117 (ب) الفوائد المنتقاه من شرح مختصر صحيح مسلم
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
(ألقاه الأخ: سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة في مجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة.
——————-
صحيح مسلم
بَاب فَضَائِلِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام
تتمة أحاديث الباب:
4363 – حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ إِلَّا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ
ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ
{وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}
و حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ح و حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ جَمِيعًا عَنْ الزُّهْرِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَقَالَا يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسَّةِ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُ وَفِي حَدِيثِ شُعَيْبٍ مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ
4364 – حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ أَبَا يُونُسَ سُلَيْمًا مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ كُلُّ بَنِي آدَمَ يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا
4365 – حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِيَاحُ الْمَوْلُودِ حِينَ يَقَعُ نَزْغَةٌ مِنْ الشَّيْطَانِ
4366 – حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلًا يَسْرِقُ فَقَالَ لَهُ عِيسَى سَرَقْتَ قَالَ كَلَّا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَقَالَ عِيسَى آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ نَفْسِي
——–
قال الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” 6/ 475:
أخرجه البخاري و مسلم و أحمد وابن جرير في ” التفسير ” من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. ثم يقول أبو هريرة: * (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) *. و السياق للبخاري.
وتابعه الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: ” كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه
بإصبعيه حين يولد، غير عيسى ابن مريم، ذهب يطعن فطعن في الحجاب “. أخرجه
البخاري و أحمد و ابن جرير. و تابعه أبو يونس سليمان مولى أبي هريرة مرفوعا مختصرا نحوه. أخرجه مسلم، و ابن جرير. وتابعه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مختصرا بلفظ: ” صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان “.
رواه مسلم، و ابن جرير …. و تابعه عبد الرحمن أبو العلاء عن أبي هريرة بلفظ: ” كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان بحضنيه إلا ما كان من مريم و ابنها، ألم ترو إلى الصبي حين يسقط كيف يصرخ؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فذاك حين يلكزه الشيطان بحضنيه ” أخرجه أحمد. و إسناده صحيح … ”
[السلسلة الصحيحة تحت حديث رقم: (2711) مع بعض الاختصار].
وقال الامام النووي –رحمه الله-:
” ما من مولود يولد الا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه) هذه فضيلة ظاهرة وظاهر الحديث إختصاصها بعيسى وأمه واختار القاضي عياض أن جميع الأنبياء يتشاركون فيها.
قوله صلى الله عليه و سلم [2367] (صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان) أي حين يسقط من بطن أمه ومعنى نزغة: نخسة وطعنة ومنه قولهم: نزغة بكلمة سوء أي رماه بها ” [النووي في شرح مسلم: 15 – 120].
وقال القرطبي:
” هذا الطعن من الشيطان هو ابتداء التسليط، فحفظ الله مريم وابنها ببركة دعوة أمها. (فيستهل) أي يصيح (صارخاً) رافعاً صوته بالبكاء، وهو حال مؤكدة، أو مؤسسة أي مبالغة في رفعه، أو المراد بالاستهلال مجرد رفع الصوت وبالصراخ البكاء (من مس الشيطان) أي لأجله، يعني سبب صراخ الصبي أول ما يولد الألم من مس الشيطان إياه …. ”
[مشكاة المصابيح للشيخ محمد الخطيب التبريزي مع شرحه مرعاة المفاتيح للشيخ عبيدالله المباركفوري (1 – 378)].
وقال ابن القيم –رحمه الله-:
” وبكاء الطفل ساعة ولادته يدل على صحته وقوته …
فالجنين ينتقل عما ألفه واعتاده في غذائه وتنفسه ومداخله وما يكتنفه وهلة واحدة وهذه أول شدة يلقاها في الدنيا ثم تتوافر عليها الشدائد حتى يكون آخرها الشدة العظمى التي لا شدة فوقها أو الراحة العظمى التي لا تعب دونها ولذلك يبكي عند ورود هذه الشدة عليه مع ما يلقاه من وكز الشيطان وطعنه في خاصرته …. فإذا انفصل الجنين بكى ساعة انفصاله لسبب طبيعي وهو مفارقة إلفه ومكانه الذي كان فيه وسبب منفصل عنه وهو طعن الشيطان في خاصرته فإذا انفصل وتم انفصاله مد يده إلى فيه …. ”
[تحفة المودود (287 – 291)]
” … فكيف به إذا صار يتكلم ويتحسس الأشياء ,كيف به إذا تحركت شهواته لطلب دنيا أو غيرها. فلا بد من رادع لهذا الشيطان من تضليله وإغوائه فلذلك جاءت الشريعة لحماية الإنسان منذ نعومة أظفاره بل منذ خروجه إلى هذه الدنيا حتى يلقى ربه عزوجل …. ومن ذلك الحفظ قول الرجل حين يأتي أهله:” بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فولد بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدا” متفق عليه ”
(أحكام المولود في السنة المطهرة لبعض المعاصرين)
قال ابن كثير في تفسيره ((وقوله إخبارًا عن أم مريم أنها قالت: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} أي: عَوَّذتها بالله، عز وجل، من شر الشيطان، وعوذت ذريتها، وهو ولدها عيسى، عليه السلام. فاستجاب الله لها ذلك …. وذكر حديث الباب
تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الجزء 2 صفحة 34
—
قلت سيف بن دورة الكعبي: تتمات:
– ذكر ابن أبي شيبه هذا الحديث في الاستهلال الذي يورث به ما هو؟ مع أحاديث آثار أخرى. ولعلنا نتعرض إن شاء الله للمسألة في موضعها.
-ويذكر أيضاً في الأحاديث التي فيها صفة الجن.
– رواية (فطعن في الحجاب) توضحه رواية خلاس عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ ( …. غير عيسى وأمه جعل الله دون الطعنة حجابا فأصاب الحجاب ولم يصبهما) وقيل أن هذا الحجاب: المشيمة التي فيها الولد
-وورد رواية أنه خاص بعيسى دون أمه فيحتمل أن يكون هذا بالنسبة إلى المس وذاك بالنسبة إلى الطعن في الجنب …. والذي يظهر أن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ الآخر (فتح الباري)
– الزمخشري استشكل الحديث فتوقف في صحته فقال: إن صح فمعناه أن كل مولود يطمع الشيطان في إغوائه إلا مريم وابنها فإنهما كانا معصومين وكذلك كل من كان في صفتهما. ثم لو سلط لامتلات الدنيا صياحا
وكلامه متعقب:
أما عن امتلاء الدنيا صياح: فكونه يمكن في الابتداء لا يلزم أن يمكن على الاستمرار وفي بقية حياة الطفل.
وليس فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم دون عيسى في المنزلة فبعضهم أدخلوا كل الأنبياء في هذه الفضيلة وبعضهم أدخل النبي صلى الله عليه وسلم
ثم من أخذ فضيلة في أمر لا يلزم أن يفضل غيره في كل الفضائل.
ثم لا يلزم من النخس استمرار التسلط، بل النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبدالله بن عمرو اكتب عني – يعني الحديث – فوالله لا يخرج منه إلا حقاً.
يعني حتى في حال الغضب.
وقبض مرة على الشيطان وكاد يربطه في سارية المسجد.
– استجابة دعاء من يشاء من خلقه، خاصة من أراد بدعائه الآخرة.
– رواية (ثم يقول ابوهريرة وإني أعيذها بك الخ) فيه بيان أن الرواية التي ذكرت الآية في المرفوع أن ذلك إدراجا فتلاوة الآية موقوفة على أبي هريرة.
– شدة عداوة الشيطان فطلب الانظار إلى يوم يبعثون، فمنذ الولادة يحاول التسلط، ثم يجري منه مجرى الدم، ويقعد له بأطرقه، وابليس ينصب عرشه على الماء ويبعث جنده.
ويحاول أن يوقعهم في الشرك وإلا في التحريش بينهم، ويوسوس لهم من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق الله، ويعدهم ويمنيهم ويزين لهم الباطل بصورة الحق بل يشغلهم بالمفضول عن الفاضل.
– تواضع النبي صلى الله عليه وسلم حيث أنه يثني على غيره من الأنبياء ولا يذكر نفسه مع أنه مقدم في كل كمال وفي كل عصمة. وإن قلنا أنه لم يشارك عيسى عليه السلام في ذلك فقد نزع منه حظ الشيطان في الصغر في حادثة شق الصدر.
– الجن يتسلطون على الإنس وأقوى منهم ولا يستطيع الإنسي دفعهم إلا بذكر الله.
-تقرير السهيلي أن سبب عدم نخس الشيطان لعيسى عليه الصلاة والسلام لأنه خلق من نفخة روح القدس يشكل عليه أن أمه كذلك، وإنما يقرر الشراح أن ذلك لدعاء أم مريم. ولا يجوز أن يتخذ ذلك دليل على آلاهيتهما فآدم خلق من غير أب ولا أم وتاب الله عليه.
ويراجع كتاب ابن تيمية في الرد على النصارى
ففيه تفنيد لشبههم وكذلك مختصر إظهار الحق
– فضائل عيسى عليه الصلاة والسلام كثيرة ومنها دعوته للتوحيد وتبرأه ممن اتخذه وأمه إلهين من دون الله وهم النصارى، ونال أجر غلو اليهود حيث أوذي منهم بدعواهم أنه ابن زنا، ومحاولتهم لقتله، ومنها أنه من أولي العزم من الرسل، وخص بمعجزة إحياء الموتي بإذن الله وابراء الأكمه والأبرص بإذن الله، ورفعه الله إليه، واتباعه لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان فنال شرف خدمة هذه الشريعة الشريعة ويلجأ الناس إليه في المحشر ويتواضع ولا يذكر ذنبا ويحيلهم إلى محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه يعلم أن المقام مقامه. وقتله الدجال
ووردت فضائل عيسى عليه الصلاة والسلام في القرآن وجمعها النووي في تهذيب اللغة:
في سورة آل عمران 45، 48، 55، 59،
والنساء 171
والمائدة 110
مريم 19
—-
الحديث الثاني:
(رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلًا يَسْرِقُ فَقَالَ لَهُ عِيسَى سَرَقْتَ قَالَ كَلَّا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَقَالَ عِيسَى آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ نَفْسِي)
الفوائد:
-أنه إذا حلف لك اخوك المسلم ينبغي أن تصدقه (وعليه بوب ابن حبان)
– ذكر في هذا الحديث مسألة فقهية وهي هل للقاضي أن يحكم بعلمه.
وراجع طرح التثريب
– فيه فضيلة الستر
قال العثيمين من شرح رياض الصالحين:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة)) رواه مسلم.
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن
أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله تعالى يوم القيامة)).
الستر يعني الإخفاء، وقد سبق لنا أن الستر
ليس محموداً على كل حال، وليس مذموماً على كل حال، فهو نوعان:
النوع الأول: ستر الإنسان الستير، الذي لم
تجر منه فاحشة، ولا ينبغي منه عدوان إلا نادراً، فهذا ينبغي أن يستر وينصح ويبين له أنه على خطأ، وهذا الستر محمود.
والنوع الثاني: ستر شخص مستهتر متهاون
في الأمور معتدٍ على عباد الله شرير، فهذا لا يستر؛ بل المشروع أن يبين أمره لولاة الأمر حتى يردعوه عما هو عليه، وحتى يكون نكالاً لغيره.
فالستر يتبع المصالح؛ فإذا كانت المصلحة في
الستر؛ فهو أولى، وإن كانت المصلحة في الكشف فهو أولى، وإن تردد الإنسان بين هذا وهذا؛ فالستر أولى، والله الموفق.
—–
تنبيه: نقل ابن حجر في الإصابة أن الذهبي ذكر أن عيسى بن مريم صحابي حيث لقي النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء ثم ذكر ابن حجر ترجمة له واسعة من حين بعث إلى أن ينزل في آخر الزمان.
هل عيسى عليه السلام صحابي.
قالوا: لأن الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به
وعيسى عليه السلام رفع حيا على قول والتقى بالنبي صلى الله عليه وسلم
واستشكل أن جمع من الأنبياء لقوا النبي صلى الله عليه وسلم في السماء وكذلك في بيت المقدس
ويجاب عنه:
بأنه لا يقاس على عيسى عليه السلام لأنه حي وهم ماتوا
وعيسى عليه السلام رآه النبي صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده أما بقية الأنبياء بارواحهم فقط
قد قرره ابن تيمية في الفتاوى 4/ 329
ثم عيسى عليه السلام ينزل ويحكم بشريعة نبينا فهو من هذه الأمة وأما الأنبياء فلا يشملهم هذا.
بقي مسألة هل يوافق الذهبي وابن حجر على ما قرراه؟
نقول لا يصح لأن هناك فروق واضحة بين عيسى عليه السلام وبين جميع الصحابة:
1_ فرق بين الصحابة وعيسى عليه السلام بأن عيسى معصوم وأن الصحابة ليسوا كذلك
2_ أن الصحابة لا يوحى إليهم وأما عيسى عليه السلام يوحى إليه.
3 – أن مقام الأنبياء أعلى من مقام الصحابة فلا حاجة أن يقال هو صحابي بل يقال نبي لأنه أعلى مرتبة وأكمل في الثناء للفروق التي ذكرناها.
4_ يلزم من هذا مخالفة ما أجمع عليه العلماء من أن أفضل الصحابة على الإطلاق هو أبو البكر الصديق رضي الله عنهم فلا يصح نقول أن أبا بكر أفضل الصحابة إذا قلنا بأن عيسى عليه السلام صحابي في الاصطلاح
5_ أن مما اشتهر بين أهل العلم أن الصحابة إذا ذكروا يقال رضي الله عنهم –ويجوز الترضي على غيرهم- وأما إذا ذكر عيسى عليه السلام يقال: عليه السلام أو عليه الصلاة والسلام وهذا يدل على الفرق بينهم.
6_ أن هذا مما أنكره المغلطاي قال ابن حجر في الإصابة:
وأنكر مغلطاي على من ذكر خالد بن سنان في الصحابة كأبي موسى وقال: إن كان ذكره لكونه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فكان ينبغي له أن يذكر عيسى وغيره من الأنبياء أو من ذكره هو من الأنبياء غيرهم ومن المعلوم أنهم لا يذكرون في الصحابة انتهى.
7_ للفقهاء بحوث كثيرة مبنية على معنى الصحابي .. من مثل: هل قول الصحابي حجة؟ وحكم الطعن في الصحابي في غير أمر دينه .. ونحو ذلك
واعتبار عيسى عليه السلام صحابياً يورث الغلط في هذه المباحث وهذه النقطة استفدتها من احد الباحثين
8 – وكم من نبي كان رفيقا لنبي اخر، و مع ذلك لم يطلق على أحد منهم حواري أو صحابي أو حتى رباني.
مثال: سيدنا يحيى عليه السلام مع سيدنا عيسى عليه السلام.
و سيدنا موسى عليه السلام مع سيدنا هارون عليه السلام
9 – ولو قلنا انه صحابي فهو مجرد كلام بلا معنى
لانه لا ياخذ حكمهم في مسألة الذنوب والمعاصي ولا في الثواب
ولا في المفاضلة بينهم
ولا في مسالة حجية قول الصحابة من عدم حجيته
ولا يوافقهم بشكل كامل في مسألة سب الصحابة هل هو كفر ام لا
-قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية: ( … فإن قلت: عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل في آخر الزمان وهو رسول، فما الجواب؟.
-نقول: هو لا ينزل بشريعة جديد، وإنما يحكم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا قال قائل: من المتفق عليه أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وعيسى يحكم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون من أتباعه، فكيف يصح قولنا: إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر؟
-فالجواب: أحد ثلاثة وجوه:
-أولها: أن عيسى عليه الصلاة والسلام رسول مستقل من أولي العزم ولا يخطر بالبال المقارنة بينه وبين الواحد من هذه الأمة، فكيف بالمفاضلة؟! وعلى هذا يسقط هذا الإيراد من أصله، لأنه من التنطع، وقد هلك المتنطعون، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
-الثاني: أن نقول: هو خير الأمة إلا عيسى.
-الثالث: أن نقول: إن عيسى ليس من الأمة، ولا يصح أن نقول: إنه من أمته، وهو سابق عليه، لكنه من أتباعه إذا نزل، لأن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم باقية إلى يوم القيامة ..
-المرجع: شرح العقيدة الواسطية: (ج1 ص 67)