1021 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة فيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وطارق أبي تيسير
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
—–”’———‘——–
الصحيح المسند
1021 الإمام النسائي عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله أو قال: يحبه الله ورسوله. فدعا عليا وهو أرمد ففتح الله على يديه
———-‘——-
مجموعة طارق ابي تيسير وفيصل البلوشي وفيصل الشامسي:
وخيبر مزارع وحصون لليهود كانت نحو مائة ميل في الشمال الغربي من المدينة سكنها اليهود كما سكن طائفة منهم المدينة نفسها لأن اليهود يقرءون في التوراة أنه سيبعث نبي وسيكون مهاجره إلى المدينة وتسمى في العهد القديم يثرب وكانوا يظنون أن هذا النبي سيكون من بني إسرائيل فلما بعث من بني إسماعيل من العرب حسدوهم وكانوا في المدينة ثلاث قبائل بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة وكان آخرهم بني قريظة الذين حكم فيهم سعد بن معاذ رضي الله عنه بأن تقتل مقاتلتهم وتسبى نساؤهم وذريتهم وتغنم أموالهم وكانوا سبعمائة فأمر النبي رضي الله عنه بقتلهم فحصدوهم عن آخرهم
أحاديث الباب:
– أخرج البخاري في صحيحه (كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، ح4210):عن سَهْلُ بنُ سعدٍ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال يومَ خَيْبرَ: “لأُعْطِيَنَّ هذه الرّايةَ غَداً رجلاً، يَفْتَحُ الله على يَدَيه، يُحِبُّ الله ورسولَه، ويُحِبُّه الله ورسولُه” قال: فباتَ النّاسُ يَدُوكونَ ليلتَهم أيُّهم يُعْطاها، فلمَّا أصبَحَ النّاسُ غَدَوْا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، كلُّهم يَرْجُو أنْ يُعْطاها، فقال: “أينَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ؟ ” فقِيْلَ: هو يا رسولَ الله يَشْتكي عَينَيه، قال: “فأرسِلوا إليه” فأُتيَ به، فبَصَقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في عَينَيه، ودَعا فبَرَأَ، حتَّى لم يَكُنْ به وجَعٌ، فأعطاه الرّايةَ، فقال عليٌّ: يا رسولَ الله، أُقاتِلُهم حتَّى يكونوا مِثلَنا؟ فقال: انفُذْ على رِسْلِكَ، حتَّى تَنزِلَ بساحَتِهِم، ثمَّ ادْعُهم إلى الإسلامِ، وأخبِرْهم بما يَجِبُ عليهم من حَقِّ الله فيه، فوالله لأنْ يَهْدِيَ الله بكَ رجلاً واحداً خَيرٌ لكَ من أنْ يكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ”
وأخرجه في موضع آخر من صحيحه (كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب علي بن أبي طالب)
وأخرجه مسلم في صحيحه (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب، وأخرجه أحمد في مسنده (ج37 ص477 ح22821 طبعة الرسالة).
– عن ابي هريرة ان رسول الله قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه، قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، قال: فتساورت لها، رجاء أن أدعى لها، قال: فدعا رسول الله، علي بن أبي طالب فأعطاه إياها، وقال: إمش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك، قال: فسار علي شيئا، ثم وقف ولم يلتفت فصرخ: يا رسول الله: على ماذا أقاتل الناس، قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك، فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله
وعند البخاري عن سلمة قال: كان علي قد تخلف عن النبي في خيبر وكان به رمد فقال: انا اتخلف عن رسول الله؟! فخرج علي فلحق بالنبي فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها، قال رسول الله: لاعطين الراية او لياخذن الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله او قال: يحب الله ورسوله يفتح الله عليه.
فاذا نحن بعلي، وما نرجوه، فقالوا: هذا علي فأعطاه رسول الله الراية ففتح الله عليه
عن أبي سعيد الخدري قال: إن رسول الله، أخذ الراية فهزها، ثم قال: من يأخذها بحقها؟ فجاء فلان فقال: أنا، قال: أمط، ثم قال النبي: والذي كرم وجه محمد، لأعطينها رجلا لا يفر، هاك يا علي، فانطلق حتى فتح الله عليه خيبر وفدك، وجاء بعجوتهما وقديدهما
وفي حديث سلمة بن الاكوع عند مسلم: ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد فقال: لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه ورسوله أو يحبه اللّه ورسوله. قال: فأتيت علياً فجئت به أقوده وهو أرمد حتّى أتيت به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، فبصق في عينيه فبرأ، وأعطاه الراية. وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب *** شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهّب
فقال علي:
أنا الذي سمّتني أمي حيدره *** كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه
– وفي روايات أن عليا قتل أخا مرحب وهو الحارث، وبارز علي قائدا يهوديا بعد مبارزة الزبير لياسر وكان هذا القائد يسمى عامرا، فقتله علي إمام الحصن
قال رسول الله حين طلع عامر: ترونه خمسة أذرع؟
وكان طويلا جسيما فلما دعا للبراز وخطر بسيفه وعليه درعان وهو مقنع في الحديد يصيح: من يبارز؟ فأحجم للناس عنه فبرز اليه علي فضربه ضربات كل ذلك لا يصنع شيئا حتى ضرب ساقيه فبرك ثم ذفف (أجهز عليه) عليه فاخذ سلاحه
وفتح الله على يديه حصن ناعم وهو من اقوى حصون خيبر
قلت سيف:
أورد قتال أخي مرحب البيهقي في الدلائل ولا يصح.
وكذلك كون مبارزته لقائد يهودي وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ترونه خمسة أذرع؟
إنما هي من طريق الواقدي. وقد كذب.
وكذلك أورد البيهقي أسانيد ضعيفة فيها أن علي بن ابي طالب قلع باب الحصن فكانت ترسه
وكذلك قتال ياسر أورده من مراسيل ابن إسحاق
وقد ذكر البيهقي أن قاتل مرحب محمد بن سلمة وقيل ابودجانه لكن قال البيهقي: اسانيدها منقطعة وفي الأحاديث الموصولة كفاية. (سنن البيهقي في باب السلب)
– أخرج أحمد في مسنده (ج38 ص97 – 98 ح22993 طبعة الرسالة): حدثنا زيد بن الحُبَاب، حدثني الحسين بن واقِدٍ، حدثني عبد الله بن بُريدةَ
حدثني أَبي بُريدةُ قال: حاصَرْنا خَيْبَر، فأَخَذَ اللِّواءَ أَبو بكر، فانصرف ولم يُفْتَحْ له، ثم أَخذه من الغَدِ عمرُ، فخرجَ، فرجعَ ولم يُفْتَحْ له، وأَصابَ الناسَ يومئذٍ شِدَّةٌ وجَهْدٌ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “إني دافعٌ اللِّواءَ غَداً إلى رجلٍ يُحِبُّه اللهُ ورسولُه ويُحِبُّ اللهَ ورسولَه، لا يَرجِعُ حتى يُفْتَحَ له” فبِتْنا طَيِّبةً أَنفُسُنا أنَّ الفتحَ غداً، فلما أَنْ أَصبحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، صَلَّى الغَداةَ ثم قامَ قائماً، فدعا باللِّواءِ والناسُ على مَصافِّهم، فدعا عليّاً وهو أَرْمَدُ، فتَفَلَ في عَيْنيهِ، ودفعَ إِليه اللَّواءَ، وفُتِحَ له.
قال بُريدةُ: وأنا فيمن تَطاوَلَ لها.
قال شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل الحسين بن واقد المروزي.
وأخرجه أحمد أيضاً في (فضائل الصحابة ج2 ص734 – 735 ح1009 طبعة دار ابن الجوزي).
قال وصي الله بن محمد عباس: إسناده صحيح.
– أورده في الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة ج7 قسم2 ص733)
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، والحسين بن واقد فيه كلام يسير لا يضر، أشار إليه الحافظ بقوله: “له أوهام””.
– قال مقبل بن هادي الوادعي في (الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين ج4 ص48 ح2450): “قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5 ص353): حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُبَابِ، حَدَّثَنِي الحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي بُرَيْدَةَ، قَالَ: حَاصَرْنَا خَيْبَرَ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ أَبُوبَكْرٍ فَانْصَرَفَ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ …
هذا حديث صحيح”.
قلت سيف: هو في الصحيح المسند 158
ووقفت أن محقق جامع العلوم والحكم ذكر حديثا وقال أن رواية حسين بن واقد فيها مناكير:
ثم وقفت على كلام للإمام أحمد يستنكر روايات حسين بن واقد عن عبدالله بن بريدة قال: عبدالله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد ما انكرها وابوالمنيب أيضا يقولون: كأنها من قبل هؤلاء. العلل ومعرفة الرجال 2/ 22. وقال مرة: ما أنكر حديث حسين بن واقد وأبي المنيب عن ابن بريدة العلل ومعرفة الرجال 1/ 301. انتهى ما أردت تقريره فعلى هذا الحديث لا يصح (سيف)
ونقل ابن أبي حاتم إنكارها أيضا فيما كتب إليه عبدالله بن أحمد بن حنبل قال أحمد: عبدالله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد ما انكرها يعني الأحاديث التي رواها حسين عنه … الجرح والتعديل 5/ 13
ونقل العقيلي قال أحمد وسأل عن أبني بريدة سليمان وعبد الله قال: أما سليمان فليس في نفسي شئ. وأما عبدالله ثم سكت ثم قال: كان وكيع يقول: كانوا لسليمان أحمد منهم لعبدالله بن بريدة أو شيئا معناه. … وقال وكيع: ان سليمان أصح حديثا يعني أبني بريدة. ثم نقل إنكار أحمد قال: روى عنه حسين بن واقد ما انكرها وابوالمنيب أيضا يقولون: كأنها من قبل هؤلاء (راجع ضعفاء العقيلي ترجمة عبدالله بن بريدة)
وكأنه لهذا السبب لم يخرج مسلم له إلا حديث واحد. فالزمه الدارقطني بإخراج بقيتها. ولا يلزمه لأنه قد يكون انتقى هذا الحديث.
وفي سؤال الجوزجاني سأل أحمد: سمع عبدالله من أبيه شيئا؟ قال: ما أدري، عامة ما يروي عن بريدة عنه، وضعف حديثه. نقله البغوي (المسند المعلل)
وقال إبراهيم الحربي: عبدالله بن بريدة وسليمان لم يسمعا من ابيهما. (تهذيب التهذيب)
بينما صحح حديثه يحيى فقال أحاديث حسين بن واقد عن ابن بريدة عن أبيه: هي صحاح قال ليس به بأس ثقة يعني الحسين بن واقد
سؤالات ابن الجنيد.
فالأرجح ضعف الحديث خاصة أن في الحديث الصحيح أن عمر قال: ما تمنيت الإمارة إلا يومئذ.
قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح الحديث
الحديث رقم 95 باب المبادرة إلى الخيرات
عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: (لأعطين هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله …. )
(فتساورت) هو بالسين المهملة: أي وثبت متطلعاً.
الشرح
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: (لأعطين هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله)، وفي لفظ: (ويحبه الله ورسوله) يوم خيبر: يعني يوم غزوة خيبر، وخيبر حصون ومزارع كانت لليهود؛ تبعد عن المدينة نحو مائة ميل نحو الشمال الغربي، فتحها النبي عليه الصلاة والسلام كما هو معروف في السير، وكان الذين يعملون فيها اليهود، فصالحهم النبي عليه الصلاة والسلام على أن يبقوا فيها مزارعين بالنصف، وبقوا على ذلك حتى أجلاهم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ في خلافته، أجلاهم إلى الشام وإلى أذرعات.
ففعل ـ رضي الله عنه ـ فلما مشى قليلاً وقف، ولكنه لم يلتفت؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: لا تلتفت
فقال: على ماذا أقاتلهم؛ قال: (قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)؛ وهذه الكلمة لها شروط ولها أمور لابد أن تتم، ولهذا قيل لبعض السلف: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مفتاح الجنة لا إله إلا الله)؟ فقال نعم، مفتاح الجنة لا إله إلا الله، لكن لابد من عمل؛ لأن المفتاح يحتاج إلى أسنان، وقد صدق رحمه الله: المفتاح يحتاج إلى أسنان، لو جئت بمفتاح بدون أسنان ما فتح لك.
فمن أتى بمكفر؛ فإن هذه الكلمة لا تنفعه.
ولهذا كان المنافقون يذكرون الله، يقولون: لا إله إلا الله، وأكد الله ـ عز وجل ـ كذب هؤلاء في قولهم: نشهد إنك لرسول الله، بثلاثة مؤكدات
ولما منع الزكاة من منعها من العرب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، واستعد أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ لقتالهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إلا بحقها) فقاتلهم ـ رضي الله عنه ـ على ذلك، وانتصر ولله الحمد.
فالحاصل: أنه ليس كل من قال لا إله إلا الله، فإنه يمنع دمه وماله، ولكن لابد من حق، ولذلك قال العلماء رحمهم الله: لو أن قرية من القرى تركوا الأذان والإقامة؛ فإنهم لا يكفرون، ولكن يقاتلون، وتستباح دمائهم حتى يؤذنوا ويقيموا، مع أن الأذان والإقامة ليسا من أركان الإسلام، لكنها من حقوق الإسلام، قالوا: ولو تركوا صلاة العيد مثلاً، مع أن صلاة العيد ليست من الفرائض الخمس، لو تركوا صلاة العيد وجب قتالهم، يقاتلون بالسيف والرصاص حتى يصلوا العيد، مع أن صلاة العيد فرض كفاية، أو سنة عند بعض العلماء، أو فرض عين على القول الراجح، لكن الكلام على أن القتال قد يجوز مع إسلام المقاتلين؛ ليذعنوا لشعائر الإسلام الظاهرة؛ ولهذا قال هنا: (إلا بحقها).
وفي هذا الحديث دليل على أنه يجوز للإنسان أن يقول: لأفعلن كذا في المستقبل، وإن لم يقل: إن شاء الله. ولكن يجب أن نعلم الفرق بين شخص يخبر عما في نفسه، وشخص يخبر أنه سيفعل، يعني يريد الفعل.
وسئل آخر: بم عرفت ربك؟ قال: بنقض العزائم وصرف الههم؛ فكيف هذا؟ يعزم الإنسان على شيء ثم تنتقض عزيمته بدون أي سبب ظاهر، إذن: من الذي نقضها؟ الذي نقض العزيمة هو الذي أودعها أولاً، وهو الله عز وجل، وصرف الههم؛ حيث يهم الإنسان بالشيء ـ وربما يبدأ به فعلاً ـ ثم ينصرف.
فوائد الحديث … :
وفي هذا دليل على أن المتسبب كالمباشر المتسبب للشيء كالمباشر له
وقد أخذ العلماء الفقهاء رحمهم الله من ذلك قاعدة بأن السبب كالمباشرة لكن إذا اجتمع سبب ومباشرة أحالوا الضمان على المباشرة لأنها أمس بالإتلاف
-والحديث يتضمن بشرى عامة وبشرى خاصة أما العامة فهي: قوله: يفتح الله على يديه.
وأما الخاصة فهي قوله يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
وكلاهما منقبتان لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
– واليهود أهل غدر دائما وابدا
– وفي هذا الحديث دليل على أنه يجوز للناس أن يتحدثوا في الأمر ليتفرسوا فيمن يصيبه
– وفيه أيضا دليل على أن الإنسان قد يهبه الله تعالى من الفضائل ما لم يخطر له على بال
– وفيه دليل على أن الإنسان قد يحرم الشيء مع ترقبه له وقد يعطى الشيء مع عدم خطورته على باله
– فالكفار يقاتلون ليذلوا لأحكام الإسلام فيعطون الجزية عن يد وهم صاغرون أو يدخلون في الإسلام.
– والجزية الصحيح أنه عام ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر وهم ليسوا أهل كتاب كما أخرجه البخاري
– ودليل آخر حديث بريدة بن الحصيب الذي أخرجه مسلم أن النبي كان إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه ومن معه من المسلمين خيرا وذكر في الحديث أنه يدعوهم إلى الإسلام فإن أبو فالجزية فإن أبو يقاتلهم
– أمره بأمرين
الأمر الأول: الدعوة إلى الإسلام
الثاني: قال وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه وهو السمع والطاعة لأوامر الله ورسوله. بعض الناس يدخل في الإسلام على أنه دين ولكن لا يدري ما هو ثم إذا بينت له الشرائع ارتد والعياذ بالله فصار كفره الثاني أعظم من كفره الأول لأن الردة لا يقر عليها صاحبها
– وفي هذا الحديث من الفوائد ظهور آية من آيات النبي صلى الله عليه وسلم
– وفيه أيضا آية أخرى وهو قوله (يفتح الله على يديه) وهو خبر غيبي ومع ذلك فتح الله على يديه
– وفيه أيضا من الفوائد أنه ينبغي نصب الرايات في الجهاد وهي الأعلام وأن يجعل لكل قوم راية معينة يعرفون بها كما سبقت الإشارة إليه
– وفيه أيضا من الفوائد تحري الإنسان للخير
– قوله: (فوالله لأن يهدي الله بك رجلا إلخ) يؤخذ منه أن تألف الكافر حتى يسلم أولى من المبادرة إلى قتله.
(11) / (12) / (2017) (8): (35) ص – ابواسامه البلوشي صحار: سُئِلَ عُمر – رضي الله عنه – عن قومٍ يَشتهُون المعصيةَ ولا يعملون بها؟
فقال: ” أولئك قومٌ امتحَن اللَّهُ قلوبَهم للتقوى لهم مغفرةٌ وأجرٌ عظيم! “.
[جامع العلوم والحكم || (1) / (255)]