108 مختلف الحديث
مجموعة: طارق أبي تيسير، ومحمد البلوشي، وعبدالحميد البلوشي، وكديم. ونوح وعبدالخالق وموسى الصوماليين
ومجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري
جمع سيف بن دورة الكعبي
بإشراف سيف بن غدير النعيمي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان رحمه الله ووالديهم ووالدينا)
———-‘———-‘——-
[ومن كتاب النكاح وما يتعلق به]
مختلف الحديث رقم: {107}
كيف التوفيق بين حديث عبدالله بن عمرو، عن النبى ـ قال: (من ادعى إلى غير أبيه لم يجد رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من قدر مسيرة سبعين عامًا)
رواه أحمد، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
وبين ما جاء أيضا في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: (من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة, وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام)
رواه ابن ماجه (517). قال البوصيري في (زوائد ابن ماجه) (2/ 72) من طريق عبدالكريم عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو
ورواه أحمد 2/ 171 من طريق الحكم عن مجاهد بنحوه وفيه سبعين عاما
وقال الشيخ مقبل في (الصحيح المسند) (782): صحيح رجاله رجال الصحيح.
فمرة قال: سبعين. ومرة قال: خمسمائة.
——–‘———‘——-‘——–‘
في صحيح البخاري،
# عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما).
*قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري:*
قوله (أربعين عامًا) كذا وقع للجميع
وخالفهم عمرو بن عبد الغفار عن الحسن بن عمرو عند الإسماعيلي فقال (سبعين عامًا) ومثله في حديث أبي هريرة عند الترمذي من طريق محمد بن عجلان عن أبيه عنه ولفظه (وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفًا) ومثله في رواية صفوان بن سليم المشار إليها ونحوه لأحمد من طريق هلال بن يساف عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم (سيكون قوم لهم عهد فمن قتل منهم رجلًا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عامًا)
وعند الطبراني في الأوسط من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة بلفظ (من مسيرة مائة عام)
وفي الطبراني عن أبي بكرة (خمسمائة عام) ووقع في الموطإ في حديث آخر (إن ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام) وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير من حديث أبي هريرة.
وفي حديث لجابر ذكره صاحب الفردوس (إن ريح الجنة يدرك من مسيرة ألف عام)
وهذا اختلاف شديد.
وقد تكلم ابن بطال على ذلك فقال: الأربعون هي الأشد فمن بلغها زاد عمله ويقينه وندمه فكأنه وجد ريح الجنة التي تبعثه على الطاعة
قال: والسبعون آخر المعترك ويعرض عندها الندم وخشية هجوم الأجل فتزداد الطاعة بتوفيق الله فيجد ريحها من المدة المذكورة
وذكر في الخمسمائة كلامًا متكلفًا حاصله أنها مدة الفترة التي بين كل نبي ونبي فمن جاء في آخرها وآمن بالنبيين يكون أفضل من غيره فيجد ريح الجنة.
وقال الكرماني: يحتمل أن لا يكون العدد بخصوصه مقصودًا بل المقصود المبالغة في التكثير ولهذا خص الأربعين والسبعين لأن الأربعين يشتمل على جميع أنواع العدد لأن فيه الآحاد وآحاده عشرة والمائة عشرات والألف مئات والسبع عدد فوق العدد الكامل وهو ستة إذ أجزاؤه بقدره وهي النصف والثلث والسدس بغير زيادة ولا نقصان وأما الخمسمائة فهي ما بين السماء والأرض.
قلت: والذي يظهر لي في الجمع أن يقال: إن الأربعين أقل زمن يدرك به ريح الجنة من في الموقف والسبعين فوق ذلك أو ذكرت للمبالغة والخمسمائة ثم الألف أكثر من ذلك ويختلف ذلك باختلاف الأشخاص والأعمال فمن أدركه من المسافة البعدى أفضل ممن أدركه من المسافة القربى وبين ذلك.
وقد أشار إلى ذلك شيخنا في شرح الترمذي فقال الجمع بين هذه الروايات أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص بتفاوت منازلهم ودرجاتهم
ثم رأيت نحوه في كلام بن العربي فقال ريح الجنة لا يدرك بطبيعة ولا عادة وإنما يدرك بما يخلق الله من إدراكه فتارةً يدركه من شاء الله من مسيرة سبعين وتارةً من مسيرة خمسمائة
ونقل ابن بطال أن المهلب احتج بهذا الحديث على أن المسلم إذا قتل الذمي أو المعاهد لا يقتل به للاقتصار في أمره على الوعيد الأخروي دون الدنيوي.
قلت سيف بن دورة:
قَالَ الاثيوبي عفا الله تعالى عنه بعد أن نقل كلام ابن حجر: ما قاله الحافظ العراقيّ رحمه الله تعالى عندي أظهر. والله أعلم
_____________
قال باحث:
فهذا جمعٌ لطيف لروايات مسيرة رائحة الجنة فأقول:
1 – رواية أربعين عاماً:
روى البخاري (3166) من حديث ابن عمرو مرفوعاً: ” من قتل معاهداً لم يرِح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً “.
2 – رواية سبعين عاماً:
- روى النسائي (4749) من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم مرفوعاً: ” من قتل رجلاً من أهل الذمّة لم يجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاماً “.
وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 2453.
• وروى أحمد (2/ 171) من حديث ابن عمرو مرفوعاً: ” من ادّعى إلى غير أبيه فلن يَرح رائحة الجنة، وريحها يوجد من مسيرة سبعين عاماً “.
وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 2307.
3 – رواية مئة عام:
• روى ابن حبان (1531 – موارد) من حديث أبي بكرة مرفوعاً: ” من قتل نفساً معاهدةً بغير حقِّها لم يرح رائحة الجنة، وإن ريح الجنة لتوجد من مسيرة مئة عام “.
وقال الألباني في صحيح موارد الظمآن 1276: صحيح لغيره.
• وروى الحديثَ الطبراني في المعجم الأوسط 663 من حديث أبي هريرة، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 2356.
قلت سيف بن دورة: حديث أبي هريرة رضي الله عنه على شرط الذيل على الصحيح المسند.
وورد كذلك بلفظ سبعين خريفًا.
وسيأتي تخريجها
4 – رواية خمس مئة عام:
• روى ابن حبان (1530 – موارد) والحاكم (1/ 44) من طريق الحسن عن أبي بكرة مرفوعاً: ” من قتل معاهداً في عهده لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمس مئة عام “.
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة 6376: منكر بهذه المسيرة.
وصحّح رواية ” مئة عام ” المذكورة سابقاً.
• وروى الطبراني في المعجم الصغير (1/ 145 – 146) من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ” تُراح رائحة الجنة من مسيرة خمس مئة عام”.
وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (13/ 835).
• وروى ابن ماجه (2611) من حديث ابن عمرو مرفوعاً: ” من ادّعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمس مئة عام “.
• وضعفه الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه 569، وقال: المحفوظ في هذا الحديث: ” سبعين عاماً “. حيث تعقب المنذري في جزمه أن عبدالكريم هو الجزري ورجح أنه بن أبي المخارق.
بينما ذهب مقبل أنه الجزري وعزى ذلك لتحفة الإشراف.
5 – رواية ألف عام:
روى الطبراني في المعجم الأوسط (5664) من حديث جابر مرفوعاً: ” … فإن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام “.
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة 5369: ضعيف جدًّا.
فائدة: قال الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة (13/ 836): إن المسيرة المذكورة في حديث الترجمة ” خمس مئة عام ” لا تصح، وإنما يصح بلفظ: ” مئة “، كما صحّت المسيرة بلفظ (السبعين) و (الأربعين). واعلم أنه لا تعارض بين هذه الألفاظ؛ كما قال ابن القيم رحمه الله في ” حادي الأرواح ” (1/ 250)، والظاهر أنه يعني أن الرقم الأكثر يشمل الأقل، والله أعلم
——
الطبراني في الأوسط 663 – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا مُعَلَّلُ بْنُ نُفَيْلٍ قَالَ: نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدَةً بِغَيْرِ حَقِّهَا، لَمْ يَرُحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مِائَةِ عَامٍ»
لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَوْفٍ إِلَّا عِيسَى
قلت سيف: على شرط الذيل على الصحيح المسند
قال الألباني في الصحيحة
2356 – ” من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة و إن ريح الجنة توجد من
مسيرة مائة عام “.
قال الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” 5/ 471:
رواه الضياء في ” صفة الجنة ” (3/ 86 / 2) من طريقين عن عيسى بن يونس عن عوف
الأعرابي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا، و قال: ” و إسناده عندي
على شرط الصحيح “. قلت: و هو كما قال. و قد جاء الحديث من حديث أبي بكرة و
قد خرجته في ” التعليق الرغيب ” (3/ 204 – 205) و في رواية عنه بلفظ: ”
سبعين عاما “. و إسناده صحيح. انتهى
قلت سيف: قال الضياء في صفة الجنة: 152 – عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول صلى الله عليه وسلم من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة وإن ريح الجنة يوجد من مسيرة مئة عام.
[ص:147]
لفظ معلل وقال أحمد بن حياب لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد. والباقي مثله قال الطبراني لم يروه عن عوف إلا عيسى بن يونس ورواه الترمذي بنحوه من رواية ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة وفيه مسيرة سبعين خريفا. وقال حسن صحيح.
وإسناده عندي على شرط الصحيح والله أعلم.
وله شواهد منها حديث عبدالله بن عمرو أخرجه البخاري، 6914.
وسبق أوجه الجمع عن الأئمة في مشاركات الأصحاب.