111 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
—————-
سنن أبي داود
30 – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَتْنِى عَائِشَةُ رضى الله عنها أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْغَائِطِ قَالَ «غُفْرَانَكَ».
قلت سيف: على شرط المتمم على الذيل.
قال الألباني: صحيح.
قال أبوحاتم: أصح شئ في الباب.
ويوسف بن ابي بردة. وثقه العجلي وابن حبان والحاكم والذهبي.
والحديث ذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية ونقل أن الترمذي قال: غريب، وبعضهم نقل عن الترمذي أنه قال: حسن غريب. وأخرجه البخاري في الأدب.
أما زيادة (والحمدلله على نعمه) فانكرها البيهقي بأنه غير موجوده في النسخ القديمة لصحيح ابن خزيمة إنما ألحقت بخط جديد
وكذلك لفظ (الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني … ). لا تصح
——–
ما يقول الرجل إذا خرج من الخلاء
23 – عن عائشة رضي الله عنها:
أنّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا خرج من الغائط قال: ” غفْرانَك “.
قول غفرانك من الاذكار التي تقال بعد الخروج من الخلاء، و الحديث دلل على وجوب التأسي بالنبي عليه الصلاة و السلام سواء كان في العبادات و المعاملات و الآداب ظاهرا و باطنا.
قوله: ((غفرانك)): الغفران مصدر كالمغفرة، والمعنى أسألك غفرانك، ذكر العلماء في تعقيبه صلى الله عليه وسلم الخروج من المتوضى بهذا الدعاء وجهين: أحدهما أنه استغفر من الحالة التي اقتضت هجران ذكر الله تعالي، فإنه كان يذكر الله على سائر أحواله إلا عند الحاجة، والآخر أنه وجد القوة البشرية قاصرة عن الوفاء بشكر ما أنعم الله عليه من تسويغ الطعام والشراب، وتقريره القوى المفطورات لمصلحة البدن، وترتيب الغذاء من حين التناول إلى أوان المخرج، فلجأ إلى الاستغفار اعترافاً بالقصور عن بلوغ حق تلك النعم.
ذكره الطيبي في شرح المشكاة
الحكمة في قوله (غفرانك)
قال العيني: فإن قلت ما الحكمة في قوله غفرانك إذا خرج من الخلاء قلت قد ذكروا فيه أوجها وأحسنها أنه إنما يستغفر من تركه ذكر الله تعالى مدة مكثه في الخلاء ويقرب منه ما قيل أنه لشكر النعمة التي أنعم عليه بها إذ أطعمه وهضمه فحق على من خرج سالما مما استعاذه منه أن يؤدي شكر النعمة في إعاذته وإجابة سؤاله وأن يستغفر الله تعالى خوفا أن لا يؤدي شكر تلك النعم. عمدة القاري (4/ 103).
سئل العلامة الألباني في سلسلة الهدى والنور:
السائل: بالنسبة للحمامات في هذه الأيام , فما حكم الوضوء أو … وذكر الله عزوجل فيها.؟
الشيخ: لا بأس من ذلك إطلاقا؛ لأن المشكلة إنما هي أن يذكر الله عزوجل في أثناء جلوسه لقضاء حاجته، هذا هو المحظور؛ فإذا هو انتهى من ذلك استنجى واستبرأ , وقام إلى المغسلة ولابد من التسمية حينذاك، هذا ليس فيه أي شيء , لأن هذا المكان ليس هو المرحاض، هذا حمام، المرحاض في زاوية هناك , فهناك إذا جلس لقضاء الحاجة ففي أثناء هذا الجلوس يحرم عليه ذكر الله عزوجل، وإلا قبيل ذلك لابد من التسمية قبل أن يرفع ثيابه , فلابد من الإستعاذة؛ فإذا ما جلس لقضاء الحاجة حرم عليه ذكر الله عزوجل؛ إذا انتهى من ذلك ماذا يقول؟ غفرانك، إذا انتهى من هذا القول وانتقل خطوة إلى جانب آخر من الحمام , فيذكر الله ويفعل ما يشاء من الأذكار. منقول بتصرف يسير.
إذاً (غفرانك) إما لأنه منع من ذكر الله في تلك الفترة، أو لأنه استشعر نعم الله عليه، واستشعر التقصير في شكره عليها، فيطلب الغفران لذلك.
وهذا تنبيه لنا على أن نستشعر نعم الله علينا، وأن نسأل الله دائماً وأبداً أن يوزعنا شكر النعمة ولو كانت شربة ماء، ولو كانت خروج فضلات من جسمه؛ لأن هذا سواء كان في الإدخال أو في الإخراج فهي نعمة من الله سبحانه وتعالى. شرح بلوغ المرام عطية سالم