107 الفوائد المنتقاه من شرح مختصر صحيح مسلم
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
( ألقاه الأخ : سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة في مجموعات السلام1،2،3 والمدارسة ، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
مجموعة حسين البلوشي
—————
صحيح مسلم
30 – بَابُ إِثْبَاتِ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ، وَصِفَتِهِ، وَمَحَلِّهِ مِنْ جَسَدِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
110 – (2344) عن جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، قَالَ: «رَأَيْتُ خَاتَمًا فِي ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّهُ بَيْضَةُ حَمَامٍ»
111 – (2345) عن السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجِعٌ «فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ زِرِّ الْحَجَلَةِ»
——-
جمع الشرح حسين البلوشي :
- فوائد الحديث:
فيه : بركة النبي صلى الله عليه وسلم وأن الصحابة يتبركون به صلى الله عليه وسلم
ولا يتبرك بغير النبي صلى الله عليه وسلم من الصالحين لعدم تبرك الصحابة بالخلفاء رضي الله عنهم
وأما قول بعضهم أن الحديث فيه أن المريض إذا شرب من وضوء الرجل الفاضل يبرئ فهذا مما لم يدل عليه دليل وإنما هذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم
وأما في العين فله حكم خاص بهيئة خاصة وردت بها الأدلة.
وفيه: رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه وأنه صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الناس فيما يقدر عليه وينفعهم بما يستطيع
وفيه : أن الرجل الصالح لا بأس أن يدع للمريض بأن يبارك الله فيه وأن يعافيه والأدلة على جواز الدعاء للمسلم كثيرة جدا.
وفيه: جواز استعمال الماء المستعمل في الوضوء لا تبركا .
وقال ملا حنفي في شرح الشمائل يجوز أن يراد بالوضوء هنا فضل وضوئه يعني الماء الذي بقي في الظرف بعد فراغه من الوضوء وأن يراد به ما انفصل من أعضاء وضوئه وهذا أنسب بما يقصده الشارب من التبرك وعلى هذا يكون دليلا على طهارة الماء المستعمل وللمانع أن يحمله على التداوي أو على أنه من خواصه عليه الصلاة والسلام أو على أنه كان أولا والحكم بعدم طهارته كان بعده فتدبر ا ه
- مفردات الحديث
قال صاحب التحفة الأحوذي:
( مثل زر الحجلة ) الزر بكسر الزاي وتشديد الراء والحجلة بفتح الحاء والجيم واحدة الحجال
قال في النهاية الزر واحد الأزرار التي يشد بها الكلل والستور على ما يكون في حجلة العروس وقيل إنما هو بتقديم الراء على الزاي ويريد بالحجلة القبجة مأخوذ من أرزت الجرادة إذا كبست ذنبها في الأرض فباضت ويشهد له ما رواه الترمذي في كتابه بإسناده عن جابر بن سمرة وكان خاتم رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي بين كتفيه غدة حمراء مثل بيضة الحمامة انتهى
وقال في مادة الحجلة بالتحريك بيت كالقبة يستر بالثياب وتكون له أزرار كبار وتجمع على حجال انتهى
وقال النووي زر الحجلة بزاي ثم راء والحجلة بفتح الحاء والجيم هذا هو الصحيح المشهور والمراد بالحجلة واحدة الحجال وهي بيت كالقبة لها أزرار كبار وعرى هذا هو الصواب المشهور الذي قاله الجمهور
وقال بعضهم المراد بالحجلة الطائر المعروف وزرها بيضتها وأشار إليه الترمذي وأنكره عليه العلماء
وقال الخطابي وروى أيضا بتقديم الراء ويكون المراد البيض يقال أرزت الجرادة بفتح الراء وتشديد الزاي إذا كبست ذنبها في الأرض فباضت انتهى
======
112 – (2346) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَلْتُ مَعَهُ خُبْزًا وَلَحْمًا، أَوْ قَالَ ثَرِيدًا، قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: أَسْتَغْفَرَ لَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكَ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19] قَالَ: ثُمَّ دُرْتُ خَلْفَهُ «فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ. عِنْدَ نَاغِضِ كَتِفِهِ الْيُسْرَى. جُمْعًا عَلَيْهِ خِيلَانٌ كَأَمْثَالِ الثَّآلِيلِ»
———
-
المفردات الغريبة
(نغض الكتف) : هو العظم الرقيق على طرفها ، والناغض من
الإنسان أصل العنق حيث ينغض رأسه ، وقيل : الناغض : فرع الكتف
سمي ناغضاً لتحركه ، ومنه قوله سبحانه وتعالى : ( فَسَيُنْغِضونَ إليكَ
رُؤوسهم ) ) الإسراء : 51 ) أي : يحركونها على سبيل الهزء.
قوله (جمعا): فبضم الجيم وإسكان الميم ومعناه انه كجمع الكف وهو صورته بعد ان تجمع الاصابع وتضمها
جمع: وهو بالضم ، ويقال بكسرها .
(واما الخيلان) فبكسر الخاء المعجمة وإسكان الياء جمع خال وهو الشامة في الجسد.
وقال ابن الجوزي في كشف المشكل: والخيلان جمع خال وهي نقط متغيرة عن البياض كانت على ذلك الموضع المرتفع من الخاتم اهـ.
قال القرطبي في المفهم: شبهها لسعتها بالثآليل ؛ لا أنها كانت ثآليل اهـ.
وفي القاموس المحيط: والخالُ : سَحابٌ لا يُخْلِفُ مَطَرُهُ أو لا مَطَرَ فيه والبَرْقُ والكِبْرُ والثوبُ الناعِمُ وبُرْدٌ يَمنِيٌّ وشامَةٌ في البَدَنِ اهـ.
وراجع لسان العرب والمصباح المنير.
ﻭﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺧﺎﺗﻢ اﻟﻨﺒﻮﺓ:
ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻴﻼﻥ؛ ﻫﻮ ﺟﻤﻊ ﺧﺎﻝ ﻭﻫﻲ اﻟﺸﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺴﺪ.
قوله (الثآليل): جمع ثؤلول وهو الحبة التي تظهر في الجلد كالحمصة فما دونها قاله العيني في عمدة القاري
جاء في المرقاة: بفتح المثلثة وبمد الهمزة وكسر اللام الأولى جمع ثؤلول بضم الثاء وسكون الهمزة خراج صلب يخرج على الجسد له نتوء واستدارة وفي النهاية وهو هذه الحبة التي تظهر في الجسد مثل الحمصة فما دونها وبالفارسية زخ بفتح الزاي وسكون الخاء المعجمة
وقال ابن الجوزي في كشف المشكل: والتآليل قطع متحثرة من اللحم مرتفعة عن الجسد متصلبة اهـ.
– خاتم النبوة
قال صاحب التحفة الأحوذي:
بكسر التاء أي فاعل الختم وهو الإتمام والبلوغ إلى الاخر وبفتح التاء بمعنى الطابع ومعناه الشيء الذي هو دليل على أنه لا نبي بعده اهـ.
قال بعضهم خاتم النبوة:
1_ أثر كان بين كتفيه نعت به في الكتب المتقدمة وكان علامة يعلم بها أنه النبي الموعود المبشر به في تلك الكتب وصيانة لنبوته عن تطرف التكذيب والقدح كالشيء المستوثق عليه بالختم.
2_ وقيل سمي بذلك إشارة إلى ختم الرسالة والنبوة به فلا نبي بعده وعيسى عليه الصلاة والسلام لا ينزل بنبوة متجددة بل ينزل عاملا بشريعة نبينا ويقتدي ببعض أمته (المرقاة)
قال السهيلي: والحكمة في وضع خاتم النبوة على جهة الاعتبار أنه صلى الله عليه وسلم لما ملئ قلبه إيمانا ختم عليه كما يختم على الوعاء المملوء مسكا أو درا فجمع الله تعالى أجزاء النبوة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتممه وختم عليه بختمه فلم تجد نفسه ولا عدوه إليه سبيلا من أجل ذلك الختم لأن الشيء المختوم محروس …. (ينظر الروض الأنف 1/ 109، سبل الهدى 2/ 69)انتهى النقل
- متى وضع له خاتم النبوة.
قال صاحب التحفة الأحوذي:
وهل ولد النبي صلى الله عليه و سلم بخاتم النبوة أو وضع حين ولد أو عند شق صدره أو حين نبىء أقوال قال الحافظ أثبتها الثالث وبه جزم عياض اهـ.
- الأحاديث
حديث في الصحيح المسند من حديث سلمان الطويل في قصة اسلامه وفيه :
(….بِأَرْضِ الْعَرَبِ مُهَاجِرًا إِلَى أَرْضٍ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ بَيْنَهُمَا نَخْلٌ بِهِ عَلَامَاتٌ لَا تَخْفَى يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِتِلْكَ الْبِلَادِ فَافْعَلْ قَالَ ثُمَّ مَاتَ وَغَيَّبَ فَمَكَثْتُ بِعَمُّورِيَّةَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ ثُمَّ مَرَّ بِي نَفَرٌ مِنْ كَلْبٍ تُجَّارًا فَقُلْتُ لَهُمْ تَحْمِلُونِي إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ وَأُعْطِيكُمْ بَقَرَاتِي هَذِهِ وَغُنَيْمَتِي هَذِهِ قَالُوا نَعَمْ فَأَعْطَيْتُهُمُوهَا وَحَمَلُونِي حَتَّى إِذَا قَدِمُوا….)
وحديث قصة بحيره الراهب وهو في الصحيح المسند لكن ذكرنا في تعليقنا عليه أنه ضعيف وفيه:(… خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له أشياخ من قريش ما علمك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدان إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ثم رجع فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل قال أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة فلما جلس مال فيء الشجرة عليه فقال انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه قال فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إذا رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه ….)
وفي الصحيح المسند :
999_قال الإمام أحمد رحمه الله ج5ص341:حد ثنا أبو عاصم ثنا عزرة ثنا علباء بن أحمر ثنا أبو زيد قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه وسلم يا أبا زيد ادن مني وامسح ظهري وكشف ظهره فمسحت ظهره وجعلت الخاتم بين أصابعي قال فغمزتها قال فقيل وما الخاتم قال شعر مجتمع على كتفه .
* وقال الإمام أحمد رحمه الله ج5ص77:حد ثنا حرمي بن عمارة قال حدثني عزرة الأنصاري ثنا علباء بن أحمر ثنا أبو زيد قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه وسلم اقترب مني فاقتربت منه فقال أدخل يدك فامسح ظهري قال فأدخلت يدي في قميصه فمسحت ظهره فوقع خاتم النبوة بين أصبعي قال فسئل عن خاتم النبوة فقال شعرات بين كتفيه .
وفي الصحيح المسند :
1080- قال الإمام أحمد رحمه الله : حدثنا روح حدثنا قرة بن خالد قال سمعت معاوية بن قرة يحدث عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنته أن أدخل يدي في جربانه وإنه ليدعو لي فما منعه أن ألمسه أن دعا لي قال فوجدت على نغض كتفه مثل السلعة .
هذا حديث صحيح .
وفي الصحيحه
373 – ” كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر ، فانطلقت أنا و ابن لها في بهم لنا و لم نأخذ
معنا زادا ، فقلت : ” يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا ، فانطلق أخي و مكثت
عند البهم ، فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه : أهو هو ؟
قالا الآخر : نعم ، فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقا بطني ، ثم
استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين ، فقال أحدهما لصاحبه : ائتني
بماء ثلج ، فغسل به جوفي ، ثم قال : ائتني بماء برد ، فغسل به قلبي ، ثم قال :
ائتني بالسكينة ، فذره في قلبي ، ثم قال أحدهما لصحابه : حصه ، فحاصه و ختم
عليه بخاتم النبوة ، ثم قال أحدهما لصاحبه : اجعله في كفة ، و اجعل ألفا من
أمته في كفة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا أنا أنظر إلى الألف
فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم ، فقال : لو أن أمته وزنت به لمال بهم ، ثم انطلقا
و تركاني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : و فرقت فرقا شديدا ثم انطلقت إلى
أمي فأخبرتها ، بالذي لقيت ، فأشفقت أن يكون قد التبس بي ، فقالت : أعيذك بالله
، فرحلت بعيرا لها فجعلتني على الرحل و ركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي فقالت :
أديت أمانتي و ذمتي ، و حدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك و قالت : إني رأيت خرج
مني نورا أضاءت منه قصور الشام ” .
قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” 1 / 648 :
أخرجه الدارمي ( 1 / 8 – 9 ) و الحاكم ( 2 / 616 – 617 ) و أحمد ( 4 / 184 )
من طريق بقية بن الوليد حدثني بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن عتبة بن عبد
السلمي أنه حدثهم و كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبقيه صرح بالتحديث
قال باحث لكن بقية يدلس تدليس تسويه ولم يصرح في جميع السند:
ثم إن الرواية التي فيها تصريح بقية بالتحديث من شيخه فيها إسقاط عبدالرحمن بن عمرو السلمي من بين خالد بن معدان وعتبة بن عبد السلمي
قال محققو المسند إسناده ضعيف، بقية- وهو ابن الوليد- يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن، فلا يقبل حديثه إلا أن يصرح بالسماع في جميع طبقات السند. ابن عمرو السلمي: هو عبد الرحمن.
والحصه هي الخياطه
وفي باب شق صدره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أنس، سلف برقم (12221) ، وهو في الصحيح، وذكرنا شواهده هناك.
وفي مختصر الشمائل
15 – ( صحيح )
عن جابر بن سمرة قال : ( رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم غدة حمراء مثل بيضة الحمامة )
قلت سيف : وعزاه الألباني لمسلم، وليس في مسلم لفظة( غدة حمراء ) وسند الترمذي فيه أيوب بن جابر. ضعفه أكثر الأئمة
وورد عند أبي داود وصححه الألباني من حديث أبي رمثة رضي الله عنه أنه قال: (فَقَالَ لَهُ أَبِى: أرني هَذَا الذي بِظَهْرِكَ فإني رَجُلٌ طَبِيبٌ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم : اللهُ الطَّبِيبُ، بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ رَفِيقٌ، طَبِيبُهَا الذي خَلَقَهَا).
وهو في الصحيح المسند 1226
وذكر الشيخ مقبل رواية لأحمد وفيه( مثل السلعة بين كتفيه… )
وفي صحيح الجامع :
8938 – كان خاتم النبوة في ظهره بضعة ناشزة .( ت في الشمائل ) عن أبي سعيد .
وعزاه النووي لصحيح البخاري ولم يسم الصحابي وهو وهم وإنما هو في التاريخ له.
- هل كتب في الخاتم الله أو ما شابه ذلك.
لم يثبت أن الخاتم كان مكتوباً عليه لفظ الجلالة أو (محمد) أو غير ذلك من الكلمات .
قال الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” (6/650) :
وَأَمَّا مَا وَرَدَ مِنْ أَنَّهَا كَانَتْ كَأَثَرِ مِحْجَم , أَوْ كَالشَّامَةِ السَّوْدَاء أَوْ الْخَضْرَاء , أَوْ مَكْتُوب
عَلَيْهَا “مُحَمَّد رَسُول اللَّه” أَوْ “سِرْ فَأَنْتَ الْمَنْصُور” أَوْ نَحْو ذَلِكَ , فَلَمْ يَثْبُت مِنْهَا شَيْء . . . وَلا تَغْتَرّ بِمَا وَقَعَ
مِنْهَا فِي صَحِيح اِبْن حِبَّانَ فَإِنَّهُ غَفَلَ حَيْثُ صَحَّحَ ذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ اهـ
وجاء عن ابن كثير قال : وقد ذكر الحافظ أبو الخطاب بن دحية المصري في كتابه – التنوير في مولد البشير النذير – عن أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن بشر المعروف بالحكيم الترمذي أنه قال: كان الخاتم الذي بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه بيضة حمامة مكتوب في باطنها الله وحده، وفي ظاهرها توجه حيث شئت فإنك منصور * ثم قال: وهذا غريب واستنكره
وراجع الضعيفه 6932 –
قال: وقيل كان من نور، ذكره الامام أبو زكريا يحيى بن مالك بن عائذ في كتابه تنقل الانوار، وحكى أقوالا غريبة غير ذلك
ومن أحسن ما ذكره ابن دحية رحمه الله وغيره من العلماء قبله في الحكمة في كون الخاتم كان بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إشارة إلى أنه لا نبي بعدك يأتي من ورائك.
قال: وقيل كان على نغض كتفه لانه يقال: هو الموضع الذي يدخل الشيطان منه إلى الانسان، فكان هذا عصمة له عليه السلام من الشيطان .
وقالت اللجنة الدائمة:
: عمل الرسم المذكور في الاستفتاء والكتابة عليه غير صحيح ، فقد نقل الزرقاني في شرح المواهب اللدنية عن الحكيم الترمذي عند ذكر خاتم النبوة أنه ( كبيضة حمامة مكتوب في باطنها الله وحده لا شريك له ، وفي ظاهرها توجه حيث كنت فإنك منصور ) ورواه أبو نعيم وقال : إنه غير ثابت ، وقال في المورد : إنه حديث باطل اهـ.
وفي بعض الفتاوى في رد هذا الحديث :
ومن الأحاديث الباطلة الحديث المذكور في آخر الصفحة المشار إليها فإنه حديث باطل لم يروه الترمذي صاحب السنن ولعل الترمذي المذكور هو الحكيم الترمذي صاحب النوادر وكتابه موطن للأحاديث الضعيفة والواهية . وأما ما ذكر من أن خاتم النبوة مكتوب من الشعر بقلم القدرة وذكروا الكلمات التي كتبت على ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم بالشعر فهذا كلام باطل من الخرافات التي لا تصح .
حديث: (أنا الضحوك القتال)
أشار ابن القيم في هداية الحيارى إلى أن هذه الصفة جاءت في الكتب المتقدمة، قال رحمه الله:” وأما صفته صلى الله عليه وسلم في بعض الكتب المتقدمة بأنه الضحوك القتال فالمراد به أنه لا يمنعه ضحكه وحسن خلقه إذا كان حدا لله وحقا له، ولا يمنعه ذلك عن تبسمه في موضعه ” [1/ 138]
وقال في صفة الصفوة:” والضحوك: صفته في التوراة ” [1/ 31]
ذكر سند ابن فارس الإمام السيوطي ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه الرياض الأنيقة ص202 قال: قال ابن فارس: حدثنا سعيد بن محمد بن نصر حدثنا بكر بن سهل الدمياطي، حدثنا عبد العزيز بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: (اسمه في التوراة: أحمد الضحوك القتال، يركب البعير ويلبس الشملة ويجتزي بالكسرة سيفه على عاتقه… )
حديث التنوخي رسول هرقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه احمد 24/419 مطول وفيه أنه شبه الخاتم ب مَوْضِعِ غُضُونِ الْكَتِفِ مِثْلِ الْحَجْمَةِ الضَّخْمَةِ
يعني الاثر بعد شفط المحجم
وقال محققو المسند حديث غريب وإسناده ضعيف لجهالة سعيد بن أبي راشد.
- لون الخاتم
وفي بعض الفتاوى : وهو خاتم أسود اللون وقيل أخضر وقيل أحمر، ولا تعارض بينها، لأن بين الأخضر والأسود تداخلا كما يقال سواد العراق لكثرة النخيل فيه، وإنما سعف النخل أخضر اللون، وذلك أن الخاتم تعلوه شعيرات، ومن أخبر أنه أحمر اللون فنظرا للثآليل التي قيل إنها كانت تحيط بالخاتم، ولون الثآليل يميل إلى الاحمرار. وقيل في لونه إنه كلون جسده صلى الله عليه وسلم من غير تحديد وهو الأقرب.
- الاختلاف في حجمها
الأحاديث الثابتة تدل على أن الخاتم كان شيئا بارزا إذا قل كان كالبندقة ونحوها وإذا كثر كان كجمع اليد وأما رواية كأثر المحجم أو كركبة عنز أو كشامة خضراء أو سوداء ومكتوب فيها محمد رسول الله أو سر فإنك المنصور
فلم يثبت منها شيء كما قاله القسطلاني وتصحيح بن حبان لذلك وهم انتهى
قال القاضي وهذه الروايات متقاربة متفقة على انها شاخص في جسده قدر بيضة الحمامة وهو نحو بيضة الحجلة وزر الحجلة وأما رواية جمع الكف وناشز فظاهرها المخالفة فتؤول على وفق الروايات الكثيرة ويكون معناه على هيئة جمع الكف لكنه اصغر منه في قدر بيضة الحمامة
- هل لكل نبي خاتم .
ورد عن وهب بن منبه قال : لم يبعث الله نبيا إلا وقد كانت عليه شامة النبوة في يده اليمنى إلا نبينا صلى الله عليه وسلم فإن شامة النبوة كانت بين كتفيه (الخصائص الكبرى للسيوطي 1/103 وعزاه للحاكم في المستدرك(
قلت سيف : وهذا لا يقبل من وهب بن منبه.
- حكم رسم الخاتم من باب التوضيح
في فتوى للجنه القطريه :إن رسم مثال للخاتم من باب التقريب اعتمادا على ما في هذا الحديث لاحرج فيه؛ ولكن القول بأن من نظر إليه يحصل له كذا وكذا لا نعلم له دليلا، ونخشى أن يكون من التقول على الله بغير علم لأن حفظ الله وغيره من أفعاله لا يمكن القول فيه بغير دليل.
- مما يبين أن كل مدع للنبوة بعده فهو كاذب
1_ آية نبوته دائمة : تناسب آية النبي ان تكون حجة على الناس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فالقرآن هو آية تدل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ين الله عز وجل أن هذه آية خالدة لا يغسلها الماء ولا تبليها الشهور كانت حجةعلى الناس إلى يوم الدين فلا يمكن أن يأتي نبي جديد.
2_ أن الله عز وجل بين أنه خاتم الأنبياء قال تعالى : { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } (الأحزاب/40)
ولا يمكن تفسير الآية بأن هذا أمر نسبي أو أنه خاتم الأنبياء في الكمال والجمال فقط للأحاديث الواردة
( ولكن لا نبي بعدي ) ( وأنا العاقب ) ، ( فأنا اللبنة ، وأنا خاتم النبيين ) ( لَمْ يَبْقَ مِنْ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ )
ولمخالفتها لفهم سلف الأمة.
ولأن اللغة تدل على ما ذكرنا أيضا
في معجم المقاييس لابن فارس ( 2/200 ) : ” (ختم) الخاء والتاء والميم أصلٌ واحد، وهو بُلوغ آخِرِ الشّيء. يقال خَتَمْتُ العَمَل، وخَتم القارئ السُّورة. فأمَّا الخَتْم، وهو الطَّبع على الشَّيء، فذلك من الباب أيضاً؛ لأنّ الطَّبْع على الشيءِ لا يكون إلاّ بعد بلوغ آخِرِه، في الأحراز. والخاتَم مشتقٌّ منه؛ لأنّ به يُختَم، والنبي صلى الله عليه وسلم خاتَِمُ الأنبياء؛ لأنّه آخِرُهم ” .
وجاء في تهذيب اللغة للأزهري : ((وقوله جلَّ وعزَّ: { مَا كانَ مُحَمّدٌ أبَا أحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ولكنَّ رسول اللهِ وخَاتِمَ النَّبِيِّين} معناه: آخر النَّبيِيِّن. )) ( 2/474 )
3_ تكذيب الصحابة لكل من ادعى النبوة بعده صلى الله عليه وسلم
فعن بن الزبير رضي الله عنه عندما قيل له إن المختار الثقفي ادّعى نزول الوحي عليه نفى ذلك على الفور ، وسخر من ذلك قائلاً : صدق، ثم قرأ قوله تعالى: { هل أنبئكم على من تنزل الشياطين * تنزل على كل أفاك أثيم * يلقون السمع وأكثرهم كاذبون} (الشعراء/221-223)
ونرى كذلك أم أيمن رضي الله عنها تبكي انقطاع الوحي إلى الأبد قائلة : ” أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء ” رواه مسلم .
4_ إجماع الأمة على كفر كل مدعى النبوة بعده صلى الله عليه وسلم
يقول ملا علي قاري: ودعوى النبوة بعد نبينا صلى الله عليه وسلم كفر بالإجماع (شرح الفقه الأكبر:244)
ويقول الألوسي: وكونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين مما نطق به الكتاب، وصدعت به السنة، وأجمعت عليه الأمة، فيكفر مدعي خلافه، ويقتل إن أصر (روح المعاني)
ويقول ابن حزم : وأما من قال أن بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبياً غير عيسى ابن مريم، فإنه لا يختلف اثنان في تكفيره لصحة قيام الحجة بكل هذا على كل أحد (الفصل بتصرف: 3/293)
ويقول القاضي عياض: وكذلك من ادّعى نبوة أحد مع نبينا صلى الله عليه وسلم، أو بعده كالعيسوية من اليهود، القائلين بتخصيص رسالته إلى العرب، وكالخرمية القائلين بتواتر الرسل، وكأكثر الرافضة القائلين بمشاركة علي في الرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم وبعده، وكذلك كل إمام عند هؤلاء يقوم مقامه في النبوة والرسالة… أو من ادعى النبوة لنفسه، أو جوز اكتسابها، والبلوغ بصفاء القلب إلى مرتبتها.
وكذلك من ادّعى منهم أنه يوحى إليه، وإن لم يدع النبوة.. فهؤلاء كلهم كفار مكذبون للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه خاتم النبيين لا نبي بعده، وأخبر عن الله تعالى أنه خاتم النبيين، وأنه أرسل كافة للناس.
وأجمعت الأمة على حمل هذا الكلام على ظاهره، وأن مفهومه المراد منه دون تأويل ولا تخصيص، فلا شك في كفر هؤلاء الطوائف كلها قطعاً إجماعاً وسمعاً (الشفا)
5_ أن مدعى النبوة من حاله تعلم أنه كاذب.
يقول ابن أبي العز الحنفي رحمه الله: إن النبوة إنما يدعيها أصدق الصادقين، أو أكذب الكاذبين، ولا يلتبس هذا بهذا إلا على أجهل الجاهلين، بل قرائن أحوالهما تعرب عنهما، وتعرف بهما، والتمييز بين الصادق والكاذب له طرق كثيرة فيما دون دعوى النبوة، فكيف بدعوى النبوة؟ (شرح العقيدة الطحاوية)
ويتحدث ابن تيمية عن هذه المسألة قائلاً: معلوم أن مدعي الرسالة إما أن يكون من أفضل الخلق وأكملهم، وإما أن يكون من أنقص الخلق وأرذلهم، ولهذا قال أحد أكابر ثقيف للنبي صلى الله عليه وسلم لما بلغهم الرسالة ودعاهم إلى الإسلام: والله لا أقول لك كلمة، إن كنت صادقاً فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك، وإن كنت كاذباً فأنت أحقر من أن أرد عليك (
. فكيف يشتبه أفضل الخلق وأكملهم بأنقص الخلق وأرذلهم،
وما أحسن قول حسان
لو لم تكن فيه آيات مبينة
كانت بديهته تأتيك بالخبر
وما من أحد ادعى النبوة من الكذابين، إلا وقد ظهر عليه من الجهل والكذب والفجور، واستحواذ الشياطين عليه ما ظهر لمن له أدنى تمييز، وما من أحدٍ ادّعى النبوة من الصادقين إلا وقد ظهر عليه من العلم والصدق والبر وأنواع الخيرات ما ظهر لمن له أدنى تمييز (6) .
(راجع الجواب الصحيح:1/29-30) و راجع: شرح العقيدة الأصبهانية