11 لطائف السنة:
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——-‘——-‘
——-‘——-‘——-‘
لطائف السنة:
الجزاء من جنس العمل في السنة.
فكما أنه ورد القرآن من جنس العمل في القرآن كذلك ورد في السنة.
قال ابن تيمية في الحسبة:
قَالُوا: وَقَدْ دَلَّ الْكِتَاب وَالسُّنَّة فِي أَكْثَر مِنْ مِائَة مَوْضِع عَلَى أَنَّ الْجَزَاء مِنْ جِنْس الْعَمَل فِي الْخَيْر وَالشَّرّ، كَمَا قَالَ تَعَالَى (جَزَاء وِفَاقًا): أَيْ: وَفْق أَعْمَالهمْ، وَهَذَا ثَابِت شَرْعًا وَقَدْرًا.
و هناك كتاب في هذا الموضوع بتأليف الدكتور/ سيد حسين العفاني،
وقد استهل الكتاب بموضوع: الجزاء من جنس العمل في القرآن الكريم، وذكر تحته إحدى وأربعين آية، يورد تحت كل آية أقوال بعض المفسرين فيها.
ثم أتبع ذلك بعناوين كثيرة بعضها مأخوذة من آيات القرآن كـ:
– جزاء النبيين والمرسلين.
– ذلك جزيناهم بما كفروا.
– فكلاً أخذنا بذنبه.
وبعدها عناوين أخرى كثيرة بعض عناصرها مستفادة من آيات القرآن الكريم.
فلعلّ الكتاب يغني في هذا الموضوع، أو يفتح – على الأقل – آفاقاً لمن أراد إفراد موضوع: الجزاء من جنس العمل في القرآن الكريم بالبحث والدراسة، والله تعالى أعلم
ولنقتصر على كلام الإمام السعدي لأنه مختصر أخذه من النصوص الحديثية فقال:
أن الله بحكمته قضى أن الجزاء من جنس العمل في الخير, واحذروا من أسباب العذاب الأليم؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ” الراحمون يرحمهم الرحمن ” ” ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.
إن الله طيب لا يقبل من الأعمال والأقوال والنفقات إلا طيباً، إن الله طيب نظيف يحب النظافة، جواد يحب الجود، كريم يحب الكرم، وما نقصت صدقة من مال, بل تزيده.
وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد إلا رفعه الله، ومن أحسن إلى الخلق أحسن الله إليه، ومن عفى عنهم عفى الله عنه، ومن غفر لهم غفر الله له، ومن تكبر عليهم وضعه الله.
ومن يسر عن معسر, يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا, فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في حاجة العبد, ما كان العبد في حاجة أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً, سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة.
ومن أنفق لله, أخلف الله عليه، ومن أمسك عما عليه, أتلفه الله، وما ظهر الغلول, وأكل المال بغير حق في قوم, إلا قطع عنهم الرزق.
وما نكث قوم العهد, إلا سلط عليهم الأعداء، وما فشى في قوم الزنا, إلا كثر فيهم الوبا والموت، وما حكم قوم بغير ما أنزل الله, إلا جعل الله بأسهم بينهم.
ومن وصل رحِمَهُ وصله الله، ومن قطعها قطعه الله، ومن آوى إلى الله آواه الله، ومن استحيا من الله استحيا الله منه، ومن أعرض عن الله أعرض الله عنه، ومن تقرب إلى الله تقرب الله منه أكثر من ذلك.
ومن أشبع مسلماً من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقاه على ظمأ سقاه من حلل الجنة، ومن نصر أخاه المسلم نصره الله، ومن خذله خذله الله.
ومن تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته, وأظهر عيوبه، ومن سترهم, وأغضى عن معائبهم ستره الله، ومن يستعفف يعفَّه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يصبر يصبِّره الله، ومن أقال مسلماً بيعته أقال الله عثرته يوم القيامة, ومن أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله، ومن فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته، ومن جمع بين متحابين جمع الله بينه وبين أحبته.
منَّ الله عليّ وعليكم بالقيام بالأسباب النافعة, وحمانا وإياكم من الأسباب الضارة، قال تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) [الزلزلة:8].