1034 1032 رياح المسك العطرة بفوائد الأصحاب المباركة
[بَابُ مَا يُقَالُ إِذَا مَطَرَتْ]
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {كَصَيِّبٍ} [البقرة: 19]: المَطَرُ ” وَقَالَ غَيْرُهُ: صَابَ وَأَصَابَ يَصُوبُ ”
1032 حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الحَسَنِ المَرْوَزِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ القَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ لكَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ، قَالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا» تَابَعَهُ القَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَرَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ، وَعُقَيْلٌ، عَنْ نَافِعٍ
[بَابُ مَنْ تَمَطَّرَ فِي المَطَر
ِ … حَتَّى يَتَحَادَرَ عَلَى لِحْيَتِهِ]
1033 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ المُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ عَلَى المِنْبَرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ قَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَ المَالُ، وَجَاعَ العِيَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا أَنْ يَسْقِيَنَا، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَةٌ، قَالَ: فَثَارَ سَحَابٌ أَمْثَالُ الجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ المَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ، قَالَ: فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَفِي الغَدِ، وَمِنْ بَعْدِ الغَدِ، وَالَّذِي يَلِيهِ إِلَى الجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقَامَ ذَلِكَ الأَعْرَابِيُّ أَوْ رَجُلٌ غَيْرُهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَ البِنَاءُ وَغَرِقَ المَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلاَ عَلَيْنَا» قَالَ: فَمَا جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ إِلَّا تَفَرَّجَتْ، حَتَّى صَارَتِ المَدِينَةُ فِي مِثْلِ الجَوْبَةِ حَتَّى سَالَ الوَادِي، وَادِي قَنَاةَ شَهْرًا، قَالَ: فَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا حَدَّثَ بِالْجَوْدِ.
[بَابُ إِذَا هَبَّتِ الرِّيحُ]
1034 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: «كَانَتِ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ إِذَا هَبَّتْ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم »
مشاركة رامي عساف:
1 فيه استحباب الدعاء عند نزول المطر.
2 فيه أن ذكر الدعاء اللهم صيبا نافعا خاص بنزول المطر.
3 فيه استحباب التمطر في المطر حتى يتحادر على اللحية.
4 فيه جواز مخاطبة الإمام و هو يخطب لأمر عام و مهم.
5 فيه أن إذا هبت الريح الشديدة لا يفرح بها مثل نزول المطر.
مشاركة نورس الهاشمي:
6 فيه العناية التفسير بالمأثور.
و ذكر أهل العلم من أفضل انواع التفسير:
تفسير القرآن بالقران،
وتفسير القران بالسنة،
وتفسير القران بالمأثور.
7 فيه الاقتداء و التأسي بالصحابة و الحذر من مخالفتهم.
8 المطر في القران يطلق على الخير و الشر.
قال الحافظ في الفتح (ج1/ 189):
يقال مطرت السماء وأمطرت ويقال مطرت في الرحمة وأمطرت في العذاب وقال بن عيينة ما سمي الله مطرا في القرآن إلا عذابا يعني ما أطلق المطر في القرآن إلا على العذاب.
وتعقب بقوله تعالى: {ل وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ} [سورة النساء 102]
9 الاستعداد بالمراقبة لله عز وجل والالتجاء إليه عند اختلاف الأحوال وحدوث ما يخاف بسببه والله أعلم بحقيقة الحال. {ذكرها ابن بطال}
وقد ورد في حديث أبي هريرة مرفوعا: «الريح من روح الله تأتي بالرحمة وبالعذاب فلا تسبوها»، وقد ورد في تمام حديث ابن عباس «اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا»، وهو يدل أن المفرد يختص بالعذاب والجمع بالرحمة قال ابن عباس: في كتاب الله {إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا} [القمر: 19] {إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم} [الذاريات: 41] {وأرسلنا الرياح لواقح} [الحجر: 22] {أن يرسل الرياح مبشرات} [الروم: 46] رواه الشافعي في الدعوات الكبير، وهو بيان أنها جاءت مجموعة في الرحمة ومفردة في العذاب فاستشكل ما في الحديث من طلب أن تكون رحمة، وأجيب بأن المراد لا تهلكنا بهذه الريح؛ لأنهم لو هلكوا بهذه الريح لم تهب عليهم ريح أخرى فتكون ريحا لا رياحا.
[الصنعاني في سبل السلام]
قال صاحبنا أحمد بن عبدالعزيز: حديث «اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» ذكره الألباني في الضعيفه. 4217
أما حديث (الريح من روح الله) هو في الصحيح المسند 1402.
وقال صاحبنا حسين راجع العلل 133 للدارقطني
قلت سيف: رجح الدارقطني الموقوف.
مشاركة سيف بن غدير:
10 فيه بشرية النبيلوأنه يعتريه ما يعتريهم.
11 فيه ضرب الأمثال لتقريب المعاني.
12 فيه عظيم قدرة الله تعالى.
13 فيه حُسن الظن بالله، وعدم القنوط من روح الله.
14 فيه تعظيم الله عزوجل، وخاصة في بداية طلب أمر ما، لقوله (اللهم)
قال الشيخ ابن عثيمين: هذا من أحسن السياقات من حديث أنس رضي الله عنهلأن فيه أشياء تدل على عظمة الخالق عزوجل.
قوله [فثار سحابٌ أمثال الجبال] يعني أنه متراكم مختلف، كما تختلف رؤوس الجبال، ومظلم مدلهم، وذلك كله في ساعة قليلة، ما نزل النبيلحتى جعل المطر يتحادر من لحيته عليه الصلاة والسلام.
15 وفيه أية من آيات الرسولل
أنه يشير إلى السحاب، حوالينا ولا علينا، فما يشير إلى ناحية إلى تفرجت أو انفرجت، ولا يقال في هذا دليلا على ما ذهب إليه الذين لا يفقهون، حيث قالوا إن الرسول ليدبر الكون، والعجب أنهم يقولون ذلك حتى في مماته، وأسفه من ذلك من قال أن من دون الرسول يدبر الكون، فإن هذا غاية السفه في العقول، والضلال في الأديان، والنبيللو كان يملك يدبر السحاب ما احتاج أن يسأل الله (حوالينا ولا علينا) ولكنه أراد أن يبين للناس أنه عليه الصلاة والسلام يدعو الله تعالى ويجيبه الله على ما أراد.
قال الشيخ العباد:
16 قاعدة عند البخاري: أنه يجمع بين تفسير القرآن، وتفسير الحديث.
طريقة البخاري: إذا جاءت لفظة في الحديث، وكلمة تماثلها في القرآن، فإنه يأتي بالكلمة من القرآن ويفسرها ..
[باب إذا هبت الريح]
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
يخاف عليه الصلاة السلام، يخاف أن يكون عذابا هذا وهو في زمنه وفي قرنه، وقرنه خير القرون، ومع ذلك يخاف عليه الصلاة والسلام، أن يكون عذاب، ولهذا إذا رأى السحاب مقبلا عُرف في وجهه، وأقبل وأدبر، فيقال له في ذلك فيقول وما يؤمنني أن يكون فيه عذاب، قد عذب قوم بالريح، والريح الشديدة هي التي تخرج عن المألوف والمعهود، أما الرياح العادية فهي قد تخف أحيانا، وقد تشتد أحيانا، لكن المراد بهذا الحديث الشديدة ..
فماذا يقول إذا هبت ريح شديدة
ورد من حديث عائشة (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به). (رواه مسلم)
وإن قال اللهم اجعلها رياحاً، ولا تجعلها ريحاً، فحسن.
ويقول ذلك بإخلاص ويقين وخوف ..
قلت سيف:
حديث عائشة راجع بمعناه حديث أبي في الصحيح المسند 6 من قوله صلى الله عليه وسلم أخرجه الترمذي وذكر الترمذي أنه ورد في الباب عن عائشة وابي هريرة وعثمان بن أبي العاص وأنس وابن عباس وجابر.
وثبت كذلك حديث في الصحيح المسند 447 (إذا اشتدت الريح قال: اللهم لقاحا لا عقيما) وراجع الصحيحة 2058.
قال النووي في شرح المجموع: لقحا: حامل للماء كاللقحة من الإبل، والعقيم التي لا ماء فيها كالعقيم من الحيوان لا ولد فيها.
مشاركة حسين البلوشي:
17 هل يعالج بماء المطر في طرد الشياطين نقل صاحبنا حسين البلوشي فتوى مفادها:
الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الكلام لا يصح، لا من حيث الجملة ولا من حيث التفصيل.
فأما الجملة فليس لماء المطر علاقة بعلاج المس والسحر والعين، ولو كان ذلك كذلك لاستعمله النبي ل حين أصابه السحر، ولبينهل لأمته، فهو الرؤوف الرحيم بها، وقد قال أبو ذر رضي الله عنه: تركنا رسول اللهل وما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكرنا منه علما.
[رواه الطبراني، وصححه الألباني]
ومما علمناه رسول الله ل بخصوص المطر أن الدعاء لا يرد حال نزوله، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 75849.
وكذلك التبرك به لكونه حديث عهد بربه، كما في حديث مسلم المذكور في سؤالك، وراجعوا الفتوى رقم: 112435.
وأما من حيث التفصيل، فرجز الشيطان المذكور في آية الأنفال قد فسره ابن عباس رضي الله عنهما وغيره بما هو منقول في السؤال، فلا يصح بعد العلم بالمراد به أن نقول: (لا شك أن المس والسحر والعين هي من رجز الشيطان). خاصة وأن ذلك ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بأحداث القصة وسير المعركة، فلم يكن الصحابة رضي الله عنهم يعانون من مس أو سحر أو عين يعوقهم في حربهم للمشركين!!
ثم إن الشيطان لم ينصرف من المعركة بعد نزول المطر وإنما انصرف بعد نزول الملائكة، فهذا كبير الشياطين وزعيمهم يصور لنا القرآن موقفه يوم بدر حيث يقول الله تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} {الأنفال: 48}.
وقد أجمع المفسرون أو كادوا أن ذلك حدث لما رأى الشيطانُ الملائكةَ ومعهم جبريل عليه السلام، حيث أيد الله المسلمين بإنزال الملائكة، كما قال الله تعالى بعد ذكر إنزال المطر: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا] {الأنفال: 12}.
وليس هؤلاء من عموم الملائكة بل هم خيرهم وأفضلهم، كما ثبت في الصحيحين أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي ل فقال: ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال: من أفضل المسلمين.
قال: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة.
والمقصود أن الشيطان لم ينكص على عقبيه عند نزول المطر، بل فعل ذلك لما رأى الملائكة، وفي هذا بيان واضح لكون ماء المطر وغيره من أنواع المياه ليس طاردا للشيطان، وفيه إبطال صريح للخرافة المذكورة في السؤال: (ومع التجارب فإن سكب الماء البارد طارد للشياطين ومؤذ بل وحارق لهم، فكيف بماء المطر أثناء نزوله)؟!!
ولمزيد الإيضاح نورد قوله تعالى: {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ} {الأنبياء: 82}.
وقوله سبحانه: {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} {ص: 37}.
فالشياطين وهم مخلوقون من النار قد أقدرهم الله لا على تحمل المياه فحسب، بل على الغوص فيها.
ولا إشكال في ذلك؛ لأن أصل الخلقة شيء وحقيقتها بعد ذلك شيء آخر، وإلا فكيف يعذب الشيطان بالنار يوم القيامة، وكيف يتألم الإنسان بل ويموت بسبب الطين وهو مخلوق منه؟! وراجعوا في ذلك الفتوى رقم: 13655.
ومسألة أخرى فجة ومستنكرة، وهي تفضيل ماء المطر على ماء زمزم، حيث يقول كاتب هذا الموضوع: (إن كان الاغتسال بماء زمزم نافعا فمن باب أولى أن المطر أنفع … )! فهذا خطأ فاحش وجهل فاضح، ويكفينا في رده أن النبي لقد قال: خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم؛ فيه طعام الطعم وشفاء السقم.
قال المنذري وتبعه الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير، ورواته ثقات، وابن حبان في صحيحه اهـ. وصححه الألباني
ولذلك كان هذا هو الماء الذي غسل به صدر النبيلقبل معراجه إلى السماء، كما في الصحيحين أن رسول اللهل
قال: فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل صلى الله عليه وسلم ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري .. الحديث.
وراجعوا في فضل ماء زمزم الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 3491،8710، 37315.
والله أعلم.
أما فائدة الماء البارد وغيره، وأوقات شربه، فذكر تفصيل ذلك ابن القيم في الطب النبوي ذكره صاحبنا عبدربه فمن أراده فليراجعه، وسبق تفصيل ذلك في كتاب الطب من الفوائد
تنبيه: استدل بعض المشايخ المعاصرين على أن ماء المطر بركة ويفيد من المس بتعرض النبي صلى الله عليه وسلم له
مشاركة سيف الكعبي:
هل لفظة {وإن كان في صلاة} شاذة؟ حيث لاحظت فيها التفرد فقد رويت من عدة طرق عن عائشة، ولم ترد الا من طريق المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة، وكذلك وردت عنه من عدة طرق وانفرد بها عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عنه، ولم يذكرها صاحبا الصحيح، لكن المتفردون بها أئمة:
قال صاحبنا أبوصالح: عَنْ شريحِ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى سَحَابًا مُقْبِلًا مِنْ أُفُقٍ مِنْ الْآفَاقِ، تَرَكَ مَا هُوَ فِيهِ وَإِنْ كَانَ فِي صَلَاتِهِ، حَتَّى يَسْتَقْبِلَهُ، فَيَقُولُ: “اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أُرْسِلَ بِهِ”، فَإِنْ أَمْطَرَ قَالَ: “اللَّهُمَّ سَيْبًا نَافِعًا” مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَا، وَإِنْ كَشَفَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَمْ يُمْطِرْ، حَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ.
أخرجه أبو داود (5101) والإمام أحمد في مسنده (25065) و (25270) و (25570) والنسائي في الكبرى (1842) والبخاري في الأدب المفرد (686) والطبراني في الدعاء (1009) من طريق سفيان الثوري،
وأخرجه ابن ماجه في سننه (3889) والنسائي في الكبرى (1843) وابن أبي شيبة في المصنف (29833) من طريق يزيد بن المقدام،
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (24144) والنسائي في الكبرى (1841) وابن حبان في صحيحه (994) والطبراني في الدعاء (1010) من طريق مسعر،
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده
(25864) وابن أبي الدنيا
في المطر والبرق والرعد ومحمد بن نصر في مختصر قيام الليل وابن حبان في صحيحه (1006) وابن السني في عمل اليوم والليلة (301) و (302) والبغوي في شرح السنة (1151) من طريق شريك،
وأخرجه أبو عوانة في مستخرجه من طريق إسرائيل،
وأخرجه الشافعي كما في مسنده وكذلك الأم له ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن والثار قال أخبرنا من لا أتهم
كلهم (الثوري، ومسعر، وإسرائيل، ويزيد،
وشريك، وشيخ الشافعي) عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة به مختصرا ومطولا. واللفظ لابن ماجه
تابعه القاسم بن محمد مختصرا عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال “اللهم صيبا نافعا”. أخرجه البخاري في صحيحه (1032)
وذكر هذه الطريق الخيرة الدارقطني في علله 3594 وذكر بعض وجوه الختلاف ثم قال والصحيح عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن القاسم عن عائشة. أي طريق البخاري.
ومن الغريب أن الحاكم أبا عبد الله قال بشأن حديث عائشة الذي رواه البخاري “هو معلول واه” نقله عنه ابن الجوزي في الموضوعات.
أورده الألباني في الصحيحة (2757) وقال إسناه صحيح، وذكره الشيخ مقبل في الصحيح المسند1581 وقال صحيح على شرط مسلم.
بعض الفوائد:
1 ذكر ابن الأثير كما في جامع الأصول الحديث وعزاه لأبي داود وذكر فيه (وإن كان في صلاة خفف)، فقوله (خفف) لا أدري إن كانت عنده في نسخة أم كانت الكلمة شرحا فأدرجت فإني لم أرها في أي من طرق الحديث التي ذكرتها.
2 وشرح بعضهم قوله (في صلاة) أي دعاء. وعند أبي عوانة (إن كان في صلاة تركها)
3 وعند الشافعي في الأم (واستقبل القبلة) وهي منكرة والصواب بحذف القبلة وقد أخرج البيهقي الحديث في معرفة السنن من طريق الشافعي بدونها.
4 وقال البوصيري بعد أن أورده من مصنف ابن أبي شيبة: رجاله ثقات،
ورواه النسائي في الصغرى مختصرا، والبخاري في صحيحه ولفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر، قال: اللهم صيبا نافعا.
وكذا رواه ابن حبان في صحيحه وهو مستدرك على شيخنا أبي الحسن رحمه الله.
قلت بل لا يستدرك على الهيثمي رحمه الله تعالى فقد أورده ابن ماجه من طريق ابن أبي شيبة به. وكذلك رواه أبو داود.
5 الخلاصة حديث الباب صحيح على شرط مسلم وأشار إلى ذلك ابن دقيق العيد في القتراح. ولم أر من أعله. انتهى كلام أبي صالح.
18 قيل الغيث يتعلق بالرحمة لكن ما الإجابة عن قوله تعالى (وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل)
أجاب صاحبنا أبوصالح:
الية فيها استهزاء بهم وتهكم، فلا تنفي كون الغيث رحمة.
19 سنن وقت المطر، جمع بعض الباحثين:
هذه أربع سنن قولية وفعلية يستحب أداؤها عند نزول المطر وأثناء نزوله وبعده، وحريٌ بكل محب للخير لنفسه أن يحرص عليها وأن يعلمها لمن حوله:
السُنة الأولى: عند أول نزول المطر أن تقول: “اللهم صيباً نافعاً”، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ل كان إذا رأى المطر قال: ” اللهم صيباً نافعاً ” رواه البخاري.
السُنة الثانية: أثناء نزول المطر أن تقف تحت المطر وتحسر عن شيء من ملابسك ليصيب المطر جسدك رجاء البركة، لحديث أنس رضي الله تعالى عنه قال: ” أصابنا ونحن مع رسول اللهل مطر فحسر رسول الله ل ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهد بربه تعالى “. رواه مسلم.
قال النووي: ” قوله: معنى حسر كشف، أي كشف بعض بدنه، ومعنى حديث عهد بربه أي بتكوين ربه إياه، ومعناه أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها “.
قلت سيف: تنبيه: حديث أنس انكره ابن الفضل بن الشهيد، على جعفر، وكذلك ابن عدي ذكره فيما أنكر عليه، وإن كان دافع عنه في الجملة.
السُنة الثالثة: أثناء نزول المطر أن تدعو الله تعالى وتسأله من خيري الدنيا والآخرة فإن ذلك موضع إجابة لأنه يوافق نزول رحمة من رحمات الله عز وجل، ففي الحديث ” ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر” صحيح الجامع.
قلت سيف: الحديث أخرجه أبوداود 2537 وقال البيهقي 1/ 410: رفعه الزمعي ووقفه مالك بن أنس ثم ذكره موقوفا.
وابن عبدالبر قال: له حكم الرفع.
وورد من حديث عائشة عند أبي نعيم وفيه الحكم بن عبدالله كذاب.
ذكر أبي أمامه فيه عفير بن معدان مجمع على ضعفه.
لكن الدعاء عند النداء بوب عليه البخاري باب؛ باب الدعاء عند النداء، وذكر حديث سؤال الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وراجع تحقيقي لسنن أبي داود
السُنة الرابعة: بعد نزول المطر أن تقول:” مطرنا بفضل الله ورحمته ”
تعقيب من حسين البلوشي على من تاؤل حديث عهد بربه فحمله على أنه حديث عهد بتكوين الله له والصواب أن معناه نزوله من العلو:
عن أنسٍ رضي الله عنه، قال:
أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطرٌ، قال: فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبَه حتى أصابَه مِن المطر، فقلنا: يا رسول الله! لمَ صنعتَ هذا؟ قال: “لأنه حديثُ عهدٍ بربه تعالى” أخرجه”مسلم في صحيحه” (898)
معنى قوله حديث عهد بربه:
قال الامام ابن رجب الحنبلي رحمه الله: ويقول: إن عليا كان يفعله، ويقول، أنه حديث عهد بالعرش …
الى ان قال .. وكذلك قاله عكرمة وخالد بن معدان وغيرهما من السلف: .. المطر ينزل من تحت العرش
وروي عن ابن عباس من وجوه ما يدل عليه.
[فتح الباري للامام ابن رجب الحنبلي]
قال المام الدارمي في كتاب الرد على الجهمية بعد أن روى الحديث بسنده قال:
ولو كان على ما يقول هؤلء الزائغة أنه في كل مكان ما كان المطر أحدث عهدا بالله من غيره من المياه والخلئق)
اي ان الله في العلو وان المطر ينزل من العلو لذلك جاء في الحديث (حديث عهد بربه)
والحديث استدل به الذهبي رحمه الله على علو الله عز وجل فقد اورده في كتابه العلو.
فمعنى الحديث انه ينزل من تحت العرش وهو قريب عهد بالله لان الله في العلو مستو على عرشه كما قال تعالى في القرآن الكريم.
وجه للشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي حفظه الله السؤال التالي:
ما المقصود من قول الرسول صلى الله عليه وسلم في المطر: (إنه قريب عهد بربه)؟، وهل يخالف هذا العلم الحديث بأن المطر عبارة عن تكثف البخار الناتج من الأنهار والبحار؟ وجزاكم الله خيرًا.
فأجاب:
لا يخالف هذا، إذا كان جزء منه يأتي من البحار، ثم انعقد في جهة العلو فهو حديث عهد بربه، بمعنى أنه جاء من جهة العلو، والله سبحانهفي جهة العلو، وهذا من الأدلة التي فيها إثبات العلو، وأن الله فوق السماوات، حديث عهد بربه أنه جاء من جهة العلو، وإن كان أصله انعقد من البحار، أو بعضه قد يكون بعض السحاب من البحار، وبعضها من غير البحار، ولو كان بعضها انعقد البخار من البحار، ثم صعد إلى فوق، يشمله الحديث أنه جاء من جهة العلو، لأنه جاء من جهة العلو، والله سبحانهفي جهة العلو، فلا مانع ولا منافاة.
[من شرح الشيخ على كتاب الرد على الزنادقة، للإمام أحمد، من موقعه على الشبكة]
قال الإمام الألباني رحمه الله، وقد سُئل: ما القول في حديث الذي رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أمطرت السَّماء حسر عن منكبيه حتى يصيبَه المطر، ويقول: “إنَّه حديث عهدٍ بربِّه”، مع العلم بأن السَّحاب مصدر المطر قريبٌ مِن الأرض، وهو في السَّماء الدنيا؟ قال:
(( … المطر؛ صحيح ينزل مِن السَّحاب، لكن السَّحاب في السَّماء، ما علاك فهو سماء، فهو ينزل مِن مكان يوصف بالعلو.
فحينما رُؤي الرسول صلى الله عليه وسلم وقد نزل المطر فخرج يتلقاه بصدرِه، فاستغرب ذلك منه بعضُ أصحابه فسألوهُ عن السبب؟ قال: “إنَّه حديثُ عهدٍ بِربِّه”.
في ذلك إشارة إلى أن الله عزَّ وجله صفة العُلو، لكن نحن نقول دائما وأبدًا: علو الله عزَّ وجصِفة مِن صفاته كأيِّ صفةٍ أخرى، ومجموعُ صِفاته كذاتِه، كما أنَّ ذاتَه لا تُشبه شيئًا مِن الذَّوات، فكذلك صفاتُه لا تُشبه شيئًا مِن الصِّفات.
فإذا كان الكتابُ والسُّنَّة مُتواردين في آياتِ وأحاديث كثيرة وكثيرة جدًّا على إثباتِ صِفة العُلو للعليِّ الغفَّار؛ فهذا الحديثُ مِن تلك الأحاديث التي تُشير إلى صِفة العُلو؛ لكن الحديث لا يعني أن الله في السَّحاب؛ وإنما يعني أن هذا المطر نزل مِن جهة العلو الذي هو صفة من صفات اللهعزَّ وج… )) إلخ كلامه رحمهُ الله.
[تفريغًا من (متفرقات للألباني243)، موقع أهل الحديث والأثر، من الدقيقة (36)].
فالسلف فسروا حديث عهد:
أي من جهة نزوله من عند الله قريب من الله.
وأما النووي وغيره من أهل العلم فسروا حديث عهد من جهة انه مخلوق أي قريب عهد بخلق الله له، ومعلوم لا يلزم من قرب الخلق إثبات العلو.
والا فافعالنا حين نفعلها هي قريبة العهد بالله من جهة انها مخلوقة لله خلقها الله
ولا يلزم من هذا اثبات علو الله عز وجل.
الاول ممكن الاستدلال به على علو الله، والثاني لا يمكن.
وان قلنا القولين حق، نقول الثاني لم يقله السلف (الا اذا وجد احد قاله)، فلماذا نقول به.
أما الأخ نورس الهاشمي فنقل هذا النقل:
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
((قال : “إنه حديثُ عهدٍ بِربِّه” يعني: نزوله قريب مِن السَّماء، لم يُخالطْه غيرُه.
فمعنى أنَّه “حديثُ عهدٍ بِربِّه”؛ يعني: بِخلقِ الله له، وإنزالِه له سُبحانهُ وتَعالى، وهو ماءٌ مُبارَك.
وليس المعنى أنَّه نازِلٌ مِن عند الله في العُلو؛ لأنَّه نازلٌ مِن السَّحاب، واللهُ جلَّ وعلاخلقَهُ في السَّحاب، وأنزله من السَّحاب.
هذا معنى “حديثُ عهدٍ بربِّه”؛ يعني: بِخلقِ الله له، وإنزالِه له، لم يُخالطه غيره مِن مواد الأرض، فهو باقٍ على بركته وطهوريَّته؛ فينبغي المبادرة لتلقِّيه والتَّعرُّضِ له)).
[تفريغًا من “شرح بلوغ المرام”، كتاب الصلاة، الشريط (32)، من الدقيقة (41:21)].
مشاركة أحمد بن علي:
قوله: في الترجمة {من تمطر} كأن البخاري يرى أن النبي لقصد نزول المطر عليه؛ لأنه لو لم يكن باختياره لنزل من على المنبر أول ما وكف السقف لكنه تمادى في خطبته حتى كثر نزوله بحيث تحادر على لحيتهل.
فقال العثيمين رحمه الله:
هذا احتمال وارد لا شك ولكنه يرد عليه احتمال آخر وهو أنه أراد أن يبقى حتى يكمل حديثه وخطبته وحينئذ لا يكون فيه دليل؛ وأما حديث مسلم أنه حسر عن ثوبه فهذا شيئ آخر.
وأيضا التمطر يحصل بدون أن يتحادر المطر على لحيته إذا أصاب وأظهر من رأسه إن كان عليه عمامة كفى.
والتمطر سنة؛ لكن يصيب البدن فقط وبه تحصل السنة كما في مسلم من حديث أنس.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله معلقا على تبويب البخاري؛ باب من تطمر:
فيما ذكره البخاري رحمه الله في الترجمة؛ هل استدلال البخاري بهذا الحديث وجيه؟
فيه نظر.
قلت سيف: وراجع كلام ابن حجر وتعليق العيني ومحاكمة البوصيري بينهما.