1064 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة: طارق أبي تيسير، ومحمد البلوشي، وعبدالحميد البلوشي، وكديم. ونوح وعبدالخالق وموسى الصوماليين وسامي وعلي بن رحمه
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——
الصحيح المسند
1064 قال أبوداود حدثنا أحمد بن حنبل … حَدَّثَنَا عبدالله بن يزيد حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ، حَدَّثَنَا أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” عَجِلَ هَذَا ” ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ وَلِغَيْرِهِ: ” إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَا بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ، ثُمَّ لِيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ “.
=====?
أولاً: التخريج:
أخرجه أبو داود في السنن، باب تفريع أبواب الوتر، باب الدعاء، رقم 1481، والترمذي في السنن، أبواب الدعوات، باب، رقم 3476، و 3477ثم قال الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ»، والنسائي كتاب السهو، باب التمجيد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، حديث رقم 1284.
شرح الحديث:
معنى قوله (إذا صلى أحدكم فليبدأ) ?
قوله: ((إذا صلى أحدكم فليبدأ)). هذا يشمل الصلاة المفروضة، والصلاة هي أقوال وأعمال مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم، وكذلك الدعاء يشمل المعنى الشرعي والمعنى اللغوي.
الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء:?
قوله: ((ثم يدعو بعد بما شاء)). يعني: بعد أن يمجد الله ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بما شاء ويسأل حاجاته، وهذا يكون في السجود والتشهد الأخير، أما الأدعية الواردة -مثل دعاء الاستخارة أو دعاء قنوت الوتر- فإنه يؤتى بها كما وردت.
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتمجيد الله جل وعلا في بداية الدعاء، من أسباب قبول الدعاء ومن الأمور المرغب فيها في الدعاء.
جاء في عون المعبود:
(ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ) فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ مِنْ حَقِّ السَّائِلِ أن يتقرب إلى المسؤول مِنْهُ بِالْوَسَائِلِ قَبْلَ طَلَبِ الْحَاجَةِ بِمَا يُوجِبُ الزُّلْفَى عِنْدَهُ وَيَتَوَسَّلَ بِشَفِيعٍ لَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ لِيَكُونَ أَطْمَعَ فِي الْإِسْعَافِ وَأَرْجَى بِالْإِجَابَةِ فَمَنْ عَرَضَ السُّؤَالَ قَبْلَ الْوَسِيلَةِ فَقَدِ اسْتَعْجَلَ وَلِذَا قال مُؤَدِّبًا لِأُمَّتِهِ (إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ) أَيْ إِذَا صَلَّى وَفَرَغَ فَقَعَدَ لِلدُّعَاءِ أَوْ إِذَا كَانَ مصليا فقعد للتشهد فَلْيَبْدَا بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ التَّحِيَّاتُ إِلَخْ.
وَيُؤَيِّدُ الْأَوَّلَ إِطْلَاقُ قَوْلِهِ بَعْدُ (فَلْيَبْدَا بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ) مِنْ كُلِّ ثَنَاءٍ جَمِيلٍ وَيَشْكُرُهُ عَلَى كُلِّ عَطَاءٍ جَزِيلٍ (ثُمَّ يصلي على النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَإِنَّهُ وَاسِطَةُ عقد المحبة ووسلية الْعِبَادَةِ وَالْمَعْرِفَةِ
كَذَا فِي مِرْقَاةِ الْمَفَاتِيحِ (ثُمَّ يدعو بعد) أي بعد ما ذَكَرَ (بِمَا شَاءَ) مِنْ دِينٍ أَوْ دُنْيَا مما يجوز طلبه
وفي رواية للترمذي بينا رسول الله قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ اللَّهُمَّ اغفر لي وارحمني فقال رسول الله عَجِلْتَ أَيّهَا الْمُصَلِّي إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ وَصَلِّ عَلَيَّ ثُمَّ ادْعُهُ قَالَ ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذلك فحمد الله وصلى على النبي أي ولم يدع فقال له النبي أَيُّهَا الْمُصَلِّي ادْعُ تُجَبْ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ صَحِيحٌ. انتهى.
ثالثا: آداب الدعاء وأسباب الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه مباحث مختصرة نافعة إن شاء الله في الدعاء وآدابه وأسباب الإجابة أسأل الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها وناشرها وكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
أولاً: فضل الدعاء كبير والحديث عنه يطول
– فالمسلم إذا دعا ربه مخلصا في توجهه إليه جل وعلا، موقنا بالإجابة, فإنه ما من شك أن الله سيستجيب له دعاءه بإن يصرف عنه من السوء, أو يثيبه عليه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
– والدعاء يقوي صلة العبد بربه فينهاه عن مخالفة أمره وعصيانه
– ويفتح له أبواب خيره ونعمه
– وبه تقضى الحاجات وتدفع المحن والمصائب ويثبت الأجر بعونه تعالى.
– وبالدعاء تتحقق طمأنينة القلب, وصفاء النفس, فيشعر المسلم بالرضا والسكينة والأمن فينال غاية ما يتمنى الإنسان.
– الدعاء يعلم المسلم الصبر على المصائب بل يزرعه في نفسه حتى يكون جزءا منه لا يفارقه, فيكون أقوى عزيمة لأنه التجأ إلى الله القوي المتين الذي لا يرد من يلتجأ إليه, وقد ورد عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” إن ربكم حيى كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفرا أو قال خائبتين “. [خرجه الإمام الترمذي في سننه الحديث رقم (3556) وصححه المحدث الألباني]
ويتعلم المسلم من الدعاء الشكر على النعمة, فلا يجحد فضل من أحسن إليه, ويقابل الحسنة بمثلها أو بأحسن منها، ويشعر المسلم على الدوام بفضل الله تعالى عليه وبرحمته. [باختصار وتصرف من الشبكة]
ثانياً: وللدعاء عدة آداب هذه بعضها:
فمن آداب الدعاء وأسباب الاجابة:
1 – الإخلاص لله.
2 – أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك.
3 – الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة
4 – الإلحاح في الدعاء وعدم استعجال.
5 – حضور القلب في الدعاء.
6 – الدعاء في الرخاء والشدة.
7 – لا يسأل الا الله وحده.
8 – عدم الدعاء على الأهل، والمال، والولد، والنفس.
9 – خفض الصوت بين المخافتة والجهر.
10 – الإعتراف بالذنب والإستغفار منه والإعتراف بالنعمة وشكر الله عليها.
11 – عدم تكلف السجع في الدعاء.
12 – التضرع والخشوع والرغبة والرهبة.
13 – رد المظالم مع التوبة.
14 – الدعاء ثلاثا.
15 – استقبال القبلة.
16 – رفع الأيدي في الدعاء.
17 – الوضوء قبل الدعاء إن تيسر.
18 – أن لا يعتدي في الدعاء.
19 – أن لا ينسى الداعي الدعاء لكل المسلمين لما فيه من أجر عظيم ونفع عظيم.
20 – أن يتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى, أو بعمل صالح قام به الداعي نفسه , أو بطلب الدعاء من رجل يرى صلاحه (حي، حاضر، قادر)
21 – أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلال.
22 – لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم.
23 – أن يأمر بالمعروف وينهى عن ألمنكر.
24 – الابتعاد عن جميع المعاصي.
(أوقات وأحوال وأماكن يستحب فيها الدعاء)
1 – ليلة القدر.
2 – جوف الليل الأخير.
3 – ودبر الصلاوات المكتوبات.
4 – بين الأذان والإقامة.
5 – ساعة من كل ليلة.
6 – عند النداء للصلوات المكتوبة
7 – عند نزول الغيث.
8 – عند زحف الصفوف في سبيل الله.
9 – ساعة من يوم الجمعة.
وأرجح الأقوال فيها أنها آخر ساعة من الساعات العصر يوم الجمعة وقد تكون الخطبة والصلاة
10 – عند شرب ماء زمزم مع النية الصادقة.
11 – في السجود.
12 – عند الإستيقاظ من النوم ليلا والدعاء بالمأثور.
13 – إذا نام على طهارة ثم استيقظ من الليل ودعا.
14 – عند الدعاء ب ((لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)).
15 – دعاء الناس عقب وفاة الميت.
16 – الدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي ((صلى الله عليه وسلم)) في التشهد الأخير.
17 – عند دعاء الله باسمه العظيم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى.
18 – دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب.
19 – دعاء يوم عرفة في عرفة.
20 – الدعاء في شهر رمضان.
21 – عند اجتماع المسلمين في المجالس الذكر. 22 – عند الدعاء في المصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها)).
23 – الدعاء حالة إقبال القلب على الله واشتداد الإخلاص.
24 – دعاء المظلوم على من ظلمه.
25 – دعاء الوالد لوالده وعلى ولده.
26 – دعاء المسافر.
27 – دعاء الصائم حتى يفطر.
28 – دعاء الصائم عند فطره.
29 – دعاء المضطر.
30 – دعاء الإمام العادل.
31 – دعاء الولد البار بوالديه.
32 – الدعاء عقب الوضوء إذا دعا بالمأثور في ذلك.
33 – الدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى.
34 – الدعاء بعد رمي الجمرة الوسطى.
35 – الدعاء داخل الكعبة ومن صلى داخل الحجر فهو من البيت.
36 – الدعاء على الصفا.
37 – الدعاء على المروة.
38 – الدعاء عند المشعر الحرام.
والمؤمن يدعو ربه دائما أينما كان.
بانتقاء وتصرف من كتيب “الدعاء من الكتاب والسنة”- إعداد: أبو أسامة سمير]
قلت سيف بن دورة:
وراجع الصحيح المسند:
905 – قال الإمام أحمد رحمه الله 4/ 217 حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي العلاء عن عثمان بن أبي العاص وامرأة من قيس أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم قال أحدهما: سمعته يقول: (اللهم اغفر لي ذنبي خطئ وعمدي، اللهم إني استهديك لأرشد أمري، وأعوذ بك من شر نفسي)
حيث توسعنا في البحث في آداب الدعاء
وكذلك حديث 1358 – من الصحيح المسند: قال الإمام إسحاق بن راهويه في مسنده: أخبرنا عيسى بن يونس نا سعدان الجهني عن سعد أبي المجاهد الطائي عن أبي المدله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلت: يا رسول الله ما بناء الجنة قال لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك وتربتها الزعفران وحصبتها اللؤلؤ من يدخلها ينعم لا ييأس ولا يخرق ثيابه ولا يبلى شبابه وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث لا يرد لهم دعوة الصائم حتى يفطر وإمام عادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماوات فيقول الرب وعزتي لأنصرنك بعد حين.