116، 117 رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وسيف بن غدير
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه:
باب السمر في العلم
116 – حَدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خالِدِ بْنِ مُسافِرٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ سالِمٍ، وأبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمانَ بْنِ أبِي حَثْمَةَ، أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قالَ: صَلّى بِنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم العِشاءَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، فَلَمّا سَلَّمَ قامَ، فَقالَ: «أرَأيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإنَّ رَاسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنها، لاَ يَبْقى مِمَّنْ هُوَ عَلى ظَهْرِ الأرْضِ أحَدٌ»
117 – حَدَّثَنا آدَمُ، قالَ: حَدَّثَنا شُعْبَةُ، قالَ: حَدَّثَنا الحَكَمُ، قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، قالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الحارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَها فِي لَيْلَتِها، فَصَلّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم العِشاءَ، ثُمَّ جاءَ إلى مَنزِلِهِ، فَصَلّى أرْبَعَ رَكَعاتٍ، ثُمَّ نامَ، ثُمَّ قامَ، ثُمَّ قالَ: «نامَ الغُلَيِّمُ» أوْ كَلِمَةً تُشْبِهُها، ثُمَّ قامَ، فَقُمْتُ عَنْ يَسارِهِ، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلّى خَمْسَ رَكَعاتٍ، ثُمَّ صَلّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نامَ، حَتّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ أوْ خَطِيطَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إلى الصَّلاَةِ
فوائد الباب:
1 – قوله (باب السمر في العلم) والسمر معناه الحديث بالليل قبل النوم وبهذا يظهر الفرق بين هذه الترجمة والتي قبلها قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
2 – واستدل البخاري بتحديث النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة بعد صلاة العشاء على ذلك. وترجم على الحديث أيضا في موضع آخر ” باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء”
3 – وقد سمر السلف الصالح فى مذاكرة العلم قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
4 – باب كراهية النوم قبل العشاء حتى يتأخر عن وقتها وكراهية الحديث بعدها في غير خير. قاله البيهقي في السنن الكبرى.
5 – حديث ابن عمر رضي الله عنهما أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي في السنن الكبرى
6 – فيه باب قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تأتي مائة سنة، وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم» قاله النووي – في ظني- في شرحه على صحيح مسلم.
7 – قوله (صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم العشاء) وعند مسلم ” صلاة العشاء)، وزاد البخاري من طريق يونس ” وهي التي يدعو الناس العتمة”.
8 – قوله (صلى بنا) عند البخاري من طريق يونس “صلى لنا” أي إماما.
9 – قال البخاري “ذكر العشاء والعتمة ومن رآه واسعا” قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أثقل الصلاة على المنافقين العشاء والفجر وقال لو يعلمون ما في العتمة والفجر قال أبو عبد الله والاختيار أن يقول العشاء لقوله تعالى {ومن بعد صلاة العشاء}.
10 – قوله (في آخر حياته) وعند مسلم 2538 من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ” قبل أن يموت بشهر”.
11 – مناسبة حديث ابن عمر للترجمة ظاهرة لقوله فيه قام فقال بعد قوله صلى العشاء قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
12 – زاد مسلم وأبو داود والترمذي من طريق معمر” قال ابن عمر: فوهل الناس في مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك، فيما يتحدثون من هذه الأحاديث، عن مائة سنة، وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد» يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن.
13 – ذكر البيان بأن ورود هذا الخطاب كان لمن كان في ذلك الوقت على سبيل الخصوص دون العموم قاله ابن حبان في صحيحه.
14 – المراد أن كل من كان تلك الليلة على الأرض لا يعيش بعدها أكثر من مائة سنة سواء قلّ عمره قبل ذلك أم لا، وليس فيه نفي حياة أحد يولد بعد تلك الليلة مائة سنة. قاله النووي رحمه الله تعالى.
15 – وإنما أراد – والله أعلم – أنه هذه المدة تخترم الجيل الذى هم فيه، فوعظهم بقصر أعمارهم، وأعلمهم أنها ليست تطول أعمارهم كأعمار من تقدم من الأمم ليجتهدوا فى العبادة قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري
16 – في ذلك علم من أعلام النبوّة فإنه استقرئ ذلك فكان آخر من ضبط عمره ممّن كان موجودًا إذ ذاك أبو الطفيل عامر بن واثلة. وقد أجمع المحدثون على أنه كان آخر الصحابة موتًا، وغاية ما قيل فيه أنه بقي إلى سنة عشر ومائة وهي رأس مائة سنة من مقالته عليه الصلاة والسلام قاله القسطلاني في شرحه.
17 – قوله (فوهل): الوهل: الفزع، وهلت أهل وهلا: إذا فجأك أمر لم تعرفه، فارتعت له، ووهل يهل إلى الشيء وهلا: إذا ذهب وهمه إليه. قاله ابن الأثير في جامع الأصول.
18 – قوله (ينخرم ذلك القرن) القرن من الزمان: أهل زمان مخصوص، وانخرامه: انقضاؤه. قاله ابن الأثير في جامع الأصول.
19 – … قوله (حدثني الليث) وعند ابن حبان في صحيحه 2989 ” حدثنا الليث بن سعد”.
20 – قوله (حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر) تابعه معمر كما عند مسلم في صحيحه 2537 وأبي داود في سننه 4348 والترمذي 2251 والنسائي في السنن الكبرى 5840 تابعه شعيب – هو ابن أبي حمزة- كما عند البخاري 601 ومسلم 2537 تابعه يونس – هو ابن يزيد- كما عند البخاري 564
21 – قوله (وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة) ولم يخرج له المؤلف سوى هذا الحديث مقرونًا بسالم. قاله القسطلاني في إرشاد الساري.
——————–
فوائد حديث ابن عباس:
22 – حديث ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه بعضهم مطولا وبعضهم مختصرا.
23 – قال أبو الزناد: السامر فى بيت ميمونة، كان ابن عباس نقله ابن بطال في شرحه.
24 – قلت وقد ورد عند الشيخين في رواية ” فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة” وكل كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم علم. فتحدث النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله هي وجه الشاهد للباب وراجع فتح الباري لابن حجر
25 – فيه: من فضل ابن عباس، وحدقه على صغر سنه أنه رصد الرسول (صلى الله عليه وسلم) طول ليلته قاله ابن بطال في شرحه.
26 – وقد ورد عند الشيخين في رواية ” فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة” وكل كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم علم.
27 – باب التخفيف في الوضوء قاله البخاري، وقال ابن ماجه باب ما جاء في القصد في الوضوء وكراهية التعدي فيه
28 – باب قراءة القرآن بعد الحدث قاله البخاري
29 – باب يقوم عن يمين الإمام بحذائه سواء إذا كانا اثنين قاله البخاري وقال ابن ماجه باب الاثنان جماعة
30 – باب إذا قام الرجل عن يسار الإمام فحوله الإمام إلى يمينه لم تفسد صلاتهما قاله البخاري
31 – باب إذا لم ينو الإمام أن يؤم ثم جاء قوم فأمهم قاله البخاري.
32 – باب إذا قام الرجل عن يسار الإمام وحوله الإمام خلفه إلى يمينه تمت صلاته قاله البخاري
33 – باب وضوء الصبيان ومتى يجب عليهم الغسل والطهور وحضورهم الجماعة والعيدين والجنائز وصفوفهم قاله البخاري.
34 – باب ما جاء في الوتر قاله البخاري.
35 – باب استعانة اليد في الصلاة إذا كان من أمر الصلاة قاله البخاري
36 – باب {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض} قاله البخاري
37 – باب الدعاء في صلاة الليل
38 – موقف الإمام والمأموم صبي قاله النسائي.
39 – باب الدعاء في السجود قاله النسائي.
40 – قوله (بت في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم) وأمه لبابة بنت الحارث أم الفضل.
41 – قوله (وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندها في ليلتها) فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه.
42 – قوله (فصلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم جاء) أي صلاها في المسجد ثم جاء إلى بيت ميمونة، وعند البخاري من طريق مخرمة عن كريب ” فقلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
43 – قوله (فصلى أربع ركعات) أي تطوع بعد العشاء.
44 – قوله (ثم نام) وعند البخاري من طريق مخرمة عن كريب ” فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها”.
45 – قوله (ثم قام) أي من نومه.
46 – قوله (ثم قال نام الغليم أو كلمة تشبهها) وعند البخاري من طريق مخرمة عن كريب ” حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران”.
47 – وعند البخاري من طريق عمرو عن كريب ” قام النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ من شن معلق وضوءا خفيفا” وعنده أيضا قال ابن عباس ” فتوضأت نحوا مما توضأ”.
48 – قوله (ثم قام) وعند البخاري 183 من طريق كريب ” وقام يصلي”. وعند مسلم من طريق سلمة بن كهيل عن كريب ” فقمت فتمطيت كراهية أن يرى أني كنت أنتبه له”.
49 – قوله (فقمت عن يساره) فيه من فقه ابن عباس أنه قام بحذاء النبي صلى الله عليه وسلم.
50 – قوله (فجعلني عن يمينه) أي هي السنة وعند البخاري من طريق مخرمة عن كريب ” فوضع يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها”.
51 – قوله (فصلى خمس ركعات) مع الوتر، وعند البخاري من طريق مخرمة عن كريب ” فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر”.
52 – قوله (ثم صلى ركعتين) الظاهر أنها سنة الفجر، وعند البخاري من طريق مخرمة عن كريب ” فصلى ركعتين خفيفتين”.
53 – قوله (ثم نام) وعند البخاري من طريق كريب ” فنام حتى نفخ”.
54 – قوله (حتى سمعت غطيطه) الغطيط صَوت نفس النَّائِم عِنْد استثقاله من منخره قاله القاضي عياض كما في مشارق الأنوار على صحاح الآثار.
55 – قوله (أو خطيطه) أي لم يضبط أحد الرواة اللفظة هل هي بالعين أم بالخاء قال أبو سليمان الخطابي في غريب الحديث: فَأَحَدُهُمَا قَرِيبٌ مِنَ الآخَرِ وَالْخاءُ وَالْغَيْنُ أُخْتَانِ في قرب المخرج.
56 – وعند مسلم من طريق سلمة بن كهيل عن كريب ” فأتاه بلال فآذنه بالصلاة”.
57 – قوله (ثم خرج إلى الصلاة) أي ولم يتوضأ وعند البخاري من طريق كريب ” ثم أتاه المنادي فآذنه بالصلاة” وعند البخاري من طريق مخرمة عن كريب ” فصلى ركعتين خفيفتين”.
58 – وعند مسلم من طريق سلمة بن كهيل عن كريب ” وكان في دعائه: «اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا، وفي سمعي نورا، وعن يميني نورا، وعن يساري نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وخلفي نورا، وعظم لي نورا». قال كريب: وسبعا في التابوت، فلقيت بعض ولد العباس، فحدثني بهن، فذكر: عصبي، ولحمي، ودمي، وشعري، وبشري، وذكر خصلتين”. وعند مسلم أيضا في رواية ” وفي لساني نورا “، وعند أيضا من طريق علي بن عبد الله بن عباس” واجعلني نورا … اللهم أعطني نورا”.
59 – زاد البخاري 138 قال سفيان ” قلنا لعمرو إن ناسا يقولون إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تنام عينه ولا ينام قلبه قال عمرو سمعت عبيد بن عمير يقول رؤيا الأنبياء وحي ثم قرأ {إني أرى في المنام أني أذبحك} ”
60 – قال ابن بطال:
وإنما يكره السمر إذا كان فى غير طاعة، وأحبوا أن يجعلوا الصلاة آخر أعمالهم بالليل، وكرهوا الحديث بعد العتمة، لأن النوم وفاة، فأحبوا أن يناموا على خير أعمالهم. وقد كان ابن عمر إذا تكلم أو قضى شيئا من أموره قبل نومه قام فصلى ثم نام، ولم يفعل بين نومه وصلاته شيئا.
«شرح صحيح البخارى لابن بطال» (1/ 192)
61 – قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم في حديث قصة أبي بكر مع أضيافه:
ومقصود البخاري من هذا الحديث: جواز السمر عند الأهل والضيف؛ فإن أبا بكر سمر عند أهله وضيفه لما رجع من عند النبي – صلى الله عليه وسلم -، بعد أن ذهب من الليل ما ذهب منه. والظاهر – أيضا -: أنه سمر عند النبي – صلى الله عليه وسلم -.
وفي السمر عند الأهل: حديث ابن عباس، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – صلى العشاء، ثم دخل بيته، فتحدث مع أهله ساعة.
وقد خرجه [البخاري] في موضع آخر.
وقد روي عن عائشة، أنها رأت قومًا يسمرون، فقالت: انصرفوا إلى أهليكم، فإن لهم فيكم نصيبًا.
وهذا يلد على انها استحبت السمر عند الأهل لما فيه من المؤأنسة لهم، وهو من حسن العشرة.
وقد روي عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، أنه كان يسمر مع بعض الوفود الذين يفدون عليه المدينة، وهو من نوع السمر مع الضيف.
فخرج أبو داود وابن ماجه من رواية عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلي الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس، عن جده أوس بن حذيفة، قال: كنت في وفد ثقيف، فكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يأتينا كل ليلة بعد العشاء، فيحدثنا قائمًا على رجليه، حتى يتراوح بين رجليه، وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه من قريش – وذكر الحديث.
وسئل أبو حاتم عن هذا الحديث، فقال: حديث أبي برزة أصح منه.
يعني: حديثه: كان يكره الحديث بعدها.
وروي الرخصة في السمر للمصلي والمسافر [ .. ] خاصة.
خرجه الإمام أحمد من رواية خيثمة، عن رجل من قومه من قريش، عن عبد الله، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (لا سمر بعد الصلاة) – يعني: العشاء الآخرة – (إلا لمصل أو مسافر).
قال ابن المديني: في إسناده انقطاع؛ لأن الرجل الذي لم يسمه خيثمة لا أدري هو من أصحاب عبد الله، أو لا؟ وقد روى خيثمة عن غير واحد من أصحاب عبد الله، منهم: سويد بن غفلة، وأرجو أن يكون هذا الرجل منهم.
وقال الأثرم: هو حديث غير قوي؛ لأن في إسناده رجلًا لم يسم.
وقد أخذ به الإمام أحمد، فكره السمر في حديث الدنيا، ورخص فيه للمسافر …..
وروى الحسين بن إسحاق التستري، عن أحمد، أنه سئل عن السمر بعد العشاء الآخر؟ قل: لا، إلا لمسافر أو مصل، فأماالفقه فأرجو أن لا يكون به بأس.
ونقل عبد الله بن أحمد، عن أبيه، أنه سئل عن الحديث [الذي] نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن النوم قبل العشاء، والحديث بعدها، والرجل يقعد مع عياله بعدما يصلي يتحدث ثم ينام: هل يحرج؟ قال: ينبغي أن يجتنب الحديث والسمر بعدها.
وهذا يدل على كراهة السمر مع الأهل – أيضا.
وقال سفيان الثوري: كان يقال: لا سمر بعد العشاء، إلا لمصل، أو مسافر. قال: ولا بأس أن يكتب الشيء، أو يعمل بعد العشاء.
وهذا يدل على أن سهر الأنسان في عمل يعمله وحده، من غير مسامرة لغيره، أنه لا كراهة فيه، بخلاف المسامرة والمحادثة. والله أعلم.
62 – قال العيني:
-فيه جواز نوم الرجل مع امرأته في غير مواقعة بحضرة بعض محارمها وإن كان مميزا، وجاء في بعض الروايات أنها كانت (حائضا)، ولم يكن ابن عباس ليطلب المبيت في ليلة فيها حاجةإلى أهله، ولا يرسله أبوه العباس، فإنه جاء أنه أرسله، وروى الحاكم مصححا أنه – صلى الله عليه وسلم – وعد العباس بذود من الإبل فأرسل عبد الله إليه؛ (يستخبره) فبات عند خالته.
63 – قال ابن الملقن: ثم اعلم أنه جاء في هذا الحديث من هذا الوجه أنه – صلى الله عليه وسلم – صلى إحدى عشرة ركعة أربعا ثم خمسا ثم ركعتين.
وجاء في مواضع من البخاري فكانت صلاته ثلاث عشرة ركعة، وجاء في باب: قراءة القرآن بعد الحدث وغيره: أنها كانت ثلاث عشرة ركعة غير ركعتي الفجر، فإن فيه: فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر، ثم اضطجع حتى أتاه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح. وهذا هو الأكثر في الرواية.
ويجمع بينهما بأن من روى إحدى عشرة أسقط الأوليين وركعتي
الفجر، ومن أثبت الأوليين عدها ثلاث عشرة (ركعة)، وقد وقع هذا الاختلاف في “صحيح مسلم” في حديث واصل وغيره،
وأجاب القاضي عياض في الجمع بمثله.
وقد استدرك الدارقطني حديث واصل على مسلم؛ لكثرة اختلافه.
وقال الداودي: أكثر الروايات أنه لم يصل قبل النوم وأنه صلى بعده ثلاث عشرة، فيحتمل أن نوم ابن عباس عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان دفوعا، فذكر ذلك بعض من سمعه.
قلت: فيه بعد، فإن الظاهر أنها كانت واقعة واحدة.
انتى من التوضيح لشرح الجامع الصحيح.
ولعلنا نتوسع بإذن الله في هذه المسألة في بابها
64 – قال ابن العثيمين في التعليق على البخاري:
وفي هذا العموم دليل على أن الخضر ليس باقياً خلافاً لمن ظن أنه باقي، والصواب كما مر أنه مات في أيامه كما مات غيره
يجوز للإنسان أن يبتدئ الصلاة منفردا ثم ينوي الجماعة في أثنائها، أو الإمامة.
والقاعدة: ما جاز في النفل جاز في الفرض إلا بدليل.
يجوز أن ينتقل الإنسان من إمامة إلى انفراد ومن انفراد إلى إمامة ومن إمامة إلى ائتمام ومن ائتمام إلى إمامة.
65 – قال ابن عثيمين أيضا: فيه جواز تصغير الغير بشرط ألا يتأذى بذلك. نفس المصدر السابق
66 – قوله (حدثنا آدم) تابعه سليمان بن حرب كما عند البخاري 697 تابعه ابن أبي عدي كما عند أبي داود في سننه 1357 تابعه بهز كما عند النسائي في السنن الكبرى 406 تابعه أبو زيد سعيد بن الربيع كما عند النسائي في السنن الكبرى 407.
67 – قوله (حدثنا شعبة) تابعه محمد بن قيس الأسدي كما عند أبي داود في سننه 1356
68 – قوله (حدثنا الحكم) هو ابن عتيبة صرح به أبو داود 1356تابعه عبد الله بن سعيد بن جبير كما عند البخاري 699 والنسائي في السنن الصغرى 806 تابعه يحيى بن عباد كما عند أبي داود في سننه 1358
69 – قوله (سمعت سعيد بن جبير) تابعه كريب مولى ابن عباس كما عند البخاري 138و 183و 698و 726 و859 و992 و1198و 4570 ومسلم 763 وعلقه أبو داود في سننه 1354 ووصله في 1364 والنسائي في السنن الصغرى 1121 وفي السنن الكبرى 712 وابن ماجه 423 تابعه الشعبي كما عند البخاري 728 وابن ماجه 973 والنسائي في السنن الكبرى 408 و 409 تابعه علي بن عبد الله بن عباس كما عند مسلم 763 وأبي داود في سننه 1353 والنسائي في السنن الكبرى 402 تابعه عطاء بن أبي رباح كما عند مسلم 763 تابعه عكرمة بن خالد كما عند أبي داود 1365 والنسائي في السنن الكبرى 399 تابعه مقسم كما عند النسائي في السنن الكبرى 407
70 – وأخرجه أبو داود في سننه 1355 من مسند الفضل بن عباس وفي الإسناد شريك بن أبي نمر وفيه ضعف من قبل حفظه فيخشى أنه قد وهم وقد ضعف الألباني الحديث.