( 108 ) الفوائد المنتقاه من شرح مختصر صحيح مسلم
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
( ألقاه الأخ : سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة في مجموعات السلام1،2،3 والمدارسة ، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
وشارك صاحبنا أحمد بن علي
—————
31 – بَابٌ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَبْعَثِهِ، وَسِنِّهِ
113 – (2347) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ، وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَلَيْسَ بِالْأَبْيَضِ الْأَمْهَقِ وَلَا بِالْآدَمِ وَلَا بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلَا بِالسَّبِطِ، بَعَثَهُ اللهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَتَوَفَّاهُ اللهُ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ»
113 – وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ، ح وحَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، كِلَاهُمَا، عَنْ رَبِيعَةَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، بِمِثْلِ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَزَادَ فِي حَدِيثِهِمَا كَانَ أَزْهَرَ
32 – بَابُ كَمْ سِنُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ قُبِضَ؟
114 – (2348) حَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ الرَّازِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ زَائِدَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَعُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ»
115 – (2349) وحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» وقَالَ ابْنُ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، بِمِثْلِ ذَلِكَ.
115 – وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبَّادُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، بِالْإِسْنَادَيْنِ جَمِيعًا، مِثْلَ حَدِيثِ عُقَيْلٍ
——
– سبق الكلام على شعر النبي صلى الله عليه وسلم قبل أبواب.
– سنتكلم هنا عن لونه، وننقل بعض ما يتعلق بمبعثه.
قبل نقل أقوال أهل العلم في معنى الحديث :
نذكر بعض الأحاديث في الباب، وبعض المعاني فمن ذلك :
جاء في وصف الحور العين : في قوله تعالى (كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) أي كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي، المستور عن الأعين والريح والشمس، الذي يكون لونه من أحسن الألوان، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه، فكذلك الحور العين، لا عيب فيهن بوجه، بل هن كاملات الأوصاف، فشبههن الله تعالى باللؤلؤ المكنون وبالبيض المكنون وبالياقوت والمرجان فخذ من اللؤلؤ صفاء لونه وحسن بياضه ونعومة ملمسه وخذ من البيض المكنون وهو المصون الذي لم تنله الأيدي اعتدال بياضه وشوبه بما يحسنه من قليل صفرة بخلاف الأبيض الأمهق المتجاوز في البياض وخذ من الياقوت والمرجان حسن لونه في صفائه وإشرابه بيسير من الحمرة.
-ورد في روايات فيها ضعف ذكرها الألباني في الصحيحة في الشواهد حيث أورد حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض؛ كأنما صيغ من فضة، رجل الشعر ) وفيه ضعف لكن ذكر في الشواهد حديث أنس الذي في الباب، وأورد حديث علي وفيه( كان عظيم الهامة مشربا حمرة، عظيم اللحية ) انتهى
– ورد في حديث أنس عند البزار والمقدسي في المختارة من طريق حميد عن أنس( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة حسن الجسم ليس بالطويل ولا بالقصير وكان شعره ليس بالجعد ولا سبط أسمر اللون إذا مشى يتوكأ). قال المقدسي : وأخرجه الترمذي عن حميد بن مسعدة عن عبدالوهاب وقال حديثه حسن صحيح غريب. فيه ألفاظ ليست في الصحيح والله أعلم وهو قوله( أسمر اللون إذا مشى كأنه يتوكأ). انتهى
وقال البزار 6624 : وهذا الحديث لا نعلم رواه عن حميد إلا خالد وعبدالوهاب انتهى
قال محققو المسند 21/161:وذكروا حديث أنس وعزوه للترمذي والبيهقي في الدلائل 1/204 وغيرهما : وفي رواية البيهقي : وكان أبيض بياضه إلى السمرة. انتهى
والحديث صححه صاحب كتاب أنيس الساري
قال في الشذي شرح الترمذي : الآدم الذي يميل إلى الحمرية، والأسمر إلى البياض انتهى
وإنما نقل ابن الملقن أن الأدمة هي السمرة، وقيل فوقها يعلوه سواد.
وكذلك نقل القرطبي في المفهم :في قوله( ليس بآدم ) الذي تغلب سمرته السواد، فإن السمرة بياض يميل إلى سواد، والسحمة- بالسين – فوقه ثم الصحمة فوقه – بالصاد – وهو غالب لون الحبش ثم الأدمة فوقه وهو غالب لون العرب والنبي صلى الله عليه وسلم بياضه مشربا بحمرة في صفاء، فصدق انه أزهر، وأنه مشرب وهذا اللون هو احسن الألوان واعدلها
ورد في نظم المتناثر :
251- أنه كان أبيض اللون مشرباً بحمرة
– ذكر الشهاب في شرح الشفا في القسم الأخير منها في الكلام على كفر من قال أنه عليه الصلاة والسلام كان أبيض اللون أنها متواترة ونصه : والمتواتر من حليته أنه كان أبيض مشرباً بحمرة كما تقدم اهـ.
وقال المناوي في شرح الشمائل في الكلام على قول أنس أسمر اللون ما نصه قال الحافظ أبو الفضل العراقي هذه اللفظة يعني لفظة أسمر انفرد بها حميد عن أنس ورواه غيره من الرواة عنه بلفظ أزهر اللون ثم نظرنا من روى صفة لونه صلى الله عليه وسلم غير أنس فكلهم وصفوه بالبياض دون السمرة وهم خمسة عشر صحابياً اهـ ومثله في جمع الوسائل.
وحديث ابن عباس هي رؤية منامية ليزيد الفارسي رأي فيها النبي صلى الله عليه وسلم فقصها على ابن عباس واقره ابن عباس،
لكن محققو المسند قالوا : إسناده ضعيف، يزيد الفارسي في عداد المجهولين.
وفي الأطراف 2/52 أورد حديث ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمر اللون…. ) الحديث
انفرد به عبدالرزاق عن معمر عن ثابت وخالفه حماد بن سلمة فرواه عن ثابت عن أنس( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون )
فعلى هذا فرواية حميد عن أنس أيضا شاذة لان حميد إنما أخذ السماع من ثابت أو ثبته فيها ثابت.
ولما أورد رواية حميد عن أنس 2/71: قال : غريب من حديث حميد عن أنس وغريب من حديث عبدالوهاب الثقفي عنه.
ونقل ابن عساكر عن ابن شاهين أنه قال : تفرد بهذا الحديث خالد الطحان.
ونقل الزرقاني في شرح الموطأ أن المحب الطبري رد هذه الرواية وقال : يمكن الجمع بأن نقول المراد بالسمرة : الحمرة التي تخالط البياض، وبالبياض المثبت ما تخالطه الحمرة، والمنفي ما لا تخالطه وهو الذي تكره العرب لونه وتسمية الأمهق. وبهذا بان بأن رواية أبي زيد المروزي هذا الحديث في البخاري :أمهق ليس بأبيض مقلوبة، ويمكن توجيهها بأن المراد بالامهق الأخضر الذي ليس ليس بياضه في الغاية ولا سمرته ولا حمرته.
قال ابن الملقن في التوضيح : قال عياض : وقع في رواية المروزي( أزهر اللون أمهق ) وهو خطأ، وجاء في أكثر الروايات 🙁 ليس بالأبيض ولا بالآدم ) وهو غلط وصوابه( ليس بالأبيض الأمهق )
والألباني قال في : السلسلة الضعيفة
رقم الحديث: 5414
الحديث: 5414 – ( كان شديد البياض ) .
قال الألباني في ” السلسلة الضعيفة والموضوعة ” 11/ 693 🙁 منكر)قال ابن كثير في “السيرة” من “البداية” (6/ 17) : وقال يعقوب ابن سفيان : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء : حدثني عمرو بن الحارث : حدثني عبدالله بن سالم عن الزبيدي : أخبرني محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يصف رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : … فذكره . وقال :”وهذا إسناد حسن ، ولم يخرجوه” !كذا قال !وأقول : وأنى له الحسن ، وإسحاق هذا ؛ قال الحافظ في “التقريب” :”صدوق يهم كثيراً ، وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب” ؟!ومحمد بن مسلم : هو الإمام الزهري .ثم إن الحديث منكر ؛ فقد جاءت أحاديث كثيرة عن غير ما واحد من الصحابة في وصف النبي صلي الله عليه وسلم بأنه كان أبيض ، وفي بعضها :أنه كا مشرباً بحمرة . وفي غيرها :أبيض ليس بالأبهق ، وهو الكريه البياض كلون الجص ، يريد أنه كان نير البياض ؛ كما في “النهاية” ، وليس في شيء منها أنه كان شديد البياض ، وقد ذكر طائفة منها ابن كثير نفسه ، وروى بعضها الترمذي في “الشمائل” ؛ فانظر كتابي “مختصر الشمائل” (رقم 1،5،10،12) .
وقال لكن أورده في الأدب المفرد وقال : حسن لغيره سند الحديث : 1155 حدثنا إسحاق بن العلاء قال حدثني عمرو بن الحارث قال حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال أخبرني محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ربعة وهو إلى الطول أقرب شديد البياض أسود شعر اللحية حسن الثغر أهدب أشفار العينين بعيد ما بين المنكبين مفاض الخدين يطأ بقدمه جميعا ليس لها أخمص يقبل جميعا ويدبر جميعا لم أر مثله قبل ولا بعد
قلت : عزاه في صحيح الأدب إلى الضعيفه تحت حديث 4164، والصحيحة 2095 وفيهما كثير من الألفاظ الواردة لكن ليس فيه( شديد البياض )
والحديث عزاه ابن حجر ليعقوب بن سفيان وقال إسناده قوي( روضة المحدثين ) فلعله لم ينتبه لاسحاق بن العلاء مع أنه قال في التقريب : صدوق يهم كثيرا وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب.
لكن ورد أنه شديد البياض من حديث شيخ من بني كنانه أخرجه أحمد 5/376 وهو في غاية المقصد حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ أَشْعَثَ، قَالَ: حَدَّثَنِى شَيْخٌ مِنْ بَنِى مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسُوقِ ذِى الْمَجَازِ يَتَخَلَّلُهَا يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا قَالَ: وَأَبُو جَهْلٍ يَحْثِى عَلَيْهِ التُّرَابَ، وَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لاَ يَغُرَّنَّكُمْ هَذَا عَنْ دِينِكُمْ، فَإِنَّمَا يُرِيدُ لِتَتْرُكُوا آلِهَتَكُمْ وَتَتْرُكُوا اللاَّتَ وَالْعُزَّى، قَالَ: وَمَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْنَا: انْعَتْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَ بُرْدَيْنِ أَحْمَرَيْنِ، مَرْبُوعٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ، حَسَنُ الْوَجْهِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، أَبْيَضُ شَدِيدُ الْبَيَاضِ، سَابِغُ الشَّعْرِ.
وقلنا في تحقيقنا لمسند أحمد هو على شرط الذيل على الصحيح المسند قال الذهبي : إسناده قوي، وقال ابن كثير : كذا قال : ابوجهل، والظاهر أبولهب.
– كذلك مما يقرر هنا ما ورد من بياض إبطيه.
-كذلك بياض فخذه، وفيه حديث ، وهو في صحيح البخاري :
٣٧١ – عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر، فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر، وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم، ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما دخل القرية قال: ” الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم {فساء صباح المنذرين} [الصافات: ١٧٧] ” قالها ثلاثا، قال: وخرج القوم إلى أعمالهم، فقالوا: محمد، قال عبد العزيز: وقال بعض أصحابنا: والخميس – يعني الجيش – قال: فأصبناها عنوة، فجمع السبي، فجاء دحية الكلبي رضي الله عنه، فقال: يا نبي الله، أعطني جارية من السبي، قال: «اذهب فخذ جارية»، فأخذ صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، أعطيت دحية صفية بنت حيي، سيدة قريظة والنضير، لا تصلح إلا لك…. ) الحديث
——
ثالثا ـ تحديد اليوم الذي وُلد فيه:
لم يمكن المؤرخين تحديد اليوم والشهر والعام الذي ولد فيه على وجه الدقة؛ وأغلب الروايات تتجه إلى أن ذلك كان عام هجوم الأحباش على مكة سنة 570 م في الثاني عشر من ربيع الأول.
وأما اليوم فكان يوم الإثنين، عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الاثنين فقال فيه ولدت وفيه أنزل عليَّ. رواه مسلم.
الذي يَعرف أحوال العرب ويعلم أنهم كانوا أمة أمية لم يكونوا يؤرخون بالأيام، بل كانوا يؤرخون بالأعوام، فيقولون: عام الفيل، وعام بناء الكعبة، وعام الحديبية، وعام حجة الوداع يعلم يقينًا أن تحديد يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم من الشهر من غير طريق النقل الصحيح أمر صعب.
ذلكم أن العرب لم تكن لها سجلات تحصي فيها أسماء المواليد، بل لم يكن ذلك من همِّها، فكيف يُتصوَّر أنّ أحدًا من الناس حين وُلدَ النبي صلى الله عليه وسلم تفرَّس فيه أنه سيكون له شأن جلل، فضبط ذلك الحدث باليوم والشهر والسنة، فقد وُلد صلى الله عليه وسلم ولادةً عادية كما يولد سائر الناس، وما ورد من الخوارق التي صاحبت ولادتَه صلى الله عليه وسلم لا يصح منها شيء، وأما النور الذي رأته أمُّه وأضاءت له قصور بصرى بالشام فهو رؤيا منام، رأت ذلك حين حملت به صلى الله عليه وسلم.
وإذا نظرنا في هذه الأقوال المختلفة في تحديد يوم ولادته صلى الله عليه وسلم وجدنا أن أقربها إلى الواقع القول الذي صح عن محمد بن جبير بن مطعم رضي الله عنه، وذلك لأنه مؤيَّد بحسابات الفلكيين، فهو الذي رجحه الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي وهو من كبارهم، قال: “كان قدوم الفيل مكة لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم، يوم الأحد، وكان أوَّل المحرم من تلك السنة يوم الجمعة، وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بخمسين يومًا يومَ الاثنين لثمان خلت من ربيع الأول، وذلك يوم عشرين من نيسان، وبعث نبيُّنا يوم الاثنين لثمانٍ خلت من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين من عام الفيل، فكان من مولده إلى أن بعثه الله أربعون سنة ويوم، ومن مبعثه إلى أول المحرم من السنة التي هاجر فيها اثنتا عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرون يومًا، وذلك ثلاث وخمسون سنة تامة من عام الفيل “.
واعتمد هذا القول الحافظ أبو الخطاب ابن دحية في كتابه: “التنوير في مولد البشير النذير”، ومال إلى تصحيح هذا القول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه صحيح السيرة النبوية.
” انتهى منقول من بعض المواقع ”
—-
– وفاته :
ورد في إكمال المعلم بفوائد مسلم : والبخاري لما أورد حديث أنس( ثلاث وستين ) قال :هذه أصح ممن قال ستين. كذا نقله صاحب كتاب
——
– سن الوحي :
نقل ابن الملقن أقوال وقال : فتحصلنا في السن على أقوال، اثنين وأربعين ونيف، اثنين وأربعين، ثلاث وأربعين.
وفي الشهر على ثلاثة أقوال : ربيع الأول، رمضان، رجب.
– النبي صلى الله عليه وسلم بعث لأربعين لكن لا يوجد دليل أن هذه هي السن الذي يبعث بها الأنبياء بدليل أن عيسى عليه الصلاة والسلام بعث وهو ابن ثلاث وثلاثين.
وكذلك الآية التي في الأحقاف إنما تدل أن سن النضج والأشد أربعين، فلا تدل على سن النبوة.
——-
ولننقل الآن النقولات :
قال ابن عبدالبر في الاستذكار :
ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻄﻮﻳﻞ اﻟﺒﺎﺋﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻑ ﻓﻲ اﻟﻄﻮﻝ ﻭاﻟﻤﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ اﻟﺸﻄﺎﻁ اﻟﺬﻱ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻀﻄﺮﺏ ﻣﻦ ﻃﻮﻟﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻴﺐ ﻓﻲ اﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭاﻟﻨﺴﺎء ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺬﻟﻚ.
ﻭاﻷﻣﻬﻖ اﻷﺑﻴﺾ اﻟﺬﻱ ﺑﻴﺎﺿﻪ ﻻ ﺇﺷﺮاﻕ ﻓﻴﻪ ﻛﺄﻧﻪ اﻟﺒﺮﺹ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻄﻪ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻴﺐ
ﻭاﻵﺩﻡ اﻷﺳﻤﺮ ﻭاﻷﺩﻣﺔ اﻟﺴﻤﺮﺓ
ﻭاﻟﺠﻌﺪ اﻟﻘﻄﻂ اﻟﺬﻱ ﺷﻌﺮﻩ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ اﻟﺠﻌﻮﺩﺓ ﻛﺎﻟﻤﺤﺘﺮﻕ ﻳﺸﺒﻪ ﺷﻌﻮﺭ ﺃﻫﻞ اﻟﺤﺒﺸﺔ
ﻭاﻟﺴﺒﻂ اﻟﻤﺮﺳﻞ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﻜﺴﺮ ﻓﻬﻮ ﺟﻌﺪ ﺭﺟﻞ ﻛﺄﻧﻪ ﺩﻫﺮﻩ ﻗﺪ ﺭﺟﻞ ﺷﻌﺮﻩ ﺑﺎﻟﻤﺸﻂ
ﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺑﻌﺜﻪ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻣﻦ ﺗﺎﺑﻊ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﺫﻛﺮﻧﺎ اﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻭﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﻭاﻩ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﻛﺮﻭاﻳﺘﻪ
ﻭﻣﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ؛ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﻗﺒﺎﺙ ﺑﻦ ﺃﺷﻴﻢ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ﺑﻦ ﻣﻄﻌﻢ ﻭﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﻭﻋﻄﺎء اﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺭﻭﻯ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻋﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ
ﻭﻣﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺛﻼﺙ ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﻦ ﺭﻭاﻳﺔ ﻫﺸﺎﻡ اﻟﺪﺳﺘﻮاﺋﻲ ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻋﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﻴﺐ
ﺭﻭاﻩ ﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻭﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻭﺟﺮﻳﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ ﻛﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﻴﺐ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﺑﻦ ﺛﻼﺙ ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ
ﻫﺬﻩ ﺭﻭاﻳﺔ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﻘﻮاﺭﻳﺮﻱ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻭاﻓﻖ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻭﺟﺮﻳﺮا ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺧﺎﻟﻔﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻔﻀﻞ ﻋﺎﺭﻡ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺬﻛﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺇﻥ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ اﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻨﻪ ﻓﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ
ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻜﺜﻪ ﺑﻤﻜﺔ ﻓﻔﻲ ﻗﻮﻝ ﺃﻧﺲ ﻣﻦ ﺭﻭاﻳﺔ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻭﻣﻦ ﺭﻭاﻳﺔ ﺃﺑﻲ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻧﻪ ﻣﻜﺚ ﺑﻤﻜﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻤﺔ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ
ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﻋﺮﻭﺓ ﻭاﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭاﻟﺤﺴﻦ ﻭﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻭﻋﻄﺎء اﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺮﻭﺓ ﻳﻨﻜﺮ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺃﻗﺎﻡ ﺑﻤﻜﺔ ﺛﻼﺙ ﻋﺸﺮﺓ
ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻭﺃﺑﻮ ﺣﻤﺰﺓ ﻭﻛﺮﻳﺐ ﻭﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻛﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻗﺎﻡ ﺑﻤﻜﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﻌﺚ ﺛﻼﺙ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ
ﻭﻫﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ
ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﻴﺐ ﻭﺃﺑﻲ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﻗﻮﻝ ﺃﺑﻲ ﻗﻴﺲ ﺻﺮﻣﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻧﺲ
(ﺛﻮﻯ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮﺓ ﺣﺠﺔ … ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻮ ﻳﻠﻘﻰ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﻣﻮاﺗﻴﺎ)
ﻓﻲ ﺃﺑﻴﺎﺕ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﻻ ﺧﻼﻑ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺎﻟﺴﻴﺮ ﻭاﻵﺛﺎﺭ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻟﺪ ﻋﺎﻡ اﻟﻔﻴﻞ ﺇﺫ ﺳﺎﻗﻪ اﻟﺤﺒﺸﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻳﻐﺰﻭﻥ اﻟﺒﻴﺖ
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭﻩ ﻭﺳﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺻﺪﺭ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭاﻟﺤﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮا. اهـ
قال الحافظ في الفتح:
ﻗﻮﻟﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺑﻌﺔ ﺑﻔﺘﺢ اﻟﺮاء ﻭﺳﻜﻮﻥ اﻟﻤﻮﺣﺪﺓ ﺃﻱ ﻣﺮﺑﻮﻋﺎ ﻭاﻟﺘﺄﻧﻴﺚ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ اﻟﻨﻔﺲ ﻳﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﺭﺑﻌﺔ ﻭاﻣﺮﺃﺓ ﺭﺑﻌﺔ ﻭﻗﺪ ﻓﺴﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻄﻮﻳﻞ اﻟﺒﺎﺋﻦ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻘﺼﻴﺮ ﻭاﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺎﻟﻄﻮﻳﻞ اﻟﺒﺎﺋﻦ اﻟﻤﻔﺮﻁ ﻓﻲ اﻟﻄﻮﻝ ﻣﻊ اﺿﻄﺮاﺏ اﻟﻘﺎﻣﺔ ﻭﺳﻴﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺒﺮاء ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺮﺑﻮﻋﺎ ﻭﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻨﺪ اﻟﺬﻫﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺰﻫﺮﻳﺎﺕ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ ﻛﺎﻥ ﺭﺑﻌﺔ ﻭﻫﻮ ﺇﻟﻰ اﻟﻄﻮﻝ ﺃﻗﺮﺏ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﺯﻫﺮ اﻟﻠﻮﻥ ﺃﻱ ﺃﺑﻴﺾ ﻣﺸﺮﺏ ﺑﺤﻤﺮﺓ ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﺫﻟﻚ ﺻﺮﻳﺤﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﺁﺧﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻋﻨﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻭاﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻲ ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭاﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺑﻴﺾ ﻣﺸﺮﺑﺎ ﺑﻴﺎﺿﻪ ﺑﺤﻤﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﻋﻨﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﻭﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻭﻋﻨﺪ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﻭﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻫﻨﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺎﻟﺔ ﺃﻧﻪ ﺃﺯﻫﺮ اﻟﻠﻮﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﺑﻴﺾ ﺃﻣﻬﻖ ﻛﺬا ﻓﻲ اﻷﺻﻮﻝ ﻭﻭﻗﻊ ﻋﻨﺪ اﻟﺪاﻭﺩﻱ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺮﻭاﻳﺔ اﻟﻤﺮﻭﺯﻱ ﺃﻣﻬﻖ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﺑﻴﺾ ﻭاﻋﺘﺮﺿﻪ اﻟﺪاﻭﺩﻱ ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻴﺎﺽ ﺇﻧﻪ ﻭﻫﻢ ﻗﺎﻝ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺭﻭاﻳﺔ ﻣﻦ ﺭﻭﻯ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﺑﻴﺾ ﻭﻻ اﻵﺩﻡ ﻟﻴﺲ ﺑﺼﻮاﺏ ﻛﺬا ﻗﺎﻝ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺠﻴﺪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻷﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﺑﻴﺾ اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﻻ ﺑﺎﻵﺩﻡ اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻷﺩﻣﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﻂ ﺑﻴﺎﺿﻪ اﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭاﻟﻌﺮﺏ ﻗﺪ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺳﻤﺮ ﻭﻟﻬﺬا ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭاﻟﺒﺰاﺭ ﻭﺑﻦ ﻣﻨﺪﻩ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻤﺮ ﻭﻗﺪ ﺭﺩ اﻟﻤﺤﺐ اﻟﻄﺒﺮﻱ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﻭاﻳﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻭﻻ ﺑﺎﻷﺑﻴﺾ اﻷﻣﻬﻖ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻵﺩﻡ ﻭاﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻤﻜﻦ ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺪﻻﺋﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﺁﺧﺮ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﻓﺬﻛﺮ اﻟﺼﻔﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺑﻴﺾ ﺑﻴﺎﺿﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺮﺓ ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﺮﻗﺎﺷﻲ ﻋﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺟﻞ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﻠﻴﻦ ﺟﺴﻤﻪ ﻭﻟﺤﻤﻪ ﺃﺣﻤﺮ ﻭﻓﻲ ﻟﻔﻆ ﺃﺳﻤﺮ ﺇﻟﻰ اﻟﺒﻴﺎﺽ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺳﻨﺪﻩ ﺣﺴﻦ ﻭﺗﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻉ اﻟﺮﻭاﻳﺎﺕ ﺃﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺎﻟﺴﻤﺮﺓ اﻟﺤﻤﺮﺓ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺎﻟﻂ اﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﺃﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﺽ اﻟﻤﺜﺒﺖ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻟﻄﻪ اﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭاﻟﻤﻨﻔﻲ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻄﻪ ﻭﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﺗﻜﺮﻩ اﻟﻌﺮﺏ ﻟﻮﻧﻪ ﻭﺗﺴﻤﻴﻪ ﺃﻣﻬﻖ ﻭﺑﻬﺬا ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺭﻭاﻳﺔ اﻟﻤﺮﻭﺯﻱ ﺃﻣﻬﻖ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﺑﻴﺾ ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﺑﺄﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺎﻷﻣﻬﻖ اﻷﺧﻀﺮ اﻟﻠﻮﻥ اﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﺎﺿﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻭﻻ ﺳﻤﺮﺗﻪ ﻭﻻ ﺣﻤﺮﺗﻪ ﻓﻘﺪ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺭﺅﺑﺔ ﺃﻥ اﻟﻤﻬﻖ ﺧﻀﺮﺓ اﻟﻤﺎء ﻓﻬﺬا اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻳﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺛﺒﻮﺕ اﻟﺮﻭاﻳﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺟﺤﻴﻔﺔ ﺇﻃﻼﻕ ﻛﻮﻧﻪ ﺃﺑﻴﺾ ﻭﻛﺬا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ اﻟﻄﻔﻴﻞ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻣﺎ ﺃﻧﺴﻰ ﺷﺪﺓ ﺑﻴﺎﺽ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﻊ ﺷﺪﺓ ﺳﻮاﺩ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﻛﺬا ﻓﻲ ﺷﻌﺮ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺴﻘﺎء ﻭﺃﺑﻴﺾ ﻳﺴﺘﺴﻘﻰ اﻟﻐﻤﺎﻡ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﺮاﻗﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻗﻪ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺟﻤﺎﺭﺓ ﻭﻷﺣﻤﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺤﺮﺵ اﻟﻜﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﺓ اﻟﺠﻌﺮاﻧﺔ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻛﺄﻧﻪ ﺳﺒﻴﻜﺔ ﻓﻀﺔ ﻭﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﻴﺐ ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻳﺼﻒ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺒﻴﺎﺽ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻭاﻟﺒﺰاﺭ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻗﻮﻱ ﻭاﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ اﻟﻤﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺣﻤﺮﺓ ﻭﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺮﺓ ﻣﺎ ﺿﺤﻰ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﻭاﻟﺮﻳﺢ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﺤﺖ اﻟﺜﻴﺎﺏ ﻓﻬﻮ اﻷﺑﻴﺾ اﻷﺯﻫﺮ ﻗﻠﺖ ﻭﻫﺬا ﺫﻛﺮﻩ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺧﻴﺜﻤﺔ ﻋﻘﺐ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﺘﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺄﺑﺴﻂ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻭﺯاﺩ ﻭﻟﻮﻧﻪ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺸﻚ ﻓﻴﻪ اﻷﺑﻴﺾ اﻷﺯﻫﺮ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩاﺕ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻨﺪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻠﻲ ﺃﺑﻴﺾ ﻣﺸﺮﺏ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻮﺿﺢ ﻓﻬﻮ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﻬﻖ ﻭﻫﻮ ﺃﺻﺢ ﻭﻳﻤﻜﻦ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﺤﻤﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺤﺖ اﻟﺜﻴﺎﺏ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﻼﻗﻲ اﻟﺸﻤﺲ ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ. اهـ
قال الزرقاني ونقل كلام ابن حجر :
وتعقب بأن أنس لا يخفى عليه أمره حتى يصفه بغير صفته اللازمة له لقربه منه خاصة أنه ورد عن ابن عباس جسمه ولحمه احمر إلى البياض رواه أحمد بإسناد حسن
تنبيه : حديث محرش قلنا في تخريجنا لمسند أحمد : مزاحم لم يوثقه معتبر، كذا قلنا : لكن صاحبنا أبوصالح نقل أن الذهبي وثقه، وروى عنه الزهري وميمون بن مهران وقال عنه : ما رأيت في بيت خيرا من ثلاثة عمر بن عبدالعزيز وابنه عبدالملك ومولاهم مزاحم. وذكره ابن شاهين في الثقات
وحديث سراقه فيه مالك بن مالك بن جعشم قال ابن حجر : مقبول.
إنما ذكره ابن حبان في ثقاته.
وقال ابن حجر :
ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﺑﻦ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻭﻫﺬا ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﺑﻌﺚ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪ ﻓﻴﻪ ﻭاﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﺃﻧﻪ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﺑﻴﻊ اﻷﻭﻝ ﻭﺃﻧﻪ ﺑﻌﺚ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬا ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺣﻴﻦ ﺑﻌﺚ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﻭﻧﺼﻒ ﺃﻭ ﺗﺴﻊ ﻭﺛﻼﺛﻮﻥ ﻭﻧﺼﻒ ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺃﻟﻐﻰ اﻟﻜﺴﺮ ﺃﻭ ﺟﺒﺮ ﻟﻜﻦ ﻗﺎﻝ اﻟﻤﺴﻌﻮﺩﻱ ﻭاﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ ﺇﻧﻪ ﺑﻌﺚ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﺑﻴﻊ اﻷﻭﻝ ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬا ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﺳﻮاء ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ : ﺑﻌﺚ ﻭﻟﻪ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﻭﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻋﻨﺪ اﻟﺠﻌﺎﺑﻲ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻋﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﻦ ﺑﻜﺎﺭ ﺃﻧﻪ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺷﺎﺫ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻔﻮﻇﺎ ﻭﺿﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﺃﻥ اﻟﻤﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﻴﺼﺢ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺚ ﻋﻨﺪ ﺇﻛﻤﺎﻝ اﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺃﺑﻌﺪ ﻣﻨﻪ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺚ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻫﻮ اﺑﻦ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻭﺷﻬﺮﻳﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺃﻧﻪ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﺟﺐ ﻭﻟﻢ ﺃﺭ ﻣﻦ ﺻﺮﺡ ﺑﻪ ﺛﻢ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺼﺮﺣﺎ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻌﺘﻘﻲ ﻭﻋﺰاﻩ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻭﺯاﺩ ﻟﺴﺒﻊ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺭﺟﺐ ﻭﻫﻮ ﺷﺎﺫ.
ﻭﻣﻦ اﻟﺸﺎﺫ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺎ ﺭﻭاﻩ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﻴﺐ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﺑﻦ ﺛﻼﺙ ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ اﻟﻮاﻗﺪﻱ ﻭﺗﺒﻌﻪ اﻟﺒﻼﺫﺭﻱ ﻭﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺎﺻﻢ ﻭﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﻣﻜﺤﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺚ ﺑﻌﺪ ﺛﻨﺘﻴﻦ ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻠﺒﺚ ﺑﻤﻜﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻫﺬا ﺃﻧﻪ ﻋﺎﺵ ﺳﺘﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﺁﺧﺮ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﺎﺵ ﺛﻼﺛﺎ ﻭﺳﺘﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻣﻮاﻓﻖ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻭﺑﻪ ﻗﺎﻝ اﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻭﻗﺎﻝ اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻲ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﺟﻤﻊ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻜﺴﺮ ﻭﺳﻴﺄﺗﻲ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻮﻓﺎﺓ ﺁﺧﺮ اﻟﻤﻐﺎﺯﻱ ﺇﻥ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. اهـ
وفي بعض الفتاوى، وسألوا عن لبثه صلى الله عليه وسلم في مكة والمدينة؟
فكان الجواب كالتالي :
أولا :
المشهور الذي عليه جمهور أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة قبل النبوة أربعين سنة ، وأقام بها بعد النبوة ثلاث عشرة سنة ، وأقام بالمدينة بعد الهجرة عشر سنين ، ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة – صلى الله عليه وسلم .
قال النووي رحمه الله :
” وَاتَّفَقُوا أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ بَعْد الْهِجْرَة عَشْر سِنِينَ , وَبِمَكَّة قَبْل النُّبُوَّة أَرْبَعِينَ سَنَة , وَإِنَّمَا الْخِلَاف فِي قَدْر إِقَامَته بِمَكَّة بَعْد النُّبُوَّة , وَقبلَ الْهِجْرَة ، وَالصَّحِيح أَنَّهَا ثَلَاث عَشْرَة , فَيَكُون عُمْره ثَلَاثًا وَسِتِّينَ , وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ أَنَّهُ بُعِثَ عَلَى رَأْس أَرْبَعِينَ سَنَة هُوَ الصَّوَاب الْمَشْهُور الَّذِي أَطْبَقَ عَلَيْهِ الْعُلَمَاء ” انتهى .
وهذا هو منطوق ما رواه البخاري (3902) ومسلم (2351) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : ” بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَرْبَعِينَ سَنَةً ، فَمَكُثَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ ” .
وأما ما رواه البخاري (3547) ومسلم (2347) ـ أيضا ـ عن أَنَس بْن مَالِكٍ ، يَصِفُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( كَانَ رَبْعَةً مِنْ الْقَوْمِ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ أَزْهَرَ اللَّوْنِ لَيْسَ بِأَبْيَضَ أَمْهَقَ وَلَا آدَمَ ، لَيْسَ بِجَعْدٍ قَطَطٍ وَلَا سَبْطٍ رَجِلٍ ، أُنْزِلَ عَلَيْهِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ ، فَلَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ ، وَقُبِضَ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ ).
فللعلماء في الجمع بين الحديثين طرق:
الأولى : إلغاء الكسر في حديث أنس ، وإثباته في حديث ابن عباس ؛ فيكون حديث ابن عباس قد دقق في عد السنوات ، وأما حديث أنس فقد اهتم بذكر العشرة ( العقد ) ، ولم يعتن بنقل الكسر الزائد عليها ، وهي طريقة للعرب ، حيث كانت أمة أمية .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
” قَوْله : ( فَلَبِثَ بِمَكَّة عَشْر سِنِينَ يَنْزِل عَلَيْهِ ) مُقْتَضَى هَذَا أَنَّهُ عَاشَ سِتِّينَ سَنَة , وَأَخْرَجَ مُسْلِم مِنْ وَجْه آخَر عَنْ أَنَس ” أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاشَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ ” وَهُوَ مُوَافِق لِحَدِيثِ عَائِشَة الْمَاضِي قَرِيبًا وَبِهِ قَالَ الْجُمْهُور , وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ : لَا بُدّ أَنْ يَكُون الصَّحِيح أَحَدهمَا , وَجَمَعَ غَيْره بِإِلْغَاءِ الْكَسْر ” انتهى من ” فتح الباري ” (6/570) .
وقال النووي :
” اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ أَصَحّ الرّوايَات ثَلَاث وَسِتُّونَ … وَرِوَايَة سِتِّينَ اِقْتَصَرَ فِيهَا عَلَى الْعُقُود وَتَرْك الْكَسْر ” انتهى من ” شرح مسلم ” (15/99) .
وقال ابن كثير رحمه الله بعد أن ذكر الاختلاف :
” وَهَذَا لَا يُنَافِي مَا تَقَدَّمَ عَنْ أَنَسٍ ، لِأَنَّ الْعَرَبَ كَثِيرًا مَا تَحْذِفُ الْكَسْرَ ” انتهى .
“البداية والنهاية” (5/ 257) .
والذي يدل عليه أن كل من رُوى عنه من الصحابة ما يخالف المشهور جاء عنه رواية تضبط العدد ، على حسب القول الآخر المشهور .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
” قَوْله : ( لَبِثَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة عَشْر سِنِينَ يَنْزِل عَلَيْهِ الْقُرْآن وَبِالْمَدِينَةِ عَشْر سِنِينَ ) وَهَذَا ظَاهِره أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاشَ سِتِّينَ سَنَة ، إِذَا اِنْضَمَّ إِلَى الْمَشْهُور أَنَّهُ بُعِثَ عَلَى رَأْس الْأَرْبَعِينَ , لَكِنْ يُمْكِن أَنْ يَكُون الرَّاوِي أَلْغَى الْكَسْر كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانه فِي الْوَفَاة النَّبَوِيَّة , فَإِنَّ كُلّ مَنْ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ عَاشَ سِتِّينَ أَوْ أَكْثَر مِنْ ثَلَاث وَسِتِّينَ ، جَاءَ عَنْهُ أَنَّهُ عَاشَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ .
فَالْمُعْتَمَد أَنَّهُ عَاشَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ , وَمَا يُخَالِف ذَلِكَ إِمَّا أَنْ يُحْمَل عَلَى إِلْغَاء الْكَسْر فِي السِّنِينَ , وَإِمَّا عَلَى جَبْر الْكَسْر فِي الشُّهُور ” انتهى من ” فتح الباري ” (9/4) .
الطريقة الثانية : أن يحمل قول مَن قال : مكث ثلاث عشرة سنة ، على أنه عدّ ذلك من أول نزول الوحي ، وأما من قال : مكث عشرا ، فقد عدّ من بعد فترة الوحي ؛ فإن الوحي فَتَر زمنا ، ثم حمي وتتابع .
قال ابن كثير رحمه الله :
” قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ : ” أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَتْ عَلَيْهِ النُّبُوَّةُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، فَقُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ إِسْرَافِيلُ ثَلَاثَ سِنِينَ ، فَكَانَ يُعَلِّمُهُ الْكَلِمَةَ وَالشَّيْءَ ، وَلَمْ يَنْزِلِ الْقُرْآنُ ، فَلَمَّا مَضَتْ ثَلَاثُ سِنِينَ قُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ جِبْرِيلُ فَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ عِشْرِينَ سَنَةً عَشْرًا بِمَكَّةَ وَعَشْرًا بِالْمَدِينَةِ ، فَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.
قال ابن كثير : فَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَى الشَّعْبِيِّ ، وَهُوَ يَقْتَضِي أَنَّ إِسْرَافِيلَ قُرِنَ مَعَهُ بَعْدَ الْأَرْبَعِينَ ثَلَاثَ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُ جِبْرِيلُ ” انتهى من “البداية والنهاية” (3/ 4) .
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/151):
” وَقَدْ جَمَعَ السُّهَيْلِيُّ بَيْن الْقَوْلَيْنِ الْمَحْكِيَّيْنِ بِوَجْهٍ آخَر , وَهُوَ أَنَّ مَنْ قَالَ : مَكَثَ ثَلَاث عَشْرَة عَدَّ مِنْ أَوَّل مَا جَاءَهُ الْمَلَك بِالنُّبُوَّةِ , وَمَنْ قَالَ : مَكَثَ عَشْرًا أَخَذَ مَا بَعْد فَتْرَة الْوَحْي وَمَجِيء الْمَلَك بِيَا أَيّهَا الْمُدَّثِّر ” انتهى .
وقال أيضا في الفتح (9/4):
” أَوْ أَنَّهُ عَلَى رَأْس الْأَرْبَعِينَ قُرِنَ بِهِ مِيكَائِيل أَوْ إِسْرَافِيل ، فَكَانَ يُلْقِي إِلَيْهِ الْكَلِمَة أَوْ الشَّيْء مُدَّة ثَلَاث سِنِينَ ، كَمَا جَاءَ مِنْ وَجْه مُرْسَل , ثُمَّ قُرِنَ بِهِ جِبْرِيل فَكَانَ يَنْزِل عَلَيْهِ بِالْقُرْآنِ مُدَّة عَشْر سِنِينَ بِمَكَّة ” انتهى .
والله تعالى أعلم .
منقول
قلت سيف : قول أن ميكائيل أو إسرافيل قرن به لا يصح.