118 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———-
مسند أحمد
12402 – حدثنا هاشم، وعفان، المعنى، قالا: حدثنا سليمان، عن ثابت قال: كنا عند أنس بن مالك فكتب كتابا بين أهله، فقال: اشهدوا يا معشر القراء، قال ثابت: فكأني كرهت ذلك، فقلت: يا أبا حمزة: لو سميتهم بأسمائهم قال: وما بأس ذلك أن أقول لكم قراء، أفلا أحدثكم عن إخوانكم الذين كنا نسميهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم القراء، فذكر أنهم كانوا سبعين، فكانوا إذا جنهم الليل، انطلقوا إلى معلم لهم بالمدينة، فيدرسون فيه القرآن حتى يصبحوا، فإذا أصبحوا فمن كانت له قوة استعذب من الماء، وأصاب من الحطب، ومن كانت عنده سعة اجتمعوا، فاشتروا الشاة، فأصلحوها فيصبح ذلك معلقا بحجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصيب خبيب، بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا على حي من بني سليم، وفيهم خالي حرام، فقال حرام لأميرهم: دعني فلأخبر هؤلاء أنا لسنا إياهم نريد، حتى يخلوا وجهنا، – وقال عفان: فيخلون وجهنا -، فقال لهم حرام: إنا لسنا إياكم نريد، فاستقبله رجل بالرمح، فأنفذه منه، فلما وجد الرمح في جوفه قال: الله أكبر فزت ورب الكعبة. قال: فانطووا عليهم فما بقي منهم أحد، فقال أنس: ” فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على شيء قط، وجده عليهم، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما صلى الغداة رفع يديه فدعا عليهم “، فلما كان بعد ذلك إذا أبو طلحة يقول لي: هل لك في قاتل حرام؟ قال: قلت له: ما له فعل الله به وفعل قال: مهلا، فإنه قد أسلم، وقال عفان: رفع يده يدعو عليهم، وقال أبو النضر: رفع يديه
الحديث في البخاري ومسلم وهنا زيادة (رفع يديه)
قلت سيف هو على شرط الذيل على الصحيح المسند (قسم الزيادات على الصحيحين)
فالحديث ذكر في البخاري 4091، ومسلم 4917 – 677، وهنا زيادة رفع اليدين واخرجها ابوعوانه في المستخرج من طريق عفان، فهو الذي زادها على كل من روى الحديث. واستدل به البيهقي على رفع اليدين في القنوت (معرفة السنن والآثار)
——-
رفع اليدين في قنوت النوازل بعد الركوع
قوله (فَكَأَنِّي كَرِهْتُ ذَلِكَ) أي: اسم القراء (وَمَا بَاسُ ذَلِكَ) (مَا) نافية بطل عملها، لتقدم خبرها، و (بَاسُ) خبر مقدم، وذلك مبتدأ، ويحتمل أن يكون استفهامية، ويكون (بَاسُ) مضافًا إلى بعده (جَنَّهُمْ) سترهم (اللَّيْلُ) بظلمته (مُعَلِّمٍ) بفتح ميم ولام: هو ما جعل علامة لشيء، فكأنهم جعلوه علامة لاجتماعهم فيه، وقيل: هي أرض مستوية ليس فيها حدب يرد البصر، ولا بناء يستر ما وراءه، ولا علامة غيره (مُعَلَّقًا) بالنصب (أَنَّا لَسْنَا) بالفتح، أي: أخبرهم بأنا لسنا … إلخ (|فُزْتُ|) أي: نلت المطلوب الذي هو الشهادة في سبيل الله (فَدَعَا عَلَيْهِمْ) أي: على القاتلين (هَلْ لَكَ فِي قَاتِلِ حَرَامٍ) أو هل لك رغبة في لقائه أو رؤيته؟.
حاشية السندي على مسند الامام احمد
قال ابن رجب في الفتح (9/ 367): وروي رفع اليدين في القنوت عن عمر وابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة.
قال العثيمين: ومما جاء في السنة رفع اليدين في القنوت في النوازل أو في الوتر. وكذلك رفع اليدين على الصفا وعلى المروة، وفي عرفة، وما أشبه ذلك فالأمر في هذا واضح. شرح الاربعين النووية 151.
قال الألباني في أصل صفة صلاة النبي عليه الصلاة و السلام
وفي الحديث استحباب رفع اليدين في دعاء القنوت. قال النووي في ” المجموع “:
” وهذا هو الصحيح عند الأصحاب “.
قلت: وعليه الإمام أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة – كما حكاه علماؤنا -. وجاء في ترجمة أبي يوسف:
” قال أحمد بن أبي عمران الفقيه: ثني فرج مولى أبي يوسف قال: رأيت مولاي أبا يوسف إذا دخل في القنوت للوتر؛ رفع يديه في الدعاء. قال ابن أبي عمران: كان فرج ثقة “. اهـ من ” شرح الهداية ” (1/ 306)
وبه قال أحمد أيضاً {وإسحاق} – كما في ” مسائله ” {للمروزي (ص 23)} -. وقد ثبت ذلك عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ كما أخرجه البخاري في ” رفع اليدين ” (23)، وابن نصر (134)، والبيهقي (2/ 212) عن أبي عثمان النهدي:
كان عمر يقنت بنا في صلاة الغداة، ويرفع يديه؛ حتى يُخرج ضَبْعَيْهِ.
ثم رواه البيهقي عنه من طرق، ثم قال: ” وهو صحيح عن عمر. وكذا صححه عنه البخاري “. ثم قال البيهقي:
” وروي عن علي رضي الله عنه بإسناد فيه ضعف، وروي عن عبد الله بن مسعود، وأبي هريرة رضي الله عنهما في قنوت الوتر.
فأما مسح اليدين بالوجه عند الفراغ من الدعاء في الصلاة؛ فلم يثبت بخبر صحيح، ولا أثر ثابت، ولا قياس.
فالأولى أن لا يفعله، ويقتصر على ما فعله السلف رضي الله عنهم؛ من رفع اليدين دون مسحهما بالوجه في الصلاة. وبالله التوفيق ” [اهـ. مختصراً].
قال العباد: وأما في قنوت النوازل فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه، فترفع الأيدي في قنوت النوازل وفي الوتر؛ لأنه جاء عن بعض الصحابة مثل أبي هريرة رضي الله عنه. شرح سنن أبي داود
تنبيه: تقدم في الشروحات آنفا عن مبحث قنوت النوازل فينظر.