مجموعة أبي تيسير طارق ومجموعة عبدالحميد وسامي وصالح الصيعري ومحمد البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
============
الصحيح المسند 1024
وعن عمران بن الحصين رضي الله عنهما ، أنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : السلام عليكم ، فردَّ عليه ، ثم جلس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (عَشْرٌ) [يعني عشر حسنات] ثم جاء آخر ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فردَّ عليه فجلس ، فقال : (عِشْرُونَ) ثم جاء آخر ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه فجلس ، فقال : (ثَلاَثُونَ) . رواه أبو داود (5195) والترمذي (2689) ، وقال : حديث حسن
-‘———-‘——–‘—–
والحديث مر بنحوه في الصحيح المسند، برقم (1414) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
الصحيح المسند
1414- قال الإمام البخاري رحمه الله في الأدب المفرد: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني محمد بن جعفر بن بن أبي كثير عن يعقوب بن زيد التيمي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة : أن رجلا مر على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في مجلس فقال السلام عليكم فقال عشر حسنات فمر رجل آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فقال عشرون حسنة فمر رجل آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال ثلاثون حسنة فقام رجل من المجلس ولم يسلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أوشك ما نسي صاحبكم إذا جاء أحدكم المجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس فليجلس وإذا قام فليسلم ما الأولى بأحق من الآخرة .
هذا حديث صحيح .
وموضوع السلام تكلم مجموعة الأخ عبد الله الديني مع مشاركة بعض الأخوة، وفيه تلخيص لبحث أحكام السلام للشيخ عبد السلام برجس رحمه الله تعالى، تحت التعليق على الصحيح المسند برقم (1403) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
الصحيح المسند :1403- قال الإمام أبو داود رحمه الله : حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني حدثنا ابن وهب قال أخبرني معاوية بن صالح عن أبي موسى عن أبي مريم عن أبي هريرة قال
إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه أيضا.
‘———‘———‘—–
للمسلم أن يقتصر في إلقاء السلام على قول : (السلام عليكم) وإن زاد : (ورحمة الله) فهو أفضل ، وإن زاد على ذلك : (وبركاته) فهو أفضل وأكثر خيراً .
وللمُسَلَّم عليه أن يقتصر في رد السلام بالمثل ، وإذا زاد فهو أفضل ، لقول الله تعالى : (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) النساء/86 .
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أن عُمَرَ رضي الله عنهم أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ [غرفة مرتفعة] فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، أَيَدْخُلُ عُمَرُ ؟ رواه أبو داود ( 5203 ) وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود ” .
قلت سيف : راجع تخريجنا لسنن ابي داود.
حيث رجحنا أنه من مسند عمر رضي الله عنه
وروى الترمذي ( 2721 ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا لقي الرجل أخاه المسلم فليقل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) والحديث صححه الألباني في “صحيح الترمذي” .
هكذا في نسخة أحمد شاكر وبشار عواد بزيادة ( وبركاته ) وهكذا نقلها الألباني في الصحيحة 1303 وعزاه للترمذي وابن السني وكذلك أصحاب المسند المعلل
أما في أسد الغابة من طريق الترمذي فليس فيه ( وبركاته ) وكذلك في صحيح سنن الترمذي
ورد النبي صلى الله عليه وسلم في كل النسخ ( وعليك ورحمة الله وعليك ورحمة الله وعليك ورحمة الله )
والتفرقة بين الجماعة والفرد فتقول السلام عليكم اذا كان في جماعة والسلام عليك إذا كان وحده ورد فيه حديث ضعيف كما في الضعيفة 5753
لكن الحديث السابق يدل على الجواز فيجوز هذا وهذا
ذكر الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في كتابه القيم الجنائز، فقد عدّ من البدع السلام عليها بلفظ: (عليكم السلام) بتقديم عليكم على السلام و قال:
“وشبهة القائل بهذه البدعة ومنهم شارح (الشرعة) (ص 750) حديث جابر بن سليم قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. . . فقلت عليك السلام، فقال: عليك السلام تحية الميت. . الحديث. أخرجه أبو داود (2/ 179) والترمذي (2/ 120 طبع بولاق) والحاكم (4/ 186) وصححه ووافقة الذهبي وهو كما قالا. قال الخطابي:
(وإنما قال ذلك القول منه إشارة إلى ما جرت به العادة منهم في تحية الاموات – يعني في الجاهلية – – إذ كانوا يقدمون اسم الميت على الدعاء وهو مذكور في أشعارهم كقول الشاعر
عليك سلام الله قيس بن عاصم ورحمته ما شاء أن يترحما
فالسنة لا تختلف في تحية الاحياه والاموأت. وأيده ابن القيم في (التهذيب) وعلي القارئ في (المرقاة) (2/ 406 و479) فراجعهما. “
وعن عمران بن الحصين رضي الله عنهما ، أنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : السلام عليكم ….. فذكر حديثنا
وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (هَذَا جِبْريلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلاَمُ) قالت : قلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته . رواه البخاري (3045) ومسلم ( 2447 ).
قال النووي – في باب كيفية السلام – :
يستحب أن يقول المبتدئ بالسلام : “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته” ، فيأتي بضمير الجمع ، وإن كان المسلَّم عليه واحداً .
ويقول المجيب : “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته” ، فيأتي بواو العطف في قوله : “وعليكم”.
“رياض الصالحين” (ص 446) .
قال صاحبنا نورس قال ابن عثيمين :
🙁 وفي قوله عليه الصلاة والسلام : ( قل السلام عليك ) دليل على ان الانسان اذا سلم على الواحد يقول : السلام عليك ، وهذا جاء أيضا في حديث الرجل الذي يسمى المسيء في صلاته انه جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : *السلام عليك ، بالإفراد ، وهذا هو الأفضل* . وقال بعض العلماء : تقول السلام عليكم ، تريد بذلك أن تسلم على الإنسان الذي سلمت عليه ومن معه من الملائكة ولكن الذي وردت به السنه أولى وأحسن ، أن تقول السلام عليك ، الا اذا كانوا جماعة فانك تسلم عليهم بلفظ السلام عليكم .) أهـ شرح رياض الصالحين 7/310
وأما زيادة “ومغفرته” : فقد جاءت في بعض الأحاديث ، في إلقاء السلام ، وفي رده ، غير أنها لا تصح ، ومن هذه الأحاديث الواردة في ذلك :
1- عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم … بمعنى حديث عمران المتقدم وفيه زيادة : أن رجلاً رابعاً دخل فقال : (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أَرْبَعُون. ثم قال : هكذا تكون الفضائل) رواه أبو داود (5196) وقد ضَعَّفَ هذا الحديث بزيادة “ومغفرته” : ابن العربي المالكي ، والنووي ، وابن القيم ، وابن حجر ، والألباني ، رحمهم الله .
قال ابن القيم رحمه الله :
“ولا يثبت هذا الحديثُ ؛ فإن له ثلاث علل :
إحداها : أنه من رواية أبى مرحوم عبد الرحيم بن ميمون ، ولا يُحتج به .
الثانية : أن فيه أيضاً سهلَ بن معاذ ، وهو أيضا كذلك .
الثالثة : أن سعيد بن أبى مريم أحدَ رواته لم يجزم بالرواية ، بل قال : أظنُّ أنى سمعتُ نافع بن يزيد” انتهى .
“زاد المعاد في هدي خير العباد” (2/417 ، 418) .
وانظر “السلسلة الضعيفة” (5433) .
2- وعن أنس رضي الله عنه قال : كان رجل يمُر بالنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : السَّلامُ عَلَيْكَ يا رسول الله ، فيقولُ له النبيُّ صَلى الله عَليه وسلم : (وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه وَمَغْفِرَتُه وَرضْوَانُه) فقيل له : يا رسول الله ، تُسَلِّم على هذا سلاماً ما تُسلِّمه على أحدٍ من أصحابك؟ فقال : (ومَا يَمْنَعُني مِنْ ذلِكَ وَهُوَ يَنْصَرِفُ بِأَجْرِ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً) ، وكَانَ يَرْعَى عَلَى أصْحَابِهِ . رواه ابن السنِّي في “عمل اليوم والليلة” (235) . وهو حديث ضعيف جدّاً ، ضَعَّفَه ابن القيم في “زاد المعاد” (2/418) ، وضعفه الحافظ ابن حجر بقوله :
وأخرج ابن السني في كتابه بسند واهٍ من حديث أنس قال : كان رجل يمرُّ … .
“فتح الباري” (11/6) .
3- وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : (كنَّا إذا سلّم النبي صلى الله عليه وسلم علينا قُلنا : (وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته) رواه البيهقي في ” شُعَب الإيمان ” ( 6 / 456 ) ، وضعفه بقوله : وهذا إن صحَّ قلنا به ، غير أن في إسناده إلى شعبة من لا يحتج به.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
“وأخرج البيهقي في ” الشعب ” بسند ضعيف أيضاً من حديث زيد بن أرقم … فذكره” انتهى .
“فتح الباري” (11/6) .
وعلى هذا ، فأكمل صيغة ثبتت في إلقاء السلام : (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ، وأفضل صيغة في الرد : (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) .
قلت سيف :
5196 – حديث معاذ بن أنس قلنا في تخريجنا لسنن أبي داود :
[حكم الألباني] :
ضعيف الإسناد
قال سيف وصاحبه : إسناد ضعيف فيه سهل بن معاذ الجهني وهو ضعيف الحديث
وعبد الرحيم بن ميمون المدني (أَبُو مَرْحُومٍ) ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وراجع كلام المنذري في تعليل الحديث وأيضا ابن القيم.
وأخرج ابن السني في عمل اليوم والليلة عن أنس وفيه : يوسف بن أبي كثير وشيخه اتهموا بالوضع، ولفظه( كان رجل يمر بالنبي صلى الله عليه وسلم فيقول :السلام عليك يا رسول الله فيقول له : وعليك السلام وبركاته ومغفرته ورضوانه )
وورد في مسند أبي يعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيس بن مالك باسمك اللهم من محمد رسول الله إلى قيس بن مالك سلام الله وبركاته ومغفرته أما بعد :
فذكر فيه أنه استعمله على قومه….
وكذلك ورد في تاريخ البخاري والبيهقي في الشعب من حديث زيد بن أرقم وفيه كنا إذا سلمنا على النبي صلى الله عليه وسلم قلنا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته، وفيه علل.
وتراجع الألباني عن تصحيحها لكن تمسك بعموم الآية، المهم أن عموم الآية لا يدل على زيادة معينة لكن يزيد ما يشاء من التراحيب التي تعارف عليها الناس بل ذكر السعدي أن هذا العموم يشمل الفعل كزيادة ابتسامة
—-
وهذا بحث لبعض الأفاضل اوقفنا عليه بعض الأصحاب :
فهذه جملة من الأحكام والآداب والتنبيهات التي تتعلق بالسلام، وقد جعلتها في المحاور التالية:
لماذا اختير هذا اللفظ للتحية؟
اختير هذا اللّفظ دون غيره لسببين:
الأول: لأنّ معناه الدعاء بالسلامة من الآفات في الدين والنفس.
والثاني: لأنّ في تحيّة المسلمين بعضهم لبعض بهذا اللّفظ عهداً بينهم على صيانة دمائهم وأعراضهم وأموالهم.
الأمر بإفشاء السلام:
قال الله تعالى :{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [النور: 61].
والذي نص عليه المفسرون في تأويل هذه الآية ثلاثة أمور:
– أن يسلم الإنسان على أخيه إذا دخل بيته.
– أن يسلم على أهل بيته إذا دخل عليهم.
– أن يسلم على عباد الله الصالحين إن كان البيت خالياً كما سيأتي بإذن الله.
وقال نبي الله صلى الله عليه وسلم :«حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ». قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ :«إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فشمته، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ» [رواه البخاري ومسلم].
وقال :«السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض، فأفشوه بينكم؛ فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم» [رواه البزار].
قلت سيف : أعله بالوقف البزار والدارقطني 723 العلل وابن منده كما في التوحيد ، وابن حجر كما في فتح الباري. ( تحقيقنا لنضرة النعيم )
وعد النبي صلى الله عليه وسلم رد السلام من حق الطريق، قال صلى الله عليه وسلم :«إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ». فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا؟ قَالَ :«فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا». قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ :«غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ» [البخاري ومسلم].
الترغيب في إفشاء السلام:
ورغبت النصوص في إفشاء السلام، فهذه التحية اصطفاها الله لنا في الدنيا وفي الآخرة.
أما في الدنيا فلحديث أبي أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :«خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ. فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ» [متفق عليه].
وأما في الآخرة فلأن السلام تحية الملائكة للمؤمنين في الجنة، قال الله تعالى :{وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد/23، 24]،وقال :{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73].
وهو تحية أهل الجنة في الجنة:
قال الله عز وجل عن أهل الجنة: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [الأحزاب:44]، وقال سبحانه وتعالى: {لاَيَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا * إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلام} [الواقعة:26]، وقال: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ} [إبراهيم:23].
ولإفشاء السلام ثمرات:
منها:
أنه سبب للسلامة من الحقد وسبب لسلامة الصدر:
فعن البراء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«أفشوا السلام؛ تسلموا» [ابن حبان]. من طريق قنان كما في الصحيحة 1493
قلت سيف : اورده العقيلي في ترجمة قنان ، وقال : والمتن معروف بغير هذا الإسناد في إفشاء السلام باسانيد جياد . ( تخريجنا لنضرة النعيم )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» [رواه مسلم].
وفي إفشائه أجر كبير :
ثبت عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قال: السلام عليكم كتبت له عشر حسنات، ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله كتبت له عشرون، حسنة ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبت له ثلاثون حسنة» [رواه الطبراني].
وعن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال:…… فذكر حديثنا
وبإفشاء السلام يغتاظ اليهود:
فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :«مَا حَسَدَتْكُمْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى السَّلَامِ وَالتَّأْمِينِ» [ابن ماجة ].
قلت سيف : هو في الصحيح المسند 1586 ، وصححه محققو المسند.
ويعلوا المسلمون:
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«أفشوا السلام؛ كي تعلوا» [رواه الطبراني].
مسند أبي الدرداء بأكمله من المعجم للطبراني غير موجود . لكن حسنه المنذري في الترغيب وابن حجر في التلخيص وقال الهيثمي إسناده جيد . وفي الإرواء ذكره في شواهد حديث أفشوا السلام وبعضها في الصحيح ( تحقيقنا لنضرة النعيم )
قال المناوي رحمه الله (2/30):” أي يرتفع شأنكم ؛ فإنكم إذا أفشيتموه تحاببتم فاجتمعت كلمتكم ، فقهرتم عدوكم وعلوتم عليه . وأراد الرفعة عند الله”.
وإفشاء السلام خير الأعمال:
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنّ رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» [رواه البخاري ومسلم].
والمعنى: أي خصال الإسلام خير؟
ورحمة الله تنال بإفشاء السلام:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام» [رواه أبو داود والترمذي]. قلت سيف : هو في الصحيح المسند 477
والمعنى أطوعهم لله كما في رواية أخرى، وقال في عون المعبود:”قال الطيبي: أي أقرب الناس من المتلاقيين إلى رحمة الله من بدأ بالسلام” [14/70].
وإفشاؤه سبب للبركة الله:
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«يَا بُنَيَّ، إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ ؛ يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ » [الترمذي].
والحديث مطول عند أبي يعلى ونقل أصحاب المسند المعلل أن الترمذي قال : علي بن زيد صدوق إلا أنه ربما يرفع الشيء الذي يوقفه غيره . وقال شعبة حدثنا علي بن زيد وكان رفاعا . ولا نعرف لسعيد بن المسيب عن أنس إلا هذا الحديث بطوله .
وقد روى هذا الحديث عباد بن ميسرة المنقري هذا الحديث عن علي بن زيد عن أنس ولم يذكر فيه عن سعيد بن المسيب.
قال الترمذي : وذاكرت به محمد بن إسماعيل يعني البخاري فلم يعرفه ولم يعرف لسعيد بن المسيب عن أنس هذا الحديث ولا غيره .
وله طرق عن أنس كما في تنزيه الشريعة لكن العقيلي أنكره في ترجمة الازور .
وفي تنزيه الشريعة عزاه للخطيب لكن فيه أحمد بن بكر البالسي صاحب مناكير .
وسبب لمغفرة الذنوب:
لقول نبينا صلى الله عليه وسلم :«إن من موجبات المغفرة بذلَ السلام ، وحسن الكلام» [الطبراني] .
قلت سيف : وأخرجه البخاري في الأدب المفرد وفيه أنه كان يكنى بأبي الحكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم له : أنت أبو شريح .
قال شريح :
وإن هانئا لما حضر رجوعه إلى بلده أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرني بأي شئ يوجب الجنة ؟ قال عليك بحسن الكلام وبذل الطعام
وهو في الصحيح المسند 1181 وعلق الشيخ مقبل على كلام شريح أنه مرسل . لكن في الالزامات نقل أن الحاكم ذكره وقال : وهذا حديث مستقيم.
وإسناد الطبراني صححه الألباني خاصة أنه وجاده .
وهو من موجبات الجنة أيضاً:
ففي حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :«يا أيها الناس، أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا بالليل والناس نيام ؛ تدخلوا الجنة بسلام» [رواه الترمذي]. وهو في صحيح الترغيب 616 .
قلت سيف : لكن في المسند المعلل قال ابن أبي حاتم : سمعت أبي وسئل : هل سمع زرارة من عبدالله بن سلام قال : ما أراه ولكن يدخل في المسند ( المراسيل 221)
ونقلنا في تحقيقنا لنضرة النعيم الخلاف في سماعه حيث نقل عن حماد بن أسامة وسليمان بن حماد التصريح بالسماع والأكثر رووه بالعنعنة . حتى قال مقبل : التصريح بالسماع في سنن ابن ماجه خطأ من بعض النساخ أو غلط مطبعي أو وهم من بعض الرواة.
المهم : بمعناه من حديث عبد الله بن عمرو وحسنه محققو المسند 11/186
وسأل أبو شريح رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرني بشيء يوجب لي الجنة. قال :«طيب الكلام ، وبذل السلام ، وإطعام الطعام» [رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه] .
قلت سيف : سبق قريبا
التحذير من عدم البخل بالسلام:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«أعجز الناس من عجز في الدعاء ، وأبخل الناس من بخل بالسلام» [رواه الطبراني في الأوسط].
قلت سيف : رجح الدارقطني الموقوف 11/216 وصححه موقوفا ابن حجر . وعزو الشيخ الألباني الحديث لابن حبان على أنه مرفوع خطأ فالحديث عنده وعند غيره موقوف ، وورد عن عبدالله بن مغفل أخرجه الطبراني في الكبير وفيه زيد بن حريش لم يوثقه معتبر ، والحسن مختلف في عنعنته .
حرص الصحابة على هذه السنة :
مما يبين ذلك هذه الآثار:
عن الأغر أغر مزينة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر لي بجريب من تمر عند رجل من الأنصار ، فمطلني به ، فكلمت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :«اغد يا أبا بكر فخذ له تمره». فوعدني أبو بكر المسجد إذا صلينا الصبح ، فوجدته حيث وعدني ، فانطلقنا ، فكلما رأى أبا بكر رجلٌ من بعيد سلم عليه ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : أما ترى ما يصيب القوم عليك من الفضل ؟ لا يسبقك إلى السلام أحد . فكنا إذا طلع الرجل من بعيد بادرناه بالسلام قبل أن يسلم علينا [رواه الطبراني في الكبير].
من طريق محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر عن الأغر الزمني والراوي عن محمد بن إسحاق هو سلمة بن الفضل مختلف فيه وكاتبه عبدالرحمن بن سلمة الرازي ليس فيه تجريح ولا توثيق.
وورد من طريق ابن جريج عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال حدثني الأغر رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فقد يتقوى مع أن تدليس ابن جريج شديد .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنا إذا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتفرق بيننا شجرة ، فإذا التقينا يسلم بعضنا على بعض [رواه الطبراني].
راجع الصحيحة 186 . وورد من حديث أبي هريرة وهو في الصحيح المسند 1403
وفي موطأ مالك أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَخْبَرَهُ : أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَيَغْدُو مَعَهُ إِلَى السُّوقِ ، قَالَ : فَإِذَا غَدَوْنَا إِلَى السُّوقِ لَمْ يَمُرَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى سقَّاط وَلَا صَاحِبِ بِيعَةٍ وَلَا مِسْكِينٍ وَلَا أَحَدٍ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ، قَالَ الطُّفَيْلُ : فَجِئْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَوْمًا فَاسْتَتْبَعَنِي إِلَى السُّوقِ ، فَقُلْتُ لَهُ : وَمَا تَصْنَعُ فِي السُّوقِ وَأَنْتَ لَا تَقِفُ عَلَى الْبَيِّعِ وَلَا تَسْأَلُ عَنْ السِّلَعِ وَلَا تَسُومُ بِهَا وَلَا تَجْلِسُ فِي مَجَالِسِ السُّوقِ ؟ قَالَ : وَأَقُولُ اجْلِسْ بِنَا هَاهُنَا نَتَحَدَّثُ ، قَالَ : فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : يَا أَبَا بَطْنٍ -وَكَانَ الطُّفَيْلُ ذَا بَطْنٍ – إِنَّمَا نَغْدُو مِنْ أَجْلِ السَّلَامِ ، نُسَلِّمُ عَلَى مَنْ لَقِيَنَا.
هو في صحيح الأدب ، قال ابن حجر : إسناده صحيح ( روضة المحدثين )
قال ابن القيم : وفي الموطأ بإسناد صحيح فذكره
السلام : آداب وأحكام
وقد أخذت كثيراً منها من الموسوعة الفقهية الكويتية، فمن هذه الأحكام والآداب:
1- أن يكون التسليم بصوت مسموع يسمعه اليقظان ولا ينزعج منه النائم، فعند مسلم عن المقداد رضي الله عنه قال: “كنا نرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه من اللبن، فيجيء من الليل فيسلم تسليمًا لا يوقظ نائمًا ويسمع اليقظان”.
قلت سيف : أخرجه مسلم 2055
2- أن يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والصغير على الكبير، والقليل على الكثير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ». أخرجه مسلم وعلقنا عليه في الفوائد المنتقاة شرح مسلم
وفي لفظ: «والصغير على الكبير». أخرجه البخاري
ونقل الحافظ ابن حجر عن الْمَازِرِيّ قوله : ” لَوْ اِبْتَدَأَ الْمَاشِي فَسَلَّمَ عَلَى الرَّاكِب لَمْ يَمْتَنِع ؛ لأَنَّهُ مُمْتَثِل لِلأَمْرِ بِإِظْهَارِ السَّلام وَإِفْشَائِهِ ، غَيْر أَنَّ مُرَاعَاة مَا ثَبَتَ فِي الْحَدِيث أَوْلَى ، وَهُوَ خَبَر بِمَعْنَى الأَمْر عَلَى سَبِيل الاسْتِحْبَاب ، وَلا يَلْزَم مِنْ تَرْك الْمُسْتَحَبّ الْكَرَاهَة ، بَلْ يَكُون خِلاف الأَوْلَى ، فَلَوْ تَرَكَ الْمَأْمُور بِالابْتِدَاءِ فَبَدَأَهُ الآخَر كَانَ الْمَأْمُور تَارِكًا لِلْمُسْتَحَبِّ وَالآخَر فَاعِلا لِلسُّنَّةِ ، إِلا إِنْ بَادَرَ فَيَكُون تَارِكًا لِلْمُسْتَحَبِّ أَيْضًا ” انتهى من فتح الباري (11/17) .
3- أن يعيد إلقاء السلام إذا فارق أخاه ولو يسيرًا لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه» [أبو داود]. سبق
4- أن يسلم على أهل بيته عند الدخول عليهم كما سبق.
5- عدم الاكتفاء بالإشارة باليد أو الرأس، فإنه مخالف للسنة، إلا إذا كان المسلَّم عليه بعيدًا فإنه يسلم بلسانه ويشير بيده ولا يكتفي بالإشارة.
جاء عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، وإن تسليم النصارى بالأكف» [رواه الترمذي].
وإن أشار بالسلام لبعيد أو أصم فإنه يتلفظ به مع إشارته، وإن لم يسمع قوله؛ مخالفةً لمن أمرنا بمخالفتهم.
قلت سيف :
ذكرنا علله في مختلف الحديث . ومن صححه رأى أنه ليس في لفظه ما يستنكر وذكرنا أن من كره السلام إشارة لعله يقصد الاقتصار على الإشارة دون التلفظ
6- السلام في بداية المجلس وعند مفارقته لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة» [أبو داود والترمذي والنسائي].
قلت سيف : هو في الصحيح المسند 1431
((قال الطيبي : أي : كما أن التسليمة الأولى إخبار عن سلامتهم من شره عند الحضور ، فكذلك الثانية إخبار عن سلامتهم من شره عند الغيبة، وليست السلامة عند الحضور أولى من السلامة عند الغيبة، بل الثانية أولى؛ ( كذا قال والله أعلم بالصواب).
شرح صحيح الادب المفرد صفحة 131
وعن معاوية بن قرة عن أبيه رضي الله عنه قال يا بني إذا كنت في مجلس ترجو خيره فعجلت بك حاجة فقل السلام عليكم فإنك شريكهم فيما يصيبون في ذلك المجلس [رواه الطبراني موقوفا].
قال المنذري : رواه الطبراني موقوفا ومرفوعا والموقوف أصح.
7- أن يسلم على الصبيان إذا لقيهم، فعند مسلم أنه صلى الله عليه وسلم مر على صبيان يلعبون فسلم عليهم. أخرجه البخاري 6237 ، ومسلم 2560
وفيه دليل على التواضع والرحمة، كما أن فيه تربية الناشئة على تعاليم الإسلام وغير ذلك من الفوائد.
8- البشاشة وطلاقة الوجه والمصافحة.
فعن البراء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا» [رواه أبو داود].
قلت سيف :قال العقيلي : وانكره على درست وقد روي بإسناد آخر فيه لين أيضا. وكذلك أنكره ابن حبان على درست .
وورد من طريق ميمون بن سياه وهو في منكراته في الكامل
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر» [رواه الطبراني].
قلت سيف : فيه يعقوب بن محمد بن الطلحاء لم يوثقه معتبر.
وعن قتادة رضي الله عنه قال : قلت لأنس بن مالك رضي الله عنه : أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال :«نعم» [رواه البخاري].
وعن أنس بن مالك قال: “كان النبي إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل الذي ينزع” [رواه الترمذيٍ].
رواه أبو داود وضعفه المنذري . وذكره ابن حجر وعزاه إلى كتاب البر والصلة لابن المبارك
وهو عند الترمذي 2490 من طريق ابن المبارك وقال الترمذي : غريب
وذكره الذهبي في الميزان في منكرات عمران بن زيد
9- الحرص على السلام بالألفاظ الواردة في السنة، وعدم الزيادة عليها أو النقصان، أو استبدالها بألفاظ أخرى (صباح الخير، أو يعطيكم العافية) والمحذور أن تكون هذه الألفاظ بديلة للسلام، أما إن سلَّم السلام الوارد في السنة ودعا بعد ذلك بما شاء فلا بأس.
10- ألا يبدأ كافراً بالسلام فإن سلم عليه أحد من أهل الكتاب قال:وعليكم.
والكلام هنا في جهتين:
الأولى: أننا لا نسلم على أهل الكتاب، ولكن يجوز لحاجة البدء بغير السلام من التحايا، كطاب صباحكم. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام» [رواه مسلم].
الثانية: إذا سلّم علينا أهل الكتاب، وهنا لا يخلو حالهم معنا من أحد أمور ثلاثة ذكرها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع:
الأول : أن يقول بلفظ صريح : السام عليكم فيجاب : وعليكم .
الثاني : أن نشك هل قال : السام أو قال : السلام، فيجاب : وعليكم.
الثالث : أن يقول بلفظ صريح : السلام عليكم. فيجاب: عليكم السلام؛ لقوله تعالى : {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوه}.
فهذه الآية مع قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين :«إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم»، يدلان على هذا التفصيل، وإعمال النصوص كلِّها أولى من إهمال بعضها.
قال ابن القيم رحمه الله :” فلو تحقق السامع أن الذمي قال له: ” سلام عليكم ” لا شك فيه، فهل له أن يقول: وعليك السلام، أو يقتصر على قوله: ” وعليك ” ؟ فالذي تقتضيه الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة أن يقال له: وعليك السلام، فإن هذا من باب العدل، والله يأمر بالعدل والإحسان. وقد قال تعالى: {وإذَا حيَيتُمْ بِتَحية فَحيوا بأحْسنَ مِنهْا أوْ ردوه}، فندب إلى الفضل، وأوجب العدل.
ولا ينافي هذا شيئاً من أحاديث الباب بوجه ما، فإنه صلى الله عليه وسلم إنما أمر بالاقتصار على قول الراد ” وعليكم ” بناء على السبب المذكور الذي كانوا يعتمدونه في تحيتهم، وأشار إليه في حديث عائشة رضي اللّه عنها فقال: «ألا ترينني قلتُ: وعليكم، لما قالوا: السامّ عليكم» ؟ ثم قال: «إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم»، والاعتبار وإن كان لعموم اللفظ فإنما يعتبر عمومه في نطير المذكور، لا فيما يخالفه. قال تعالى: {وإذَا جاؤوكَ حيوْكَ بما لَمْ يُحيك به الله، وَيَقولُونَ في أنْفُسهِمْ لوْلاَ يُعَذبُنا الله بما نَقُولُ}، فإذا زال هذا اَلسبب وقال الكتابي: سلام عليكم ورحمة اللّه، فالعدل في التحية يقتضي أن يردّ عليه نظير سلامه، وباللّه التوفيق” [أحكام أهل الذمة 1/425].
11- سلام الرجل على المرأة والعكس:
ذكر أهل العلم أن الرجل يسلم على المرأة الأجنبية ويرد عليها السلام، وكذا المرأة تسلم على الرجل وترد عليه السلام بشرط أمن الفتنة ، وعدم المصافحة ، وترك الخضوع بالقول، فإذا لم تؤمن الفتنة ترك إلقاء السلام ورده أيضا.
سُئِلَ الإمام مَالِك هَلْ : يُسَلَّمُ عَلَى الْمَرْأَةِ ؟ فَقَالَ : أَمَّا الْمُتَجَالَّةُ (وهي العجوز) فَلا أَكْرَهُ ذَلِكَ ، وَأَمَّا الشَّابَّةُ فَلا أُحِبُّ ذَلِكَ . وعلَّل الزرقاني في شرحه على الموطأ (4/358) عدم محبة مالك لذلك : بخوف الفتنة بسماع ردها للسلام . وفي الآداب الشرعية (1/ 375) ذكر ابن مفلح أن ابن منصور قال للإمام أحمد : التسليم على النساء ؟ قال: إذا كانت عجوزاً فلا بأس به . وقال صالح -ابن الإمام أحمد- : سألت أبي يُسَلَّمُ على المرأة ؟ قال : أما الكبيرة فلا بأس ، وأما الشابة فلا تستنطق -يعني لا يطلب منها أن تتكلم برد السلام- .
وإذا كانت النساء جمعاً فيسلم عليهن الرجل . أو كان الرجال جمعاً كثيراً فسلموا على المرأة الواحدة جاز إذا لم يُخَفْ عليه ولا عليهن ولا عليها أو عليهم فتنة . روى أبو داود عن أَسْمَاء ابْنَة يَزِيدَ قالت : مَرَّ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسْوَةٍ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا .
قلت سيف :
بوب البخاري باب من سلم إشارة، وقالت أسماء :ألوى النبي صلى الله عليه وسلم بيده إلى النساء بالسلام. وراجع الصحيحة 823.
وراجع مختلف الحديث 51
12- قال صلى الله عليه وسلم «من بدأكم بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه» [الطبراني في الأوسط].
ورد من حديث ابن عمر وهو في الصحيحة 816
قلت سيف : لكن نقل الشيخ الألباني أن ابا زرعة قال : هذا الحديث لا أصل له .
ثم أورد في الصحيحة 817 حديث لا تأذنوا لمن لم يبدأ بالسلام . وفي أسانيده ضعف
أما شاهده حديث ( ارجع فقل السلام عليكم أأدخل ) هو في الصحيح المسند 1494 لكن أشار أبوداود لتعليله
المهم أحاديث الاستئذان بالسلام صحيحة .
13- ولا ينبغي أن يحب أحد القيام له عند اللقاء ، فعن معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار» [رواه أبو داود].
14- قال النووي رحمه الله :”إذا سلم على واحد قال سلام عليكم ، أو السلام عليكم بصيغة الجمع ، قالوا: ليتناوله وملكيه” [شرح مسلم 9/225].
15- وقال رحمه الله :” والأكمل أن يقول وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فيأتي بالواو ، فلو حذفها جاز وكان تاركا للأفضل ، ولو اقتصر على وعليكم السلام أو على عليكم السلام أجزأه ، ولو اقتصر على عليكم لم يجزه بلا خلاف ، ولو قال وعليكم بالواو ففي إجزائه وجهان لأصحابنا ، قالوا : وإذا قال المبتدى سلام عليكم أو السلام عليكم فقال المجيب مثله سلام عليكم أو السلام عليكم كان جوابا وأجزأه ، قال الله تعالى :{قالوا سلاما قال سلام}، ولكن بالألف واللام أفضل” [شرح النووي على صحيح مسلم 14/141].
16- ومن كان في صلاة فسُلم عليه رد بالإشارة .
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء يصلي فيه، فجاءه الأنصار ، فسلموا عليه وهو يصلي ، قال: فقلت لـبلال: كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي؟ قال: يقول: هكذا – وبسط كفه، وبسط جعفر بن عون كفه راوي الحديث وجعل بطنه أسفل وظهره فوق[رواه أبو داود والترمذي].
17- إذا دخل بيتا خاليا قال : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فقد روى البخاري في الأدب المفرد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : إذا دخل البيت غير المسكون فليقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. قال الحافظ : سنده حسن .
وحسنه الألباني في صحيح الأدب وراجع الضعيفة 6187
وقال مجاهد : “إذا دخلت المسجد فقل : السلام على رسول الله، وإذا دخلت على أهلك فسلم عليهم ، وإذا دخلت بيتا ليس فيه أحد فقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين”. [تفسير ابن كثير 3/306].
ونقله ابن عبدالبر عن ابن عباس وعلقمة وإبراهيم النخعي وعكرمة ومجاهد وأبي مالك وعطاء. …
وكذلك ذكر ذلك عنهم ابن بطال
وقال ابن عبدالبر : والذي ذكره مالك مجتمع عليه في من دخل بيتا ليس فيه أحد .
يقصد قول مالك : بلغني أنه إذا دخل البيت غير المسكون يقال : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. ( الاستذكار )
18- ثبت عند مسلم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم زار المقابر فسلم بقوله :«السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَلَاحِقُونَ ، أَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمْ الْعَافِيَةَ».
19- ولا يقال عند ابتداء السلام : عليك السلام.
ففي سنن أبى داود عنْ أَبِي جري الْهُجَيْمِيِّ رضي الله عنه قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ :«لَا تَقُلْ عَلَيْكَ السَّلَامُ ؛ فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى» .
ويوضح المراد من هذا الحديث ابن القيم رحمه الله في [زاد المعاد 2/383] بقوله :” وقد أشكل هذا الحديث على طائفة ، وظنوه معارضا لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في السلام على الأموات بلفظ «السلام عليكم»، بتقديم السلام ، فظنوا أن قوله : «فإن عليك السلام تحية الموتى» إخبار عن المشروع ، وغلطوا في ذلك غلطا أوجب لهم ظن التعارض ، وإنما معنى قوله : «فإن عليك السلام تحية الموتى» إخبار عن الواقع ، لا المشروع ، أي : إن الشعراء وغيرهم يحيون الموتى بهذه اللفظة كقول قائلهم :
عليكَ سلامُ الله قيسَ بن عاصمٍ ورحمته ما شاء أن يترحما
فما كان قيسٌ هُلْـكُه هُلكَ واحدٍ ولكنّه بنيان قومٍ تهدّما”.
20- ومن أرسل رسالة سلم على المرسل إليه فيها ردّ القارئ بعد قراءة السلام : وعليكم السلام.
21 – ولا يقول : السلام على من اتبع الهدى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كتبها إلى أهل الكتاب.
22- وإذا غلب على ظني أن المسلم عليه لن يرد فلا أترك السلام.
23- ووضع اليد على العاتق عند المقابلة والسلام مما لا حرج فيه.
24- وإذا سلم على جماعة ورد واحد أجزأ، وإن اشتركوا في ذلك أُجروا.
25- وإذا قال لك أحد : إن فلاناً يقرأ عليك السلام ، فالسنة أن تقول : عليك وعليه السلام.
26- ويسلم على الأنبياء إذا ذكرهم كما علمنا ربنا في كتابه، قال تعالى : {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} ، وقال: {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ}، وقال : {سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ}، وقال : {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ}، وقال :{ وسلام على عباده الذين اصطفى}.