1101 – 1105 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي
ويعاونهم مجموعة ناصر الريسي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3 والاستفادة والمدارسة –
—————
بَاب مَنْ لَمْ يَتَطَوَّعْ فِي السَّفَرِ دُبُرَ الصَّلَاةِ وَقَبْلَهَا
1101 – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَّ حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ حَدَّثَهُ قَالَ سَافَرَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ صَحِبْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أَرَهُ يُسَبِّحُ فِي السَّفَرِ وَقَالَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
1102 – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عِيسَى بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ لَا يَزِيدُ فِي السَّفَرِ عَلَى رَكْعَتَيْنِ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَذَلِكَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
-_-_-_-_
فوائد الباب الحادي عشر:
1 – لم يصل النبي صلى الله عليه وسلم السنن الرواتب في السفر سوى ركعتي الفجر وهذا الاستثناء أشار إليه البخاري في الباب الذي يليه.
2 – الاستدلال بالكتاب العزيز في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم.
3 – إطلاق لفظ “السبحة” بشأن صلاة التطوع.
4 – قد يطلق الصحابي اللفظة ويريد بها التقييد أو يعم ويريد التخصيص قال ابن عمر لم أره يسبح وهو يقصد السنن الرواتب سوى سنة الفجر فخرجت وخرج مطلق النوافل أيضا.
5 – استخدام الصحابي للقياس فقد ورد عند مسلم من طريق حفص بن عاصم عن ابن عمر “لو كنت مسبحا لأتممت”.
نقل الشوكاني الاجماع على ذلك
قال ابن عقيل الحنبلي وقد بلغ التواتر المعنوي عن الصحابة باستعماله وهو قطعي وقال الصفي الهندي دليل *الإجماع* هو المعول عليه لجماهير المحققين من الأصوليين وقال الرازي في المحصول مسلك الإجماع هو الذي عول جمهور الأصوليين وقال ابن دقيق العيد عندي أن المعتمد اشتهار العمل بالقياس في أقطار الأرض شرقا وغربا قرنا بعد قرن عند جمهور الأمة إلا عند شذوذ متأخرين قال وهذا أقوى الأدلة) ارشاد الفحول للشوكاني
6 – قول ابن عمر “لو كنت مسبحا لأتممت” كأنه لم يخطر ببالهم الإتمام لعلمهم أنه خلاف السنة.
7 – الاهتمام بسنة الخلفاء الراشدين وأنها تبع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
8 – فيه فضيلة لابن عمر رضي الله عنهما وثباته على السنة في الفعل وفي الترك مع طول الزمان.
9 – حديث ابن عمر متفق عليه
فوائد ناصر الريسي وبعضها من شرح العمدة للبسام:
ما يستفاد من الحديث:
1 – مشروعية قصر الصلاة الرباعية في السفر إلى ركعتين.
2 – أن القصر هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم، و سنة خلفائه الراشدين في أسفارهم.
3 – أن القصر عام في سفر الحج والجهاد، وكل سفر طاعة.
وقد ألحق العلماء الأسفار المباحة قال النووي: ذهب الجمهور إلى أنه يجوز القصر في كل سفر مباح. وبعضهم لم يجز القصر في سفر المعصية والصحيح أن الرخصة عامة، يستوي فيها كل أحد.
4 – لطف المولى بخلقه، وسماحة هذه الشريعة المحمدية، حيث سهَّل عبادته على خلقه.
فإنه لما كان السفر مظنة المشقة، رخّص لهم في نقص الصلاة.
وإذا زادت المشقة بقتال العدو، خفف عنهم بعض الصلاة أيضاً.
5 – السفر في هذا الحديث مطلق، لم يقيد بالطويل، والأحسن أن يبقى على إطلاقه فيترخص في كل ما سُمِّي سفراً.
6 – فضل مصاحبة أهل العلم والفضل.
7 – الإحتجاج بالخلفاء الراشدين.
8 – من أتم في حالة السفر لا يأثم حسب من قال به من الجمهور على أن القصر سنة.
فوائد أحمد بن علي:
حديث 1101:
قال العثيمين رحمه الله تعالى:
فيه فائدة عظيمة وهو أن ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود سببه تكون السنة في تركه، وعلى هذا: إتباع السنة سواء كانت فعلية أو تركية، إذا وجد السبب في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعل علمنا أن تركه هو السنة، وهذا استدلال واضح من ابن عمر رضي الله عنهما والآية فيه أيضا واضحة. اه.
أما حديث
1102 فيه دليل على ثبوت هذا الأمر – أي ترك الرواتب في السفر إلا الفجر – وأنه غير منسوخ لفعل الخلفاء له بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
فيه أن صلاة المسافر ركعتين وأن المسافر لا يكمل الصلاة الرباعية.
ففيه الترخص في السفر وأن هذا هو المحبوب لله عزوجل، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم
“إن الله تبارك وتعالى يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته”. صحيح الترغيب 1059
فيه أن الخلفاء الراشدون قدوة لنا وأنهم متبعون في أمور العبادة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:
أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش بعدي يرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي عضوا عليها بالنواجذ (وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
كما في الصحيحة 2735
=========
((((((()))))))
بَاب مَنْ تَطَوَّعَ فِي السَّفَرِ فِي غَيْرِ دُبُرِ الصَّلَوَاتِ وَقَبْلَهَا وَرَكَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ فِي السَّفَرِ
1103 – حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ مَا أَخْبَرَنَا أَحَدٌ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ صَلَّى الضُّحَى غَيْرُ أُمِّ هَانِئٍ ذَكَرَتْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ اغْتَسَلَ فِي بَيْتِهَا فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ فَمَا رَأَيْتُهُ صَلَّى صَلَاةً أَخَفَّ مِنْهَا غَيْرَ أَنَّهُ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ
1104 – * وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِر ٍأَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى السُّبْحَةَ بِاللَّيْلِ فِي السَّفَرِ عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ
1105 – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُسَبِّحُ عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ يُومِئُ بِرَاسِهِ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ
فوائد أبي صالح:
فوائد الباب الثاني عشر:
1 – مشروعية النوافل المطلقة في الليل والنهار.
2 – لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى السنن الرواتب في السفر إلا ما كان من سنة الفجر.
3 – فيه فضل سنة الفجر على غيرها من الرواتب.
4 – مشروعية صلاة الضحى.
5 – فيه إثبات فتح مكة وهو أشهر من أن يذكر.
6 – تعظيم قدر الصلاة، وذلك حين صلي النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى ثمان ركعات بعد الفتح المبين وهو في السفر.
7 – المسافر يبقى مسافرا ولو نزل ووصل إلى مكان مأهول ومكث فيه أياما.
8 – حرص السلف على سنن النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بعضهم سنة صلاة الضحى من أم هانئ ولم يجدها عند غيرها.
فوائد أحمد بن علي:
1103 – فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من النوافل في السفر.
فيه جواز غسل الرجل في بيت بعض أرحامه من النساء إذا أمنت الفتنة وسلم من كلام الناس.
فيه أن صلاة الضحى في السفر تكون خفيفة لا يطيل فيها القراءة ولا الركوع ولا السجود مع الإتيان بجميع أركانها وواجباتها وسننها من غير إخلال بها.
فيه مشروعية صلاة ثمان ركعات في الضحى، والأمر في هذا واسع من حيث العدد كما جاء في الحديث الآخر عن معاذة العدوية قالت سألت عائشة أكان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي الضحى قالت نعم أربعا ويزيد ما شاء الله *
(صحيح) الإرواء 462: مختصر الشمائل 244: وأخرجه مسلم
قال الشيخ العثيمين عند بداية هذا الباب:
والذي تحرر عندي في هذه المسألة أنه لا يصلي راتبة الظهر ولا راتبة المغرب ولا راتبة العشاء، هذه الثلاث الأفضل تركها، وما عدا ذلك من النوافل فباق على أصل الاستحباب كركعتي الضحى والوتر والتهجد وسنة الوضوء وصلاة الاستخارة وغيرها. اه
فوائد سيف:
– سنة الفجر ثبتت في صحيح مسلم من حديث أبي قتادة حين ناموا عن صلاة الفجر.
– ورد في مسند أبي يعلى في صلاة الضحى في بيت أم هانئ: لا يفصل بينهن بكلام ولا سلام. ولا تصح.
– حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين يوم فتح مكة ويوم بشر برأس أبي جهل انكره العقيلي وقال: والحظيث في صلاة الضحى ثابت عن أم هانئ كما في ترجمة سلمة بن رحاء وكذلك استغربه ابن عدي وذكر الأئمة أنه صاحب غرائب. المهم ثبت أن كعب بن مالك لما يشر بتوبة الله عليه خر ساجدا
– فيه عبقرية الإمام البخاري حيث نوع أحاديث جواز صلاة النافلة فذكر صلاة نهارية وهي الضحى وصلاة ليلية وهي قيام الليل.
– حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله أخرجه مسلم لكن أعله أحمد والأثرم وغيرهم حيث أن عائشة ثبت عنها أنها لم تره صلى الله عليه وسلم – يصلي الضحى وقالت: وإني لأسبحها. نقله ابن رجب في شرح العلل.
– فائدة نقل كون العمل استمر على ذلك في عهد أبي بكر وعمر أنه لم يقع نسخ.
– بعض النوافل لها وقت مخصوص كالضحى وبعضها مرتبط بالفرائض وهي الرواتب وهناك نوافل مطلقة وهناك نوافل ليلية.
– يبعد أن النبي صلى الله عليه وسلم يفعل فعلا مما هو عبادة مما أتى الحث في المواظبة عليها ولا يعلم به أمثال ابن عمر. لذا من الخطأ أن يقال أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي الرواتب في السفر ولم يره ابن عمر.