1183 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي وناصر الريسي ومشاركة حسين البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——-
باب الصلاة قبل المغرب
1183 – حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، عن الحسين، عن عبد الله بن بريدة، قال: حدثني عبد الله المزني، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا قبل صلاة المغرب»، قال: «في الثالثة لمن شاء كراهية أن يتخذها الناس سنة»
1184 – حدثنا عبد الله بن يزيد هو المقرئ، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، قال: سمعت مرثد بن عبد الله اليزني، قال: أتيت عقبة بن عامر الجهني، فقلت: ألا أعجبك من أبي تميم يركع ركعتين قبل صلاة المغرب؟ فقال عقبة: «إنا كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم»، قلت: فما يمنعك الآن؟ قال: «الشغل»
———————
الباب الخامس والثلاثون
فوائد 1183
1 – حديث عبد الله المزني أخرجه البخاري وأبو داود في سننه، والامام أحمد في مسنده.
2 – قوله (صلوا قبل المغرب) زاد غيره (ركعتين) أخرجها ابن خزيمة في صحيحه من طريق شيخ المصنف، كما وردت هذه الزيادة من طرق أخرى.
3 – قال البغوي في شرح السنة” وفي الحديث دليل على أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم على الوجوب حتى يقوم دليل الاباحة، وكذلك نهيه على التحريم إلا ما تعرف إباحته. قلت وترجم بنحوه البخاري في صحيحه.
4 – قوله (قال في الثالثة) أي كرر قوله (صلوا قبل المغرب) ثلاثا.
5 – تكرير الامر دليل على الاهتمام به، وليعقل عنه.
6 – ذهب ابن خزيمة إلى أن الامر فيه هنا للإباحة، ?ن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أولا عن الصلاة بعد العصر فأخرج الامر بعد ذلك الفعل للإباحة. قلت لا يسلم له أن هذا الوقت داخل في النهي عن الصلاة بعد العصر، وذلك ?ن مقصود الحديث إلى وقت دخول المغرب لا بعده.
7 – قوله (كراهية) أي خشية وهي عند أبي داود كذلك.
8 – قوله (أن يتخذها الناس سنة) قال الحافظ ابن حجر أي شريعة وطريقة لازمة.
9 – قوله (حدثنا عبد الوارث) هو ابن سعيد صرح به أبو داود في سننه.
10 – قوله (عن الحسين) هو المعلم صرح به أبو داود في سننه، وعند الامام أحمد في مسنده (حدثنا الحسين).
11 – قوله (عن ابن بريدة) هو عبد الله صرح به أبو داود وأحمد في مسنده. وعند أحمد (حدثنا عبد الله بن بريدة).
12 – صحابي الحديث عبد الله المزني صرح غير واحد من أهل العلم أنه عبد الله بن مغفل رضي الله عنه.
13 – السنن مراتب ودرجات، فالرواتب التي واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم أعلى من هذه الصلاة التي قبل المغرب.
14 – لم يذكر البخاري استحباب الصلاة قبل العصر؛ كأنه لم يجد حديثا على شرطه، وقد أخرج أبو داود والترمذي وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا” وأورده الشيخ مقبل في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين وحسنه
فوائد الحديث 1184.
1 – حديث عقبه تفرد به البخاري عن مسلم قاله الحميدي في الجمع بين الصحيحين، وأخرجه النسائي أيضا.
2 – قوله (حدثنا عبد الله بن يزيد هو المقرئ) أبو عبد الرحمن وأخرجه من طريقه الإمام أحمد في مسنده17416 والطبراني في الكبير 793 وفي الأوسط أيضا 3636 والبيهقي في السنن الكبرى 4174،وقال الطبراني في الأوسط: (لم يرو هذا الحديث عن يزيد بن أبي حبيب إلا سعيد بن أبي أيوب، ولا يروى عن عقبة بن عامر إلا بهذا الإسناد)، قلت والفقرة التالية تؤكد وجود متابعة لسعيد من قبل اثنين أحدهما أخرجه الطبراني في الكبير.
3 – قوله (حدثنا سعيد بن أبي أيوب) تابعه عمرو بن الحارث أخرجه النسائي في السنن الصغرى والكبرى، وتابعهما رشدين بن سعد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير.
4 – قوله (ألا أعجبك من أبي تميم) وعند أحمد من طريق شيخ البخاري (رأيت أبا تميم الجيشاني عبد الله بن مالك) وزاد (وأنا أريد أن أغمصه) وعند النسائي (انظر الى هذا أي صلاه يصلى؟) قال ابن الاثير في النهاية أغمصه (أي أعيبه به وأطعن به عليه).
5 – قوله (يركع ركعتين قبل المغرب) فيه الإنكار لما لم يؤثر عند طالب العلم من العبادات المنقولة عن الصحابة.
6 – توضيح الصحابي للسنة وإن لم يكن يفعلها، والاعتذار بالشغل دليل على عدم النسخ عنده رضي الله عنه.
7 – قوله (كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم) هذا هو موضع الشاهد.
تنبيه:
السلسلة الضعيفة 5662 ضعف الالباني الحديث الذي أخرجه ابن حبان من فعله صلى الله عليه وسلم ولفظه “صلى قبل المغرب ركعتين”
وأما الصحيحة 233 فقد أثبت الركعتين من قوله صلى الله عليه وسلم
————
فوائد الباب الخامس والثلاثون: الصلاة قبل المغرب
1 – فيه دليل على أنها تندب الصلاة قبل صلاة المغرب إذ هو المراد من قوله ” قبل المغرب ” لا أن المراد قبل الوقت لما علم من أنه منهي عن الصلاة فيه/ سبل السلام
2 – قال في الثالثة (لمن شاء) كراهة أن يتخذها الناس واجبة.
3 – قال القاضي: ما كان ظاهر الأمر يقتضي الوجوب وكان مراده الندب خير المكلف وعلق الأمر على المشيئة مخافة أن يحمل اللفظ على ظاهره سيما وقد أكد الأمر بتكراره ثلاثا وقد تطلق السنة ويراد بها الفريضة كقولهم الختان من السنة انتهى من فيض القدير.
4 – (وفي رواية لابن حبان) أي من حديث عبد الله المذكور «أن النبي – صلى الله عليه وسلم – صلى قبل المغرب ركعتين» فثبت شرعيتهما بالفعل.
5 – ولمسلم عن ابن عباس قال كنا نصلي ركعتين بعد غروب الشمس وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يرانا فلم يأمرنا ولم ينهنا) فتكون ثابتة بالتقرير أيضا.
6 – فثبتت هاتان الركعتان بأقسام السنة الثلاثة القولية كما هو حديث الباب والفعلية كما في الرواية التي عند ابن حبان والتقريرية كما في حديث ابن عباس.
7 – وقال النووي في المجموع: واستحبابها قبل الشروع في الإقامة، فإن شرع فيها كره الشروع في غير المكتوبة. لحديث مسلم: “إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة”. اهـ
8 – قال النخعي: إنها بدعة، لأنه يؤدي إلى تأخير المغرب عن أول وقتها. وأجيب: بأنه منابذ للسنة، وبأن زمنهما يسير لا تتأخر به الصلاة عن أول وقتها، وحكمة استحبابهما رجاء إجابة الدعاء، لأنه بين الأذانين لا يردّ. وكلما كان الوقت أشرف، كان ثواب العبادة فيه أكثر.
9 – قال النووي في هذه الروايات استحباب ركعتين بين المغرب وصلاة المغرب وفي المسألة مذهبان للسلف واستحبهما جماعة من الصحابة والتابعين ومن المتأخرين أحمد وإسحاق ولم يستحبهما أكثر الفقهاء وحجة هؤلاء أن استحبابهما يؤدي إلى تأخير المغرب عن أول وقتها قليلا وزعم بعضهم في جواب هذه الأحاديث أنها منسوخة والمختار استحبابها لهذه الأحاديث الصحيحة الصريحة وأما قولهم يؤدي إلى تأخير المغرب فهذا خيال منابذ للسنة فلا يلتفت إليه ومع هذا فهو زمن يسير لا تتأخر به الصلاة عن أول وقتها وأما من زعم النسخ فهو مجازف لأن النسخ لا يصار إليه إلا إذا عجزنا عن التأويل والجمع بين الأحاديث وعلمنا التاريخ وليس ها هنا شيء من ذلك انتهى كلامه مختصرا
10 – قال الحافظ: ومجموع الأدلة يرشد إلى استحباب تخفيفهما، كما في ركعتي الفجر.
11 – قيل: الحكمة في الندب إليهما رجاء إجابة الدعاء، لأن الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد، وكلما كان الوقت أشرف كان ثواب العبادة فيه أكثر.
12 – رواة هذا الحديث بصريون إلا ابن بريدة، فإنه مروزي
13 – وفيه: التحديث بالجمع والإفراد والعنعنة والقول، وأخرجه البخاري أيضًا في: الاعتصام، وأبو داود في الصلاة.
——–
حديث 1183
أورده الألباني في الصحيحة بزيادة ركعتين:
233 – ” صلوا قبل المغرب ركعتين. ثم قال في الثالثة: لمن شاء، خاف أن يحسبها الناس
سنة “.
قال الألباني في الصحيحة 1/ 467:
(فائدة): وفي الحديث دليل على أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم على الوجوب
حتى يقوم دليل الإباحة، وكذلك نهيه على التحريم إلا ما يعرف إباحته. كذا في
” شرح السنة ” (1/ 706 – 707) للبغوي.
وأما تقريره صلى الله عليه وسلم لهاتين الركعتين فهو الحديث الآتى:
” كان المؤذن يؤذن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة المغرب، فيبتدر
لباب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم السواري، يصلون الركعتين قبل المغرب
حتى يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يصلون، فيجيء الغريب فيحسب أن
الصلاة قد صليت من كثرة من يصليهما وكان بين الأذان والإقامة يسير “.
وضعفه من فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
فائدة:
ضعف الألباني حديث
[بين كل أذانين صلاة؛ إلا المغرب].وقال (منكر). الضعيفة: 2139
وقال:
وقد صح الأمر بهاتين الركعتين وهو مخرج في الصحيحة 233 اهـ
قال النووي في شرح مسلم:
وأما قولهم يؤدي إلى تأخير المغرب فهذا خيال منابذ للسنة فلا يلتفت إليه ومع هذا فهو زمن يسير لا تتأخر به الصلاة عن أول وقتها وأما من زعم النسخ فهو مجازف لأن النسخ لا يصار إليه إلا إذا عجزنا عن التأويل والجمع بين الأحاديث وعلمنا التاريخ وليس هنا شيء من ذلك والله أعلم. اهـ
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي:
فهذه الأحاديث هي التي احتج بها من منع الصلاة قبل المغرب وقد عرفت أنه لا يصح الاحتجاج بواحد منها
وادعى بعضهم بنسخ الصلاة قبل المغرب فقال إنما كان ذلك في أول الأمر حيث نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس فبين لهم بذلك وقت الجواز ثم ندب إلى المبادرة إلى المغرب في أول وقتها فلو استمرت المواظبة على الاشتغال بغيرها لكان ذلك ذريعة إلى مخالفة إدراك أول وقتها
قلت هذا ادعاء محض لا دليل عليه فلا التفات إليه وقد روى محمد بن نصر وغيره من طرق قوية عن عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبي بن كعب وأبي الدرداء وأبي موسى وغيرهم أنهم كانوا يواظبون عليهما. اهـ
تنبيه:
الرواية التي في مسلم:
303 – (837) وحدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز – وهو ابن صهيب – عن أنس بن مالك؛ قال: كنا بالمدينة، فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السوارى، فيركعون ركعتين ركعتين، حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصلاة قد صليت، من كثرة من يصليهما.
…..
قوله (ركعتين ركعتين) مشكله حيث ظاهرها أنهم يصلون أكثر من ركعتين قبل صلاة المغرب.
قال الألباني في صحيح سنن أبي داود تحت حديث
1162 – عن أنس بن مالك قال:
صلَّيْت الركعتين قبل المغرب على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،.
قال (المختار بن فُلْفلٍ): قلت لأنس: أرآكلم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ا؟ قال:
نعم، رآنا؛ فلم يأمرنا ولم يَنْهَنا.
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في “صحيحيهما”).
أخرجه مسلم (2/ 211 – 313)، وأبو عوانة والبيهقي.
وتابعه عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك بلفظ:
كنا بالمدينة؛ فإذا أذَّن المؤذن لصلاة المغرب؛ ابتدروا السواري، فيركعون ركعتبن
ركعتين، حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد، فيحسب أن الصلاة قد صُلِّيَتْ؛
مِنْ كثرة مَنْ يصليهما
أخرجه مسلم وأبو عوانة والبيهقي.
وتابعه عمرو بن عامر الأنصاري عن أنس قال.
كان المؤذن إذا أذن، قام أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبتدرون السواري، حتى
يخرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم كذلك- يعني: الركعتين قبل المغرب-، ولم يكن بين
الأذان والإقامة إلا قريب. انتهى كلام الألباني
فالروايات تدل على أنها ركعتين فقط.
أما رواية مسلم وإن كان ظاهرها يدل على أنها تصلى أكثر من ركعتين حتى يخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم لكن اقتصار رواة الأحاديث على ذكر ركعتين مرة واحدة يدل على أنه هو المحوظ وما عداه يكون شاذا.
على أن بعض نسخ صحيح مسلم الركعتين الثانية موجودة بين معكوفتين مما يزيد احتمال الشذوذ، كذلك مما يزيد إحتمال الشذوذ أن الشراح لم يتعرضوا لهذه الزيادة.
فهي أما شاذة لو كانت محفوظة، وإما أن تكون مقحمة من النساخ.
…..
(رواية الركعتين ركعتين هي عن عبد العزيز وقتادة عن انس
وخالفهما عمرو بن عامر -ثقة- كما عند البخاري وثابت البناني -ثقة- عند البزار وعلي بن زيد-ضعيف- عند الامام احمد
وايضا فرواية عبد العزيز عند البيهقي في السنن الكبرى موافق لرواية عمر وثابت
وعلي وكذا رواه البغوي من رواية عبد العزيز
ونقله ايضا ابن رجب في الفتح بركعتين فقط
فالامر اما نقول لفظة ركعتين ركعتين خطأ من النساخ ورواية قتادة تفرد عنه الحكم وقتادة خالفه ثلاثة فلا تصح اللفظة
او نقول أن اللفظة صحيحة والمقصود منها كل احد يصلي ركعتين كما نقل عن احد الشراح