مجموعة أبي تيسير طارق ومجموعة عبدالحميد وسامي وصالح الصيعري . ومحمد البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——–
الصحيح المسند
1025 . عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال )
——
راجع تعليقنا على الصحيح المسند 1458 حول الكلام على أن العبرة في هجرة المؤمن تكون في المكان الذي يستطيع أن يقيم شعائر دينه خلافا لمن يتمنى أن يكون تحت حكم اليهود.
وكذلك الحديث الذي في الصحيح المسند
824- قال الإمام أحمد رحمه الله : حدثنا معاوية حدثنا زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن شقيق عن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول صلى الله عليه وسلم ان من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء ومن يتخذ القبور مساجد .
هذا حديث حسن .
فلا يعارض حديثنا بل المقصود ( لا تزال طائفة. .. ) يعني إلى قرب الساعة ثم تأتي ريح طيبة تقبض روح كل مؤمن ويبقى الشرار فعليهم تقوم الساعة
ورد في معنى حديثنا حديث جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : [ لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم…] أخرجه مسلم في صحيحه
وفي ” صحيح مسلم ” من حديث ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك .
وحديث قرة عند الترمذي بنحوه
وراجع أيضا تعليقنا على الصحيح المسند
1317- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة )
هذا حديث حسن
الحديث أخرجه الترمذي وقال : حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن ماجة
وكذلك راجع تعليقناعلى الصحيح المسند
1352- قال الإمام أحمد رحمه الله : ثنا أبو عبد الرحمن ثنا سعيد ثنا محمد بن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال صلى الله عليه وسلم (( لا يزال لهذا الأمر أو على هذا الأمر عصابة على الحق، ولا يضرهم خلاف من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله )) .
——
قال عبدالمحسن العباد : قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في دوام الجهاد.
أورد أبو داود باب دوام الجهاد، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر والمغنم) وجاء أحاديث كثيرة في ذلك.
وأورد أبو داود حديث عمران بن حصين قال: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم) الظهور هو الغلبة، وهذا يدل على أن الجهاد لا ينقطع، وأنه باق، وأن آخر هذه الأمة يقاتل الدجال، ولكن في بعض الأزمان -مثل هذا الزمان وأزمان طويلة- لا تجد المسلمين يذهبون من بلادهم ليقاتلوا الكفار، وليدعوهم إلى الدخول في الإسلام، وليأخذوا منهم الجزية، وإنما الجهاد في هذا الزمان دفاع عن النفس، وذلك أنه إذا اعتدى الكفار على المسلمين فإن المسلمين يدافعون عن أنفسهم، هذا هو الجهاد الذي يمكن أن يقال له جهاد في هذا الزمان، ثم كل على حسب نيته، فمن الناس من يجاهد في سبيل الله وهو محتسب، وفيهم من لا تكون عنده هذه النية، وإنما عنده أنه يقاتل حمية وعصبية، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم (….. من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) ولكن من قاتل دون نفسه، ومن قاتل دون ماله، فلا شك أن هذا من الجهاد في سبيل الله.
شرح الشيخ العباد على سنن ابي داود حديث رقم 290
———
وقال الشيخ صالح الفوزان في محاضرة
السلفية حقيقتها وسماتها
وقد لخصتها على شكل نقاط ، كل نقطة تحمل فائدة أو أكثر :
إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيَحْصُل افتراق في هذه الأمة كما حصل في الأمم السابقة، وأوصانا عند ذلك أن نتمسك بما كان عليه صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه،
قال عليه الصلاة والسلام : فإنه من يعِش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .
وفي رواية: وكل ضلالة في النار ، هكذا أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نَلزم ما كان عليه هو وأصحابه عند حصول الاختلاف والافتراق، لأنه لا بد أن يقع وقد وقع كما أخبر به صلى الله عليه وسلم
سائر الفرق كلها في النار، وفرقة في الجنة ولذلك تسمى الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة
فالطريق واضح والحمد لله اتباع الكتاب والسنة وما عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين إلى آخر القرون المفضلة القرون الثلاثة أو الأربعة، كما قال صلى الله عليه وسلم: خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، قال الراوي: (لا أدري أذكر مع قرنه قرنين أو ثلاثة) ثم قال: سيأتي بعدهم قوم يحلفون ولا يستحلفون ويشهدون ولا يُستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون ويظهر فيهم السمن
والله عز وجل قال: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾، فالله جل وعلا ضَمن لمن اتبع المهاجرين والأنصار بهذا الشرط (بِإِحْسَانٍ) يعني بإتقان لا دعوى أو انتساب من غير تحقيق إما عن جهل أو عن هوى
فمطلوب أن نتعلم منهج السلف أولا، يتبعه بإحسان، يصبر على ما يلقى من الناس، ولا يكفي هذا لا بد أن ينشر منهج السلف لا بد أن يدعو إلى الله
ودراسة منهج السلف في العقيدة والأخلاق والعمل في جميع مجالات منهج السلف
قوله: لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم
قال تعالى: (يَا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)
قال تعالى ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾،
(هَذَا صِرَاطِي) نسبه إلى نفسه نسبة تشريف وتكريم له ولمن سار عليه
( مُسْتَقِيماً) يعني معتدلا (فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ)، فدل على أن هناك سبل ولم يحددها سبل كثيرة
قال تعالى (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
أولا قال: (فَاتَّبِعُوهُ)، ثم قال (وَصَّاكُمْ) تأكيد (وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) تتقون الله سبحانه وتتقون الضلالات وتتقون الشبهات وتتقون من يعترضوا طريقكم
صراط الله واحد لا انقسام فيه ولا تعدد ولا اعوجاج ولا اختلاف
السبل كثيرة على كل سبيل منها شيطان يدعو الناس إليه
من هم الذين يسيرون على هذا الصراط
هؤلاء هم رفقاءك (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً)
فلا تستوحش وأنت على هذا الصراط، لأن صحبك ورفقاءك هم خيار الخلق
(غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) ، أي غير صراط المغضوب عليهم ولا الضالين، المغضوب عليهم هم الذين عندهم علم ولم يعملوا به مثل اليهود عندهم علم ولكنهم لم يعملوا به، والعلم إذا لم يُعمل به صار حجة على صاحبه يوم القيامة.
العلم قبل القول والعمل :
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيح البخاري بابٌ: العلم قبل القول والعمل ثم ذكر هذه الآية: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)
وأرسل الرسول ليدلنا على الطريق الصحيح الله جل وعلا قال: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ)
الهدى هو العلم الحق، ودين الحق هو العمل الصالح
ندعو للسلف الصالح (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ)
لا نبغضهم قال تعالى: (ِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ) حقدا وبغضا (لِلَّذِينَ آمَنُوا)،
والعمل إنما يقبل بشرطين:
الشرط الأول: أن يكون خالصا لوجه الله.
الشرط الثاني: أن يكون صوابا على سنة رسول الله.
(بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون )، أسلم وجهه هذا هو الاخلاص البراءة من الشرك وأهله، وهو محسن أي متبع للرسول صلى الله عليه وسلم تاركا للبدع والمحدثات
وطريق الله هو سفينة نوح عليه السلام من ركبها نجا، ومن تركها هلك وغرق في الضلال
—————–
وهذه فوائد من كتاب:كتاب المنهج السلفي تعريفه وسماته ودعوته الإصلاحية للشيخ محمد بازمول حفظه الله
نقلته من تلخيص بعض الباحثات جزاها الله خيرا :
تعريف المنهج السلفي وأصوله وحكم اتباعه وفضله
المنهج: هو السبيل والطريق الواضح.
والمراد هنا:الطريقة والخطة المرسومة الواضحة،التي يجرى عليها للوصول إلى معرفة ما.
السلفي: نسبة إلى السلف ،وكل من تقدمك من آبائك وقرابتك هم سلفك،وجمعها سُلَّافُ وأسلافُ،والقوم السُلاَّف:المتقدمون.
والمراد هنا ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم،وأصحابه رضي الله عنهم، ومن تبعهم بإحسان.
المنهج السلفي:هو الطريق التي يحصل بها تحقيق المتابعة،لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه،أو هو السير على طريقة الصحابة في اتباعهم للرسول صلى الله عليه وسلم،والأخذ بالأثر.
والنسبة إلى السلف سلفي،وقد جرت في مواضع كثيرة من كلام أهل العلم.
والسلفية هي ما عليه أهل الحديث،الذين هم أهل السنة.
وهذه أسماؤهم:
*أهل الحديث
*أهل السنة والجماعة
*السلفيون
*اتباع السلف
– قال تعالى:{ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } النساء
وسبيل المؤمنين أول ما يصدق ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم،فالخروج عن طريقهم اتباع لغير سبيل المؤمنين.
وقال صلى الله عليه وسلم:< عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي -حديث حسن عن العرباض بن سارية رضي الله عنه
أخرجه أحمد في المسند والدرامي في المقدمة والترمذي في كتاب العلم وصححه العلامة الألباني في إرواء الغليل.
قال: أبو حاتم بن حبان رحمه الله:في قوله صلى الله عليه وسلم ” عليكم بسنتي” عند ذكره الاختلاف الذي يكون في أمته،بيان واضح أن من واظب على السنن قال بها،ولم يعرج على غيرها من الآراء،من الفرق الناجية يوم القيامة،جعلنا الله منهم بمنّه.- صحيح ابن حبان.
أصول السلفية:
تقوم السلفية على ثلاثة أصول وهي:
الأصل الأول :إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى.
الأصل الثاني:لزوم الجماعة والسمع والطاعة.
الأصل الثالث: الحذر من البدع والمبتدعين.
وقد دل على هذه الأصول أدلة من ذلك:
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة ،موعظة بليغة ذرفت منها العيون ،ووجلت منها القلوب، فقال رجل :إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟
قال:< أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن عبد حبشي، فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجد >
بيان هذه الأصول:
الأصل الأول:
1- تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى باتباع الكتاب والسنة على وفق السلف الصالح
وتحقيق ذلك بأن يعبد الله وحده وحده دون سواه،وبأن يعبد بما شرع،وذلك حقيقة كلمة الإخلاص: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده ورسول صلى الله عليه وسلم.
فالدين يقوم على أصلين:
*أن لا نعبد إلا الله.
*أن لا نعبد الله إلا بما شرع.
وذا الاصل الأول الذي تقوم عليه السلفية،تحقيق العبودية لله باتباع شرعه،ومن خالفه ظل الصراط المستقيم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: < إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما:كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض > أخرجه الدارقطني والبيهقي
الأصل الثاني:
لزوم الجماعة والسمع والطاعة لولاة الأمور.
فيلزمون الجماعة ويحفظون حقوق ولاة الأمور،وأهمها وأخطرها السمع والطاعة،ما لم يأمروا بمعصية.
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } – النساء
ففي الآية دليل على وجوب السمع والطاعة فيما يأمروا به،ما لم يأمروا بمخالفة طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد عظم الرسول صلى الله عليه وسلم أمر طاعة ولي الأمر،فجعل سبيل السلامة من دعاة على أبواب جهنم،هو لزوم جماعة المسلمين،وإمامهم.
قال الحسن البصري رحمه الله: و الله لا يستقيم الدين إلا بولاة الأمر وإن جاروا وظلموا،والله،لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون. جامع العلوم والحكم(2/117)
وقال ابن رجب رحمه الله:السمع و الطاعة لولاة أمور المسلمين فيها سعادة الدنيا،وبها تنتظم مصالح العباد في معايشهم،وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم.
جامع العلوم والحكم(2/117)
الواجب الصبر على جورهم:
قال ابن تيمية رحمه الله: الصبر على جور الأئمة أصل من أصول أهل السنة والجماعة.
المجموع (28/129)
وهذا حق لأن الأمر بالصبر على جور الأئمة وظلمهم يجلب من المصالح ويدرأ من المفاسد ما يكون به صلاح العباد والبلاد.
والنصيحة لولي الأمر من أهم أمور الدين كما جاء عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”الدين النصيحة”قلنا لمن؟ قال:”لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”.أخرجه مسلم في كتاب الإيمان
قال أبو نعيم الأصبهاني:من نصح الولاة والأمراء اهتدى ومن غشهم غوى واعتدى. فضيلة العادلين ص 140
الأصل الثالث:
الحذر من البدع والمبتدعة
يحذر السلفيون من البدع والمبتدعة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر منها كما في قوله صلى الله عليه وسلم: < وإياكم ومحدثات الأمور ، فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجد>.
بل الاشتغال عندهم برد البدعة وهتك أستار المبتدعين من الأعمال الصالحة المتعدية،خير من الاشتغال بنوافل العبادات غير المتعدية.
قيل للإمام احمد بن حنبل رحمه الله: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟فقال: إذا صام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه،وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل.
التحذير من مجالسة أهل البدع
*عن الحسن قال:لا تجالس صاحب بدعة فإنه يمرض قلبك.
*عن سفيان الثوري قال:من جالس صاحب بدعة لم يسلم من إحدى ثلاث :
– إما أن يكون فتنة لغيره.
-وإما يقع في قلبه شيئ فيزل به فيدخله الله النار.
-وإما أن يقول :والله ما أبالي ما تكلموه،وإني واثق بنفسي،فمن أمن الله على دينه طرفة عين سلبه إياه.
*قال ابن القيم رحمه الله: وقال شيخنا:تزوجت الحقيقة الكافرة،بالبدعة الفاجرة،فتولد بينهما خسران الدنيا والآخرة.
*قال ابن عباس رضي الله عنه:لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب.
حكم اتباع المنهج السلفي:
ومما سبق تعلم أن اتباع المنهج السلفي هو الدين الواجب اتباعه،بأمر الله عز وجل،وبأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال الآجري محمد بن حسين ( ت 360ه) رحمه الله: فالمؤمن العاقل يجتهد أن يكون من هذه الملة الناجية باتباعه لكتاب الله عز وجل وسنن رسوله صلى الله عليه وسلم وسنن أصحابه رحمة الله عليهم وسنن التابعين بعدهم بإحسان وقول أئمة المسلمين ممن لا يستوحش من ذكرهم مثل سفيان الثوري والأوزاعي ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل وأبي عبيد القاسم بن سلام ومن كان على طريقهم من الشيوخ فما أنكروه أنكرناه وما قبلوه وقالوا به قبلناه وقلنا به ونبذنا ما سوى ذلك.كتاب الأربعين حديثا للآجري
قال ابن تيمية رحمه الله: فالعلم المشروع والنسك المشروع مأخوذ عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما ما جاء عمن بعدهم فلا ينبغي أن يجعل أصلاً، وإن كان صاحبه معذوراً، بل مأجوراً لاجتهاد أو تقليد، فمن بنى الكلام في علم الأصول والفروع على الكتاب والسنة والآثار المأثورة السابقين فقد أصاب طريق النبوة وكذلك من بنى الإرادة والعبادة والعمل والسماع المتعلق بأصول الأعمال وفروعها من الأحوال القلبية و الأعمال البدنية،على الإيمان والسنة والهدى الذي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم و أصحابة،فقد أصاب طريق النبوة,وهذه طريق أئمة الهدى.مجموع الفتاوى ( 10/362 – 364)
تنبيه:
ليس كل من تسمى بالسلفية أو اعتزى لمنهج أهل السنة والجماعة،أو انتسب لأهل الحديث كان منهم،حتى ينظر في طريقته وإتباعه،ويعرض أمره وحاله وقوله على الكتاب والسنة،وما كان عليه الصحابة وتابعيهم بإحسان،فإن وافقه فهو منهم وإن خالفه فليس منهم،ويبعد ويقرب من الصراط المستقيم بحسب كثرة موافقته وكثرة مخالفته.
قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله: إنا أُمرنا بالإتباع ونُدبنا إليه،و نُهينا عن الابتداع وزُجرنا عنه،وشعار أهل السنة:اتباعهم للسلف الصالح،وتركهم كل ما هو مبتدع مُحدث.الانتصار لأهل الحديث
سمات السلفية
للسلفية سمات ومعالم يعرف بها السلفي الحقيقي ممن يدعي ذلك،ومن هذه السمات:
1-محل الولاء والبراء عندهم اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
فلا محل عندهم للحزبية،التي تجعل شخصا أو مبدأ،أو كتابا – غير القرآن العظيم والسنة النبوية- محلا للولاء والبراء.
إذ كل من جعل متبوعه محلا للولاء والبراء،غير الرسول صلى الله عليه وسلم فهو من أهل التفرق والاختلاف.
2- شعارهم الاتباع
قال أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني في سياقه للأمور التي أجمعت عليها الأمة من أمور الديانة،ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة: ” و التسليم للسنن لا تعارض برأي و لا تدافع بقياس,ومت تأوله منها السلف الصالح تأولناه , وما عملوا به عملناه,وما تركوه تركناه و يسعنا أن نتمسك عما أمسكوا,ونتبعهم فيما بينوا,نقتدي بهم فيما استنبطوه ورأوه في الحوادث,ولا نخرج عن جماعتهم فيما اختلفوا فيه أو في تأويله “.
وكل ما قدمنا ذكره فهو قول أهل السنة،وأئمة الناس في الفقه والحديث،على ما بيناه،وكله قول مالك “. الجامع لأبي زيد القيرواني (ص117).
فلا تنظيم لديهم ولا رئيس ولا مرشد ولا متبوع غير الرسول صلى الله عليه وسلم
وهم تبع للعلماء المتبعين للكتاب والسنة على فهم السلف الصالح.
ليس لديهم تنظيم سري
ولا بيعة داخلية
ولا لقاءات خفية
ولا ترتيب باطني أو نحوه
ولا يخفون شيئا عن ولاة الأمروعامة الناس
ولا لديهم تنظيما هرميا
ولا خلايا
ولا أجنحة
بل هم مع ولاة الأمر وعموم المسلمين،على ما جاء في شرع الله تعالى،بالنصيحة ظاهرا وباطنا.
وقدوتهم في ذلك ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم .
قال الامام مالك رحمه الله: السنة مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك.
السمة الثالثة
ينتهجون الوسطية في جميع شأنهم
من خصائص الإسلام الوسطية،والوسطية من أهم معالم الدين،يقول الله تبارك وتعالى:{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } الفاتحة
ووجه دلالة الآية:أنه سبحانه وصف صراط المستقيم بأنه غير صراط المغضوب عليهم،وهم اليهود أهل الغلو في الدين،وغير صراط النصارى،وهم أهل الغلو الرهبانية والتعبد،حتى خرجوا عن حدود الشرع،ليس فقط في العبادة بل حتى في الإعتقاد.
*فإذا كان الصراط المستقيم غير صراط اليهود والنصارى،وكان صراط اليهود والنصارى صراط غلو في الدين،دل ذلك على أن الصراط المستقيم،صراط لا غلو فيه،فهو بين طرفين:
إفراط وتفريط وهذا هو معنى الوسطية التي هي منهاج الدين الإسلامي.
والصراط المستقيم يقتضي معنى الوسطية والخيرية،التي بين طرفي التفريط والإفراط.
السمة الرابعة
أنهم أهل ائتلاف واتفاق،وثبات واستقرار على الحق
فالسلفيون يحرصون على الجماعة نبذ الفرقة،ولكن الجماعة التي يجتمعون عليها ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
السمة الخامسة
أنهم يشتغلون بإقامة الدين بطلب العلم الشرعي وتطبيقه
والعلم عندهم هو اتباع الآثار،فهم يجمعون الآيات والأحاديث والآثار الواردة عن الصحابة ويتفقهون فيها،ويتبعون كلام السلف،ولا يُحدِثون الأقاويل في فهم النصوص ما يخرجون به عن كلام الصحابة رضي الله عنهم.
*فمن بنى الكلام في العلم:الأصول والفروع،على الكتاب والسنة،والآثار المأثورة عن السابقين،فقد أصاب طريق النبوة.
*وكذلك من بنى الإرادة والعبادة ،والعمل والسماع ،المتعلق بأصول الأعمال وفروعها ،من الأحوال القلبية،والأعمال البدنية،على الايمان والسنة والهدي الذي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم،وأصحابه فقد أصاب طريق النبوة،وهذا طريق أئمة الهدى.
قال الإمام الشافعي رحمه الله:العلم طبقات:
1- الكتاب والسنة،إذا ثبتت السنة.
2- الإجماع فيما ليس فيه كتاب ولا سنة.
3- أن يقول بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،ولا نعلم لهم مخالفا منهم.
4- اختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،ورضي الله عنهم.
5- القياس على بعض هذه الطبقات.
ولا يُصار إلى شيئ غير الكتاب والسنة وهما موجودان،وإنما يؤخذ العلم من أعلى.
المقصد الثالث
الإصلاح عند أهل السنة والجماعة
*فالتغيير حاصل في الأمة،ولذلك أخبر صلى الله عليه وسلم فيما جاء الخبر عن تجديد الدين:عن أبي هريرة –فيما أعلم-عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها.
والمراد من التجديد كما بينه في عون المعبود:إحياء ما انْدَرَسَ من العمل بالكتاب والسنة،والأمر بمقتضاهما،وإماتة ما ظهر من البدع والمحدثات.
فالتغيير والاختلاف عما كان عليه الأمر الأول حاصل،وعلاجه بالرجوع إلى الدين وهو الإصلاح.
ومنهج الإصلاح عند أتباع السلف الصالح:أهل السنة والجماعة مضبوط بخمسة ضوابط:
1- أن موضوع الإصلاح الأول و الأساس،عبادة الله وتوحيده.
2- الإصلاح يبدأ من الفرد لا من المجتمع،ولا من الحاكم ولا من غيره،أنما كل إنسان يبدأ بنفسه،ويصلحها وأدناه فأدناه.
3- العلم قبل القول والعمل.
4- أن يكون عمله على المنهج الصالح.
5- أن يتحلى في دعوته بصفات،بينتها الآيات القرآنية،والأحاديث النبوية،والآثار السلفية.
انتهى
—–
الطائفة المنصورة هي الجماعة دل على ذلك أمور ثلاثة :
أحدها : ما جاء في حديث حذيفة رضي الله عنه فقد جاء فيه ما نصه : قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : ” فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك .
فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر حذيفة باعتزال كل ما عدا الجماعة ، والطائفة المنصورة إن لم تكن هي الجماعة التي أمر صلى الله عليه وسلم حذيفة بلزومها ، فإنها تكون داخلة فيما أمره باعتزاله ، وهذا محال ، ولهذا يتعين القول بأن الطائفة المنصورة هي الجماعة التي أمر حذيفة بلزومها ، ويؤكد ذلك اتحادهما في الصفة ، فالجماعة المذكورة في حديث حذيفة هي التي اجتمعت على طاعة أمر كما ذكر الإمام الطبري وغيره ، والطائفة المنصورة جاء في صفتها أنهم ظاهرون على الحق وأنهم يقاتلون على الحق ، ولا بد للظهور على الحق وللقتال في سبيل الله من جماعة وإمارة .
الأمر الثاني : اتفاق الطائفة المنصورة والجماعة في التعريف ، فقد فسر كبار علماء السلف الطائفة المنصورة بأهل الحديث وأهل العلم ، فقد روى الخطيب البغدادي رحمه الله بسنده عن الإمام
عبد الله بن المبارك والإمام أحمد بن حنبل والإمام علي المديني والإمام محمد بن إسماعيل البخاري وغيرهم- رحمهم الله جميعا- أنهم فسروا الطائفة المنصورة بأهل الحديث .
وروى الخطيب بسنده عن الحافظ أحمد بن سنان – رحمه الله- أنه فسرها بأهل العلم وأصحاب الآثار .
وجاء تفسيرها عن الإمام البخاري أيضا بأهل العلم .
وما فسرت به الطائفة المنصورة قد فسرت به الجماعة ، يقول الإمام الترمذي رحمه الله : ” وتفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهل الفقه والعلم والحديث ” .
الأمر الثالث : ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسر الفرقة الناجية بالجماعة ؛ ففي ” سنن أبي داود ” و”المسند” و”المستدرك” وغيرها من حديث معاوية ، عن أبي سفيان رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه : وإن هذه الأمة ستفرق على ثلاث وسبعين ملة- يعني الأهواء- كلها في النار إلا واحدة ، وهي الجماعة . وهو حديث صحيح .
وفي ” سنن ابن ماجه ” من حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه : والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار ” . قيل : يا رسول الله ، من هم ؟ قال : ” الجماعة . وهو حديث حسن .
والجماعة في هذين الحديثين هي الجماعة المذكورة في الأحاديث التي سبق ذكرها كما تقدمت حكاية ذلك عن الشاطبي في مبحث “معنى الجماعة” .
وإذا تقرر أن الفرقة الناجية هي الجماعة ، فالفرقة الناجية هي الطائفة المنصورة عند أهل العلم :
قال ابن رجب رحمه الله : ” وأما فتنة الشبهات والأهواء المضلة فسببها تفرق أهل القبلة ، وصاروا شيعا ، وكفر بعضهم بعضا ، وأصبحوا أعداء وفرقا وأضرابا بعد أن كانوا قلوبهم على قلب رجل واحد ، فلم ينج من هذه الفرق كلها إلا الفرقة الواحدة الناجية وهم المذكورون في قوله صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك … ” .
وتكلم العلامة الصنعاني عن تعيين الفرقة الناجية ثم قال : “وهم المرادون بحديث لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله …. ” .
وللشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله كتاب في عقيدة أهل السنة والجماعة سماه : “أعلام السنة المنشورة في اعتقاد الطائفة الناجية المنصورة” .
فعنوان الكتاب يدل على اتحادهما عنده ، حيث جعل صفتي النجاة والنصرة لطائفة واحدة ، ثم قال : في الكتاب المذكور : ” سؤال : من هي الطائفة التي عناه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ؟ ” .
ثم قال : ” جواب : هذه الطائفة هي الفرقة الناجية من الثلاث وسبعين فرقة التي استثناها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة .. ” .
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن افتراق أمة محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ، فأجاب بقوله : ” أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه أن اليهود افترقوا على إحدى وسبعين فرقة ، والنصارى على ثنتين وسبعين فرقة ، وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة ، وهذه الفرق كلها في النار إلا واحدة وهي من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وهذه الفرقة الناجية التي نجت في الدنيا من البدع وتنجو في الآخرة من النار ، هي الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة التي لا تزال ظاهرة قائمة بأمر الله عز وجل ” .
رأينا من خلال ما سبق أن النصوص صريحة في بقاء الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة ، وأن الطائفة المنصورة هي الجماعة ، وعليه ؛ فالجماعة التي أمرنا بلزومها موجودة على مدار الزمان ، فيجب البحث عنها ، والحرص على لزومها ، فلزومها واجب ، والآثار المترتبة على لزومها عظيمة ، وسيأتي بيان ذلك في المباحث التالية ، إن شاء الله تعالى .