1143 – 1142 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي وناصر الريسي
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———-
بَابُ عَقْدِ الشَّيْطَانِ عَلَى قَافِيَةِ الرَّاسِ إِذَا لَمْ يُصَلِّ بِاللَّيْلِ
1142 – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَاسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ»
1143 – حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّؤْيَا، قَالَ: «أَمَّا الَّذِي يُثْلَغُ رَاسُهُ بِالحَجَرِ، فَإِنَّهُ يَاخُذُ القُرْآنَ، فَيَرْفِضُهُ، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ المَكْتُوبَةِ»
………………………………
مشاركة أبي صالح:
فوائد حديث أبي هريرة:
1 – قول البخاري في الترجمة (إذا لم يصل بالليل) قد يقال إنما قصد البخاري من يستدام العقد على رأسه بترك الصلاة. وقدّر من انحلت عقدُه كأنه لم تعقد عليه. قاله المازري في المعلم بفوائد مسلم.
2 – حديث أبي هريرة متفق عليه بل أخرجه الستة إلا الترمذي.
3 – استحباب قيام الليل لحل عقد الشيطان التي يعقد على النائم فيصبح نشطا طيب النفس قاله ابن المنذر في الأوسط.
4 – الترغيب في قيام الليل ترجم عليه البيهقي في السنن الكبرى.
5 – كراهية أن ينام الرجل ليله كله لا يصلي فيها قاله أبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم.
6 – ما يعاقب به تارك قيام الليل ترجم عليه محمد بن نصر كما في مختصر قيام الليل.
7 – العقد المذكورة ليست خاصة بالرجال بل تشمل النساء أيضا كما صرح به في حديث جابر المرفوع أخرجه ابن خزيمة في صحيحه ومن طريقه ابن حبان في صحيحه وإسناده صحيح وقد يصلح في الذيل على الصحيح المسند.
8 – قال أبو عبيد في غريب الحديث القافيه هي القفا فكأن معنى الحديث أن على قفا أحدكم ثلاث عقد للشيطان وإنما قيل لآخر حرف من بيت الشعر قافيه لانه خلف البيت كله وهي كلمه تقفو البيت فهي قافيه.
9 – قلت ومنه قيل لنبينا صلى الله عليه وسلم المقفى لأنه آخر الأنبياء قاله ابن عبد البر في التمهيد.
10 – كيفية العقد لا نعرفها.
11 – فيه النهي عن التسويف والكسل.
12 – فيه أن ملازمة الأذكار حتى تصبح سجية للعبد فيها من الفوائد ما لا يحصيها إلا الله تعالى.
13 – جواز ذكر الله تعالى على غير وضوء ويؤيده حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يذكر الله على كل أحيانه رواه مسلم.
14 – قوله (حدثنا عبد الله بن يوسف) تابعه عبد الله بن مسلمة عند أبي داود ويحيى بن يحيى راوي الموطأ، وعبد الله بن وهب عند ابن المنذر، ومعن بن عيسى عند ابن نصر في مختصر قيام الليل.
15 – قوله (أخبرنا مالك) هو ابن أنس الإمام المشهور وقد أخرجه في الموطأ.
16 – تابعه سفيان بن عيينة عن أبي الزناد به كما عند مسلم وأحمد، وتابعهما ابن أبي الزناد عن أبي الزناد به كما عند ابن المنذر والبيهقي في السنن الكبرى.
17 – قوله (عن أبي الزناد) هو عبد الله بن ذكوان و (الأعرج) هو عبد الرحمن بن هرمز.
18 – تابع الأعرج في روايته عن أبي هريرة سعيد بن المسيب عند البخاري وأبو صالح عند ابن ماجه.
19 – أورد أبو داود في سننه الحديث في باب قيام الليل.
20 – قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين وليس ليحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب في مسند أبي هريرة في الصحيح غير هذا.
21 – قوله (فإن استيقظ فذكر الله) في رواية سفيان عند الحميدي في مسنده (فإن تعار من الليل).
22 – قوله (فذكر الله) مطلق يصدق فيه أي ذكر.
23 – ومن الذكر قوله صلى الله عليه وسلم من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته رواه البخاري من حديث عبادة بن الصامت وسيأتي إن شاء الله بعد بضعة أبواب. ولاحظ ارتباط الحديث بحديث الباب.
24 – قوله (أصبح خبيث النفس كسلان) وقد نهى أن يصف الرجل نفسه بقوله (خبثت نفسي) قيل إذا كان الفعل المذموم وقع منه بغير إرادته فلا يقوله وإن وقع بإرادته جاز له قوله قاله الطحاوي في شرح مشكل الآثار، وقيل النهي وقع عن قول الشخص في حق نفسه والثاني في حق وصف الفعل تنفيرا منه وتحذيرا أي من غير تعيين شخص معين والله أعلم أومأ إليه الباجي وابن عبد البر.
25 – قوله (انحلت عقده) أي (كلها) زادها البخاري من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة وذلك بعد الصلاة، قال الحافظ في الفتح (عقده) بلفظ الجمع بغير اختلاف في البخاري قلت أي بعد استيقاظه وذكره الله تعالى ثم وضوئه ثم صلاته يوضحه كذلك عند مسلم في صحيحه من طريق سفيان فذكر الله انحلت عقدة وإن توضأ انحلت عقدتان فإذا صلى انحلت العقد.
26 – زاد في طريق أبي صالح عن أبي هريرة (قد أصاب خيرا) كما عند ابن ماجه وقال في حق من لم يفعل (لم يصب خيرا).
27 – طريق أبي صالح أخرجها أيضا أبو عوانة في مستخرجه وقد صرح الأعمش بتحديث أبي صالح له.
28 – ذكر الله تعالى يطرد الشياطين، وكذلك الوضوء والصلاة.
29 – طاعة الليل من ثمراتها التوفيق في النهار.
30 – فيه فضل الذكر.
31 – الأصل في العقد الحقيقة، وهي عقد في حبل.
32 – عداوة الشيطان للإنسان.
33 – وجوب التيقظ من حبائل الشيطان في النهار من باب أولى.
34 – صلاة الليل لها أثر على العبدفي يومه ونهاره ونشاطه.
35 – لا يفتر الشيطان في محاولته لإغواء ابن آدم في الليل والنهار.
36 – اعتصم بالله، واحفظ الله يحفظك.
37 – في هذا الحديث ظهرت مناسبة صلاة الركعتين الخفيفتين عند قيام الليل في حل عقد الشيطان جميعها.
38 – فيه صفة إبليس وجنوده. ترجم عليه البخاري بذلك.
39 – قوله (يضرب) أي بيده على العقدة تأكيدا وإحكاما لها قائلا (عليك ليل طويل فارقد) قاله الحافظ في الفتح.
40 – هناك فرق بين الانسان الذي قام من الليل، وصلى وهو منشرح الصدر ونفسه طيبة، والانسان الذي ما قام إلا عند الاذان، وإن كان يقوم للصلاة وعنده نشاط، إلا أن ذاك أكمل منه وأحسن. قاله الشيخ عبد المحسن العباد في شرح سنن أبي داود.
41 – تسلية للمصاب بالسحر أن العقد التي ينفث فيها الساحر ولا نعثر عليها قد يكفي قراءة القرآن وملازمة الاذكار والصلاة فتنحل العقد ويتلاشى تأثيرها دون أن نراها، والله خير حافظا
فوائد حديث سمرة:
1 – رواه البخاري، ورواه مسلم والترمذي مختصرا جدا وليس فيه موضع الشاهد، وأشار الترمذي إلى أن الاختصار من محمد بن بشار شيخهما.
2 – قوله (حدثنا إسماعيل) هو ابن إبراهيم أي ابن علية، تابعه المعتمر، وتابعهما هوذة بن خليفة عند ابن أبي شيبة، وغندر عند أحمد.
3 – قوله (حدثنا عوف) هو الأعرابي، تابعه جرير بن حازم عند البخاري.
4 – الإسناد مسلسل بالتحديث إلى الصحابي سمرة رضي الله عنه.
5 – قوله (أبو رجاء) هو العطاردي.
6 – قوله (في الرؤيا) أي التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهي طويلة نسبيا.
7 – قوله (فيثلغ) الثلغ: الشدخ، وقيل: هو أن يضرب الشيء اللين بالشيء الصلب حتى ينشدخ. قاله ابن الأثير.
8 – قوله (يأخذ القرآن) وفي رواية عند البخاري من طريق جرير عن أبي رجاء (علَّمه الله القرآن) قوله (فيرفضه) ومن طريق جرير السابقة (فنام عنه بالليل حَتَّى نسيه) وهذا موضع الشاهد هنا.
9 – استحباب حل عقد الشيطان التي على قافية المرء المسلم عند نومه بانتباهه لصلاة الليل. ترجم عليه ابن حبان في صحيحه ذلك.
10 – قوله (وينام عن الصلاة المكتوبة) أي متعمدا تأخير الصلاة عن وقتها وفي رواية عند البخاري (ولم يعمل به بالنهار).
11 – (أتينا على رجل مضطجع على قفاه ورجل قائم على رأسه بفهر أو صخرة فيشدخ به رأسه فإذا ضربه تدهده الحجر فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو فعاد إليه فضربه) كما في رواية للبخاري وفيها (يفعل به إلى يوم القيامة).وفيه إثبات عذاب القبر.
12 – التهاون وترك المستحبات قد يؤدي إلى ترك الواجبات وهو مفهوم قوله كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
13 – فيه مشروعية تعبير الرؤى.
14 – التحذير الشديد من الكذب، وهجر القرآن، وتأخير الصلاة متعمدا حتى يخرج وقتها، والزنا، وأكل الربا فقد جاء تأويل رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك عند البخاري مطولا.
15 – فيه فضل الشهداء كما ورد عند البخاري مطولا.
16 – فيه فضل إبراهيم الخليل عليه السلام.
17 – فيه فضل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
18 – فيه ذكر الملائكة وخص منهم جبريل وميكائيل ومالك خازن النار.
19 – فيه ذكر الجنة والنار.
20 – يستقبل الامام الناس إذا سلم من الصلاة. ترجم عليه البخاري بنحوه.
21 إن الذين اعترفوا بذنوبهم وخلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم.
22 – أومأ البخاري أن أولاد المشركين يكونون في الجنة استدلالا بهذا الحديث وغيره.
23 – اختصر البخاري الحديث هنا، وأورده بنفس الاسناد بطوله في كتاب التعبير.
24 – توعد الله من أعرض عن القرآن ومن تعلمه ثم نسيه. قاله البيهقي في شعب الايمان.
25 – التغليظ في النوم عند الصلاة المكتوبة.
26 – التسبيح عند رؤية ما يتعجب منه.
27 – (فإذا أنا برجلين رجل نائم، وآخر قائم، فإذا هو يجيء بحجارة، فيضرب بها رأس الناءم فيشدخه، فإلى أن يجيء بحجر آخر قد ارتد رأسه كما كان، قلت سبحان الله، ما هذا؟ قال رجل تعلم القرآن فنام عنه حتى نسيه، لا يقرأ منه شيئا، كلما رقد في القبر أوقذه بالحجارة). أخرجه محمد بن نصر كما في مختصر قيام الليل من طريق أبي خلدة عن أبي رجاء به.
وفيه مناسبة بين العقوبة وسببها.
28 – من أسباب عدم نسيان القرآن قيام الليل به.
29 – تقرير ابن حجر في حمل حديث الذي يثلغ رأسه محمول على من ترك فريضة العشاء مستدلا بحديث من صلى العشاء في جماعة كان كمن قام نصف ليلة. متعقب بحديث ( .. كان له كأجر حجة).
قلت سيف: وكذلك بحديث أن قراءة قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن. ويقرر علماء اللجنة أن من لم يقرأ إلا قل هو الله أحد. انه غير ناصح لكتاب الله وإلا في كتاب الله آيات فيها الحلال والحرام …..
::::::::::::::
فوائد الباب والأحاديث:
1 – قال ابن التين وغيره: قوله: «إذا لم يصلِّ»؛ مخالف لظاهر حديث الباب، لأنه دالٌ على أنه يعقد على رأس مَنْ صلى، ومَنْ لم يصلِّ، لكن من صلى بعد ذلك تنحل عقده، بخلاف من لم يصلِّ. وأجاب ابن رشيد بأن مراد البخاري: باب بقاء عقد الشيطان .. إلخ.
قال الحافظ ابن حجر: ويحتمل أن تكون الصلاة المنفية في الترجمة صلاة العشاء، فيكون التقدير: إذا لم يُصلِّ العشاء، فكأنه يرى أنّ الشيطان إنما يفعل ذلك بمن نام قبل صلاة العشاء، بخلاف من صلاها، ولا سيما في الجماعة، وكأنّ هذا هو السّر في إيراده لحديث سمرة عقب هذا الحديث؛ لأنه قال فيه: «وينام عن الصلاة المكتوبة».
2 – إن مما يعالج به المرء المسلم نفسه للقيام لصلاة الليل أو لصلاة الفجر أن يغسل وجهه بالماء إذا تثاقل عن النهوض
3 – فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحذر أصحابه والمسلمين من النوم عن الصلاة المكتوبة
4 – قوله: «الشيطان» كأن المراد به الجنس، وفاعل ذلك هو القرين أو غيره، ويحتمل أن يراد به رأس الشياطين وهو إبليس، وتجوز نسبة ذلك إليه لكونه الآمر به الداعي إليه
5 – قوله «يضرب على مكان كلّ عقدة»، ومعنى «يضرب» أي: بيده على العقدة، تأكيداً وإحكاماً لها، قائلا ذلك، وقيل: معنى يضرب: يحجب الحِس عن النائم حتى لا يستيقظ، ومنه قوله تعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ} (الكهف: 11)، أي: حجبنا الحس أنْ يلج في آذانهم فينتبهوا
6 – وقوله «كسلان» غير مصروف، للوصف ولزيادة الألف والنون، وسبب كسله: ما عليه من عقد الشيطان وآثار تثبيطه واستيلائه، مع أنه لم يزل ذلك عنه.
7 – فيه فضل صلاة الليل وقد ادعى ابن العربي: أن البخاري أومأ هنا إلى وجوب صلاة الليل، لقوله: «يعقد الشيطان» قال الحافظ ابن حجر: ولم أر النقل في القول بإيجابه إلا عن بعض التابعين والذي عليه جماعة العلماء أنه مندوب إليه.
8 – فيه التحريض على الوضوء عند القيام من النوم
9 – أخذ بعضهم من قوله: «عليك ليلٌ»، اختصاص العقد بنوم الليل، وهو كذلك، لكن لا يبعد أن يجيء مثله في نوم النهار.
10 – أخذ بعضهم من طلب الوضوء لحل العقد أن التيمم لمن ساغ له لا يقوم مقام الوضوء معاناة تعين على طرد النوم والحق إجزاء التيمم كما يجزئ الغسل فذكر الوضوء للغالب.
11 – حديث أبي هريرة أخرجه الستة إلا الترمذي
12 – من لطائف اسناد حديث جندب بن سمره أن فيه التحديث بالجمع في الإسناد كله، وفيه القول، ورجاله كلهم بصريون، أخرجه البخاري مقطعاً وتمامه في آخر كتاب الجنائز.
:::::::::::::::
باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل بالليل
حديث 1142:
بوب النسائي عليه:
باب الترغيب في قيام الليل.
بوب ابن خزيمة في صحيحه:
باب استحباب قيام الليل يحل عقد الشيطان التي يعقدها على النائم فيصبح نشيطا طيب النفس يحل عقدة الشيطان عن نفسه.
بوب عليه البغوي في شرح السنة:
باب التحريض على قيام الليل.
بوب ابن حبان في صحيحه:
ذكر استحباب حل عقد الشيطان التي على قافية المرء المسلم عند نومه بانتباهه لصلاة الليل.
بوب عليه البيهقي:
باب الترغيب في قيام الليل والإكثار من الصلاة.
بوب النووي:
باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح.
بوب أبو عوانة في مستخرجه:
باب الدليل على كراهية النوم للمطيق للقيام بالليل إلى أن يصبح، وبيان بول الشيطان في أذن من ابتلي بذلك.
قال ابن عبدالبر في الاستذكار:
وفي هذا الحديث دليل على أن ذكر الله تعالى يطرد به الشيطان بالتلاوة والذكر والأذان مجتمع عليه معلوم. اهـ
قال ابن بطال في شرح البخاري:
ورأيت لبعض من فسر هذا الحديث، قال: العقد الثلاث هى: الأكل والشرب والنوم، وقال: ألا ترى أن من أكثر الأكل والشرب أنه يكثر نومه لذلك، والله أعلم بصحة هذا التأويل وبما أراد (صلى الله عليه وسلم) من ذلك. اهـ
قال ابن بطال في شرح البخاري:
قال المهلب: قد فسر النبى، (صلى الله عليه وسلم)، معنى العقد وهو قوله: (عليك ليل طويل فارقد) كأنه يقولها إذا أراد النائم الاستيقاظ إلى حزبه فيعتقد فى نفسه أنه بقيت من الليل بقية طويلة حتى يروم بذلك إتلاف ساعات ليله وتفويت حزبه، فإذا ذكر الله انحلت عقدة، أى علم أنه قد مر من الليل طويل وأنه لم يبق منه طويل، فإذا قام وتوضأ استبان له ذلك أيضا وانحل ما كان عقد فى نفسه من الغرور والاستدراج، فإذا صلى واستقبل القبلة انحلت العقدة الثالثة، لأنه لم يصغ إلى قوله، ويئس الشيطان منه. اهـ
وقال أيضا:
وفي (كتاب الثواب) لآدم بن أبي إياس العسقلاني، من حديث الربيع بن صبيح: عن الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد ينام إلا وعلى رأسه ثلاث عقد، فإن هو تعار من الليل فسبح الله وحمده وهلله وكبره حلت عقدة، وإن عزم الله له فقام وتوضأ وصلى ركعتين حلت العقد كلها، وإن لم يفعل شيئا من ذلك حتى يصبح أصبح والعقد كلها كما هي).
قال الأثيوبي في ذخيرة العقبى:
وقد استنبط بعضهم منه أن من فعل ذلك مرة، ثم عاد إلى النوم لا يعود إليه الشيطان بالعقد المذكور ثانيًا. واستثنى بعصهم ممن يقوم، ويذكر، ويتوضأ، ويصلي من لم ينهه ذلك عن الفحشاء، بل يفعل ذلك من غير أن يُقلع، والذي يظهر فيه التفصيل بين من يفعل ذلك مع الندم والتوبة والعزم على الإقلاع، وبين المصرّ. اهـ وهو كلام ابن حجر في فتح الباري
قال الأثيوبي:
فوائده:
منها: ما بوّب له المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو الترغيب في قيام الليل. ومنها: بيان تسلط الشيطان على الإنسان، وحرصه على أن لا يتقرّب إلى ربّه، فيصدّه عن ذكر اللَّه، وعن الصلاة. ومنها: فضل ذكر اللَّه تعالى، والوضوء، والصلاة، حيث تنحلّ بها العُقَد التي يعقدها الشيطان على رأس الإنسان. ومنها: أن من اجتهد، ودافع عن نفسه مكائد الشيطان، فاز بالنفحات الربانية، فأصبح طيّب النفس، نشيطًا، ومن تقاعس عن ذلك، ولم يجتهد، فقد وافق مراد الشيطذان، وابتعد عن تلك النفحات، فأصبح خبيث النفس، كسلان. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل. اهـ
فائدة:
حديث
3453 – (ثلاثة يضحك الله إليهم: الرجل إذا قام بالليل يصلي، والقوم إذا صفوا في الصلاة، والقوم إذا صفوا في قتال العدو).
“إن الله ليضحك إلى ثلاثة نفر: رجل قام في جوف الليل وأحسن الطهور وصلى، ورجل – أحسبه – كان في كتيبة فانهزمت وهو على فرس جواد، لو شاء أن يذهب لذهب”.
ضعيف. كما في الضعيفة
……………………………
حديث 1143
أورده البخاري مطولا في باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح
بوب ابن خزيمة في صحيحه:
باب التغليظ في النوم عند الصلاة المكتوبة.
بوب عليه ابن حبان:
ذكر ما يجب على المرء من مجانبة أفعال يتوقع لمرتكبها العقوبة في العقبى بها.
قال صاحب كتاب دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين:
قال ابن هبيرة: رفض القرآن بعد حفظه كبيرة عظيمة، لأنه يوهم أنه رأى فيه ما يوجب رفضه؛ فلما رفض أشرف الأشياء، وهو القرآن، عوقب في أشرف الأعضاء، وهو الرأس.
قال القسطلاني في إرشاد الساري:
(الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ بالقرآن فيرفضه) بضم الفاء الثانية وكسرها يتركه (وينام عن الصلاة المكتوبة) جعلت العقوبة في رأسه لنومه عن الصلاة
والنوم موضعه الرأس. اهـ
قال الطيبي في شرحه على مشكاة المصابيح:
وأما من نام من غير أن يتجافي عنه لتقصير أو عجز فهو خارج من هذا الوعيد. اهـ
فيه إثبات عذاب القبر: وقد توسعنا في عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند في شرح حديث من مسند أحمد
15029 – حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني معاذ بن رفاعة، عن محمود بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح، عن جابر بن عبد الله، قال: لما دفن سعد، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبح الناس معه طويلا، ثم كبر فكبر الناس، ثم قالوا: يا رسول الله مم سبحت؟ قال: ” لقد تضايق على هذا الرجل الصالح قبره حتى فرجه الله عنه ”
فذكر:
ضمة القبر ومسائلها
والْأَسْبَابُ الَّتِي يُعَذَّبُ بِهَا أَصْحَابُ الْقُبُورِ
—-
مشاركة سيف:
قوله أصبح خبيث النفس. يشكل مع حديث قرر: لا يقولن احدكم خبثت نفسي. وابن حجر أنه محمول على ما إذا لم يكن هناك حامل على الوصف بذلك كالتنفير والتحذير
قلت سيف: يتعقب هذا الحمل على أنه أمر بأن يقول (لقست نفسي)
لكن يمكن أن يحمل على من ظهر من غيره فعل يستحق التنفير خاصة مع ابهام الفاعل إلا إذا احتيج لتعيينه كدعاة الضلال.