– 1179 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
————
بَابُ مَنْ لَمْ يُصَلِّ الضُّحَى وَرَأَىهُ وَاسِعًا
1177 – حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّحَ سُبْحَةَ الضُّحَى»، وَإِنِّي لأسبحها.
بَابُ صَلاَةِ الضُّحَى فِي الحَضَرِ
قَالَهُ عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1178 – حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الجُرَيْرِيُّ هُوَ ابْنُ فَرُّوخَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: «صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ»
1179 – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ – وَكَانَ ضَخْمًا – لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الصَّلاَةَ مَعَكَ، فَصَنَعَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا، فَدَعَاهُ إِلَى بَيْتِهِ وَنَضَحَ لَهُ طَرَفَ حَصِيرٍ بِمَاءٍ، «فَصَلَّى عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ» وَقَالَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنِ بْنِ جَارُودٍ لِأَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى؟ فَقَالَ: «مَا رَأَيْتُهُ صَلَّى غَيْرَ ذَلِكَ اليَوْمِ»
…………………………………
فوائد باب من لم يصل الضحى ورآه واسعا
1 – قول البخاري (باب من لم يصل الضحى) أي مستنده ودليله.
2 – قوله (ورآه واسعا) أي لا يعاب على من تركه، فالامر واسع.
3 – “يقال لصلاة التطوع السبحة، يقال سبح فلان سبحة الضحى يسبحها تسبيحا إذا صلى صلاة الضحى” قاله الطبري في تهذيب الاثار؛ وقال العراقي في طرح التثريب وتسمية
صلاة التطوع بذلك من باب تسمية الشيئ باسم بعضه.
4 – حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي في السنن الكبرى.
5 – قوله (حدثنا آدم) هو ابن أبي إياس، تابعه أبو داود الطيالسي أخرجه في مسنده 1539 ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى 4911.
6 – قوله (حدثنا ابن أبي ذئب) هو محمد بن عبد الرحمن
تابعه الامام مالك كما في الموطأ 357 ورواه من طريقه البخاري 1128 ومسلم 718 وأبو داود 1295، والنسائي في السنن الكبرى 482،
وتابعهما معمر عن الزهري أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 4867 ومن طريقه الامام أحمد في مسنده 25350، وعبد بن حميد في مسنده 1478 والبيهقي في السنن الكبرى 4911،
وتابعهم شعيب بن أبي حمزة أخرجه الامام أحمد 24559 والطبراني في مسند الشاميين 3093،
وتابعهم ابن جريج عند أحمد في مسنده 24559.
7 – قولها (ما رأيت رسول الله سبح سبحة الضحى) وزاد القسم في طريق شعيب فقالت (والله ما سبح) ومن طريقه وطريق مالك (قط).
8 – قوله (وإني ?سبحها) أي أصليها قاله البغوي في شرح السنة.
9 – زاد معمر في روايته (وما أحدث الناس شيئا أحب إلي منها) ربما تقصد المداومة عليها أو صلاتها في المساجد ونحو ذلك ولا تقصد أصل الصلاة.
10 – وعللت أم المؤمنين عائشة ترك النبي صلى الله عليه وسلم المواظبة على صلاة الضحى بقولها “إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل يعمل به الناس فيفرض عليهم”
كما ورد من طريق مالك الذي ذكرناه قبل وكذلك طريق معمر. وهذا التعليل مرجح قوي للقائلين بالاستحباب.
11 – قالت عائشة (وكان يحب ما خف على الناس) وزاد بعضهم (من الفرائض) كما ورد من طريق معمر وهذه الزيادة تصلح في الذيل على الصحيح المسند قسم الزيادات على الصحيحين.
12 – قال رجل من آل الجارود ?نس رضي الله عنه أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ قال ما رأيته صلاها إلا يومئذ.
رواه البخاري 670.
فوائد الباب الثالث والثلاثين، صلاة الضحى في الحضر
1 – قول البخاري (صلاة الضحى في الحضر) إشارة منه الى طريقة جمعه بين النصوص التى ظاهرها التعارض في هذا الباب.
2 – حديت عتبان الذي علقه وصله البخاري وهو متفق عليه وفيه (فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بعدما اشتد النهار واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى قال أين تحب أن أصلي في بيتك فأشرت إليه إلى المكان الذي أحب أن يصلي فيه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر وصففنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم وسلمنا حين سلم) وواضح أن هذه الص?ه كانت في وقت الضحى، وفي روايه ?حمد (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى وسلمنا حين سلم).
3 – حديث أبي هريرة متفق عليه ورواه وأبو داود والنسائي.
4 – فيه أهميه الص?ه والصوم في حياه المسلم، فذكر الصلاة في النهار وفي الليل. والصوم استوعب النهار كله.
5 – قوله (? أدعهن حتى أموت) وفي رواية خارج الصحيح (لست بتاركهن ? في سفر ولا حضر) أخرجه عبد الرزاق في المصنف ومن طريقه الإمام أحمد في المسند 7671، ونحوه أبو داود في سننه 1432.
6 – قوله (وص?ة الضحى) وفي رواية في الصحيح (وركعتي الضحى) أي أقلها ركعتان.
7 – فيه الحث على الوصيه كأسلوب من اساليب النصيحة.
8 – الص?ه والصيام من مكفرات الذنوب فالاكثار منها جبر للنقص الذي يعتري المسلم في حياته.
9 – حديث أنس كأنه يشير إلى قصة عتبان، وفيه أن الصلاة كانت وقت الضحى وهو الشاهد.
——–
فيه مسائل:
تعريف الخُلَّة:
1 – قال ابن الأ ثير: الخُلة بالضم: الصداقة والمحبة التي تخللت القلب، فصارت خلا له؛ أي: في باطنه.
2 – ولا تعارُض بين قول أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: “خليلي”، وبين نفي النبي – صلى الله عليه وسلم – الخلة عن أحد؛ كما في قوله – عليه الصلا ة والسلا م -: ((لو كنت متخذًا من أهل الأ رض خليلًا، لا تَّخذت ابن أبي قحافة خليلًا، ولكن صاحبكم خليل الله))؛ رواه البخاري، ومسلم.
فإن أبا هريرة لم يخبِر أن النبي – صلى الله عليه وسلم – اتخذه خليلًا، ولكنه هو يخبر عن نفسه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – خليله؛ أي: إن الخلة من جهة أبي هريرة – رضي الله عنه.
3 – اختُلِف في تعيين هذه الأ يام على أقوال:
فسَّره جماعة من الصحابة – رضي الله عنهم – بأيام البيض (13، 14، 15).
وقيل غير ذلك
4 – اختلاف وصايا النبي – صلى الله عليه وسلم – لأ صحابه، مبني على علمه – صلى الله عليه وسلم – بأحوال أصحابه، وما يناسب كل واحد منهم
5 – الوتر سُنة مؤكدة؛ فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد حافَظ عليها، وأمر به من غير إيجابٍ، والله أعلم
====
6 – زعم بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخفف فيها القراءة، مع إتمام الركوع والسجود، فهي صلاة قصيرة خفيفة،
فعن أم هاني رضي الله عنها في وصفها لصلاته لها:
” فلم أر قط أخَفًّ منها، غير أنه يتم الركوع والسجود”.
وفي رواية عبد الله بن الحارث رضي الله عنه:
“لا أدري أقيامه فيها أطول أم ركوعه أم سجوده،
كل ذلك يتقارب”.
قال الحافظ: (واستدل به على استحباب تخفيف صلاة الضحى، وفيه نظر،
لاحتمال أن يكون السبب فيه التفرغ لمهمات الفتح لكثرة شغله به، وقد ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم الضحى، فطوَّل فيها أخرجه ابن أبي شيبة من حديث حذيفة).
7 – وفي فتوى للجنة الدائمة:
فإنها رضي الله عنها – يعني عائشة – إنما نفت رؤيتها لفعله صلى الله عليه وسلم لها وأخبرت أنها كانت تفعلها كأنه استناد إلى ما بلغها من الحث عليها ومن فعله عليه الصلاة والسلام لها فألفاظها لا تتعارض حينئذ. أما عدد ركعاتها فأقلها ركعتان وأكثرها ثمان ركعات. أما الجهر فيها بالقراءة فإنه لا يجهر فيها بها، وأما أفضل أوقاتها فقد جاء بيانه في حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الأوابين حين ترمض الفصال رواه مسلم والمعنى حين تحترق خفافها من الرمضاء وهي شدة حرارة الأرض من وقوع الشمس على الرمل وغيره وذلك عند ارتفاع الشمس وتأثيرها الحر، والفصال جمع فصيل وهو ولد الناقة، وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم: أوصى أبا هريرة رضي الله عنه بركعتي الضحى وثبت في صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بذلك أبا الدرداء رضي الله عنه، وفي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى.
8 – لفظ حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه:
“رأى قوماً يصلون الضحى، فقال:
لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
صلاة الأوابين حين ترمض الفصال”.
==========
1 – بوب النووي رحمه الله:
باب استحباب ص?ة الضحى، وأن أقلها ركعتان، وأكملها ثمان ركعات، وأوسطها أربع ركعات، أو ست، والحث على المحافظة عليها.
2 – بوب النسائي في الكبرى:
عدد ص?ة الضحى في الحضر
3 – بوب البيهقي في الكبرى:
باب ذكر الحديث الذي روي في ترك الرسول صلى الله عليه وسلم ص?ة الضحى، وأن المراد به أنه كان ? يداوم عليها.
4 – قال الاثيوبي في ذخيرة العقبى:
شرح الحديث
(عن عبد الله بن شقيق) -رحمه الله تعالى-، أنه (قال: قلت لعائشة) – رضي الله عنها – (أكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، يصلي ص?ة الضحى؟، قالت: “?” أي ? يصليها (الا أن يجيء من مغيبه) – بفتح الميم، وكسر المعجمة- يكون مصدرا لغاب يغيب غيبة، وغيابا -بالكسر، وغيوبا، ويكون محل الغيبة، وهـو المراد هـنا، أ
ي الا أن يقدم من سفره.
ووقع في النسخة الهندية: “من مغيبة” بهاء التأنيث: ولعله بمعنى “سفرته”.
وهـذا الذي قالته عائشة – رضي الله عنها -، يفيد أنه – صلى الله عليه وسلم – لم يصل ص?ة الضحى الا عند القدوم من السفر، وقد جاء عنها في ذلك أشياء مختلفة، فقد أخرج الشيخان من طريق عروة، عنها، أنها قالت: “ما رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سبح الضحى، وإني ?سبحها”. وفي لفظ: “ما رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلي سبحة الضحى قط، وإني ?سبحها، وإن كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليدع العمل، وهـو يحب أن يعمل به، خشية أن يعمل به الناس، فيفرض عليهم”.
وأخرج مسلم من طريق معاذة العدوية، أنها سألت عائشة – رضي الله عنها -: كم كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلي الضحى؟، قالت: “أربعا، ويزيد ما شاء”، وفي رواية: “ويزيد ما شاء الله”.
ففي الاول نفي ص?ته – صلى الله عليه وسلم – ص?ة الضحى مقيدا بغير المجيء من مغيبه، وفي الثاني نفي رؤيتها لذلك مطلقا، وفي الثالث إثباتها مطلقا.
قال النووي -رحمه الله تعالى- في “شرح مسلم”: ما حاصله: الجمع بين حديثي عائشة في نفي ص?ته – صلى الله عليه وسلم – الضحى، وإثباتها، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يصليها في بعض الاوقات لفضلها، ويتركها في بعضها خشية أن تفرض، كما ذكرته عائشة، ويتأول قولها: “ما كان يصليها الا أن يجيء من مغيبه”، على أن معناه: ما رأيته؛ كما قالت في روايتها الاخرى: “ما رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلي سبحة الضحى”.
وسببه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ما كان يكون عند عائشة في وقت الضحى الا في وقت نادر من الاوقات، فإنه قد يكون في ذلك مسافرا، وقد يكون حاضرا، ولكنه في المسجد، أو في موضع آخر، وإذا كان عند نسائه، فإنما كان لها يوم من تسعة، فيصح قولها: “ما رأيته يصليها”، وتكون قد علمت بخبره، أو خبر غيره أنه ص?هـا، أو يقال: قولها: “ما كان يصليها”، أي يداوم عليها، فيكون نفيا للمداومة، ? ?صلها. والله أعلم. انتهى ك?م النووي. اه
ثم أورد كلام ابن حجر الذي في الفتح
5 – بَابُ صَلاَةِ الضُّحَى فِي الحَضَرِ
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
الحكم التكليفي:
– ص?ة الضحى نافلة مستحبة عند جمهور الفقهاء وصرح المالكية والشافعية بأنها سنة مؤكدة. فقد روى أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يصبح على كل س?مى من أحدكم صدقة: فكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة: وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى.
وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: أوصاني حبيبي بث?ث لن أدعهن ما عشت: بصيام ث?ثة أيام من كل شهر، وص?ة الضحى، وأن ? أنام حتى أوتر.
وعن أبي هـريرة – رضي الله عنه – قال: أوصاني خليلي بث?ث: صيام ث?ثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أرقد
وقال بعض الحنابلة: ? تستحب المداومة عليها؛ كي ? تشتبه بالفرائض، ونقل التوقف فيها عن ابن مسعود وغيره.
المواظبة على ص?ة الضحى:
– اختلف العلماء هـل الافضل المواظبة على ص?ة الضحى، أو فعلها في وقت وتركها في وقت؟
فذهـب الجمهور إلى أنه تستحب المواظبة على ص?ة الضحى؛ لعموم الاحاديث الصحيحة من قوله صلى الله عليه وسلم: أحب العمل إلى الله تعالى ما داوم عليه صاحبه وإن قل. ونحو ذلك. وروى الطبراني في الاوسط من حديث أبي هـريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن في الجنة بابا يقال له الضحى فإذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الذين كانون يديمون ص?ة الضحى؟ هـذا بابكم فادخلوه برحمة الله.
وروى ابن خزيمة في صحيحه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{? يحافظ على ص?ة الضحى الا أواب، قال: وهـي ص?ة الاوابين.
وقال الحنابلة على الصحيح من المذهـب – وهـو ما حكاه صاحب الاكمال عن جماعة: ? تستحب المداومة على ص?ة الضحى بل تفعل غبا؛ لقول عائشة – رضي الله عنها – ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم. سبح سبحة الضحى قط.
وروى أبو سعيد الخدري قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى حتى نقول: لا يدعها، ويدعها حتى نقول: لا يصليها
وأن في المداومة عليها تشبيها بالفرائض.
وقال أبو الخطاب: تستحب المداومة عليها؛ ?ن النبي صلى الله عليه وسلم. أوصى بها أصحابه وقال: من حافظ على شفعة الضحى غفر له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر.
عدد ركعات صلاة الضحى:
– خلاف بين الفقهاء القائلين:
باستحباب صلاة الضحى في أن أقلها ركعتان. فقد روى أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يصبح على كل س?مى من أحدكم صدقة …
فأقل صلاة الضحى ركعتان لهذا الخبر.
وإنما اختلفوا في أقلها وأكثرهـا:
فذهـب المالكية والحنابلة – على المذهـب – إلى أن أكثر صلاة الضحى ثمان لما روت أم هـانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة وصلى ثماني ركعات، فلم أر ص?ة قط أخف منها غير أنه يتم الركوع والسجود.
وصرح المالكية بكراهـة ما زاد على ثماني ركعات، إن صلاهـا بنية الضحى لا بنية نفل مطلق، وذكروا أن أوسط صلاة الضحى ست.
ويرى الحنفية والشافعية – في الوجه المرجوح – وأحمد – في رواية عنه – أن أكثر ص?ة الضحى اثنتا عشرة ركعة، لما رواه الترمذي والنسائي بسند فيه ضعف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا من ذهـب في الجنة قال ابن عابدين نق? عن شرح المنية: وقد تقرر أن الحديث الضعيف يجوز العمل به في الفضائل.
وقال الحصكفي من الحنفية، نقلا عن الذخائر الاشرفية: وأوسطها ثمان وهـو أفضلها؛ لثبوته بفعله وقوله عليه الص?ة والس?م وأما أكثرهـا فبقوله فقط. وهـذا لو صلى الاكثر بس?م واحد أما لو فصل فكلما زاد أفضل.
أما الشافعية: فقد اختلفت عباراتهم في أكثر صلاة الضحى إذ ذكر النووي في المنهاج أن أكثرهـا اثنتا عشرة وخالف ذلك في شرح المهذب، فحكى عن الاكثرين: أن أكثرهـا ثمان ركعات. وقال في روضة الطالبين: أفضلها ثمان وأكثرهـا اثنتا عشرة، ويسلم من كل ركعتين.