(110) 4344 4342 الفوائد المنتقاه من شرح مختصر صحيح مسلم
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
(ألقاه الأخ: سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة في مجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
صحيح مسلم؛؛
بَاب فِي أَسْمَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
4342 عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يُمْحَى بِيَ الْكُفْرُ وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عَقِبِي وَأَنَا الْعَاقِبُ وَالْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ
4343 – وعن جبير أيضا:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ لِي أَسْمَاءً أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ أَحَدٌ وَقَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ رَءُوفًا رَحِيمًا
قال عقيل قلت: للزُّهْرِيِّ وَمَا الْعَاقِبُ؟ قَالَ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ
4344 عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً فَقَالَ أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْمُقَفِّي وَالْحَاشِرُ وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ.
……………………………….
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَكَانَ مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ تَسْمِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهُ رَءُوفًا رَحِيمًا إمَّا مِنْ كَلَامِ جُبَيْرٍ وَإِمَّا مِنْ كَلَامِ مَنْ سِوَاهُ مِنْ رُوَاتِهِ
وراجع تفصيل أكثر لابن حجر
مشاركة مجموعة عبدالحميد البلوشي:
قال ابن القيم رحمه الله: أسماؤه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نوعان:
أحدهما: خاص لا يُشارِكُه فيه غيره من الرسل كمحمد، وأحمد، والعاقب، والحاشر، والمقفي، ونبي الملحمة.
والثاني: ما يشاركه في معناه غيره من الرسل، ولكن له منه كماله، فهو مختص بكماله دون أصله، كرسول الله، ونبيه، وعبده، والشَّاهدِ، والمبشِّرِ، والنذيرِ، ونبيِّ الرحمة، ونبيّ التوبة.
وأما إن جعل له مِن كل وصف من أوصافه اسم، تجاوزت أسماؤه المائتين، كالصادق، والمصدوق، والرؤوف الرَّحيم، إلى أمثال ذلك. وفي هذا قال من قال من الناس: إن لله ألفَ اسمٍ، وللنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألفَ اسم، قاله أبو الخطاب بنُ دِحيةَ ومقصوده الأوصاف.
” زاد المعاد ”
قال ابن القيم رحمه الله: فَذكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذِه الْأَسْمَاء مُبينًا مَا خصّه الله بِهِ من الْفضل وَأَشَارَ إِلَى مَعَانِيهَا وَإِلَّا فَلَو كَانَت أعلاماً مَحْضَة لَا معنى لَهَا لم تدل على مدح وَلِهَذَا قَالَ حسان رَضِي الله عَنهُ
(وشق لَهُ من اسْمه ليجله … فذو الْعَرْش مَحْمُود وَهَذَا مُحَمَّد)
” جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام ”
حديث (أنا الحاشر تحشر الناس على قدمي) هو مما اتفق عليه الشيخان، ولفظ كامل الحديث أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (إِنَّ لِي أَسْمَاءً أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي وَأَنَا الْعَاقِبُ) رواه البخاري (4896) ومسلم (2354)
فأما قوله: ((أنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي)) فمعناه على أثري أي أنه يحشر قبل الناس، وهو موافق لقوله في الرواية الأخرى: ((يُحشر الناس على عقبي)).
ويحتمل أن يكون المراد بالقدم الزمان، أي وقت قيامي على قدمي بظهور علامات الحشر، إشارة إلى أنه ليس بعده نبي.
هذا مجمل ما ذكره الحافظ في الفتح (6/ 557)
وقال ابن القيم في زاد المعاد (1/ 94) فكأنه بعث ليحشر الناس.
انظر رسالة القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (2/ 283) من مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
وأما أسماء غيره سبحانه وتعالى، فإنها مجرد أعلم إل أسماء النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنها أعلم وأوصاف، وكذلك أسماء كتب الله عز وجفهي أعلم وأوصاف أيضا.
” مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله “. (96/ 3)
قال صاحب ” تحفة الأحوذي ” (105/ 8):
قال عياض: حمى الله هذه السماء أن يسمى بها أحد قبله وإنما تسمى بعض العرب محمدا قرب ميلده لما سمعوا من الكهان والحبار أن نبيا سيبعث في ذلك الزمان يسمى محمدا فرجوا أن يكونوا هم فسموا أبناءهم بذلك قال وهم ستة ل سابع لهم
قال الحافظ قد جمعت أسماء من تسمى بذلك في جزء مفرد فبلغوا نحو العشرين لكن مع تكرار في بعضهم ووهم في بعض
فيتلخص منهم خمسة عشر نفسا انتهى
(أنا محمد وأنا أحمد) قال أهل اللغة رجل محمد ومحمود إذا كثرت خصاله المحمودة
قال ابن فارس وغيره وبه سمي نبينا صلى الله عليه وسلم محمدا وأحمد، أي: ألهم الله تعالى أهله أن سموه به لما علم من جميل صفاته وقال الحافظ إن هذين السمين أشهر أسمائه وأشهرهما محمد وقد تكرر في القرآن وأما أحمد فذكر فيه حكاية عن قول عيسى عليه السلم فأما محمد فمن باب التفعيل للمبالغة وأما أحمد فمن باب التفضيل، وقيل: سمي أحمد؛ لنه علم منقول من صفة وهي أفعل التفضيل ومعناه أحمد الحامدين.
وسبب ذلك ما ثبت في الصحيح أنه يفتح عليه في المقام المحمود بمحامد لم يفتح بها على أحد قبله وقيل النبياء حمادون وهو أحمدهم أي أكثرهم حمدا أو أعظمهم في صفة الحمد
وأما محمد فهو منقول من صفة الحمد أيضا وهو بمعنى محمود وفيه معنى المبالغة والمحمد الذي حمد مرة بعد مرة كالممدح
قال العشى: إليك أبيت اللعن كان وجيفها إلى الماجد القرم الجواد المحمد أي الذي حمد مرة بعد مرة أو الذي تكاملت فيه الخصال المحمودة.
(وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر) قال العلماء المراد محو الكفر من مكة والمدينة وسائر بلد العرب وما زوي له صلى الله عليه وسلم من الرض ووعد أن يبلغه ملك أمته
قالوا: ويحتمل أن المراد المحو العام بمعنى الظهور بالحجة والغلبة كما قال تعالى: (ليظهره على الدين كله).
وجاء في حديث آخر تفسير الماحي بأنه الذي محيت به سيئات من اتبعه فقد يكون المراد بمحو الكفر هذا ويكون كقوله تعالى (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) والحديث الصحيح (السلم يهدم ما كان قبله)
(وأنا الحاشر) أي ذو الحشر (الذي يحشر) أي يجمع (على قدمي) قال النووي ضبطوه بتخفيف الياء على الفراد وتشديدها على التثنية. قال الطيبي والظاهر على قدميه اعتبارا للموصول إل أنه اعتبر المعنى المدلول للفظة أنا.
وفي شرح السنة: أي يحشر أول الناس لقوله أنا أول من تنشق عنه الرض.
وقال الحافظ في الفتح على قدمي أي على أثري أي أنه يحشر قبل الناس
وهو موافق لقوله في الرواية الخرى (يحشر الناس على عقبي) انتهى
وقال الطيبي هو من السناد المجازي؛ لنه سبب في حشر الناس لن الناس لم يحشروا ما لم يحشر.
(وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي).
قال النووي: أما العاقب ففسره في الحديث بأنه ليس بعده نبي أي جاء عقبهم
قال ابن العرابي: العاقب والعقوب الذي يخلف في الخير من كان قبله.
قال المناوي: وفيه جواز التسمية بأكثر من واحد قال ابن القيم: لكن تركه أولى لن القصد بالسم التعريف والتمييز والسم كاف وليس كأسماء المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ لن أسماءه كانت نعوتا دالة على كمال المدح لم يكن إل من باب تكثير السماء لجللة المسمى ل للتعريف فحسب.
“فيض القدير” (518/ 2)
قال صاحبنا عبدالله الديني: وسأل الشيخ ابن باز:
هل (يس) اسم من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم، أرجو إفادتي، وإفادتي عن بقية أسمائه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؟
يس ليست من أسماءه صلى الله عليه وسلمعلى الصحيح وهكذا طه ليست من أسمائه بعض الناس يظن ذلك، وليست من أسمائه لا طه ولا يس، ولا غيرها من فواتح السور، عليه الصلاة والسلام، وإنما الحروف المقطعة مثل ألم، ومثل حم، ومثل ألمص، وأشباهها، كلها حروف مقطعة في أوائل السور إلا فيها الحكمة العظيمة سبحانه وتعالى، وليست أسماء للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يقال سورة طه، سورة يس، سورة ألمص، سورة حم كذا لا بأس، وأما أسماءه فهي كثيرة عليه الصلاة والسلام، لكن أشهرها محمد وأحمد عليه الصلاة والسلام، والماحي، والحاشر، والمقفي كما جاء في الأحاديث نبي التوبة، نبي الرحمة، نبي الملحمة، كل هذه من أسمائه عليه الصلاة والسلام، وأشهرها محمد، وأحمد عليه الصلاة والسلام.
الموقع الرسمي من فتاوى الامام عبد العزيز بن باز رحمه الله
هذا سؤال أجاب عنه الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرح العقيدة السفارينية (1/ 72):
السؤال: المصطفى هل هو من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: لا، الظاهر أنه من أوصافه.
والغريب من أن بعض الناس سبحان الله العظيم يقول: (قال المصطفى)، مع أن الصحابة رضي الله عنهم أشد من تعظيماً للرسول عليه الصلاة والسلام وأعلم منا بمناقبه، ما قال أبي هريرة (قال المصطفى)
__________
شرح العقيدة السفارينية (1/ 72)
======+
قلت سيف: وهذه تتمات:
روي حديث في هذا يعني التسمي ب – طه لكنه واه بمرة، والله أعلم، أوله: ان لي عشرة اسماء، أخرجه ابن مردوية، وابن عدي، وابن عساكر.
فيه ابويحيى وتكلم فيه العراقي بالحكم عليه بالضعف في تعليقه على الإحياء كما في 2/ 383، وإسماعيل بن إبراهيم التيمي سمي هو في رواية ابن عساكر وهو كما قال الحافظ في التقريب ضعيف اهـ
قال الزرقاني: في سنده ضعيفان
وهذا باحث يرد على من يقول أن نبينا كان اسمه قثم وليس محمد قال:
قد ادعى بعض المستشرقين ذلك، وتبعهم ناس من بني جلدتنا: قال:
فالمقصود أن يتولى كِبْرَ التشكيك فى الإسلام وكتابه وسيرة نبيه ناسٌ من بين أَظْهُرنا من بنى جلدتنا. ذلك أنه إذا كان اسم الرسول الأصلى هو “قُثَم”، فلماذا غيّره يا ترى، وهو اسم يدل على الكرم وكثرة العطاء، ومن ثم فهو مدح لا ذم؟ ولماذا لم نسمع أحدا من المشركين فى مكة أو من اليهود والمنافقين فى المدينة أو من نصارى العرب أو من الروم أو الفرس يذكر هذا؟ لقد اتهمه المشركون بكل نقيصة فقالوا عنه: ساحر ومجنون وكذاب ويكتتب أساطير الأولين، و يسمونه على سبيل التنقص بـ”ابن أبى كبشة” إشارةً إلى أحد أجداده الأولين. والمنافقين يقولون: سَمِّنْ كلبك يأكلْك! وأشاعوا الإفك على زوجته الكريمة، وتآمروا على قتله. كما كان اليهود يعترضون على كل شىء فى دينه، حتى لقد كانوا يتهكمون بالصلاة والأذان ويتخذونهما هُزُوًا ولَعِبًا، ويسخرون من دعوة القرآن إلى إقراض الله قرضا حسنا قائلين: “إن الله فقير ونحن أغنياء”، ويجدّفون فى حقه سبحانه واصفين إياه بأن يده مغلولة. بل لقد ذهبوا أبعد من ذلك فقالوا لأهل مكة المشركين إن وثنيتهم خير من التوحيد الذى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم! فهل تراهم كانوا يسكتون لو أن الرسول غير اسمه من “قُثَم” إلى “محمد”
صحيح أن هناك رواية تقول بأن “قثم” صفة من الصفات التى كان يتسمى بها عليه السلام، بَيْدَ أنها رواية غير وثيقة،
ثم إن الموجود فى كتب التاريخ والسيرة والأشعار والقرآن والأحاديث العربية والأجنبية أنه “محمد”، ومنها كتابه “من محمد رسول الله إلى قيصر مثلا أو كسرى … “،
جاء فى “الوافى بالوفيات” لصلاح الدين الصفدى، فى “باب محمد” وتحت عنوان “المُسَمَّوْن بمحمد في الجاهلية”: ” كان النصارى وبعض العرب يخبرون بظهور نبي اسمه “محمد” من العرب وكانوا يسمون أبناءهم: “محمدا” رجاء أن تكون النبوة فيه: فمنهم محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميمي …
ويمضى الصفدى فيذكر بعد قليل أسماءه صلى الله عليه وسلم فيقول: “روى البخاري والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم؟ يشتمون “مُذَمَّمًا”، ويلعنون “مذمما”، وأنا “محمد”. و”أحمد” أبلغ من “محمَّد”، كما أن “أحمر” و”أصفر” أبلغ من “محمر” و”مصفر”.
ومن أسمائه المقفى، ونبي التوبة، ونبي المرحمة. وفي صحيح مسلم: ونبي الملحمة. ومن أسمائه طه، ويس، والمزَّمِّل، والمدَّثِّر، وعَبْدٌ في قوله تعالى: “بعبده ليلاً”، و”عبد الله” في قوله تعالى: “وأنه لما قام عبد الله يدعوه”، و”مُذَكِّر” في قوله تعالى: “إنما أنت مذكِّر”. وقد ذكر غير ذلك”.
وقد كتب النويرى صاحب “نهاية الأرب” تحت عنوان “أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكُنَاه” ما نصه: “وأسماؤه صلى الله عليه وسلم كثيرة، منها ما جاء بنص القران، ومنها ما نُقِل إلينا من الكتب السالفة والصحف المنزلة، ومنها ما جاء في الأحاديث الصحيحة، ومنها ما اشتهر على ألسنة الأئمة من الأمة رضوان الله عليهم
ثم قرر ما سبق في أن بعض العرب تسموا بمحمد لما سمعوا بالبشارة وقال:
حمى الله تعالى كل من تسمى بمحمد أن يدَّعى النبوة، أو يدَّعيها أحد له …. ومن أسمائه فيها: المتوكل، والمقدس، وروح الحق، وهو معنى “البارقليط” في الإنجيل. وقال ثعلب: “البارقليط” الذي يفرق بين الحق والباطل ….
ثم يستمر قائلا: “ومن أسمائه ونعوته عليه السلام التي جرت على ألسنة أئمة الأمة: المصطفى، والمجتبي، والحبيب، ورسول رب العالمين، والشفيع المشفع، … وصاحب الهراوة والنعلين صلى الله عليه وسلم. قالوا: ومعنى صاحب القضيب: السيف. وقع ذلك مفسرا في الإنجيل، قال: معه قضيب من حديدٍ يقاتل به، وأمته كذلك. وأما الهراوة التي وُصِف بها فهي في اللغة: العصا، ولعلها القضيب الممشوق الذي انتقل إلى الخلفاء. وأما صاحب التاج، فالمراد به العمامة، ولم تكن حينئذٍ إلا للعرب. وكانت كنيته المشهورة أبا القاسم.
ومن الواضح أن الكلام يطول فى باب أسمائه صلى الله عليه وسلم وأنها كلها، ما عدا “محمدا” و”أحمد”، ألقاب شرفية نص الحديث على عددٍ جِدّ قليلٍ منها، ثم أضاف المسلمون إليها الكثير مما لم يُسْمَع من النبى عليه السلام حتى لقد
لقد نسب إلى ابن الجوزى كلاما لم يقله، إنما قال أن من بين أسماء النبى اسم “قثم” انتهى من البحث مختصرا
وقال ابن القيم رحمه الله: ومما يمنع منه التسمية بأسماء القرآن وسوره، مثل: طه، ويس، وحم، وقد نص مالك على كراهة التسمية بـ يس ذكره السهيلي، وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم فغير صحيح، ليس ذلك في حديث صحيح ولا حسن، ولا مرسل، ولا أثر عن صاحب، وإنما هذه الحروف مثل: ألم، وحم، الر، ونحوها. اهـ.
وانظر لمزيد الفائدة معجم المناهي اللفظية ص: 360، 565، 581.
قال باحث: أسوق قواعد جوامع، وفوائد فرائد في ((أسماء النبي صلى الله عليه وسلم)) فإلى بيانها (معجم المناهي اللفظية):
أولاً: عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الحاشر، الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا الماحي، الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا العاقب في لفظ مسلم: الذي ليس بعدي أحد، وفي الترمذي: الذي ليس بعدي نبي)) متفق عليه. ورواه الترمذي والنسائي.
وقد جمع السيوطي في أول كتابه: ((الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة)) روايات الحديث وألفاظه وأشار إلى أن ((خمسة)) في ثبوتها شيء وإن ثبتت فلعلها من الراوي.
ثانياً: اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم اختص بتعدد أسمائه صلى الله عليه وسلم دون غيره من البشر وفي تعليل هذه الخصوصية يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في تسمية المولود بأكثر من اسم: (لكن تركه أولى؛ لأن القصد بالاسم: التعريف، والتمييز، والاسم كافٍ، وليس كأسماء المصطفى؛ لأن أسماءه كانت نعوتاً دالة على كمال المدح، لم تكن إلا من باب تكثير الأسماء؛ لجلالة المسمى لا للتعريف فحسب) (13) انتهى.
ثالثاً: أُلِّف في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم عدة مؤلفات وفي ((كشف الظنون)) و ((ذيليه)) تسمية أربعة عشر كتاباً، كما في ((معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي)) للشيخ عبدالله بن محمد الحبشي اليماني. ص/ 435 436. وهي: لابن دحية، والقرطبي، والرصاع، والسخاوي، والسيوطي، وابن فارس. وغيرهم.
وتبحث مستفيضة في كتب السير، والخصائص النبوية، والشروح الحديثية، كما في ((عارضة الأحوذي 10/ 281)).
وقد طبع منها ((الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة)) للسيوطي.
رابعاً: في عددها:
1. جعلها بعضهم كعدد أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين اسماً وجعل منها نحو سبعين اسماً من أسماء الله تعالى.
2. وعد منها الجزولي في ((دلائل الخيرات)) مائتي اسمٍ (14).
3. أوصلها ابن دحية في كتابه ((المستوفى في أسماء المصطفى)) نحو ثلاثمائة اسم.
- وبلغ بها بعض الصوفية ألف اسم فقال: لله ألف اسم ولرسوله صلى الله عليه وسلم ألف اسم.
خامساً: أسماء النبي صلى الله عليه وسلم توقيفية، لا يسمى باسم إلا إذا قام الدليل عليه، كما في حديث أبي الطفيل المتقدم رضي الله عنه وما سوى ذلك فعلى أنحاء:
1. كثير منها ذكرت على سبيل التسمية له صلى الله عليه وسلم والحال أنها أوصاف كريمة لهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كما بين ذلك النووي في ((تهذيب الأسماء واللغات 1/ 22)) وعند السيوطي في ((الرياض الأنيقة)) ص / 35.
2. تبين أن الذي له أصل في النصوص إما اسم، وهو القليل، أو وصف، وهو أكثر، وما سوى ذلك فلا أصل له، فلا يطلق على النبي صلى الله عليه وسلم حماية من الإفراط والغلو، ويشتد النهي إذا كانت هذه الأسماء والصفات التي لا أصل لها فيها غلو، وإطراء.
وهذا القسم هو الذي يعنينا ذكره في هذا ((المعجم)) للتحذير من إطلاق ما لم يرد عن الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم وهي كثيرة جداً، ومظنتها كتب الطُّرقية والأوراد والأذكار البدعية، مثل: ((دلائل الخيرات)) للجزولي، ومنها: أحيد. وحيد. منح. مدعو. غوث. غياث. مقيل العثرات. صفوح عن الزلات. خازن علم الله. بحر أنوارك. معدن أسرارك. مؤتي الرحمة. نور الأنوار. السبب في كل موجود. حاء الرحمة. ميم الملك. دال الدوام. قطب الجلالة. السر الجامع. الحجاب الأعظم. آية الله.
وقد كانت هذا الأسماء يطبع منها ((99)) اسماً في الغلاف الأخير ((للمصحف))، ويثبت في غلافه الأول ((99)) اسماً من أسماء الله تعالى وذلك في ((الطبعة الهندية)). ولشيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز: فضل في التنبيه على تجريد القرآن منها، فجرد منها، جزاه الله خيراً.
وبعد هذا وقفت على كلام في غاية النفاسة، ورد فيه الخاطر على الخاطر فلله الحمد وحده وذلك للعلامة اللغوي ابن الطيب الفاسي في ((شرح كفاية المتحفظ)) لابن الأجدابي فقال ص/ 51 ما نصه:
(ثم أي مؤلف كفاية المتحفظ وصفه أي وصف النبي صلى الله عليه وسلم بما وصفه الله تعالى به في القرآن العظيم من كونه: ((خاتم النبيين)) سيْراً على جادة الأدب؛ لأن وصفه بما وصفه الله به مع ما فيه من المتابعة التي لا يرضى صلى الله عليه وسلم بسواها فيه اعتراف بالعجز عن ابتداع وصف من الواصف، يبلغ به حقيقة مدحه عليه الصلاة والسلام ، ولذا تجد الأكابر يقتصرون في ذكره عليه السلام على ما وردت به الشرع الطاهرة كتاباً وسنة دون اختراع عبارات من عندهم في الغالب) انتهى.
وراجع مجموع الفتاوى 19/ 167؛ في فوائد تكرار سورة موسى، حيث ذكر أن مثلها بتنوع أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وأن في كل اسم دلالة على معنى ليس في الاسم الآخر. وكذلك أسماء الله عز وجل وكذلك أسماء القرآن.
ومن أسمائه:
ابن العواتك: عن عمرو بن سعيد بن العاص عن سيابة بن عاصم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: (أنا بن العواتك من سليم) الصحيحة 1569 اخرجه الطبراني في المعجم الكبير 6724.
وفي رواية من طريق أبي عوانة عن قتادة به مرفوعا قال قتيبة بن سعيد: [كان للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث جدات من سليم إسمهن عاتكة، فكان إذا افتخر قال انا ابن العواتك] قال البيهقي: [بلغني أن إحداهن أم عدنان، والأخرى أم هاشم، والثالثة جدته من قبل زهرة]. قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: في تخريج الحديث في السلسلة الصحيحة 1596: ” وقد وجدت له شاهدا بلفظ: [خذها وأنا ابن العواتك].
لكن قال أبوحاتم في المراسيل: سيابة الذي يروي أنا ابن العواتك ليست له صحبه. وراجع العلل 963، وكذلك رجح الإرسال البخاري كما في التاريخ الكبير 4/ 209
وشاهده من حديث مكحول عن جابر أخرجه ابن عساكر، ومكحول لم يسمع من جابر، وإسحاق بن زيد لم يوثقه معتبر، والعلاء بن الحارث اختلط ولم تميز مروياته.
ورد عند الطبراني في الكبير: [ونبي الملحمة] صحيح الجامع 1473.
وقال الأزدي في الجمع بين الصحيحين: وقع في مسلم نبي التوبة ونبي المرحمة، وفي أطراف أبي مسعود (ونبي الرحمة ونبي الملحمة) ولم يذكر (ونبي التوبة)
وصحح محققو المسند حديث حذيفة وفيه (ونبي الملاحم)
ولعل الله ييسر لنا فيه تخريج موسع
لكن لعل في معناه: (وجعل رزقي تحت ظل رمحي) لكن قلنا في تحقيق نضرة النعيم: فيه عبدالرحمن بن ثابت وله طرق اختلف الباحثون هل تقويه أم لا؟ والراجح عدم التقوية. وانظر بلوغ المرام دار الآثار. ج
وضعف إسناده محققو المسند وقالوا: على نكارة في بعض الفاظه. وعلقه البخاري بصيغة التمريض.
ثم قام صاحبنا أبو صالح بجمع طرق حديث (نبي الملحمة) نقلته هنا في آخر شرح الباب.
و من أسمائه: المتوكل: روى الإمام أحمد والبخاري عن عطاء بن يسار قال: [لقيت عبدالله بن عمرو رضي الله عنه فقلت أخبرني عن صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة. فقال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن، يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وحرزا للأميين. أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ، ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه حتى يقيم به الملّة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، فيفتح به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا]
أخرجه البخاري (8/ 450)، الإمام احمد في المسند (2/ 174).
والنبي المصطفى: عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: انطلق النبي صلى الله عليه وسلم يوما وأنا معه، حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيد لهم، فكرهوا دخولنا عليهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر اليهود! أروني اثني عشر رجلا يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، يحط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي غضب عليهم. قال: فأسكتوا ما أجابه منهم أحد، ثم رد عليهم فلم يجبه منهم أحد، فقال أبيتم! فوالله إني لأنا الحاشر، وانا العاقب، وأنا النبي المصطفى آمنتم أم كذبتم … )
اخرجه أحمد (6/ 25) والحاكم (3/ 415 ــ 416) صحيح السيرة النبوية ص 81.
قلت (سيف) ذكرنا في تخرجنا لمسند أحمد 23984 أن الشيخ مقبل ذكره في الصحيح المسند من أسباب النزول، لكن يميل إلى أن ما في الصحيحين أصح، وأن عبدالله بن سلام هو الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم فيه نكارة في متنه، فكيف يحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب.
لكن يمكن الجمع بأن يقال: بأن يوفقوا للإيمان كما في الرواية التي في صحيح البخاري 3941 (لو آمن بي عشرة من اليهود، لآمن بي اليهود) وهو أيضًا مشكل لكن للعلماء لهم فيه توجيهات.
وكذلك يشكل كون عوف بن مالك إنما كان إسلامه زمن خيبر وإسلام عبدالله بن سلام متقدم.
المهم: التوجيه ممكن، ولو لم نذكره في كتابنا الذيل على الصحيح المسند فإن أبينا جعلناه على شرط المتمم. منقول من تخريجنا لنضرة النعيم
فوائد متفرقة:
خطأ يقع فيه المسلمون: [مناداة كل ما هب ودب من الناس بـ يا محمد]
معنى محمد في اللغة أي كثير المحامد على وزن (مفعَّل) مثل مبجل من التبجيل
فكيف ننادي إنسان كافر أو فاسق بأنه كثير المحامد
قال ابن عثيمين: أنا عندي خيرٌ من هذا أن يقول: يا عبد الله؛ لأنهم كلهم عباد الله، حتى الكافرعبد لله، فلو أنها غيرت إلى يا عبد الله لكان أحسن»،يعني من محمد
الحديث الذي ذكره مسلم في الباب يدل على أنه خاتم النبيين وهناك نصوص كثيرة
الحافظ العراقي ذكر أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في منظومته في السيرة فقال:
محمد مع المقفي أحمدا … الحاشر العاقب والماحي الردا
وهو المسمى بنبي الرحمة .. في مسلم وبنبي التوبة
وفيه أيضا بنبي الملحمة … وفي رواية نبي المرحمة
… الى آخر ما ذكر
الطحاوي في مشكل الآثار
, وَكَانَتِ الْأَسْمَاءُ تَنْقَسِمُ قِسْمَيْنِ: فَقِسْمٌ مِنْهَا تَكُونُ الْأَسْمَاءُ فِيهِ لَا لِعِلَّةٍ، كَالْحَجَرِ وَكَالْجَبَلِ , وَكَمَا سِوَى ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يُسَمَّ بِمَعْنًى فِيهِ وَمِنْهَا مَا يُسَمَّى بِهِ لِمَعْنًى فِيهِ مِنْ صِفَاتِهِ: كَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحَمْدِ، وَكَأَحْمَدَ مِنَ الْحَمْدِ أَيْضًا، فَكَانَ هَذَانِ الِاسْمَانِ مِنْ أَسْمَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا اسْمَانِ قَدْ ذَكَرَهُمَا اللهُ جَلَّ وَعَزَّ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} [الفتح: 29]، وَقَالَ تَعَالَى فِيمَا كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاطَبَ بِهِ قَوْمَهُ: {إِنِّي رَسُولُ اللهِ إلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَاتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6]، فَكَانَ هَذَانِ الِاسْمَانِ مِنْ صِفَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَقَفْنَا بِذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ جَائِزٌ أَنْ يُسَمَّى بِصِفَاتِهِ سِوَى الْحَمْدِ كَمَا سُمِّيَ بِالْحَمْدِ الَّذِي هُوَ مِنْ صِفَاتِهِ، فَسُمِّيَ الْمَاحِيَ ; لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَمْحُو بِهِ الْكُفْرَ , وَسُمِّيَ الْحَاشِرَ ; لِأَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ عَلَى قَدَمِهِ , وَسُمِّيَ الْعَاقِبَ ; لِأَنَّهُ أَعْقَبَ مَنْ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ وَسُمِّيَ خَاتَمًا ; لِأَنَّهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40] , وَسُمِّيَ الْمُقَفِّيَ ; لِأَنَّهُ قَفَّى مَنْ
قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ , وَسُمِّيَ نَبِيَّ التَّوْبَةِ ; لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تَابَ بِهِ عَلَى مَنْ تَابَ مِنْ عِبَادِهِ , وَذَكَرَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 117]، [ص:185] وَسُمِّيَ نَبِيَّ الْمَلْحَمَةِ ; لِأَنَّهُ سَبَبُ الْقِتَالِ هُوَ الْمَلْحَمَةُ.
وَكُلُّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ مُشْتَقَّةٌ مِنْ صِفَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَقَدْ سَمَّاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: رَءُوفًا رَحِيمًا انْتِزَاعًا بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} فَدَلَّ ذَلِكَ أَنَّهُ جَائِزٌ أَنْ يُسَمَّى بِصِفَاتِهِ كُلِّهَا، وَأَنَّ مَا سُمِّيَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ لَاحِقٌ بِأَسْمَائِهِ الَّتِي قَدْ سُمِّيَ بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ كَمَا لَحِقَ بِأَسْمَاءِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ الِاسْمُ الَّذِي سَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهُ لَمَّا تَتَرَّبَ بِالتُّرَابِ بِقَوْلِهِ لَهُ: ” قُمْ يَا أَبَا تُرَابٍ “، قَالَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ: فَمَا كَانَ لَهُ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُ، وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ الْحَدِيثَ وَمَا يَدْخُلُ فِي مَعْنَاهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ كِتَابِنَا هَذَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَكَانَ جَائِزًا أَنْ يُذْكَرَ بِبَعْضِ أَسْمَائِهِ , وَلَا يَكُونُ الْقَصْدُ إِلَى بَعْضِهَا دَلِيلًا أَنْ لَا أَسْمَاءَ لَهُ غَيْرَهَا , فَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى عِنْدَنَا وَاللهُ أَعْلَمُ جَاءَتْ هَذِهِ الْآثَارُ عَلَى مَا جَاءَتْ بِهِ مِمَّا فِيهَا , وَاللهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ
قال ابن عبد البر في الاستذكار:
عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ قَالَ أَحْسَنُ بَيْتٍ قِيلَ فِيمَا قَالُوا قَوْلُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوْ قَوْلُ أَبِي طَالِبٍ
(وَشَقَّ لَهُ مِنِ اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ … فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ) قَالَ أَبُو عُمَرَ قَدْ قِيلَ إِنَّ أَصْدَقَ بَيْتٍ قَالَهُ شَاعِرٌ
(فَمَا حَمَلَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ رَحْلِهَا … أَبَرَّ وَأَوْفَى ذِمَّةً مِنْ مُحَمَّدِ) وَهَذَا الْبَيْتُ فِي شِعْرٍ لِأَبِي إِيَاسٍ الدِّيلِيِّ يَمْدَحُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَدْ ذَكَرْتُ أَبَا إِيَاسٍ فِي كِتَابِ الصَّحَابَةِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ
إشكال:
قال ابن حجر في الفتح: في قوله (الذي يمحو بي الكفر)
وَيُجَابُ بِأَنَّ الْمُرَادَ إِزَالَةُ الْكُفْرِ بِإِزَالَةِ أَهْلِهِ وَإِنَّمَا قُيِّدَ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ لِأَنَّ الْكُفْرَ مَا انْمَحَى مِنْ جَمِيعِ الْبِلَادِ وَقِيلَ إِنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى الْأَغْلَبِ أَوْ أَنَّهُ يَنْمَحِي بِسَبَبِهِ أَوَّلًا فَأَوَّلًا إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ فِي زَمَنِ عِيسَى بن مَرْيَمَ
وَاسْتُشْكِلَ التَّفْسِيرُ بِأَنَّهُ يَقْضِي بِأَنَّهُ مَحْشُورٌ فَكَيْفَ يُفَسَّرُ بِهِ حَاشِرٌ وَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ وَأُجِيبَ بِأَنَّ إِسْنَادَ الْفِعْلِ إِلَى الْفَاعِلِ إِضَافَةٌ وَالْإِضَافَةُ تَصِحُّ بِأَدْنَى مُلَابَسَةٍ فَلَمَّا كَانَ لَا أُمَّةَ بَعْدَ أُمَّتِهِ لِأَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ نُسِبَ الْحَشْرُ إِلَيْهِ لِأَنَّهُ يَقَعُ عَقِبَهُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ يُحْشَرُ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ وَقِيلَ مَعْنَى الْقَدَمِ السَّبَبُ وَقِيلَ الْمُرَادُ عَلَى مُشَاهَدَتِي قَائِمًا لِلَّهِ شَاهِدًا عَلَى الْأُمَمِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَنَا حَاشِرٌ بُعِثْتُ مَعَ السَّاعَةِ وَهُوَ يُرَجِّحُ الْأَوَّلَ تَنْبِيهٌ قَوْلُهُ عَلَى عَقِبِي بِكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ مُخَفَّفًا عَلَى الْإِفْرَادِ وَلِبَعْضِهِمْ بِالتَّشْدِيدِ عَلَى التَّثْنِيَةِ وَالْمُوَحَّدَةِ مَفْتُوحَةٌ قَوْلُهُ وَأَنَا الْعَاقِبُ زَادَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ وَقَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ رَءُوفًا رَحِيمًا قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ قَوْلُهُ وَقَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ إِلَخْ مُدْرَجٌ مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ قُلْتُ وَهُوَ كَذَلِكَ وَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى مَا فِي آخِرِ سُورَةِ بَرَاءَةٌ وَأَمَّا قَوْلُهُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ فَظَاهِرُهُ الْإِدْرَاجُ أَيْضًا لَكِنْ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرِهِ بِلَفْظِ الَّذِي لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ عَقِبُ الْأَنْبِيَاءِ وَهُوَ مُحْتَمِلٌ لِلرَّفْعِ وَالْوَقْفِ وَمِمَّا وَقَعَ
مِنْ أَسْمَائِهِ فِي الْقُرْآنِ بِالِاتِّفَاقِ الشَّاهِدُ الْمُبَشِّرُ النَّذِيرُ الْمُبِينُ الدَّاعِي إِلَى اللَّهِ السِّرَاجُ الْمُنِير
تنبيه: بحث لصاحبنا أبي صالح: حول زيادة (نبي الملحمة)
حديث (أنا محمد وأحمد …. )
أخرج أبو داود الطيالسي في مسنده، وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 1152 من طريق خالد بن عبد الرحمن الخراساني، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف والحاكم في مستدركه 4185 من طريق أبي نعيم، وأخرجه الروياني في مسنده من طريق محمد بن عبيد وأخرجه أبو العباس الحنفي كما في مشيخة ابن البخاري من طريق يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ كلهم قالوا: حدثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى الأشعري به وفيه (نبي الملحمة)
وقال الحاكم صحيح الإسناد ووافقه الذهبي
تابعه الأعمش عن عمرو بن مرة به وفيه (نبي الملحمة)
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة والبزار في مسنده وأبو يعلى في مسنده 7244 وابن حبان في صحيحه والبيهقي في شعب الإيمان من طرق عن جرير عن الأعمش به
قال البزار لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى إِلَّا جَرِيرٌ وَقَدْ رَوَاهُ الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ
قلت
تابعه شيبان بن عبد الرحمن عن الأعمش به أخرجه أبو بشر الدولابي في الكنى والأسماء
وتابعه أبو حمزة عن الأعمش به أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط 22
تابعه مسعر عن عمرو بن مرة به وفيه (نبي الملحمة)
أخرجه الطبراني في الأوسط 2716 وقال لم يروه عن مسعر إلا جعفر، ولا رواه عن جعفر إلا الوكيعي
تابعه الأوزاعي عن عمرو بن مرة به (وسقط عن أبي عبيدة” عند الطبراني) أخرجه الطبراني في الأوسط 4338 وأبو نعيم في الحلية 5/ 99 في أثناء ترجمة عمرو بن مرة وقال الطبراني
لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ إِلَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَلَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ إِلَّا أَبُو الْيَمَانِ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو شُرَحْبِيلَ ”
قلت وقال أبو نعيم غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَمْرٍو. رَوَاهُ الْأَعْمَشُ وَالْمَسْعُودِيُّ وَمِسْعَرٌ عَنْ عَمْرٍو
تابعه رقبة عن عمرو بن مرة به وفيه (ونبي التوبة والملحمة) أخرجه ابن بشران في أماليه وأبو الحسين الأبنوسي في مشيخته
تابعه عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ به أخرجه الطبراني في الأوسط 4417 وقال
لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ إِلَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ ”
وله شاهد أخرجه الآجري في الشريعة 1011 من طريق أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ زِرٍّ , عَنْ حُذَيْفَةَ به وفيه (نبي الملحمة) (وأخرجه أحمد والبزار من طريق أسود بن عامر حدثنا أبو بكر به لكن قال عن أبي وائل مكان زر وقال (نبي الملاحم) وتابعه محمد بن طريف الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش به أخرجه الترمذي في الشمائل 368)
وله شاهد أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 105 وابن شبة في تاريخ المدينة 2/ 632 من طريقين عن مالك بن مغول عن أبي حصين عن مجاهد مرسلا وفيه (رسول الملحمة)
قلت مرسل صحيح على شرط الشيخين
قال الحاكم في المستدرك (2/ 603): وقد اتفق الشيخان من أسامي رسول الله صلى الله عليه وسلم على محمد وأحمد والحاشر والعاقب والماحي
قلت أما الحديث في صحيح مسلم فقد أشار بعض العلماء لوجود زيادة (ونبي الملحمة في بعض النسخ) والله أعلم