَفَلْتُ، فَأَهْلَلْتُ بِحَجَّةٍ أَوْ بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ سِرْتُ حَتَّى قَدِمْتُ المَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ بَنِي سَالِمٍ، فَإِذَا عِتْبَانُ شَيْخٌ أَعْمَى يُصَلِّي لِقَوْمِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ مِنَ الصَّلاَةِ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَأَخْبَرْتُهُ مَنْ أَنَا، ثُمَّ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ الحَدِيثِ، فَحَدَّثَنِيهِ كَمَا حَدَّثَنِيهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ.
…………………………………….
فوائد باب صلاة النوافل جماعة الحديث رقم 1185 و1186:
1 – قوله
(باب صلاة النوافل جماعة) أي في المساجد وغيرها، والنوافل يحتمل أن تكون مقابل الصلوات المكتوبات.
2 – “قال ابن حبيب المالكي: ولا بأس أن يؤم النفر في النافلة في صلاة الضحى وغيرها كالرجلين والثلاثه، وأما أن يكون مشتهرا جدا ويجتمع له الناس فلا. قاله مالك. قال ابن حبيب: إلا أن يكون في قيام رمضان، لما في ذلك من سنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم” قاله ابن بطال في شرحه على البخاري.
3 – حديث أنس سلف مسندا في باب الصلاة على الحصير وفيه (فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم انصرف) قلت أي صلى في بيتهم.
4 – وحديث عائشة سلف في الكسوف، وكذا آخر في تحريضه صلى الله عليه وسلم على قيام الليل. قال الأول ابن الملقن والثاني قاله الحافظ في الفتح.
5 – متى يصح سماع الصغير ترجمه البخاري في الصحيح.
6 – العمل الذي يبتغي به وجه الله ترجمه البخاري في الصحيح.
7 – استعمال فضل وضوء الناس ترجمه البخاري في الصحيح.
8 – المساجد في البيوت ترجمه البخاري في الصحيح.
9 – من لم ير رد السلام على الامام واكتفى بتسليم الصلاة ترجمه البخاري في الصحيح.
10 – موضع الشاهد من الحديث المتصل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعتبان (أين تحب أن أصلى من بيتك فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر وصففنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم وسلمنا حين سلم).
11 – قوله (حدثني إسحق) قيل هو ابن راهويه، ويحتمل انه إسحاق بن منصور قاله الحافظ في الفتح.
12 – قوله. (حدثنا يعقوب بن إبراهيم) تابعه (عبد الله بن مسلمه) أخرجه البخاري 424 وتابعهما أبو مروان محمد بن عثمان أخرجه ابن ماجه في سننه وتابعهم سليمان بن داود الهاشمي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 1709 وتابعه يعقوب بن حميد أخرجه ابن أبي عاصم في الاحاد والمثاني.
13 – قوله (حدثنا أبي) أي إبراهيم ابن سعد تابعه عقيل عن الزهري أخرجه البخاري في صحيحه وتابعه الزبيدي أخرجه البخاري في صحيحه 77 وتابعه يونس اخرجه الامام مسلم في صحيحه 33 وتابعه الأوزاعي أخرجه مسلم وتابعه الامام مالك أخرجه النسائي في السنن الصغرى وتابعه معمر أخرجه البخاري ومسلم والنسائي في السنن الصغرى.
14 – قوله (عن ابن شهاب) هو الزهري وعند النسائي من طريق معمر عن الزهري أخبره. تابعه أنس بن مالك رضي الله عنه عن محمود بن الربيع أخرجه مسلم في صحيحه ثم رواه أنس عن عتبان بغير واسطة أخرجه مسلم في صحيحه وصرح ابن أبي عاصم في رواية في الاحاد والمثاني بما يفيد أولا أنه سمعه من محمود عن عتبان ثم سمعه من عتبان بغير واسطة.
15 – تابعه (الحصين بن محمد الانصاري وهو أحد بني سالم وهو من سراتهم) عن عتبان أخرجه مسلم في صحيحه
——
فوائد باب صلاة النوافل جماعة:
1. فضْل كلمة التوحيد؛ ويدلُّ عليه قولُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إنَّ اللهَ تعالى حرَّم على النَّار مَن قال: لا إله إلَّا اللهُ يَبتغي بذلك وَجْهَ الله))
2. إجراءُ أحكامِ المسلمين على الظَّاهِر
3. فيه مَن رمَى غيرَهُ بالنِّفاقِ فهو معذورٌ إذا وُجِدَت قرينةٌ تدلُّ على ذلك.
4. أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسن خلقه مع الضعفاء والفقراء وعدم التكبر على أحد
5. إحضارُ الصِّبيان مجالسَ العلم، والسِّنُّ المعتَبَرة للتحمُّل.
6. مُؤانسَة الأطفال وملاطفتهم.
7. جواز إمامة الأعمى.
8. جواز ان يقول الرجل عن المرض الذي يصيبه إذا أراد بذلك مجرد بيان ما عنده ولا يعد من الشكوى لغير الله.
9. جواز التخلف عن الجماعة لمرض او مطر أو ظلمة.
10. تسوية الصفوف خلف الإمام.
11. وجود مساجد في المدينة غير مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
12. ان المسجد في البيت لا يخرج عن ملك صاحبه.
13. فيه طلب عين القبلة.
14. فيه الوفاء بالوعد.
- جواز صلاة النوافل في جماعة أحياناً دون تخصيص وقت معين ودعوة الناس إليه.
16. جواز استتباع العالم من يذهب معه إذا علم ان الداعي لا يرفض.
17. استحباب إذا ذهب العالم إلى مكان أن يجتمع عليه أهل ذلك المكان ليتعلموا منه.
18. محبة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والجلوس إليه لأنهم لما علموا أنه عند عتبان بن مالك ثابوا إليه واجتمعوا عنده ليتعلموا منه، وينالهم من بركة علمه عليه الصلاة والسلام.
19. فيه إجابة الدعوة.
20. أن الإنسان يبدأ بالشغل الذي يريد قبل كل شيء لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المكان قبل أن يجلس وقبل أن ينظر إلى ما صنع له من الطعام.
21. التنبيه على أهل الفسق عند الإمام ولا يعد ذلك من الغيبة.
22. وجوب التثبت في الأخبار.
23. قوله فقال رجل: “ما فعل مالكٌ؟ لا أراه! “، ويقصد بمالك هنا مالك بن الدُّخيشن.
24. استثباتُ طالبِ الحديث شَيْخَه فيما حدَّث به إذا خشي من نسيانه.
25. فيه إعادة الشيخ للحديث.
26. مشروعيَّة الرِّحْلة في طَلَب العِلْم.
27. الدفاع عن عرض أخيه.
28. ردُّ الأمورِ المستقبليَّة إلى مشيئةِ الله تعالى.
29. ألا يضع الإنسان نفسه موضع الشبهات.
30. فيه عيب من تخلف عن حضور مجلس الكبير
31. السؤال عن من تخلف عن الجماعة لزيارته وتفقد أحواله.
32. الاستئذان على الداعي في بيته.
33. عدم الجلوس في بيت الداعي إلا في المكان الذي يريده.
34. جواز الصلاة إماما برجل في سلطانه إذا أذن بذلك ورضي به.
35. الإمام إذا زار قومًا أمَّهُم
36. جوازُ اتخاذ موضعٍ مُعَيَّنٍ للصلاة في البيت، ويُحمَل النهيُ الواردُ على الصَّلاةِ المكتوبةِ في المسجد العام.
37. الموحدون لا يخلدون في النار.
———–
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
” صلاة التطوع في جماعة نوعان: أحدهما: ما تسن له الجماعة الراتبة كالكسوف والاستسقاء وقيام رمضان , فهذا يفعل في الجماعة دائما كما مضت به السنة.
الثاني: ما لا تسن له الجماعة الراتبة كقيام الليل , والسنن الرواتب , وصلاة الضحى , وتحية المسجد ونحو ذلك. فهذا إذا فعل جماعة أحيانا جاز. وأما الجماعة الراتبة في ذلك فغير مشروعة بل بدعة مكروهة , فإن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين لم يكونوا يعتادون الاجتماع للرواتب على ما دون هذا. والنبي صلى الله عليه وسلم إنما تطوع في ذلك في جماعة قليلة أحيانا فإنه كان يقوم الليل وحده ; لكن لما بات ابن عباس عنده صلى معه , وليلة أخرى صلى معه حذيفة , وليلة أخرى صلى معه ابن مسعود , وكذلك صلى عند عتبان بن مالك الأنصاري في مكان يتخذه مصلى صلى معه , وكذلك صلى بأنس وأمه واليتيم. وعامة تطوعاته إنما كان يصليها منفردا ” انتهى.
“مجموع الفتاوى” (23/ 414).
قال الإمام النووي في المجموع شرح المهذب للشيرازي:
قد سبق أن النوافل لا تشرع الجماعة فيها إلا في العيدين والكسوفين والاستسقاء، وكذا التراويح والوتر بعدها إذا قلنا بالأصح: إن الجماعة فيها أفضل، وأما باقي النوافل كالسنن الراتبة مع الفرائض والضحى والنوافل المطلقة فلا تشرع فيها الجماعة، أي لا تستحب، لكن لو صلاها جماعة جاز، ولا يقال: إنه مكروه وقد نص الشافعي رحمه الله في مختصري البويطي والربيع على أنه لا بأس بالجماعة في النافلة ودليل جوازها جماعة أحاديث كثيرة في الصحيح، منها حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه ” {أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه في بيته بعدما اشتد النهار ومعه أبو بكر رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين تحب أن أصلي من بيتك؟ فأشرت إلى المكان الذي أحب أن يصلي فيه فقام وصفنا خلفه ثم سلم وسلمنا حين سلم} ” رواه البخاري ومسلم، وثبتت الجماعة في النافلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية ابن عباس وأنس بن مالك وابن مسعود وحذيفة رضي الله عنهم، وأحاديثهم كلها في الصحيحين إلا حديث حذيفة ففي مسلم فقط .. اهـ
قال الإمام ابن قدامة الحنبلي في كتابه المغني:
يجوز التطوع جماعة وفرادى ; {لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل الأمرين كليهما، وكان أكثر تطوعه منفردا، وصلى بحذيفة مرة، وبابن عباس مرة، وبأنس وأمه واليتيم مرة، وأم أصحابه في بيت عتبان مرة، وأمهم في ليالي رمضان ثلاثا}، والآثار فيها كلها صحاح جياد. اهـ
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية ما يلي:
12 – قال الحنفية: تكره الجماعة في صلاة النوافل.
وقال المالكية كذلك: تكره الجماعة في النوافل، لأن شأن النفل الانفراد به، كما تكره صلاة النفل في جمع قليل بمكان مشتهر بين الناس، وإن لم تكن الجماعة كثيرة والمكان مشتهرا فلا تكره.
وقال الشافعية: تستحب الجماعة في التراويح والوتر في رمضان، ولا يستحب فعل سائر الرواتب جماعة.
وقال الحنابلة: يجوز التطوع جماعة ومنفردا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل الأمرين كليهما، وكان أكثر تطوعه منفردا، وصلى بابن عباس مرة، وبأنس وأمه واليتيم مرة، وأم أصحابه في بيت عتبان مرة، فعن عتبان بن مالك – رضي الله عنه – أنه قال: يا رسول الله إن السيول لتحول بيني وبين مسجد قومي، فأحب أن تأتيني فتصلي في مكان من بيتي أتخذه مسجدا، فقال: سنفعل، فلما دخل قال: أين تريد؟ فأشرت إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصففنا خلفه، فصلى بنا ركعتين. اهـ
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ما حكم صلاة النافلة جماعة، مثل صلاة الضحى؟
فأجاب:
” صلاة النافلة جماعة أحياناً لا بأس بها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى جماعة في أصحابه في بعض الليالي، فصلى معه ذات مرة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وصلى معه مرة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وصلى معه مرة حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، أما حذيفة فأخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بالبقرة والنساء وآل عمران، لا يمر بآية وعيد إلا تعوذ، ولا بآية رحمة إلا سأل، وأما عبد الله بن مسعود فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فأطال النبي صلى الله عليه وسلم القيام، قال عبد الله بن مسعود: حتى هممت بأمر سوء. قيل: وما أمر السوء الذي هممت به؟ قال: أن أجلس وأدعه، وذلك من طول قيامه عليه الصلاة والسلام. وأما عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فإنه قام يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل عن يساره، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأسه فجعله عن يمينه.
والحاصل: أنه لا بأس أن يصلي الجماعة بعض النوافل جماعة، ولكن لا تكون هذه سنة راتبة كلما صلوا السنة صلوها جماعة؛ لأن هذا غير مشروع ” انتهى.
“مجموع فتاوى ابن عثيمين” (14/ 334).
من فوائد الحديث:
– إذا دعي الرجل لشي معين فإنه يقدم ذلك الشيء على الضيافة كما قدم النبي صلى الله عليه وسلم هنا الصلاة التي دعي لها على الطعام، ولما دعي إلى الطعام كما في قصة أنس قدم الطعام ثم صلى لهم: فعن أنس بن مالك
: أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه و سلم لطعام صنعته له فأكل منه ثم قال (قوموا فلأصل لكم). متفق عليه
استفدته من أحد شروح العثيمين