1040 التعليق على الصحيح المسند:
مجموعة طارق أبي تيسير، ومحمد البلوشي، وصالح الصيعري، ومحمد البلوشي، وعبدالحميد البلوشي، وجمال، وكديم.
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——-”——–”——–
1040 – قال أبو داود رحمه الله: حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، حدثنا الوليد، حدثنا ابن جابر، عن زيد بن أرطاة الفزاري، عن جبير بن نفير الحضرمي، أنه سمع أبا الدرداء، يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((ابغوني الضعفاء؛ فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم)).
قال أبو داود: زيد بن أرطاة أخو عدي بن أرطاة.
قال الوادعي رحمه الله: هذا حديث صحيح ورجاله ثقات.
=====
أخرجه أبو داود، كتاب الجهاد، باب في الانتصار برذل الخيل والضعفة، برقم (2594)، والترمذي، كتاب الجهاد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، باب في الانتصار برذل الخيل والضعفة، وبرقم (1702)، والنسائي بلفظ: (ابغوني الضعيف، … )، كتاب الجهاد، باب الاستنصار بالضعيف، برقم (3179)،
وورد كذلك حديث مصعب بن سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنهما- قال: رأى سعد أن له فضلاً على من دونه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟)
أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب، برقم (2896).
وفي معناه (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)
[سورة الكهف 28]
وعتب رب العزة على نبيه لمَّا عبس وتولى عن ابن أم مكتوم.
شرح الحديث … :
سيكون الحديث في عدة أمور:
1 – بيان الحديث:
قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظ الله: ” أورد أبو داود هذه الترجمة، وهي: باب الانتصار برذل الخيل والضعفة.
يعني: طلب النصر أو تحصيل الانتصار؛ لوجود ضعفة عندهم صدق وإخلاص وعبادة، يدعون الله عز وجل فيستجيب لهم.
وقد أورد أبو داود حديث أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ابغوني الضعفاء، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم)).
وقد جاء في سنن النسائي: ((بدعائهم وصدقهم وصلاتهم وإخلاصهم)) يعني: لأن عندهم العبادة والإخلاص، وليس عندهم انشغال بالدنيا ومتاعها ولذاتها، وإنما هم مقبلون على العبادة، فيكون دعاؤهم مظنة الإجابة.
فمعنى هذا: أنه إذا وجد في الجيش من يكون كذلك ومن يكون قلبه خالياً من التعلق بالدنيا، ومشتغلاً بالعبادة والدعاء فإن ذلك من أسباب النصر على الأعداء؛ لكونهم يدعون الله عز وجل، وقلوبهم صافية، وهم مخلصون لله عز وجل، وليس عندهم الانشغال بالدنيا ومتاعها ولذاتها.
قوله: [(ابغوني)].
أي: اطلبوا لي، ومعناه: أنه يريد مثل هذا النوع وهذا الجنس من الناس الذين يكون عندهم عبادة وإخلاص، وليس عندهم انشغال بالدنيا وافتتان بها.
قوله: [((فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم))].
يعني: بوجودهم معكم، وكونهم يسألون الله عز وجل والله تعالى يجيب دعاءهم.
فوجود الفقير والضعيف الذي يعان ويساعد من أسباب كثرة الرزق، وكذلك أيضاً كون الضعيف يدعو فيستجيب الله له مثلما جاء في الحديث: (رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره)
أما ” رذل الخيل” فلم يأت في الحديث شيء يدل عليها، ولكن لعل ذلك لكون الضعفاء يكون عندهم شيء ضعيف على قدر حالهم وطاقتهم، وأنه لا يستهان بالضعفاء ولا بمركوباتهم، والمقصود من ذلك هو الضعفاء أنفسهم، والرذل هي تابعة لهم، وهذا على قدر طاقتهم وقدر ما يستطيعون”. انتهى.
——
قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين:
(12) حديث مُصْعبِ بنِ سعدِ بنِ أَبي وقَّاصٍ -رضي اللَّه عنهما- “رأَى سعْدٌ أَنَّ لَهُ فَضْلاً علَى مَنْ دُونهُ” وحديث أَبي الدَّرْداءِ عُوَيْمرٍ -رضي اللَّه عنه- “ابْغونِي الضُّعَفَاءَ”
ففي باب “ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة والمساكين والمنكسرين” أورد المصنف -رحمه الله- حديث مصعب بن سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنهما- قال: رأى سعد أن له فضلاً على من دونه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟)
أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب، برقم (2896).
فالمقصود أنه قال: رأى سعد أن له فضلاً على من دونه، جاء في رواية مرسلة -والمرسل من أنواع الضعيف- ما يوضح هذا، وهو أنه قاله في مقام يتعلق بتوزيع الفيء أو الغنيمة، …. فهذا يقول: هل يُعطَى هذا كهؤلاء؟ والنصر ليس بمجرد شجاعة الشجعان، وإنما النصر يتحقق من عند الله -عز وجل- إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع.
ومن الأسباب التي يتهيأ بها النصر بإذن الله -تبارك وتعالى- دعاء هؤلاء الضعفاء، وصلاحهم، وحسن مقاصدهم، وسلامة قلوبهم.
ولا يكون ضعفهم اختياريًّا، بمعنى يركنون إلى الكسل لا، فهذا مذموم، هذا من أسباب ضعف الأمة، وإنما قصدت بذلك من كان ضعيفاً لم يعطه الله -عز وجل- قوة، ففيه ضعف في خلقته، فيه ضعف في رأيه، فيه ضعف في عقله
والمعنى الذي قصده المصنف -رحمه الله- من إيراد هذا الحديث هو أن لا يحقر الإنسان هؤلاء ويعرف قدرهم، وأن هؤلاء قد يكونون عند الله -عز وجل- بمنزلة، فيتواضع لهم، ويوفي حقوقهم، ويدنيهم ويقربهم ويحبهم ويُكْبرهم.
ثم أورد حديثاً آخر وهو آخر حديث في هذا الباب، وهو حديث أبي الدرداء
(ابغوني ضعفاءكم) يعني: هاتوا لي ضعفاءكم، هاتوهم لماذا؟ يمكن أن يكون قصد بذلك أن يشعرهم بقيمتهم، هاتوا هؤلاء فإنهم من أسباب النصر، قربوا لي هؤلاء الضعفاء، ويحتمل أن يكون قال ذلك؛ ليجعلهم في جملة المجاهدين، هاتوا الضعفاء؛ ليلحقهم بالسرايا والجيوش التي كان يبعثها -صلى الله عليه وسلم-، ويحتمل غير ذلك، يحتمل أنه أراد أن يعطيهم من الفيء أو نحو ذلك؛ لئلا يتوهم أحد أن هؤلاء لا حق لهم إذا لم يخرجوا في المعركة من الغنيمة، لكن الفيء يعطى للفقراء والمساكين، (فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم)، لاحظ الجملة الحديث الأول قال: (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟) هذا استفهام مضمن معنى النفي، والإنكار، يعني لا ترزقون ولا تنصرون إلا بضعفائكم، وهنا جاء مصرحاً به بصيغة الحصر، (فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم)، فالأمة وحدة متكاملة منتظمة، ليس هناك أحد لا شأن له ولا حظ ولا قيمة لحظه ولقلة حيلته، أقل ما يأتي منه -وهو عظيم جدًّا- الدعاء والاستغفار، وفي أخبار فتوح الصين قتيبة بن مسلم الباهلي سأل عن محمد بن إبراهيم التيمي، ومحمد بن إبراهيم التيمي عابد. سأل عنه قائد المعركة قائد الجيش، وهي جيوش كالجبال، أين هو؟ فقيل: ها هو على ميمنة الجيش يُبصبص بأصبعه، يحركها -يعني يدعو بها-، فقال: والله إن هذه الأصبع لتعدل عندي ألف فارس”
======
2 – أسباب النصر على الأعداء: [من موسوعة الفقه الإسلامي]
كتب الله على نفسه النصر لأوليائه، ولكنه ربط هذا النصر بأمور:
1 – كمال حقيقة الإيمان بالله في قلوب المجاهدين في سبيل الله. قال الله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [47]} [الروم: 47].
2 – استيفاء مقتضيات الإيمان في حياتهم، وهي الأعمال الصالحة. قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [40] الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ [41]} [الحج:40 – 41].
3 – استكمال عدة الجهاد التي يستطيعونها. قال الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ [60]} [الأنفال: 60].
4 – بذل الجهد الذي في وسعهم، وبحسب كمال الإيمان يكون كمال الجهد وكمال النصر. قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [69]} [العنكبوت: 69].
5 – الثبات، وكثرة ذكر الله، وطاعة الله ورسوله، وعدم التنازع، ولزوم الصبر. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [45] وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [46]} [الأنفال: 45 – 46].
6 – اجتناب المعاصي، وعدم العجب والبطر والرياء.
1 – قال الله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [152]} [آل عمران: 152].
2 – وقال الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [47]} [الأنفال: 47].
7 – كمال اليقين على أن النصر بيد الله وحده لا شريك له.
1 – قال الله تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [160]} [آل عمران: 160].
2 – وقال الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ [9] وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [10]} [الأنفال: 9 – 10].
8 – كمال اليقين على أن الله لا ينصر الكفار على المسلمين أبداً.
1 – قال الله تعالى: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا [141]} [النساء: 141].
2 – وقال الله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [47]} [الروم: 47].
3 – أسباب إبطاء النصر: [من موسوعة الفقه الإسلامي]
قد يؤخر الله النصر للمؤمنين لأسباب لابد من توفرها منها:
1 – أن تكون بُنْية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد، ولم تحشد بعد طاقتها اللازمة.
2 – وقد يبطئ النصر حتى يبذل المؤمنون آخر ما في وسعهم من طاقة وقوة، فلا يبقى عزيز ولا غالٍ إلا بَذَلته رخيصاً في سبيل الله.
3 – وقد يتأخر النصر حتى تجرب الأمة آخر ما في طوقها من قوة، لتدرك أن قوتها وحدها لا تكفل النصر بدون سند من الله.
4 – وقد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله.
5 – وقد يبطئ النصر لأن في الشر الذي يكافحه المؤمنون بقية من خير، يريد الله أن يجرد الشر منها ثم يهلكه.
6 – وقد يبطئ النصر لأن المؤمنين لم يتجردوا بإخلاص في بذلهم وتضحياتهم لله ولدعوته.
7 – وقد يبطئ النصر لأن الباطل الذي يحاربه المؤمنون لم ينكشف زيفه للناس، ولم يقتنعوا بعد بفساده.
8 – وقد يبطئ النصر لأن البيئة لا تصلح بعدُ لاستقبال الحق والخير، فيبقى الصراع قائماً، حتى تتهيأ النفوس لاستقباله ونحو ذلك من الأسباب.
تنبيه:
قلت سيف: سبق الكلام عن فضل الدعاء في الصحيح المسند:
971_ قال الإمام أحمد رحمه الله 1161: حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت حارثة بن مضرب يحدث عن على رضي الله عنه لقد رأيتنا ليلة بدر وما منا إنسان الا نائم الا رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنه كان يصلي إلى شجرة ويدعو حتى أصبح وما كان منا فارس يوم بدر غير المقداد بن الأسود
ونقلنا في شرحه أدعية الأنبياء والصالحين ولجوئهم إلى الله مع الحكم على الأحاديث.
=====
مقتطفات من بحث بعنوان:
: أحاديث واهيات في مسألة التوسل بالذات.
الحديث الأول:
عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: من خرج من بيته إلى الصلاة، فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً … أقبل الله عليه بوجهه.
رواه أحمد (3/ 21) واللفظ له، وابن ماجه وغيرهما
إسناده ضعيف لأنه من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري، وعطية ضعيف كما قال النووي في “الأذكار” وابن تيمية في “القاعدة الجليلة” والذهبي في “الميزان” بل قال في “الضعفاء” (88/ 1): (مجمع على ضعفه) ,وغيرهم
وقد ضعف الحديث غير واحد من الحفاظ كالمنذري في “الترغيب” والنووي وابن تيمية في “القاعدة الجليلة” وكذا البوصيري، فقال في “مصباح الزجاجة” (2/ 52): (هذا إسناد مسلسل بالضعفاء: عطية وفضيل بن مرزوق والفضل بن الموفق كلهم ضعفاء). وقال صديق خان في “نزل الأبرار” ( 71) بعد أن أشار لهذا الحديث وحديث بلال الآتي بعده: (وإسنادهم ضعيف، صرح بذلك النووي في”الأذكار”).
,وحديث بلال الذي أشار إليه صديق خان هو ما روي عنه أنه قال: كان رسول الله إذا خرج إلى الصلاة قال: بسم الله، آمنت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم بحق السائلين عليك، وبحق مخرجي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً .. الحديث
أخرجه ابن السني في “عمل اليوم والليلة – رقم82” من طريق الوازع بن نافع العقيلي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله عنه.
قال النووي في “الأذكار”: (حديث ضعيف أحد رواته الوازع بن نافع العقيلي وهو متفق على ضعفه، وأنه منكر الحديث) وقال الحافظ بعد تخريجه: (هذا حديث واه جداً، أخرجه الدارقطني في “الأفراد” من هذا الوجه وقال: تفرد به الوازع، وهو متفق على ضعفه وأنه منكر الحديث. والقول فيه أشد من ذلك، فقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم وجماعة، متروك الحديث، وقال الحاكم: يروي أحاديث موضوعة) وقال ابن عدي: أحاديثه كلها غير محفوظة وقال البخاري: منكر هذا الحديث
قال الألباني: (ومع كون هذين الحديثين ضعيفين فهما لا يدلان على التوسل بالمخلوقين أبداً، وإنما يعودان إلى أحد أنواع التوسل المشروع الذي تقدم الكلام عنه، وهو التوسل إلى الله تعالى بصفة من صفاته عز وجل، لأن فيهما التوسل بحق السائلين على الله وبحق ممشى المصلين. فما هو حق السائلين على الله تعالى؟، لا شك أنه إجابة دعائهم، وإجابة الله دعاء عباده صفة من صفاته عز وجل، وكذلك حق ممشى المسلم إلى المسجد هو أن يغفر الله له، ويدخله الجنة ومغفرة الله تعالى ورحمته، وإدخاله بعض خلقه ممن يطيعه الجنة. كل ذلك صفات له تبارك وتعالى.)
,عن أبي أمامة قال: كان رسول الله إذا أصبح، وإذا أمسى دعا بهذا الدعاء: اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد .. أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، وبكل حق هو لك، وبحق السائلين عليك … .
قال الهيثمي في “مجمع الزوائد” (10/ 117): (رواه الطبراني، وفيه فضال بن جبير، وهو ضعيف مجمع على ضعفه).وقال في موضع آخر: (لا يحل الإحتجاج به)
قال ابن حبان عن فضال (لا يجوز الاحتجاج به بحال، يروي أحاديث لا أصل له).
وقال ابن عدي في “الكامل” (25/ 13): (أحاديثه كلها غير محفوظة).
وقال عنه البيهقي في الشعب: (فضال صاحب مناكير).
الحديث الثاني:
عن أنس بن مالك قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما دعا أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود يحفرون …
فلما فرغ دخل رسول الله، فاضطجع فيه فقال: الله الذي يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجتها، ووسع مدخلها بحق نبيك، والأنبياء الذين من قبلي، فإنك أرحم الراحمين ….
قال الهيثمي في “مجمع الزوائد” (9/ 257): (رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه روح بن صلاح، وثقة ابن حبان والحاكم وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح).
قال الألباني: (وقد ذهب بعضهم إلى تقوية هذا الحديث لتوثيق ابن حبان والحاكم لروح هذا، ولكن ذلك لا ينفعهم، لما عرفا به من التساهل في التوثيق، فقولهما عند التعارض لا يقام له وزن حتى
لو كان الجرح مبهماً، فكيف مع بيانه كما هي الحال هنا)
الحديث الثالث:
عن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد قال: كان رسول الله يستفتح بصعاليك المهاجرين.
أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير” (1/ 81/2) ومداره على أمية بن خالد مرفوعاً بلفظ:
يستفتح ويستنصر بصعاليك المسلمين.
ولم تثبت صحبة أمية بن خالد، فالحديث مرسل ضعيف، وقال
ابن عبد البر في “الاستيعاب” (1/ 38): (لا تصح عندي صحبته، والحديث مرسل)
وقال الحافظ في “الإصابة” (1/ 133): (ليست له صحبة ولا رواية).
ثم لو صح فإن معناه مخالف لما يظن البعض فقد قال المناوي في “فيض القدير”: أي بدعاء فقرائهم الذين لا مال لهم.
فقد اخرج النسائي (2/ 15) بلفظ: ” إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم، وصلاتهم وإخلاصهم” وأصله في “صحيح البخاري” (6/ 67) فقد بين الحديث أن الاستنصار إنما يكون بدعاء الصالحين،
لا بذواتهم وجاههم.
الحديث الرابع:
عن عمر بن الخطاب مرفوعاً: ” لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي، فقال: يا آدم ! وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ قال: يا رب لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك رفعت رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضِف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال: غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتُك”.
أخرجه الحاكم في “المستدرك” (2/ 615) من طريق أبي الحارث عبد الله بن مسلم الفهري: حدثنا إسماعيل بن مسلمة: أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر. وقال: (صحيح الإسناد وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب).
فتعقبه الذهبي فقال: (قلت: بل موضوع، وعبد الرحمن واهٍ، وعبد الله بن أسلم الفهري
لا أدري من ذا)
والفهري أورده الذهبي في “الميزان” وساق له هذا الحديث وقال: (خبر
باطل) وكذا قال الحافظ ابن حجر في “اللسان” (3/ 360) وزاد عليه قوله في الفهري هذا: (لا أستبعد أن يكون هو الذي قبله فإنه من طبقته) قلت: والذي قبله هو عبد الله بن مسلم بن رُشيد، قال الحافظ: ذكره ابن حبان، متهم بوضع الحديث، يضع على ليث ومالك وابن لهيعة، لا يحل كتب حديثه، وهو الذي روى عن ابن هدية نسخة كأنها معمولة).
قال الألباني: (والحديث رواه الطبراني في “المعجم الصغير” ( 207): وهذا سند مظلم فإن كل من دون عبد الرحمن لا يعرفون، وقد أشار إلى ذلك الحافظ الهيثمي حيث قال في “مجمع الزوائد” (8/ 253): (رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم).)
ويقول الألباني: (وللحديث عندي علة أخرى وهي اضطراب عبد الرحمن أو من دونه في إسناده، فتارة كان يرفعه كما مضى، وتارة كان يرويه موقوفاً على عمر، لا يرفعه إلى النبي، كما رواه
والموقوف ذكره أبو بكر الآجري في كتاب “الشريعة” مختصراً، وهذا مع إرساله ووقفه، فإن إسناده إلى ابن أبي الزناد ضعيف جداً، وفيه عثمان بن خالد والد أبي مروان العثماني، قال النسائي: (ليس بثقة).) انتهى كلامه.
وجاء في كنز العمال: (عن علي قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله: {فتلقى آدم من ربه كلمات} فقال: إن الله أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة …. اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم، فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم).
ثم قال: رواه (الديلمي) وسنده واه وفيه حماد بن عمرو النصيبي عن السري بن خالد واهيان.
قلت (الأزهري الأصلي):حماد النصيبي قال عنه الحافظ ابن حجر:”متروك” وفي موضع آخر:”مذكور بوضع الحديث”
وقال يحيى بن معين: هو ممن يكذب ويضع الحديث.
وجاء في اللآلئ المصنوعة: (قال الدارقطني: حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن أبي بكر الواسطي حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار حدثنا حسين الأشقر حدثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس سألت النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فقال قال سأل بحق محمد وعلي وفاطمة تفرد به عمرو عن أبيه أبي المقدام وتفرد به حسين عنه وعمرو قال عنه يحيى لا ثقة ولا مأمون وقال ابن حبان يروي الموضوعات عن الإثبات.
وكذلك أورده صاحب تذكرة الموضوعات وقال: فيه حسين بن حسن اتهمه ابن عدي.
الحديث السابع: توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم
وبعضهم يرويه بلفظ: إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي، فإن جاهي عند الله عظيم.
وهذا حديث لا أصل له قال ابن تيمية رحمه الله تعالى:
هو حديث كذب موضوع من الأحاديث المشينات التي ليس لها زمام ولا خطام وقال غيره من العلماء:
حديث باطل لم يروه أحد من العلم ولا هو في شيء من كتب الحديث فمن أين إذاً جاء هذا الحديث الباطل
الموضوع المكذوب؟
قال الألوسي: وما يذكر عن بعض العامة من قوله عليه الصلاة والسلام: “إِذا كانتْ لكم إِلى اللَّه تعالى حاجةٌ فاسألوا اللَّه تعالى بجاهي فإِنَّ جاهي عند اللَّه عظيم”. لم يروه أحد من أهل العلم، ولا هو شيء في كتب الحديث.
8 – حديث الأعرابي
يقول الشيخ دحلان:
وفي صحيح البخاري: [أنه لما جاء الأعرابي وشكا للنبي صلى الله عليه وسلم القحط فدعا الله فانجابت السماء بالمطر قال صلى الله عليه وسلم.: ((لو كان أبو طالب حياً لقرت عيناه من ينشد قوله؟)) فقال علي رضي الله عنه يا رسول الله: كأنك أردت قوله:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل.
فتهلل وجه الرسول صلى الله عليه وسلم. ولم ينكر إنشاد البيت ولا قوله يستسقى الغمام بوجهه ولو كان ذلك حراماً لأنكر ولم يطلب إنشاد البيت ولا قوله يستسقى الغمام بوجهه ولو كان ذلك حراماً لأنكر ولم يطلب إنشاده.
الرد:
يقول صاحب كتاب (التوصل إلى حقيقة التوسل):
(إن حديث الأعرابي الذي يعزوه الشيخ الدحلان إلى البخاري بلفظه أعلاه ليس في البخاري قطعاً بهذه الرواية!!! وهنا نترك الكلام والرد للشيخ بشير السهسواني رحمه الله وغفر له قال في كتابه: (صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان) ما يلي: ويروي الدحلان في كتابه (الدرر السنية في الرد على الوهابية): (وفي صحيح البخاري (وذكر الحديث إلى قوله: عصمة للأرامل) وقال: فتهلل وجه الرسول الكريم r ولم ينكر إنشاد البيت ولا قوله: يستسقى الغمام ولو كان بوجهه ولو كان ذلك حراماً أو شركاً لأنكره ولم يطلب إنشاده ليس في صحيح البخاري هذه الرواية إنما ورد من حديث أنس قال: [جاء رجل إلى النبي r فقال: هلكت المواشي وتقطعت السبل فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة ثم جاء: فقال تهدمت السبل وهلكت المواشي فادع الله يمسكها فقال: ((اللهم على الآكام والظراب والأودية ومنابت الشجر)) فانجابت عن المدينة انجياب الثوب].
وقد روى البخاري حديث أنس هذا … من طرق وليس في واحدة منها ((قال صلى الله عليه وسلم.: لو كان أبو طالب حياً لقرت عيناه … الخ))
والصواب: أن راوي الحديث هو البيهقي لا البخاري وفي سنده مسلم الملائي وهو متروك الموضوع فانظر إلى تحريف الدحلان عدا عن أغلاط لغوية يجل عنها رسول الله وهو أفصح العرب وذلك من وجوه:
1 – إن كلمة (لما) لا يدخل في جوابها في مثل هذه المواضع لفظة: (الفاء) في قوله (فدعا الله … ) …….
وذكر ستة تعقبات أخرى لغوية
9 – حديث سواد بن قارب
روى الطبراني في الكبير: أن سواد بن قارب رضي الله عنه أنشد الرسول صلى الله عليه وسلم. قصيدته التي توسل فيها التوسل ويقول الدحلان: ولم ينكر الرسول عليه ومنها قوله:
وأشهد أن الله لا رب غيره وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل وإن كان فيما فيه شيب الذوائب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة بمغن فتيلا عن سواد بن قارب
قال صاحب كتاب (التوصل إلى حقيقة التوسل):
(الكلام على متن هذا الحديث
إن هذه الأبيات الأربعة التي استشهد بها الشيخ دحلان على جواز التوسل بذات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيها معاني التوسل الذي يعنيه وبخاصة في البيت الثاني وهو قوله:
إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب وإنك أدنى المرسلين وسيلة
تقدم معنا في أول الكتاب في تعريف الوسيلة لغة وشرعاً أن الوسيلة هي القربة إلى الملك ووسل إلى الله وسيلة وتوسل إليه بوسيلة أي تقرب إليه بعمل. ولا شك ولا ريب أن العمل الذي عمله رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الأنبياء فصار بذلك أوفى المرسلين إلى الله وسيلة أي قربة ومنزلة فأي معنى من معاني التوسل بذوات المخلوقين موجود في هذا البيت … ؟ الجواب: ليس فيه أي معنى من معاني التوسل بذوات المخلوقين إنما معناه هو ما قلناه آنفاً: إن أعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أعظم أعمال الأنبياء والمرسلين فصار بذلك أدناهم وأقربهم إلى الله تعالى.
كما أن الوسيلة معناها كما فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله:
[إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي فمن صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة رفيعة في الجنة … لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو]
وهذا المعنى أيضاً لا يخرج عن المعنى الأول وهي الوسيلة والقربة من الله تعالى فهل في ذلك ما يفيد جواز التوسل بذات المخلوق … ؟
وهذا ما يقصده سواد بن قارب رضي الله عنه في أبياته التي يمدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولعل الدحلان يقصد أيضاً ما جاء في البيت الأخير:
بمغن قتيلاً عن سواد ن قارب وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة
وكذلك ليس في البيت الأخير ما يعين الدحلان على مراده ألبته لأن سواد بن قارب يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرجوه أن يدعو الله تعالى أن يكون له شفيعاً يوم القيامة والخطاب هذا ولا شك كان في حياته صلى الله عليه وسلم. وطلب الشفاعة منه حال حياته لا بأس به لأنه طلب لدعائه صلى الله عليه وسلم. لأن يكون سواد في جملة من يشفعه الله بهم يوم القيامة أي يأذن له بالشفاعة فيهم فما الذي في هذا البيت من معاني التوسل بذوات المخلوقين … ؟! اللهم إلا إذا كان الدحلان يريد أن يحمل الألفاظ ليستقيم مراده … !! فهذا شيء آخر إنما لا يقر على ذلك فإن اللغة العربية التي خلق الله مفاهيمها ومدلولات ألفاظها لا تخضع إلى مراد الدحلان فقواعد اللغة ثابتة ومعانيها فرغ منها فلا يطمع أحد في تغييرها على ما يحب ويهوى.
والخلاصة: ليس في متن هذا الحديث أي معنى من معاني التوسل المعروف عند الدحلان ومن البدهي بعد ذلك أن لا يصلح هذا الحديث حجة ولا دليلاً على مراد التوسل بذوات المخلوقين فسقطت حجة الاستدلال به على ذلك متناً أما سنداً فإليك تفصيل ذلك:
ثم قد ذكر الحافظ ابن حجر الهيثمي في كتابه ((مجمع الزوائد)) إنه حديث ضعيف كما ثبت أن كافة طرقه ورواياته التي ورد فيها ضعيفة واهية
10 – حديث السؤال بمحمد والأنبياء …
يروى عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده أن أبا بكر الصديق أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أتعلم القرآن ويتفلت مني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [قل: اللهم إني أسألك بمحمد نبيك وإبراهيم خليلك وبموسى نجيك وعيسى روحك وكلمتك وبتوراة موسى وانجيل عيسى وفرقان محمد وبكل وحي أوحيته وقضاء قضيته … ]
الكلام على سند هذا الحديث
قال ابن تيمية رحمه الله: (هذا الحديث ذكره روين بن معاوية العبدري في جامعه ونقله ابن الأثير في جامع الأصول ولم يعزه لا هذا ولا هذا إلى كتاب من كتب المسلمين لكنه رواه في عمل يوم ليلة كابن السني وأبي نعيم وفي مثل هذه الكتب أحاديث كثيرة موضوعة لا يجوز الاعتماد عليها في الشريعة باتفاق العلماء وقد رواه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب فضائل الأعمال وفي هذا الكتاب أحاديث كثيرة كذب وموضوعة.
ورواه أبو موسى المديني من حديث زيد بن الحباب عن عبد الملك بن هارون ابن عنترة وقال: هذا حديث حسن مع أنه ليس بالمتصل قال أبو موسى: ورواه محرز بن هشام عن عبد الملك بن هارون عن أبيه عن جده عن الصديق. وعبد الملك ليس بذلك القوي وكان بالري وأبوه وجده ثقتان قلت – يعني ابن تيمية: عبد الملك بن هارون بن عنترة من المعروفين بالكذب قال يحيى بن معين: كذاب. وقال السعدي: دجال كذاب. وقال أبو حاتم بن حبان: يضع الحديث وقال النسائي: متروك. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أحمد بن حنبل: ضعيف. وقال الحاكم في كتاب المدخل: عبد الملك بن هارون بن عنترة الشيباني روى عن أبيه أحاديث موضوعة وأخرجه أبو الفرج بن الجوزي في كتاب الموضوعات وقول الحافظ أبو موسى (هو منقطع) يريد أنه لو كان رجاله ثقات فإن إسناده منقطع).
11 – حديث دعاء حفظ القرآن
ذكره: موسى بن عبد الرحمن الصنعاني صاحب التفسير بإسناده عن ابن عباس مرفوعاً أنه قال: من سره أن يوعيه الله القرآن وحفظ أصناف العلم فليكتب هذا الدعاء في إناء نظيف أو في صحف من قوارير بعسل وزعفران وماء ومطر وليشربه على الريق وليصم ثلاثة أيام وليكن إفطاره عليه ويدعو به في أدبار صلواته: اللهم إني أسألك بأنك مسؤول لم يسأل مثلك ولا يسأل وأسألك بمحمد نبيك وإبراهيم خليلك وموسى نجيبك وعيسى روحك وكلمتك ووجيهك وذكر تمام الدعاء.
الكلام على سند هذا الحديث
قال ابن تيمية رحمه الله:
وموسى بن عبد الرحمن هذا من الكذابين. قال أبو أحمد بن عدي فيه: منكر الحديث وقال أبو حاتم بن حبان: دجال يضع الحديث. وضع على ابن جريح عن عطاء ابن عباس كتاباً في التفسير جمعه من كلام الكلبي ومقاتل.
قال الباحث: موسى بن عبد الرحمن الصنعاني هذا قال عنه الإمام السيوطي في (الدر المنثور):
(ومن التفاسير الواهية لوهاء رواتها التفسير الذي جمعه موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني، وهو قدر مجلدين يسنده إلى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقد نسب ابن حبان موسى هذا إلى وضع الحديث … ).انتهى كلامه عنه.
وقال عنه الحافظ الهيثمي: وضاع , وقال عنه أيضا: كذاب.