1118 – 1119 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي
ومجموعة ناصر الريسي
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——–
صحيح البخاري
باب إذا صلى قاعدا ثم صح أو وجد خفة تمم ما بقي
وقال الحسن: إن شاء المريض صلى ركعتين قائما وركعتين قاعدا
1118 – حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، أم المؤمنين، أنها أخبرته: أنها «لم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الليل قاعدا قط حتى أسن، فكان يقرأ قاعدا، حتى إذا أراد أن يركع قام، فقرأ نحوا من ثلاثين آية – أو أربعين آية – ثم ركع»
1119 – حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن يزيد، وأبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي جالسا، فيقرأ وهو جالس، فإذا بقي من قراءته نحو من ثلاثين – أو أربعين – آية قام فقرأها وهو قائم، ثم يركع، ثم سجد يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك، فإذا قضى صلاته نظر: فإن كنت يقظى تحدث معي، وإن كنت نائمة اضطجع ”
——–
مشاركة أبي صالح:
فوائد الحديث:
1 – قوله في الترجمة (تمم ما بقي) أي من القراءة قائما
أثر الحسن أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف بلفظ يصلي المريض على الحالة التي هو عليها. وأخرجه الترمذي بلفظ إِنْ شَاءَ الرَّجُلُ صَلَّى صَلاَةَ التَّطَوُّعِ قَائِمًا، وَجَالِسًا، وَمُضْطَجِعًا وإسناد الترمذي صحيح
2 – الحديث متفق عليه.
3 – استحباب قيام الليل.
4 – قوله (حتى أسن) أي كبر كما في رواية عند الشيخين من طريق يحيى بن سعيد عن هشام به، بينت أم المؤمنين حفصة بنت عمر أن ذلك كان قبل موته صلى الله عليه وسلم بعام.
5 – قال الحافظ ابن حجر في كتاب التهجد “فيه رد على من اشترط على من افتتح النافلة قاعدا أن يركع قاعدا، أو قائما أن يركع قائما، وهو محكي عن أشهب وبعض الحنفية”، وذكر هنا أنه محكي عن محمد بن الحسن.
6 – َكَذَلِك الْفَرِيضَة، إِذا زَالَ الْمَانِع لم يستأنفها بطرِيق الأولى. وَالله أعلم. قاله ابن المنير في المتواري على أبواب البخاري، وسبقه ابن بطال.
7 – من لم يطق القيام في جميع صلاته قام ما يطيقه منها، ولا خلاف فيه في النافلة، قاله ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح.
8 – كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا شكورا، كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ثم حين بدن وكبر وكثر لحمه وحطمه الناس صلى جالسا ولم يترك الصلاة بالليل.
9 – قوله في رواية (حطمه الناس) دليل على تواضعه صلى الله عليه وسلم وأنه لا يرد سائلا.
10 – كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته ولم يقطعه. (قراءة حزبه من الليل)
11 – … وقولها: (فإذا بقي من قراءته قدر ثلاثين)، ظاهره أن ما يقرأ قبل القيام أكثر؛ لأن البقية لا تطلق في الأغلب إلا على الأقل قاله ابن الملقن في التوضيح.
12 – لم يكن هدي النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قاعدا إلا من عذر.
13 – … عائشة إحدى أمهات المؤمنين رضي الله عنها وهو أشهر من أن يذكر.
14 – طول صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل.
15 – صرح البخاري بأن الضجعة إنما كانت قبيل صلاة الفجر.
16 – صرح في رواية أن الاضطجاع إنما كان على شقه الأيمن.
17 – استحباب صلاة الليل في الثلث الأخير منه.
18 – فيه تحدث الرجل مع أهله وإيناسهم
19 – إباحة الجلوس لبعض القراءة والقيام لبعض في الركعة الواحدة كما بوب ذلك ابن خزيمة في “صحيحه على حديث عائشة رضي الله عنها”.
20 – بوب النووي على الحديث في شرحه على مسلم: باب جواز النافلة قائماً وقاعدا، وفعل بعض الركعة قائماً وبعضها قاعدا
21 – فيه دليل على أنه ليس من المستحب أنْ يُصلّي المصلي جالسا، إلا إذا كان له عُذر، أو ثقل، أو كبُرٍ في السن.
22 – فيه جواز القعود في أثناء صلاة النافلة لمن افتتحها قائماً كما يباح له أن يفتتحها قاعداً ثم يقوم إذ لا فرق بين الحالتين ولا سيما مع وقوع ذلك منه صلى الله عليه وسلم في الركعة الثانية
23 فيه حسن عشرة النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله، وذلك أنه إذا رأى عائشة يقضى تكلم معها، وهذا مما يجلب الحب والألفة بين الزوجين.
24 هذا الحديث يخصص حديث أنه كان يكره الحديث بعد العشاء الآخرة.
25 فيه مراعاة النبي صلى الله عليه وسلم لأحوال زوجاته رضي الله عنهن، فإنه بعد القيام إن كانت زوجته نائمة لا يوقضها لحظ نفسه.
26 فيه أنه مع المشقة التي كان يجدها النبي صلى الله عايه وسلم من قيام الليل إلا أنه كان يطيل القراءة، وما ذاك إلا لأنها قرة عين النبي عليه الصلاة والسلام.
—–
مشاركة سيف الكعبي:
27 – ما ذكر في سؤال علقمة لعائشة عن الركعتين اللتين يركعهما النبي صلى الله عليه وسلم من جلوس فقالت: يقرأ فيهما، فإذا أراد أن يركع قام فركع.
وبين ابن رجب في الفتح 6/ 260 أن هاتين الركعتين هما الركعتان بعد الوتر ويحتمل أن يكون قبله ثم بين ذلك بعرض الروايات.
28 – صلاة النافلة يخفف فيها ما لا يخفف في الفريضة.
29 – ورد في رواية لمسلم (إذا صلى قاعدا ركع وهو قاعد)، فتحمل على تعدد الصور.
30 – رواية حفصة أخرجها مسلم بينت أن هذا كان قبل موته بعام
31 – حطمه الناس: قال بعض أئمة اللغة: حطم فلانا أهله إذا كبر فيهم كأنه لما حمله من أمورهم واثقالهم والاعتناء بمصالحهم صيروه شيخا محطوما.