1071 – 1068 رياح المسك العطرة بفوائد الأصحاب المباركة على صحيح البخاري.
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
—————
[صحيح البخاري]
-بَابُ سَجْدَةِ تَنْزِيلُ السَّجْدَةُ-
1068 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الجُمُعَةِ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةُ وَهَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ»
——
سيأتي إن شاء الله شرح الحديث.
-بَابُ سَجْدَةِ ص-
1069 – حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو النُّعْمَانِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: ص لَيْسَ مِنْ عَزَائِمِ السُّجُودِ، وَقَدْ «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِيهَا»
————–
باب سجدة [ص]
فوائد الحديث:
1 – سجدة ص هي عند قوله تعالى:”فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب” الآية24 من سورة “ص”
2 – انفرد به البخاري عن مسلم.
3 – السجود في “ص” وإن لم يكن من عزائم السجود فإنه مشروع لفعل النبي – صلى الله عليه وسلم – .
4 – كأن ابن عباس يرد على من قال إن “ص” سجدة نبي الله داود أي وليس لنا أن نسجد حين قال تعالى (ومن ذريته داود وسليمان) إلى قوله (فبهداهم اقتده) وقال وقد رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – يسجد فيها.
قلت سيف: فالنبي – صلى الله عليه وسلم – أولى بالأنبياء؛ ومنه في صوم عاشوراء قوله صلى الله عليه وسلم [أنا أولى بموسى فصامه وأمر بصيامه]
5 – قال ابن قرقول في مطالع الأنوار على صحاح الآثار قيل: (عزائم السجود ما أُمر في القرآن بالسجود فيه).
6 – وقال ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح: لأنه أمر بالسجود، والباقي وصف.
7 – وقال الأمير الصنعاني في سبل السلام: وفيه دلالة على أن المسنونات قد يكون بعضها آكد من بعض.
8 – أخرج الحاكم [4015] ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى3714 عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عاصم، عن زر، عن علي رضي الله عنه، قال: ” عزائم السجود في القرآن الم تنزيل، و حم تنزيل السجدة، و النجم، و اقرأ باسم ربك الذي خلق ”
تابعه يعلى بن عبيد ثنا سفيان به أخرجه البيهقي في السنن الكبرى [3714]
تابعه حماد بن زيد عن عاصم بْنِ بَهْدَلَةَ به أخرجه ابن وهب في جامعه [197]
تابعه شعبة عن عاصم بن بهدلة به أخرجه البيهقي في السنن الكبرى [3716] من طريق سعيد بن منصور، ثنا هشيم، أنبأ شعبة به.
وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار من طريق وهب بن جرير عن شعبة به.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى من طرق عن شعبة به إلا أنه جعله من قول ابن مسعود بدلا من علي رضي الله عنهما.
تابعه أبو إسحق السبيعي عن الحارث عن علي أخرجه البيهقي في السنن الكبرى [3714] من طريق سفيان الثوري عن أبي إسحق به.
تابعه حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ به أخرجه الطبراني في الأوسط [7588].
9 – قال ابن عبد البر في التمهيد بشأن أثر ابن مسعود: وهذا عندي خطأ وغلط من شعبة في هذا الحديث والله أعلم وكان علي بن المدني يقول هذا جاء من عاصم.
10 – قال الحافظ ابن حجر في الفتح بشأن أثر علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إسناده حسن، قلت من أجل راويه عاصم بن أبي النجود.
11 – سجود التلاوة ينقسم إلى عزيمة ودونها.
قال ابن حجر في شرح حديث [1069]:
وسبب ذلك كون السجدة التي في [ص] إنما وردت بلفظ الركوع فلولا التوقيف ما ظهر أن فيها سجدة. اهـ.
علق العثيمين رحمه الله على قوله:
هذا غلط لأن الله تعالى قال: “خر راكعا” والخرور لا يكون في الركوع، لكن الركوع في اللغة العربية أوسع من مدلوله الشرعي، ولهذا قال الشاعر:
لا تُهن الفقير علك أن
تركع يوما والدهر يرفعه
أن تركع أي أن تنزل وليس المراد الركوع المعروف، أما قوله الدهر قد رفعه: فهذا من أساليب الجاهلية وإلا فالدهر لا يملك شيئا. اهـ
12 – قلت سيف: نقل ابن عبدالبر الخلاف قال في سجدة [ص]:
فذهب مالك والثووي وأبو حنيفة إلى أن فيها سجودا وروي ذلك عن عمر، وابن عمر وعثمان وجماعة، وبه قال إسحاق وأحمد وأبو ثور واختلف في ذلك عن ابن عباس
وذهب الشافعي إلى أن لا سجود في {ص}، وهو قولُ ابن مسعود وعلقمة.
وذكر عبدالرزاق، عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال عبد الله بن مسعود: إنَّما هي توبة نبي ذكرت. وكان لا يسجد فيها.
وقال ابن عباس: ليست سجدة {ص} من عزائم السجود، وقد رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يسجد فيها ا هـ.
قلت سيف: والذي يترجح في هذه المسألة، وهو مِمَّا لاشك فيه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – سجد في هذا الموضع كما صحت بذلك الأحاديث، وصحت كذلك آثار عن الصحابة وغيرهم أنهم كانوا يسجدون عند هذه الآية من سورة {ص} { … وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ص: 24].
فعن ابن عباس رضي الله عنهما – قال: [ص] ليس من عزائم السجود، وقد رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – يسجد فيها}.
وعنه أيضاً أن النبي – صلى الله عليه وسلم – سجد في {ص}، وقال: (سجدها داود توبة، ونسجدها شكراً).
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه – أنه قال: قرأ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو على المنبر {ص}، فلما بلغ السجدة؛ نزل فسجد، وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر؛ قرأها، فلما بلغ السجدة، تشزَّن الناس للسجود، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: {إنَّما هي توبة نبي، ولكن رأيتكم تشزّنتم للسجود}،فنزل فسجد وسجدوا}.
وعن أبي رافع قال: صليت مع عمر الصبح فقرأ بـ {ص} فسجد فيها.
وقال ابن عمر – رضي الله عنه وعن أبيه -: في {ص} سجدة.
وكان ابن عباس يسجد في {ص} ويتلو هذه الآية {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام: 90].
وثبت عن الحسن ومسروق أنهما كانا يسجدان في {ص}.
تنبيه: حديث أبي سعيد سيأتي الكلام في تصحيحه وتضعيفه.
وهل هي سجدة شكر أم تلاوة؟
الصحيح أن سجدة {ص} سجدة تلاوة لارتباطها بتلاوة الآية، ولكنها ليست من عزائم السجود كما قال ابن عباس.
والمراد بالعزائم ما وردت العزيمة على فعله كصيغة الأمر مثلاً، بناء على أن بعض المندوبات آكد من بعض عند من لايقول بالوجوب.
نقل بعض لجان الفتوى الخلاف، هل هي سجود شكر ام تلاوة ونقلوا أن ابن قدامة رحمه الله تعالى قال: فأما سجدة (ص) إذا سجدها في الصلاة وقلنا: ليست من العزائم، فيحتمل أن تبطل، لأنها سجدة شكر، ويحتمل أن لا تبطل، لأن سببها من الصلاة، وتتعلق بالتلاوة، فهي كسجود التلاوة. والله أعلم.
وقال النووي رحمه الله تعالى في المجموع: ففي جواز السجود وجهان في الشامل والبيان وغيرهما أصحهما تحرم وتبطل صلاته. انتهى.
وقال الرملي رحمه الله تعالى: إن كان ناسياً أو جاهلا لا تبطل صلاته ويسجد للسهو، والعالم بحكمها لو سجد إمامه لم يجز له متابعته؛ بل يتخير بين انتظاره ومفارقته، وانتظاره أفضل. انتهى.
13 – ورد في الصحيح المسند:
-1274 – قال الإمام أبو يعلى بسنده عن أبي هريرة: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – سجد في [ص].
هذا حديث حسن. وحفص هو ابن غياث.
وقلنا في التعليق عليه:
-خالف حفص بن غياث إسماعيل بن حفص وغيره فرووه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – سجد في اذا السماء انشقت وهو الصواب. ” العلل للدارقطني ” (8 /12).
لكن جاء في صحيح البخاري (1068): عن ابن عباس ليست [ص] من عزائم السجود وقد رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – يسجد فيها.
وأيضا في صحيح البخاري (3421): عن مجاهد سألت ابن عباس أنسجد في [ص]، فقال: (ومن ذريته دواد وسليمان) حتى أتى (فبهداهم اقتده) فقال: نبيكم ممن أمر أن يقتدي بهم.
وفي سنن أبي داود (1410): عن أبي سعيد الخدري؛ أنه قال: قرأ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – – وهـو على المنبر-: (ص)، فلما بلغ السجدة؛ نزل فسجد، فسجد الناس معه. فلما كان يوم آخر قرأهـا، فلما بلغ السجدة؛ تشزن الناس للسجود، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : ” إنما هـي توبة نبي؛ ولكني رأيتكم تشزنتم للسجود “؛ فنزل فسجد وسجدوا.
وعند النسائي (957) وصححه الألباني من حديث ابن عباس مرفوعا: ” سجدها داود توبة، ونسجدها شكرا ”
تنبيه: حديث أبي سعيد الخدري في الصحيح المسند [417] وقلنا في تعليقنا عليه: أن ابن كثير قال إسناده على شرط الصحيح.
ثم وقفت في تعليقي على فتح الباري أن ابن خزيمة مرة اعتبره غير محفوظ ومرة اعتبره محفوظ، فقال: في القلب منه شئ حيث أدخل بعض أصحاب ابن وهب بين بن أبي هلال وبين عياض ابن أبي فروة، وفي مكان آخر قرر أن إدخال ابن أبي فروة غلط من بعض الرواة فقد رواه خالد بن يزيد بالإسقاط وتابعه عمرو بن الحارث واختلف عليه.
وعلله أبوحاتم حيث ذكر رواية عمرو بن الحارث التي فيها ذكر ابن أبي فروة.
وثبت عن عمر ابن الخطاب [أنه قرأ يوم الجمعه على المنبر بسورة النحل … ] وسجد مرة ولم يسجد أخرى وقال: إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب، ومن لم يسجد فلا إثم عليه … أخرجه البخاري 1077
——-
-بَابُ سَجْدَةِ النَّجْمِ-
قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النبي – صلى الله عليه وسلم -.
1070 – حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ” أَنَّ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم – قَرَأَ سُورَةَ النَّجْمِ، فَسَجَدَ بِهَا فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ القَوْمِ إِلَّا سَجَدَ، فَأَخَذَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ كَفًّا مِنْ حَصًى – أَوْ تُرَابٍ – فَرَفَعَهُ إِلَى وَجْهِهِ، وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا “، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا
-باب سجدة النجم-
فوائد الباب:
1 – هي قوله تعالى “فاسجدوا لله واعبدوا” الآية 62 ختام سورة النجم.
2 – علق الباب هنا حديث ابن عباس مرفوعا وقد وصله في الباب الذي يليه في سجود النبي – صلى الله عليه وسلم – في النجم.
3 – ذكر البخاري حديث ابن مسعود في سجود النبي – صلى الله عليه وسلم – في النجم في مكة وقد تقدم في أول كتاب السجود وتقدم شرحه هناك.
وذكره هنا مراعاة لترتيب آيات السجود في المصحف والله أعلم. اهـ
قال العثيمين:
فيه دليل على خطورة الكلمة أو خطورة الفعل الذي يدل على الاستكبار فإنه قد يكون سببا لسوء الخاتمة والعياذ بالله.
—————-
-بَابُ سُجُودِ المُسْلِمِينَ مَعَ المُشْرِكِينَ وَالمُشْرِكُ نَجَسٌ لَيْسَ لَهُ وُضُوءٌ-
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «يَسْجُدُ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ»
1071 – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «أَنَّ النَّبِي – صلى الله عليه وسلم – َ سَجَدَ بِالنَّجْمِ، وَسَجَدَ مَعَهُ المُسْلِمُونَ وَالمُشْرِكُونَ وَالجِنُّ وَالإِنْسُ» وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ.
فوائد الباب:
1 – حديث الباب من أفراد البخاري ورواه الترمذي أيضا من أصحاب السنن.
2 – أثر ابن عمر ترجم عليه ابن أبي شيبة في المصنف فقال في الرجل يسمع السجدة وهو على غير وضوء. وذكر الأثر وفيه رجل مبهم وإن وثقه تلميذه.
3 – قال ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود: وَقَوْل النَّبِيّ- صلى الله عليه وسلم – [مِفْتَاح الصَّلَاة الطَّهُور , وَتَحْرِيمهَا التَّكْبِير , وَتَحْلِيلهَا التَّسْلِيم] هُوَ فَصْل الْخِطَاب فِي هَذِهِ الْمَسَائِل وَغَيْرهَا , طَرْدًا وَعَكْسًا , فَكُلّ مَا كَانَ تَحْرِيمه التَّكْبِير. وَتَحْلِيله التَّسْلِيم فَلَا بُدّ مِنْ اِفْتِتَاحه بِالطَّهَارة.
4 – عدم اشتراط الطهارة لسجود التلاوة قول كثير من السلف حكاه عنهم ابن بطال في شرح البخاري ونقله ابن القيم مقرا له، وأضاف وَاسْتِدْلَال البخاري يَدُلّ عَلَى اِخْتِيَاره إِيَّاه، والمشهور عن الفقهاء العكس.
5 – َإِنَّ أَئِمَّة الْحَدِيث وَالْفِقْه لَيْسَ فِيهِمْ أَحَد قَطُّ نَقَلَ عَنْ النَّبِيّ – صلى الله عليه وسلم – وَلَا عَنْ أَحَد مِنْ أَصْحَابه أَنَّهُ سَلَّمَ مِنْهُ , وَقَدْ أَنْكَرَ (الإمام) أَحْمَدُ السَّلَام مِنْه.
قاله ابن القيم في تهذيب السنن.
6 – وَمَعْلُوم أَنَّ الْكَافِر لَا وُضُوء لَهُ. قَالُوا: وَأَيْضًا فَالْمُسْلِمُونَ الَّذِينَ سَجَدُوا مَعَهُ – صلى الله عليه وسلم – لَمْ يُنْقَل أَنَّ النَّبِيّ – صلى الله عليه وسلم – أَمَرَهُمْ بِالطَّهَارَةِ , وَلَا سَأَلَهُمْ: هَلْ كُنْتُمْ مُتَطَهِّرِينَ أَمْ لَا؟ قاله ابن القيم في تهذيب السنن.
7 – مَعْلُوم أَنَّ مَجَامِع النَّاس تَجْمَع الْمُتَوَضِّئ وَغَيْره، ومدح الله السحرة في قصة موسى لسجودهم ولم يكونوا متوضئين.
8 – قوله (والجن) دليل على رفعه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – .
9 – فيه إيماء إلى إبطال قصة الغرانيق، وأصرح منه حديث ابن مسعود في أول الباب، فإن الذي لم يسجد عوقب بأن قتل كافرا. ولا يمكن أن يترضى عمن يسجد للشرك. اهـ
قال العثيمين رحمه الله:
اختلف العلماء في سجود التلاوة على غير وضوء، منهم من أجازه ومنهم من منعه، والاحتياط ألا يسجد إلا على وضوء، وفعل عبدالله بن عمر هذه قضية عين، لعله ليس عنده ماء، أو لعله معذور لترك الوضوء، أو غيره من الأسباب.
قوله سجد معه المسلمون والمشركون: يعني الذين سمعوا.
وقوله الجن والإنس: أي الذين سمعوا، لأننا نعلم أن الإنس ليسوا كلهم سجدوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام إذ لم يسمعوا، فيحمل قوله والجن: أي الذين سمعوا سجدوا معه، لأن الجن فيهم المسلمون وفيهم صالحون.
فيه دليل على أن القارئ إذا سجد سجد معه المستمع الذي كان منصتا لقراءته، أما السامع الذي في شغله مر بقارئ يسجد فسجد القارئ فإنه لا يطلب منه أن يسجد، لأنه لا يثبت له حكم قراءة القارئ. اهـ
قلت سيف: وذكر ابن حجر أثر عن ابن عمر أنه قال: (لا يسجد الرجل وهو طاهر) وحمله ابن حجر على الطهارة الكبرى أو على حال الاختيار وما نقل عنه من السجود في حال الضرورة، وذكر أنه لم يوافق ابن عمر على جواز السجود بغير وضوء إلا الشعبي أخرجه ابن أبي شيبة وأخرج عن أبي عبدالرحمن السلمي أنه كان يقرأ السجدة وهو على غير القبلة، وهو يمشي فيومئ برأسه ثم يسلم.
فكأن من نقل الأكثر على الجواز يقصد من المتأخرين.