1028 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة طارق أبي تيسير وصالح الصيعري
ومحمد البلوشي وعبدالحميد البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———-‘———-‘———
1028 عن عمير مولى أبي اللحم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يستسقى عند أحجار الزيت قريبا من الزوراء قائما يدعو يستسقي رافعا يديه قبل وجهه لا يجاوز بهما رأسه
——–‘——–”——–
1 – الحديث يتعلق بالاستسقاء، وما ورد فيه من هيئة رفع اليدين.
جاء في (عون المعبود): ” (عن عمير) بالتصغير (مولى بني أبي اللحم) بالمد اسم رجل من قدماء الصحابة سمي بذلك لامتناعه من أكل اللحم أو لحم ما ذبح على النصب في الجاهلية اسمه عبد الله بن عبد الملك استشهد يوم حنين.
قيل هو الذي يروي هذا الحديث ولا يعرف له حديث سواه وعمير عنه وله أيضا صحبة (عند أحجار الزيت) وهو موضع بالمدينة من الحرة سميت بذلك لسواد أحجارها كأنها طليت بالزيت (من الزوراء) بفتح الزاي المعجمة موضع بالمدينة (قائما يدعو يستسقي) حالان أي داعيا مستسقيا (قبل وجهه) بكسر القاف وفتح الموحدة أي قبالته (لا يجاوز بهما) أي بيديه حين رفعهما (رأسه) ولا ينافي ما يأتي في رواية أنس أنه كان يبالغ في الرفع للاستسقاء لاحتمال أن ذلك أكثر أحواله وهذا في نادر منها أو بالعكس.
قال المنذري: وأخرجه الترمذي والنسائي من حديث عمير مولى أبي اللحم.
وقال المنذري كذا قال قتيبة في هذا الحديث عن أبي اللحم، ولا يعرف له عن النبي إلا هذا الحديث الواحد.
وعمير مولى أبي اللحم قد روى عن النبي أحاديث وله صحبة”. انتهى
2 – وقد مر في ثلاث مواضع عن موضوع الاستسقاء وصفة رفع اليدين:
الموضوع الأول: مر التعليق (1329) في الصحيح المسند. وفيه من السنن وهيئة رفع اليدين، والروايات في ذلك.
وفيه:
– بيان الروايات التي وردة للحديث، وما ورد نحوه.
– الألفاظ التي وردة عن صفة رفع اليدين.
– تواترت الأحاديث في رفع اليدين في الدعاء، وفيه: “ومن المعلوم أن رَفْعَ اليدين في الدعاء ثابت بأحاديث بلغت مبلغ التَّواتُر المعنوي.”.
– وورد في التعليق مختلف الحديث أيضاً. وغيرها من الفوائد.
الموضوع الثاني: وفيما يتعلق بالاستسقاء أيضاً مر التعليق في البخاري كما في (7 – رياح المسك العطرة بفوائد الأصحاب المباركة)
وفيه ذكر فوائد كثيرة، كالعادة، ولله الحمد.
الموضوع الثالث: مر التعليق في مسألة الاستسقاء كما في (1027 – 1031 رياح المسك العطرة بفوائد الأصحاب المباركة)
وقلنا: قال ابن رجب في (الفتح): ولا أعلم أحدا من العلماء خالف في استحباب رفع اليدين في دعاء الاستسقاء، وإنما اختلفوا في غيره من الدعاء، كما سنذكره في موضعه – إن شاء الله سبحانه وتعالى.
وإنما اختلفوا في صفة الرفع على حسب اختلاف الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك في الاستسقاء.
ثم ذكر الحافظ ابن رجب أنوع صفة رفع اليدين كما في (رياح المسك العطرة).
قلت سيف: وقد فسر المبهم فيما أخرجه أبوداود 4/ 34 عن محمد بن إبراهيم أخبرني من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند أحجار الزيت باسطا كفيه. وهو في الصحيح المسند 1521 وقد شرحناه أيضا
وتكلمنا في مختلف الحديث حول:
حديث أنس (لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الإستسقاء وإنه كان يرفع حتى يرى بياض إبطيه) أخرجه البخاري 1031
مع ما تواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في دعائه
قال ابن عثيمين:
ما ورد فيه عدم الرفع تصريحاً: الدعاء حال خطبة الجمعة، ففي صحيح مسلم عن عمارة بن رؤيبة أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال: «قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا، وأشار بأصبعه السبابة».
ويستثنى من ذلك ما إذا دعا الخطيب باستسقاء فإنه يرفع يديه والمأمومون كذلك، لما رواه البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في قصة الأعرابي الذي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب يوم الجمعة أن يستسقي قال: «فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه يدعو ورفع الناس أيديهم معه يدعون». وقد ترجم عليه البخاري: «باب رفع الناس أيديهم مع الإمام في الاستسقاء».
وعلى هذا يحمل حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي رواه البخاري أيضاً عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، وأنه يرفع حتى يرى بياض إبطيه» فيكون المراد به دعاءه في الخطبة، ولا يرد على هذا رفع يديه في الخطبة للاستصحاء، لأن القصة واحدة، وقد أيد صاحب الفتح (ابن حجر رحمه الله) حمل حديث أنس رضي الله عنه على أن المراد بالنفي في حديث أنس نفي الصفة لا أصل الرفع كما في [ص (715) ج (2) الخطيب].
وأيًّا كان الأمر فإن حديث عمارة يدل على أنه لا ترفع الأيدي في خطبة الجمعة، وإنما هي إشارة بالسبابة، وحديث أنس رضي الله عنه يدل على رفعها في الاستسقاء والاستصحاء، فيؤخذ بحديث عمارة فيما عدا الاستسقاء، والاستصحاء ليكون الخطيب عاملاً بالسنة في الرفع والإشارة بدون رفع.
ومثال ما ورد فيه عدم الرفع استلزاماً: دعاء الاستفتاح في الصلاة، والدعاء بين السجدتين، والدعاء في التشهدين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع يديه على فخذيه في الجلوس، ويضع يده اليمنى على اليسرى في القيام، ولازم ذلك أن لا يكون رافعاً لهما.
وأما الدعاء أدبار الصلوات ورفع اليدين فيه فإن كان على وجه جماعي بحيث يفعله الإمام ويؤمن عليه المأمومون فهذا بدعة بلا شك،
قال ابن رجب فتح الباري ج 6 ص 302، ط: دار ابن الجوزي. في شرحه لحديث أنس الذي في البخاري 1031 كان لا يرفع يديه في شئ من دعائه إلا في الاستسقاء. .. :
وقد سبق في الباب الماضي في الرواية التي علقها عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع في دعائه يوم الجمعة بالإستسقاء حتى رئي بياض إبطيه
ثم ذكر بنحوه عن أبي هريرة خرجه ابن ماجه وقال تقدم من حديث عائشة في الاستسقاء وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يرفع حتى يرى بياض إبطيه
وقول أنس: كان لا يرفع يديه إلا في الاستسقاء في معناه قولان:
أحدهما: أن أنسا أخبر عمَّا حفظه من النبي صلى الله عليه وسلم وقد حفظ غيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه في الدعاء في غير الاستسقاء أيضا.
ثم ذكر تبويب البخاري في كتاب الأدعية باب رفع الأيدي في الدعاء. وذكر أحاديث
والثاني: أن أنسا أراد أنه لم يرفع يديه هذا الرفع الشديد حتى يرى بياض إبطيه إلا في الاستسقاء
وقد خرج الحديث مسلم و لفظه: كان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الإستسقاء حتى يرى بياض إبطيه.
ومع هذا فقد رآه غيره رفع يديه هذا الرفع في غير الاستسقاء أيضا
وقد خرج البخاري في الأدعية من حديث أبي موسى قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ. ثم رفع يديه وقال: اللهم اغفر لعبيد أبي عامر. ورأيت بياض إبطيه. وخرجه مسلم أيضا
وخرجه مسلم من حديث شعبة عن ثابت عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه.
ولم يذكر في هذه الرواية الاستسقاء لكن في رواية خرجها البيهقي. يعني: في الاستسقاء …. إلى أن قال: ولا أعلم أحدا من العلماء خالف في استحباب رفع اليدين في دعاء الاستسقاء، وإنما اختلفوا في غيره من الدعاء. كما سنذكره في موضعه إن شاء الله سبحانه وتعالى
وإنما اختلفوا في صفة الرفع، على حسب اختلاف الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك في الاستسقاء.
وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء في هذا خمسة أنواع: أحدها: الإشارة بإصبع واحدة إلى السماء …
الثاني: رفع اليدين وبسطهما. …
وذكر بقية الأنواع وطول في تفصيل كل نوع.
فتح الباري 6/ 301