111 (أ) عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———-
23233 قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن منصور بن حيان الأسدي عن ابن بجاد عن جدته قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ردوا السائل ولو بظلف شاة محترق أو محرق
قوله ” ابن بجاد” صوابه ابن بجيد وهو عبد الرحمن أخرجه أحمد على الصواب برقم 27148و 27149 و 27150 و27151
قال صاحبنا أبوصالح: وعندي تخريجه مطولا، ولا أظن المقام يتسع لنقله
والحديث أورده الدارقطني في العلل وذكر وجوه الإختلاف ولم يرجح.
فيه عبد الرحمن بن بجيد مختلف في صحبته له إدراك، وقال ابن عبد البر في التمهيد مدني معروف، وقال في الإستيعاب وكان عبد الرحمن يذكر بالعلم.
قلت وقال محمد بن إبراهيم التيمي وأيم الله ما كان سهل بأكثر علما منه ولكنه كان أسن منه.
قال أبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار “وعبد الرحمن بن بجيد هذا فمقداره المقدار الذي قد ذكره به محمد بن إبراهيم ووصفه به من العلم ما قد جاوز به علم سهل بن أبي حثمة وقد حدث عنه الجلة” انتهى وسهل يعد في الصحابة.
قلت وأخرج حديثه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي حسن صحيح.
وأخرجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد. وصححه الألباني.
قلت سيف: على الشرط
ونبه محقق التاريخ الكبير 5/ 262 أن الصواب ابن بجيد فلعل بعض الرواة وهم فيه فقال: ابن نجاد. وأيد ذلك محققو المسند 27/ 208
قلت: ورجح البخاري رواية مالك بلفظ إن لم تجدي إلا ظلفا محرقا فادفعيه إلى السائل خلافا لرواية معاذ بلفظ: لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة
لكن وقع في التاريخ مالك: عن زيد بن أسلم عن ابن بجيد الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي في في موطأ يحيى بن يحيى، ومحمد بن الحسن بذكر جدته وكذلك أخرجه ابن حبان من طريق مالك وكذلك عند النسائي والطبراني في الكبير، فلعله حصل سقط في المطبوع
تنبيه: رواية سعيد المقبري عن عبدالرحمن بن بجيد، ذكر صاحب تحفة التحصيل أنه لم يسمع منه، وعزى المحقق هذا الكلام أيضا للمزي.
———
اخراج الصدقة على المسكين و لو بشكل يسير
قال ابن عبدالبر: وفي هذا الحديث دليل على أن الصدقة على أهل الستر والتعفف أفضل منها على السائلين الطوافين. التمهيد (18/ 52).
قال الباجي: (ش): قوله – صلى الله عليه وسلم – ردوا المساكين ولو بظلف محرق الظلف بالكسر هو ظفر كل ما اجتر فحض بذلك – صلى الله عليه وسلم – على أن يعطي المسكين شيئا ولا يرده خائبا وإن كان ما يعطاه ظلفا محرقا وهو أقل ما يمكن أن يعطى ولا يكاد أن يقبله المسكين ولا ينتفع به إلا في وقت المجاعة والشدة، والله أعلم وأحكم. (المنتقى شرح الموطأ) (7/ 234) انتهى
والمعنى: تصدقوا بما تيسر كثر أو قل ولو بلغ في القلة الظلف مثلا، فإنه خير من العدم.
وقال: (محرق) لأنه مظنة الانتفاع به بخلاف غيره فقد يلقيه آخذه، وقال أبو حيان: الواو الداخلة على الشرط للعطف، لكنها لعطف حال على حال محذوفة، وقد تضمنها السياق تقديره: ردوه بشيء من حال، ولو بظلف وقيد بالإحراق، أي الشيء كما هو عادتهم فيه ; لأن النيئ قد لا يؤخذ، وقد يرميه آخذه فلا ينتفع بخلاف المشوي.
وقال الطيبي: هذا تتميم لإرادة المبالغة في ظلف كقولها: كأنه علم في رأسه نار.
يعني: لا تردوه رد حرمان بلا شيء، ولو أنه ظلف، فهو مثل ضرب للمبالغة، وللذهاب إلى أن الظلف إذ ذاك كان له قيمة عندهم بعيد عن الاتجاه. شرح الزرقاني على الموطأ
قال الحافظ العراقي: قال العلماء معنى الحديث أن المسكين الكامل المسكنة هو المتعفف الذي لا يطوف على الناس ولا يسألهم ولا يفطن لحاله، وليس معناه نفي أصل المسكنة عن الطواف وإنما معناه نفي كمالها. (طرح التثريب) (4/ 32).