116 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———‘——-‘——–‘
مسند أحمد
12032 – حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، ويزيد، أخبرنا حميد، المعنى، عن أنس بن مالك قال: نودي بالصلاة، فقام كل قريب الدار من المسجد، وبقي من كان أهله نائي الدار ” فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخضب من حجارة، فصغر أن يبسط كفه (فيه ” قال: ” فضم أصابعه ” قال: فتوضأ بقيتهم قال: حميد: وسئل أنس: كم كانوا؟ قال: ” ثمانين أو زيادة ”
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، ويزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 475، والبخاري (3575)، والفريابي في “دلائل النبوة” (24) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (195)، وابن حبان (6545) من طريق عبد الله بن بكر، عن حميد الطويل، به.
وسيأتي من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12348) و (12412) و (12694) و (13266).
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2268).
وعن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (4393).
وعن جابر، سيأتي 3/ 357 – 358.
وعن أبي قتادة، سيأتي 5/ 298.
المخضب: إناء صغير من حجارة.
الحديث في البخاري بدون ذكر سبب عدم حضور الجميع
(وبقي من كان أهله نائي الدار)
الجواب: لكنها مفهومه من رواية (فقام من كان قريب الدار).
لكن عند أحمد زياده (نودي بالصلاة) وفي البخاري (حضرت الصلاة)
فلو نجعله على شرط المتمم على الذيل
————-
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم تفجر الماء من بين أصابعه
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ فَقَامَ كُلُّ قَرِيبِ الدَّارِ مِنْ الْمَسْجِدِ وَبَقِيَ مَنْ كَانَ أَهْلُهُ نَائِيَ الدَّارِ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِخْضَبٍ مِنْ حِجَارَةٍ فَصَغُرَ أَنْ يَبْسُطَ أَكُفَّهُ فِيهِ قَالَ فَضَمَّ أَصَابِعَهُ قَالَ فَتَوَضَّأَ بَقِيَّتُهُمْ قَالَ حُمَيْدٌ: وَسُئِلَ أَنَسٌ كَمْ كَانُوا قَالَ ثَمَانِينَ أَوْ زِيَادَةً. رواه الامام أحمد في المسند
و جاءت رواية أخرى في مختصر الإمام مسلم للمنذري بتحقيق الألباني
عَنْ أَنَس بْن مَالِكٍ – رضي الله عنه – أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَأَصْحَابَهُ بِالزَّوْرَاءِ قَالَ وَالزَّوْرَاءُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ السُّوقِ وَالْمَسْجِدِ فِيمَا ثَمَّهْ دَعَا بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ فَوَضَعَ كَفَّهُ فِيهِ فَجَعَلَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ فَتَوَضَّأَ جَمِيعُ أَصْحَابِهِ قَالَ قُلْتُ كَمْ كَانُوا يَا أَبَا حَمْزَةَ قَالَ: كَانُوا زُهَاءَ الثَّلَاثمائَةِ. (م 7/ 59)
قوله (فَقَامَ كُلُّ قَرِيبِ الدَّارِ) أي: إلى بيته ليتوضأ (نَائِيَ الدَّارِ) أي: بعيدها (فَأُتِيَ) على بناء المفعول (بِمِخْضَبٍ) بكسر ميم وسكون خاء وفتح ضاد معجمتين: إجانة لغسل الثياب، أو المركن أو إناء يغسل فيه (مِنْ حِجَارَةٍ) أي: متخذ من جنس الحجارة (فَصَغُرَ) أي: المخضب (أَنْ يَبْسُطَ) أي: ضاق النبي – صلى الله عليه وسلم – كفه فيه. حاشية السندي على مسند الامام احمد.
قال النووي على شرح مسلم (15/ 39): (باب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم)
قوله في هذه الأحاديث في نبع الماء من بين أصابعه وتكثيره وتكثير الطعام هذه كلها معجزات ظاهرات وجدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواطن مختلفة وعلى أحوال متغايرة وبلغ مجموعها التواتر وأما تكثير الماء فقد صح من رواية أنس وبن مسعود وجابر وعمران بن الحصين وكذا تكثير الطعام وجد منه صلى الله عليه وسلم في مواطن مختلفة وعلى أحوال كثيرة وصفات متنوعة.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (5/ 337): وقد وقع نبع الماء من بين أصابعه في عدة مواطن.
قال ابن عبدالبر في التمهيد: وفيه العلم العظيم من أعلام نبوته – عليه السلام – وهو نبع الماء من بين أصابعه وكم له من مثل ذلك صلى الله عليه وسلم.
قال القرطبي في المفهم (2/ 83): وبدليل الإتفاق على أن نبع الماء من بين أصابعه، وتسبيح الحصى في كفه، وحنين الجذع: من أظهر معجزاته، ولم يصدر منه مع شيء من ذلك تحد بالقول عند وقوع تلك الخوارق، ومع ذلك فهي معجزات.